آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 14:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في المنعطفات الحادة والجارحة، كل إنسان يضع جميع أوراقه على الطاولة.
يشلح ثيابه الداخلية والخارجية كلها، ويقف على جانب الجدار، مؤخرته إلى الخلف أو إلى الأمام لا مشكلة، كاشفًا عورته وثناياه الداخلية، يكشف المستور والمخبأ دون خجل أو حياء.
هكذا يحدث الأمر تحت سقف الجلاد في السجن أو في الحرب أو في الغربة.
في الأزمات نتعرى أكثر فأكثر أمام أنفسنا والآخرين دون خجل أو خوف.
في المنعطفات الخطيرة تسهل علينا العري، وتمنحنا طاقة التنكر لأنفسنا:
إن نكون نحن كما نحن على حقيقتنا، دون غطاء أو قناع.
في الظروف الطبيعية الأمور ململة، نحافظ على رصانتا الاجتماعية، من الخارج، ومكانتنا وهيبتنا الفارغة أمام الآخرين خوفًا أو خجلًا من ألسنة الناس، ونهرب من عيونهم الذئبية التي تأكل الأخضر واليابس.
ونحتاط حتى لا ننكشف على الأخرين، حتى لا نبان، فتحت الثياب كل شيء مخبأ.
في المنعطفات المدمرة ننكشف تلقائيًا، تنكسر القيود وتتفكك، ولم يعد مطلوبًا ستر غير المستور.
هل هذه التعرية ضرورية؟ هل نحن بحاجة لها؟ هل كنّا نريد أن ننكشف على أنفسنا والآخرين؟
العاهات المريضة والفاسدة موجودة، ولكنها مخبئة.
الكثير يخاف الخروج عن الاجماع, لأن روح القطيع قابعة في الجماعة.
هذا ليس توصيف لوضعنا. وأنما تفعلها, أغلب حكومات العالم, المتمدن والمتخلف.
الفرق بين الانتماء الأول للقطيع, والانتماء الحالي, هو أن الأخير مسخ
الحب أنقى وأجمل ما في الوجود، أنه يحمل حامله إلى مرابع الينابيع والسماء، يجعله يغني دون غناء، ويرقص دون أن يرقص.
إنه نبل، كالطائر الذي يبسط جناحيه فوق ربوع الزمان والمكان، يرقص دون حدود، ويدفع بخفقان قلبه في قلب الأخر إلى حدود اللا حدود، ويطلق تموجاته على أطراف الدنيا الأربع، وإلى عالم اللامحدود.
إذا خضع هذا الحب إلى قانون العرض والطلب، والحسابات الجانبية، لن يبقى حبًا أنما سوقًا للنخاسة، للبيع والشراء.
الحب كيان قائم بذاته ولذاته، أنه مستقل عن إرادة البشر، يمنحهم بعض من ذاته ليفرحوا بأنفسهم وبالحياة، وإذا اخضعوه لذواتهم، لعبوديتهم المريضة، سيمرض ويموت.
والناس مرضى
الحب للرسول أو النبي او أي شخصية عامة، اعتبره حب مفخخ.
عندما تلقن ابنك في سن الثانية أو الثالث من العمر، حبك للرسول، وتقدم هذا الأخير على أنه خارق للطبيعة والزمن والزمان والمكان، وتعزل هذا الطفل عن رؤية ما يدور حولنا من أبحاث وعلوم وأفكار وأدب وفن وموسيقا، وتحصره في شخص واحد وحيد، سيكبر على هذا الحب ولن يرى سواه.
هذا الحب، هو حب مصنوع. هذا الحب سيخترق وعي الطفل، وسيسترخي ويستقر في اللاوعي وفي وجدانه وعقله وضميره.
وسيكون مستعدًا لقتل أي إنسان يقترب من ميثولوجيته.
اعتقد أن المؤمن، هو خاضع للاوعي واللاعقل، هذا اللاوعي، أو العقل الباطن هو الذي يتكلم ويصلي ويصوم ويتعبد.
اقترح أن تتركوا أولادكم يكبرون إلى حين يصيرون في الثامنة عشرة، ثم أبدأوا في تلقينهم هذا الحب.
هذا ينطبق على كل الايديولوجيات الشمولية والأديان، لأن الدين أيديولوجية شمولية، وعلى القطيع أن يمتثل ضمنه.
