الأزمات في سنجار ومأساة الأهالي

داود سليمان ملحم

الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 17:15
المحور: حقوق الانسان
    

نقص الخدمات في سنجار هو مشكلة مستمرة منذ فترة طويلة، تفاقمت بشكل ملحوظ بعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة عام 2014 وما أعقبها من دمار للبنية التحتية وتشريد السكان. بعد تحرير المنطقة في 2015، كانت العودة إلى الوضع الطبيعي بطيئة، وما زالت المنطقة تعاني من مشاكل أساسية في الخدمات.

أبرز المشاكل التي تواجه سنجار:

1. البنية التحتية المدمرة: نتيجة للصراع مع داعش، تضررت أجزاء كبيرة من البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والطرق.
2. نقص الرعاية الصحية: الخدمات الطبية في سنجار محدودة للغاية. المستشفيات والمراكز الصحية تفتقر إلى التجهيزات الكافية والموارد البشرية المؤهلة. يعتمد الكثير من السكان على المساعدات الإنسانية للحصول على الرعاية الصحية.
3. ضعف التعليم: المدارس تضررت بشكل كبير ولا تزال تعاني من نقص في المرافق التعليمية، مما يجعل الكثير من الأطفال غير قادرين على الحصول على تعليم جيد.
4. المياه والكهرباء: الحصول على مياه صالحة للشرب هو تحدٍ كبير، والكهرباء غير مستقرة وغالبًا ما تكون مقطوعة لفترات طويلة.
5. إعادة الإعمار البطيئة: بالرغم من الوعود بإعادة إعمار سنجار، إلا أن الكثير من المشاريع لم تنفذ بشكل كامل، مما يؤثر على القدرة على استعادة الحياة الطبيعية.

أسباب نقص الخدمات:

• التوترات السياسية والأمنية: المنطقة تشهد توترات سياسية بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، بالإضافة إلى وجود فصائل مسلحة، مما يعوق جهود إعادة البناء.

• الهجرة والنزوح: الكثير من السكان لم يعودوا بعد إلى سنجار بسبب نقص الخدمات وانعدام الأمن، مما يؤثر على الجهود المجتمعية لإعادة بناء المدينة.


الهجرة من سنجار إلى الخارج تزايدت بشكل ملحوظ بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها المنطقة، خاصة بعد هجوم تنظيم داعش في عام 2014. هذا الهجوم كان كارثياً على المجتمع الإيزيدي الذي يشكل غالبية سكان سنجار، حيث تعرضوا للقتل والاختطاف والتهجير القسري، مما دفع الآلاف منهم إلى البحث عن الأمان خارج العراق.

أسباب الهجرة من سنجار إلى الخارج:

1. انعدام الأمن: الهجمات المتكررة وغياب الاستقرار الأمني جعلت الحياة في سنجار غير آمنة للكثير من العائلات، خصوصاً الإيزيديين الذين تعرضوا لأعمال إبادة جماعية على يد داعش.
2. نقص الخدمات الأساسية: كما ذكرت سابقاً، الخدمات الأساسية مثل التعليم، الصحة، والكهرباء تضررت بشدة، مما يجعل البقاء في سنجار صعبًا بالنسبة للعديد من السكان.
3. الأوضاع الاقتصادية السيئة: البنية التحتية المدمرة وعدم وجود فرص عمل كافية في المنطقة دفعت الكثيرين للبحث عن حياة أفضل في الخارج.
4. فقدان الأمل في العودة: رغم الجهود المبذولة لإعادة إعمار سنجار، يشعر الكثير من السكان بأن الأوضاع لن تتحسن بالسرعة الكافية لضمان حياة كريمة، مما يدفعهم للهجرة.
5. الاضطهاد الديني والعرقي: الإيزيديون تعرضوا لاضطهاد مستمر ليس فقط من داعش، ولكن أيضًا من توترات تاريخية بين مختلف الفئات في المنطقة، مما جعلهم يشعرون بأن الهجرة هي الحل الأمثل لتأمين حياتهم ومستقبلهم.

الوجهات الرئيسية للمهاجرين من سنجار:

• أوروبا: العديد من الإيزيديين وغيرهم من سكان سنجار اختاروا الهجرة إلى دول أوروبية مثل ألمانيا والسويد، التي قدمت برامج لجوء إنساني واستقبلت آلاف اللاجئين.
• تركيا: تركيا تعتبر محطة مؤقتة أو دائمة لبعض المهاجرين من سنجار، حيث يقيمون هناك قبل محاولة الانتقال إلى أوروبا أو البحث عن فرص أفضل.
• أستراليا وكندا: بعض العائلات اختارت الهجرة إلى هذه الدول التي فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين من العراق وسوريا.

التحديات التي تواجه المهاجرين:

1. إجراءات اللجوء: بعض الدول الأوروبية تشدد إجراءات اللجوء والهجرة، مما يجعل رحلة الهجرة طويلة ومعقدة.
2. التكيف مع الثقافات الجديدة: المهاجرون يواجهون تحديات في التكيف مع المجتمعات الجديدة والثقافات المختلفة.
3. فقدان الهوية: الكثير من المهاجرين يشعرون بفقدان هويتهم الثقافية والدينية بعد الهجرة، خصوصاً مع العيش في بيئات جديدة.
4. العيش في مخيمات اللجوء: قبل الوصول إلى وجهاتهم النهائية، يضطر الكثير من المهاجرين للعيش في مخيمات أو ظروف صعبة على حدود الدول.


تعرض الإيزيديون في مخيمات النزوح في العراق لخطابات كراهية وتمييز هو مسألة خطيرة تعكس التوترات الاجتماعية والعرقية المستمرة في المنطقة. هذه الخطابات تؤدي إلى تفاقم معاناتهم وتزيد من صعوبة عيشهم في المخيمات.
الاستغلال السياسي والإعلامي: بعض الأطراف قد تستغل مشاعر الكراهية تجاه الإيزيديين لأغراض سياسية أو إعلامية. هذه الخطابات يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجيات أكبر للتأثير على الرأي العام أو تعزيز الأجندات السياسية.
في الأونة الأخيرة تزايد خطابات الكراهية للأيزيديين في مخيمات النزوح ما دفعهم الى الفرار والتوجه نحو سنجار
حيث خرج 1200 أسرة نازحة للهروب من المخيمات بسبب التهديدات والخطابات ضدهم .
وفي هذا السياق، أشار نشطاء من المجتمع الأيزيدي إلى أن خطابات الكراهية لم يقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل امتد إلى المنابر الإلكترونية، مما يفاقم من خطورة الوضع ويزيد من احتمالات تعرض الإيزيديين لمزيد من العنف والاضطهاد.

#داود_سليمان_ملحم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات