سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 09:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عند إعادة الذاکرة الى بدايات إندلاع الحرب الدامية والکارثية في غزة، فمن الصعب وغير الممکن أبدا عدم تذکر حالة السعادة والغبطة التي طغت على القادة والمسٶولون في نظام الملالي وکذلك في وسائل اعلامهم بحيث وصل الامر الى وصف إندلاع تلك الحرب بأنه مدد غيبي للنظام لکي يواجه الاوضاع السلبية التي سادت في إيران بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022.
حرب غزة التي إعتقد خامنئي بشکل خاص إنها ستخدم نظامه وستقلب الطاولة على خصومه، فقد رقص قلبه لها حتى لم يتمکن من إخفاء فرحته عندما قال يومئذ:" يحاولون تقديم إيران بأنها تقف وراء هذه الحركة، إنهم مخطئون"، والملفت للنظر إنه وفي الاشهر الاولى للحرب، فقد قام نظام الملالي بإستغلال هذه الحرب أيما إستغلال من أجل خدمة النظام ولاسيما من على منابر صلاة الجمعة ومن قبل قادة الحرس الثوري، وقاموا بتوظيف ذلك في مواجهة الضغوط الشعبية الکثيرة على النظام والتي هي وليدة الاوضاع السلبية المتفاقمة التي عجز النظام عن التصدي لها.
اليوم، وبعد مرور عام على حرب غزة الکارثية، وبعد تداعياتها بالغة السلبية على بلدان المنطقة الخاضعة لنفوذ نظام الملالي، فإن الملا خامنئي ومن خلال مشارکته في صلاة الجمعة في طهران وإلقائه خطبة باللغة العربية، سعى لإصلاح الموقف حيث أطلق جهاز الدعاية وقادة النظام البوق، معتقدين أنه سيكون العلاج الشافي لقواتهم الداخلية.
والملفت للنظر هنا إنه وفي 6 تشرين الأول/أكتوبر، قال قاليباف، رئيس البرلمان: "إن خطب الجمعة أرسلت رسالة قوة للعدو، وجلبت الهدوء للمجتمع، وبثت روح الأمل في جبهة المقاومة". كما كتبت وكالة أنباء فيلق القدس في 4 تشرين الأول/أكتوبر: "كان الهدف الرئيسي لقائد الثورة من إلقاء الخطبة الثانية باللغة العربية هو منح الأمل والمعنويات للمقاتلين على الأرض في هذه اللحظة الحرجة، خاصة بعد اغتيال نصر الله". وأشارت وسائل إعلام أخرى تابعة للنظام إلى أن المجتمع الإيراني كان بحاجة إلى إعلان رسمي من القائد لتعزيز المعنويات وكسر جو الحرب والقلق. وقطعا فإن تفسير(كسر جو الحرب والقلق)، يعني وبکل وضوح من إنه ليس الشعب الايراني الرافض والکاره للنظام فقط بل وحتى حرس النظام وأجهزته القمعية باتت تتخوف وتشعر بالقلق من جراء الاحداث والتطورات الجارية والتي تشير الى إقتراب النار من النظام نفسه.
الملا خامنئي ونظامه ومن خلال إثارة الحروب والازمات في المنطقة والعبث بالامن والاستقرار من أجل تحقيق أهداف وغايات النظام ولاسيما من حيث درء التهديدات المحدقة به داخليا، فإنه اليوم کما يبدو قد وصل الى نهاية خط هذه اللعبة الدموية المشبوهة بإثارة الحروب والازمات في المنطقة ومن دون أدنى شك فإن نهاية هذه الحروب تعني نهاية النظام لأنه عاش ويعيش عليها ومن دونها فإن نهايته حتمية.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