بمجرد أن صرح أردوغان في أول يوم من الصراع على ناكورني كاراباخ، أنه سيدعم أذربيجان، وكتبت على هذه الصفحة، أن هذا المهرج الهزلي أخذ الضوء الأخضر من بوتين.
إلى هذه الدقيقة أقول أن هذا الكلام صحيح ومقتنع به.
بمعنى، كان هناك تحضير مسبق منذ زمن طويل لهذه العملية العسكرية المدروسة، كالتدريبات العسكرية المشتركة بين تركيا وشقيقتها الطورانية، وتم توريد الأسلحة الحديثة جدا والمتطورة جدًا إلى أذربيجان من تركيا وإسرائيل، وصمتت الولايات المتحدة وأوروبا، طبعًا، الصين الخبيثة موافقة طالما مؤخرتها لم تتبلل، وتم تجهيز الجيش لوجستيًا، وأرسلوا المرتزقة الى جبهة القتال.
وإن تركيا أصبحت الناطق الرسمي باسم أذربيجان.
جميع دول العالم أصبحوا اليوم متمسكين بالقانون الدولي في قضية كاراباخ، وكأن الشرف الرفيع هلّ عليهم من سابع سماء، وكأن كاراباخ هو الأقليم الوحيد في العالم المارق، نسوا أو تناسوا هؤلاء الديايثة أن إسرائيل بصقت على كل القوانين الدولية منذ العام 1948 وإلى اليوم، وكأن روسيا لم تحتل القرم، وكأن تركيا لم تحتل الجزء الشمالي من قبرص وسوريا، وكأن تركيا لم تحتل ليبيا والعراق.
هذه المنظمة الدولية الفاسدة، أضحت أحد الدكاكين المخجلة التي تبيع البضاعة الخردة والفاسدة، وفق معايير مزدوجة ومخجلة.
هذه البضاعة الفاسدة هي على مقاس الدول، ولأن جميع دول فاسدة.
الحب لديه القدرة الخارقة على إخراجك من وحدتك ووضعك في دائرة الحبيب، وقتها سيهز الزمن زمنه ويصدح، ويأخذك من يدك إلى يده، وترحلان معًا إلى ذلك المكان الذي كنتما فيه، إلى الخلود.
إن الحب خالد، كامن في الذات، لا يرحل ولا يغيب، إنه يحتاج إلى رعشة صادقة ليعود إلى الوعي وينطلق ويعود إلى ذاته، محملًا بالفرح، ويستقر في ذاتك.
مهما حاولت تغييب ذاتك عن ذات الحبيب، فإن ذلك الجميل الكائن في الجمال سيبقى، وسيخرج من ذاته ليعود إلى ذاتك، ويرقص أمام عينيك ويهزك ويقول لك أنا موجود بك.
استنبول
كانت الريح تصفر وتهب وتضرب النوافذ بثقل، والعاصفة ترعد وتصطك وجذوع الأشجار تكاد تتكسر والأغصان تتمايل كالمراجيح. ومدفأة الحطب تطقطق وتترنح من الهم والوجع والليل مظلم وثقيل وقنديل الزيت يرسل بعض الضوء وينير المطعم.
والنبيذ يدور بيننا, ويمدنا بالدفء والفرح، قال:
هذه البلاد عائمة على تناقضات العالم, بشرقه وغربه, شماله وجنوبه ولهذا تصلح أن تكون مركزه.
ثم صمت ليلتقط أنفاسه, أدار وجهه نحو النافذة, وعيناه تخبوان, وكأنه يتضرع لي وللمطر. وقلبه وعقله في مكان آخر. ثم قطب جبينه وأضاف بصوت موجوع:
ـ مدينة استانبول ولدت عاهرة.
وقفت مبهوتًا من هذا الكلام الصريح والمباشر من رجل عثماني يتكلم بطلاقة وثقة عالية بالنفس.
