أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - -تقاليع-رومانية في الكنيسة















المزيد.....

-تقاليع-رومانية في الكنيسة


ألفى كامل شند

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 03:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعبت الامبرطورية الرومانية فى كل عصورها (27 ق م – 476م) -(الغربية"395م - 480م" والشرقية"395م- 1453م")- دورًا مهمًا في المسيحية منذ اليوم الاول لولادة المسيح . فبحسب روايات الاناجيل"في تلك الايام صدر مرسوم من القيصر اغسطس بأن يكتتب كل المسكونة، فذهبا يوسف ومريم -أمه- لموطنهم ، وهي حامل به ليولد الطفل يسوع في مدينة بيت لحم، لتتحقق نبؤات الكتاب المقدس عن المخلص ( لوقا:الاصحاح الثانى). وفي المحاكمة وقرار الصلب والشهادة على قيامة المسيح، يذكر انجيل متى انه بعد دَفن السيد المسيح، ذهب رؤساء الكهنة إلى بيلاطس البنطى وقالوا له: "يا سيّدُ، قد تَذَكّرنا أن ذلك المُضِلّ قال وهو حيٌّ: إني بعد ثلاثة أيَّام أقُوم.فمُر بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذُهُ ليلًا ويَسْرقُوه، ويقولوا للشعب: إنه قام من الأموات، فتكون الضَّلالة الأخيرَةُ أشرَّ من الأولى(!)، فقال لهم بيلاطُس: "عندَكُم حُرَّاس. اذهبوا واضبطوه كما تعلَمُون. فمَضوا وضَبَطوا القبر بالحُرَّاس وخَتَموا الحجر" (مت 27: 63 ـ 69). وأيضا في نشر المسيحية ، حيث ساعدت شبكة الطرق التي أقامها الجيش الروماني ، واتساع أراضي الإمبرطورية الرومانية ، ووحدة اللغة في هذه الفترة في انتشار المسيحية ووصول الانجيل إلى جميع أجزاء الامبرطوريةالرومانية المترامية الاطراف شرقًا وغربًا ، حيث أعتبر العلامة اوريجانوس -وهو من أوائل أباء الكنيسة (185- 245م) - أن ظهور المسيحية فى زمن الامبراطورية الرومانية هو تدبير الهي. واجهت المسيحية في البداية عداء واضطهادًا من الرومان، فقد واجه المسيحيون هذه الاضطهادات القاسية بقوة من العلى، ولم تكن الاضطهادات التى تعرض لها المسيحيين -قبل الاعتراف بهم في القرن الرابع الميلادي- أسوأ ما حصدته الكنيسة الاولى من الامبرطورية الرومانية ، حيث يُجمع المؤرخون على أن تعرض المسيحيين لحملات اضطهاد متباينة خلق نوعًا من التماسك الجماعي بين أبناء هذا الدين السماوي وتأسيس الكنيسة على اساس استخدام الفلسفة اليونانية القديمة، لصياغة حقائق إبمانهم في قانون وعقائد للرد على الانتقادات وشرح الدين الجديد، مما أسفر لاهوتًا مسيحيًا في النهاية. ولعل أسوأ ماحصده المسيحيين من الرومان ولادة "المسيحية السياسية" مع إعلان المسيحية دينًا رسمياً للامبرطورية الرومانية فى عهد الامبرطور ثيودسيوس الأول، ودمج السلطة الزمنية والروحية معًا طوال القرون الوسطى، وهو ماكان محل معارضة من بعض أباء الكنيسة . وبحسب ما ورد في كتاب "الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى"، فإن القديس أمبروسيوس -المتوفى عام 397 والذي كان يشغل منصب حاكم ميلانو قبل أن ينضم إلى الكهنوت ويصبح أسقفاً- أكد على وجوب التمييز بين الدين والدولة، فبينما يمارس الإمبراطور أعلى سلطة زمنية، يجب أن يكون الإيمان والانضباط مجالًا خاصًا، فقد نقل هذا الدمج الصراع على السلطة من الخارج إلى الداخل.. من عبادة السلطان إلى أولوية أسقف على الآخرين ملوكًا وأساقفة، فقد تبنت الكنيسة الاولى هيكلية مركزية هرمية، كما تشبه شيوخ الكنيسة (الاساقفة) بصورة سلاطين ذلك الزمن.

أولوية أسقف روما:
مع تبني الكنيسة مفهوم للسلطة بصورة مغايرة لتعاليم المسيح الواردة في الاناجيل الاربعة عن السلطة والمقعد الاول والامتياز الروحي الذي طالبت به أم (ابنا زبدي) من المسيح بأن يُجلس ابنيها واحدًا عن يمينه والآخر عن يساره في ملكوته (متى 20: 20)، وتعليم المسيح لتلاميذه : «لاَ تَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ: لاَ عَصًا وَلاَ مِزْوَدًا وَلاَ خُبْزًا وَلاَ فِضَّةً، وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ (لو 9: 3) ، وتبني الكنيسة النظام الادارى المعمول به في الجيش والدواوين الرومانية الذي يقوم على السلطة المركزية الهرمية وحكم جميع أجزاء الإمبراطورية من روما ، والتسلسل الهرمي ( الاسقفية / القسوسية / الشموسية) ،و تقسيم الكنيسة إلى وحدات إدارية صغيرة ابروشيات تتمتع ببعض درجات الحكم الذاتي، وعلى رأس هذه الهيكلية الكنسية أسقف روما المساوى -مجازًا- للامبرطور الروماني، حيث تخضع لسلطته جميع كنائس الامبرطورية الاخرى، وقد تحول مبدأ مركزية السلطة الدينية -مع الوقت- إلى عقيدة رسمية فى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية مع مجيء غريغوريوس الأول الذي كان يشغل منصب عمدة مدينة روما، ثم تركه ليشغل بعدها منصب سفير بابا روما في القسطنطينية، وظل كذلك حتى ارتقى للكرسي البابوي عام 590 م وقد فرض سيادة البابوية القضائية على كراسي الأساقفة الشرقيين، وتبرير ذلك يأتى من اولوية بطرس على الرسل بناء على قول المسيح لبطرس قبل صعوده للسماء " أتحبني أكثر من هؤلاء. أرع غنمي (يو 21: 15: 17)، وحق أولوية خلفاءه بطرس أسقف روما على خلفاء بقية الرسل في الكنائس الاخرى ، وكان عاملا رئيسًا في حدوث الفرقة وانقسامات كنسية متتالية، بدأت مع مجمع خلقيدونية (451م) وانشقاق الاقباط والسريان والارمن بسبب الخلاف حول طبيعة المسيح. ومنذ ذلك الحين، يقول الاب القبطي متى المسكين في مذكراته : " فقد الأقباط الارثوذكس المصريين كل صلة بالعالم الخارجي، فقدان اللغة اليونانية التي كانت لغة اللاهوت والفلسفة والعلم، وهو ما جعلهم يفقدون الاتصال بالماضي والمستقبل، كما فقدوا تراثهم الآبائي بأكمله، وكانوا يعيشون في عزلة ذاتية فرضوها على أنفسهم نتيجة الخوف والوحدة والعزلة الطائفية". وفى القرن الحادي عشر انفصلت كنائس القسطنطينية وانطاكية وشقيقاتها الأرثوذكسية الخلقيدونية عن الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية، بسبب الخلاف حول قرار البابا ليو التاسع، الذي يطالب بأن يكون له سلطة على البطاركة الاربعة اليونانيين في الشرق والخلاف حول بعض الممارسات الطقسية. في أواخر فترة الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أصبح عدد متزايد من المسيحيين غير مرتاحين لهيمنة الكنيسة و السلطة البابوية، وفي القرن السادس عشر أطلق مارتن لوثر ثورة احتجاج ، أطلق عليه الإصلاح البروتستانتي، وساهم أخرون في نشأة الكنيسة البروتستانتية، من أبرزهم :جون كالفين ، أولريش زوينجلي، وحدث داخل الكنيسة البروتستانتية انقسامات كثيرة أفرزت طوائف عديدة . بمرور الوقت، تطوّرت سلطة البابا الزمنية شيئاً فشيئاً، واصطدمت في الكثير من الأحيان بنفوذ الملوك الاوربيين، كجمع الضرائب، إصدار باباوات روما قرارات الحرمان الكنسي بحق من يخرج عن طاعتهم، هذا بالإضافة إلى تعقب المفكرين والعلماء الذين خالفوا الاعتقادات الدينية السائدة.
رعاة وقطيع:
وعلى غرار المجتمع الروماني القائم على طبقات هرمية واضحة. تشكلت الكنيسة المسيحية من رعاة وقطيع؛ كما جاء في رسالة البابا بيوس العاشر (1835 – 1914) بعنوان “ hermentrnos” : "ان الكنيسة هي جوهريًا مجتمع متفاوت، أي مجتمع يحتوي على فئتين من الاشخاص الرعاة والقطيع ، وهاتان الفئتان متميزتين لدرجة ان فئة الرعاة وحدها تمتلك الحق والسلطة الضروريتين حتى تحرك وتوجه كل الاعضاء نحو الهدف النهائي للمجتمع ، أما القطيع فليس لها الا واجب واحد هو الانقياد كقطيع مطيع يتبع رعاته وينقاد لهم"مع تجنيب مشاركة العلمانيين في حياة الكنيسة.
تاج وعصا:
قدم مجوس الرومان لمولود مزود البقر (يسوع المسيح) في بيت لحم، هداياهم ذهبًا ولبانًا ومرًا ، وبناء عليه حمل شيوخ الكنيسة (الاساقفة)، التيحان على رؤوسهم والثياب المزركشة المتشحة بالذهب وعلى صدورهم الصلبان و الايقونات الذهبية وعصا القيادة في أيديهم والتبخير من الشمامسة أثناء قيادة الصلاة (!)…وهى أشياء استنكرها القديس يوحنا ذهبى الفم ،بطريرك القسطنطنية الذي جرد دار البطريركية من كل مظاهر الترف وعاش فقيرًا وتوفي سنة 407م في المنفى لتوبيخه ترف ملوك عصره وأهمالهم أحوال الفقراء، قائلًا: "لا تزين الكنائس ان كان أخيك في الشدة، هذا الهيكل (جسد الانسان) أكثر جلالًا من ذاك (هيكل الصلاة)؛ أنك تحترم هذا المذبح حينما ينزل اليه جسم المسيح ولكنك تهمله وتبقى غير مبال حينما يفنى ذلك الذى هو جسد المسيح". ومن أقواله :"ماذا ينفع تزيين مائدة المسيح بأوانى ذهبية اذا كان هو نفسه يموت جوعًا ، فاشبعه اولًا حينما يكون جائعًا". الغريب ان أباطرة العلم تخلوا عن ارتداء التيجان والصولجان والعصا، بينما القيادات المسيحية تتمسك بتلك المظاهر والرموز !. وقد امتد حرص رجال الكنيسة على السلطة في العصور الوسطى إلى عداوة العلم والتنكيل بالعلماء، والتضييق على الاكتشافات العلمية التي ل
ا تتفق والتفسير الحرفي لما جاء في الكتاب المقدس -حول خلق الكون وأنّ الشمس هي مركز الكون وليست الأرض - حتى يدوم لرجال الكنيسة احتكار مصدر المعرفة، وسيطرة رجال الدين على عقول الناس واستمرار قبضتهم على زمام السلطة الروحية والزمنية معا، وبمرور الزمن صارت بعض و"التقاليع" تقليدًا كنسيًا ينسب لعصر الرسل!



#ألفى_كامل_شند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنائس الكاثوليكية الشرقية ( الكنيسة القبطية الكاثوليكية)
- خصائص المدارس الكاثوليكية
- الكاثوايك على أرض مصر
- هل تغير موقف الكنيسة الكاثوليكية من المثلية الجنسية؟
- مصر أم الحضارات و ألاديان والخلود
- اللاهوت المسيحي والفلسفة
- الإرساليات الكاثوليكية ونهضة التعليم في مصر
- العثمانيون أيقظوا أوروبا وأصابوا الدول الإسلامية بالتخلف
- المعمودية بالماء من منظور تاريخي وديني
- رأى العلماء ورجال الدين عن فرضية وجود كائنات عاقلة في الفضاء
- قرأءة علمية للتطور من منظور مسيحي
- حقيقة الاساطير في الكتاب المقدس
- توماس مور القديس الكاثوليكي الشيوعي
- الاتحاد الأوربي والهوية المسيحية فى قكر المؤسس روبرت شومان
- اشكالية المرأة في الأديان الإبراهيمية
- لميلاد المسيح تاريخ عند الله
- العقائد الإيمانية في الأديان القديمة والكتابية ( القريان الم ...
- تجربة المسيح على الجبل وحياة الكنيسة
- الاصلاحى مارتن لوثر وبوادر نازية مبكرة
- وجود الشيطان حقيقي أم خرافة


المزيد.....




- وكالة فارس للأنباء تنفي ما يتردد في وسائل الاعلام عن نائب مم ...
- اليهود في ألمانيا.. مخاوف قديمة جديدة من معاداة السامية
- استمتع بأجمل الأغاني.. تعرف على التردد الجديد قناة طيور الجن ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تطلق صلية صاروخية على قاعدة -غلي ...
- ليبيا.. استنفار أمني واسع في الزنتان بعد توقيف منفذ عملية ا ...
- متظاهرون ينصبون الخيام أمام منزل نائب يهودي في أوهايو تنديدا ...
- أبو عبيدة: بعد عام من طوفان الاقصى جمهورية ايران الاسلامية ت ...
- القوات المسلحة اليمنية: نحيي مجاهدي المقاومة في غزة والضفة و ...
- امين عام كتائب حزب الله العراق: على المقاومة الاسلامية الاست ...
- “اضبطها الآن ودلعهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - -تقاليع-رومانية في الكنيسة