وفي هذه اللحظة أزداد المطر هطولًا حتى غدا سيولًا جارفة تكشط السماء والوديان والجبال. نظرت إلى وجهه المنطفئ وملامحه المنغلقة. والليل ينسحب من نفسه ليتمدد في جوف الليل. قلت له:
ـ يبدو لك أيها المنفي, أنك تخجل من ذلك الماضي؟
ضحك بصوت مجلجل وهستيري, وقال:
ـ ولماذا أخجل من هذه المتعددة الأبعاد والمرامي ومدينة الذنوب والإقياء. إنها استانبول مدينة القراصنة والبؤس. وتاجرة الرقيق الأبيض والأسود منذ أن ولدت.
ثم تنهد بعمق وخرج من صدره حشرجة مخنوقة.
قال:
كما قلت لك أنها عاهرة. تقع في الشرق ورغباتها في الغرب. وعندما تكون في الغرب تكون أحلامها وأمانيها ورغباتها في الشرق. اليوم هي في الشرق، مدينة المأزومين والمهزومين من داخلها، إذا لم يستطع أن يقتلها صوتها الداخلي سيمتصها البحر ويغرقها في يمه وتستريح. ويرتاح العالم منها.
فكرت في كلمات هذا الرجل الغريب وصراحته وقسوته وحقده، والحديث المباشر لرجل غريب مثلي. وأثنيت على شجاعته وسعة صدره، ثم عدلت موقفي وقلت لنفسي:
أنها لنرجسية غبية أن يسرد هذا الرجل لي تاريخ مملوء بالحيرة. ويجلد ذاكرته المتعبة. إنه شيء رهيب واستعراض مجاني للتاريخ, ثم استيقظت على صوته يقول:
إنها امبرطورية فسيحة جدًا, واسعة لكنها هشة من الداخل. بلاد بور, عذراء, أراضي شاسعة لم تفتح بعد. فيها أنهار عذبة, بحيرات وسهول واسعة, وديان وجبال, غابات وسواحل طويلة يلفها من كل مكان. لقد غزت نصف أوروبا ولكن أراضها لم تكتشف بعد. تنهد بعمق وأضاف:
اللحظة التاريخية بدأت عندما فكرت السلطنة في بناء قصر دولة بهجة على الضفة الغربية من البوسفور.
في هذه اللحظة نغل الشيطان في عقلي وهمس في أذني وقال:
قم, انهض يا مراد. لقد ولدت الساعة التي تنتظرها. نضج الوقت الذي كنت تحسب حسابه. شمر عن ساعديك. السلطنة تريد ان تغير جلدها ووجهها. إنها تريد أن تتخلص من أرثها وثوبها القديم. إنها تتغير!
ودون شعور مني صرخت في وجههّ:
ـ تتغير؟ إلى أين؟
ـ لا يهمني إلى أين. أنهم يريدون أن يتغيروا. من الصعب تفسير كيف اقتنعوا بذلك. ربما لم يعد يجدي أن تستمر دولة الأتاوات وفق الاجراءات القديمة. ولم يعد يجدي أن يبقى الناس مجرد رعايا وعبيد تحت نير عبودية العسكر ورجال الدين مرميون في مجاهيل التاريخ. الزمن قلق, يهز العروش القديمة ويبدل أوتاد البناء. وأضاف:
في الحقيقة لم يكن تنقصني المغامرة. سافرت كثيرًا, وصلت للمجد, لم يبق أمامي إلا أن أطرق هذا الباب الشرقي المغلق الذي بدأ يميل مع اتجاه الريح. ومبررًا لنفسي مقولة, المصلحة مغامرة, وعلي أن امتحن قدراتي وليكلفني ذلك ما سيكلفني, ليس بدافع المال, شهوته فقط, أنما البحث عن مغامرة جديدة, بحثًا عن الحرية.
ـ الحرية؟
ـ بالطبع, المغامرة حرية. كل محرقة تستفز دمك, كل فكرة غريبة تطرق بابك هي حرية, وكل مواجهة جديدة في الحياة هي حرية. وكل باب مغلق تفكر في فتحه هو حرية. أن تطأ أرضًا لم يطأها غيرك هي حرية. لهذا فأنت تدخل فردوسًا من صنع يديك. والمغامرة, شيطان نشط يدخل عقل الإنسان ويستفز خلاياه ولا يتركه إلا إذا حقق مراده.
عندما عدت من فرنسا وضعت تصورًا عما سأفعله, المشاريع التي سأنفذها. قلت لنفسي من أين ابدأ وكيف؟
وبعد أن استرحت بضعة أيام زرت صديقًا أرمنيًا لي, اسمه كرابيت باليان, هو أحد المهندسين الذين نفذوا بناء القصر مع ابنه ينكوجوس وأشرفوا على وضع اللمسات الاخيرة عليه. وهو صديق حميم للسلطان. وما أن سمع أفكاري حتى دبت الحماسة في قلبه. ومن فوره اتصل برئيس التشريفات في القصر السلطاني لترتيب اللقاء. وبعد بضعة أيام جاء الجواب إيجابيًا مضموغًا بموافقة الباب العالي.
بالمناسبة أن هذه العائلة هي ذاتها التي اشتغلت في فن العمارة لمدة خمسة أجيال فصمموا القصور والمساجد والحمامات والمباني الحكومية والكنائس.
بتقديري أن النظم السياسية والمعارضة في العالم الثالث، انتقلا بعد أحداث ال 11 أيلول 2001، نقلة نوعية في علاقتهما بالدولة والمجتمع، بمعنى:
فقدا صلتهما بهذين المكونين، الدولة والمجتمع.
أضحت النظم السياسية والمعارضة مجرد مشروع سياسي مدمر، لتعويم النظام الدولي وتعميق موقعه وتحسين وظائفه عبر التعاون الكامل معه.
نستطيع القول أنه نهج دولي قائم على تمزيق المناطق الهشة، سواء سياسيًا أو عسكريًا.
هذا يعني عمليًا انهاء مشروع الدولة الذي ساد بعد الحرب العالمية الأولى والثانية.
نحن في مرحلة لا دولة، أو نستطيع القول أنها مرحلة نظم فاعليتها قائم على تمزيق ما هو قائم، لإنتاج دول فاشلة خاضعة ومريضة ومدمرة.
أي شعب يثور على حاكمه هو على حق، وأنه صاحب القضية الحقيقية.
واي حكومة تقمع مواطنيها هي مجرمة وتستحق أن تقدم إلى المحاكمة وتجرم، ويجرم أعضاءها.
لهذا أقول أن ثورة العراق هي ثورة الحق ضد الباطل.
وإن هذا الشعب الصابر الحكيم، تحمل القهر والجوع والذل على يد النظام الطائفي القذر، يد المجرمين.
لقد باع هذا النظام الطائفي العراق الجبار لإيران والملالي ومن حق هذا الشعب أن يستعيد حقه في وطنه وأن يرمي نظامه المأجور في الزبالة.
إنه نظام مأجور لعدة جهات دولية وأقليمية ومحلية.
يا أحرار العراق لا تستسلموا ولتبقى الشوارع مزهوة بكم.
أريج إيشوع السريانية من محافظة الحسكة، قدمت نفسها في مسابقة أغاني ذي فويس على أنها من أصول عربية.
هذه الفتاة الحرة، أثلجت صدري لأنها قدمت نفسها بخيار شخصي. هذا يذهب في اتجاه تفكيرنا أن الانتماء القومي أو الديني أو الفكري هو حرية شخصية، وعلينا أن نكافح في وضع هذا القضايا الإشكالية في الدساتير، وليذهب التعصب الديني والقومي والفكري إلى جهنم وبئس المصير.
المتعصب دينيًا هو الاسوأ، ويأتي من بعده المتعصب القومي ثم الفكري.
إنهم يرون الحياة من زاوية مؤخرتهم الراقية، ولا غيرها.
جنون أردوغان بدأ عندما ذهبت مؤشرات مؤكدة على تراجع شعبيته في الداخل التركي بعد خسارة حزبه في الانتخابات الأخيرة محافظة استانبول.
إنه يريد أن يحل أزماته الداخلية، وملفات الفساد التي ستطاله وتطال زوجته وابنه وصهره وبقية عائلته، واستغلاله مناصب الدولة لتعيين اقرباءه.
إن رغبته في احتلال سوريا نابع من هزائم كثيرة منها تراجع الاقتصاد وتراجع ظروف المعيشة للمواطن التركي البسيط وخوفه من خسارة منصبه في الانتخابات القادمة.
إن مساحة تركيا حوالي 784 ألف كيلو متر مربع. وهذه الدولة يمكنها أن تتسع ل 300 مليون إنسان وربما أكثر، وتتوفر على مساحات مياه هائلة وأراضي خصبة وأنهار وبحيرات عذبة.
إن حجة أردوغان في احتلال سوريا ليس مقنعًا سياسيًا سوى الهروب إلى الأمام، فالبنان اصغر من تركيا ب 78 مرة وفيه مليون لاجئ وأكثر، ولم نسمع أن هذا البلد الصغير ابتز دولة من دول العالم.
وإن احتلال دولة لدولة بحجة الحفاظ على أمنها أيضًا ليس مقنعًا. وعليه حل القضية الكردية في الداخل التركي عبر إعطاء هذه القومية حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية والاعتراف بها كقومية ثانية في الدستور التركي.
إن احتلال شمال سوريا سيكون وبالًا على الدولة التركية في المستقبل وسيكلفها ثمنًا غاليًا لن تخرج منه بسرعة.
أردوغان السياسي وإردوغان الإنسان، مهزوم، ومكسور وسلوكه وتصرفه طوال فترة حكمه يشير إلى هذا، ويريد أن ينتصر انتصار المقتول على ضحيته.
جمال خاشقجي صحفي مأجور من عظام الرقبة للنظام العربي والإسلامي والعالمي الفاسد.
رجلًا تابعًا، وكلبًا نباحًا على موائد السلطة، قيمته لا تساوي ثمن عقاله.
ربما العظمة التي رميت له لم يستطع هضمها لهذا استحضرها ومضى بأكلها على مضض بعيدًا عن سادته وتاج رأسه.
وهذه الحملة المريضة وهذا الهياج العاصف في تعويمه تعبير عن سياسات السادة أصحاب شركات النفط والنهب المنظم ضد ما يسمى بدولة: السعودية
على السعودية ان تدفع المزيد من الجزية للولايات المتحدة أو شركاتها كما عبر عن ذلك شايلوك القرن الواحد والعشرين، التاجر المرابي ترامب.
من منكم يتذكر ناصر السعيد.
لقد تم تسليمه في بيروت في 17 ديسمبر العام 1979م إلى المخابرات السعودية بتعليمات من ياسر عرفات.
هذا الأخير، ياسر عرفات، باع معارضًا سعوديًا بعد خطفه.
أعدمته هذه الدولة بأسوأ أسلوب، رمته من الطائرة، حتى جثمانه لم يعرف أين هي إلى الأن، لقد ضاع في الفضاء ولم يدفن.
هذا العرفات كان زعيمًا فلسطينيًا، وكان يريد أن يصلي في القدس.
فلسطين لن تتحرر على يد العرب والمسلمين، هذا محال، أنهم يشبههون السنوار وعرفات وحسن نصر الله والخامئني وحافظ الأسد، وأبنه بشار، وصدام والقذافي.
تتحرر الشعوب عندما تتحرر العقول من أنانيتها وفسادها ودونيتها.
الثقافة هي الوعاء, الحامل, الخزان الذي ينهل منه الإنسان, ويتكئ عليه في حياته, يمد خطاه, يوجهه, ويأخذ بيد إلى حيث المركب, المركب منه.
لا يأتي المجرم أو المتوازن نفسيًا من عدم. تدخل الثقافة إلى جمجمته, تشكله, تصوغه وفق التصورات المرسومة له مسبقا.
الثقافة ممكن تخرج داعش, بشار أو حافظ, وممكن تخرج غاندي أو مانديلا.
علينا بالثقافة, لبناء الأجيال القادمة, ووطن جميل للجميع دون محسوبيات أو انقسامات اجتماعية.
ويل لامة ماضيها أفضل من حاضرها.
دائما نتحسر على ما فاتنا.
نقول البارحة في زمن الستينات أجمل وأرق، على الأقل كانت الناس لبعضهم البعض، وكان هناك حب وتعاضد وحس وطني سليم اتجاه القضايا المصيرية.
كنّا نعرف أن عدونا واحد هو اسرائيل.
أما اليوم دخل الحابل بالنابل، أصبح الحاكم العدو الاول، الديوث، جلب معه كل الأوساخ، حقده، دونيته، تشبعه في فرز الناس على أسس طائفية، ومد الجسور مع العدو من تحت الطاولة، وتكسير إرادة الناس في الحياة والحرية والعيش الكريم.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