آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 16:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الغريب، هو ذلك الكائن الذي لا يشعر بأي لذة في أي مكان من هذه الحياة.
وإنه فاقد القدرة على الذهول أو الاستغراب، ولا مكان محدد له يعيد له الألفة والألق والاستقرار، وفي علاقته بالمكان هي لا علاقة.
الكثير ذهب ليكسر الحجارة، وكنت معهم، بيد أن القصد كان هناك رغبة في صنع الأصنام، لتسترخي وتستقر في العقول.
الأصنام ليست حجارة صماء، أنهم كائنات متحركة في الرؤوس.
تسطع الشمس على الظل لتخلف وراءها شمس أخرى وظل، تكتب حروف من ماء ونار، وحقائق مخبئة ومجهولة.
هل أنت أيضًا تشتاق للقراءة، للكتاب، تشعر أنه صديق لك، وتخاف منه أيضًا إذا خذلك، إذا لم يلب رغباتك أو متطلباتك، أن تصاب بخيبة أمل منه؟
أية سلطة في العالم لا يهمها إلا نفسها. هي تستعير لنفسها من خارجها قوى لتمثيلها أو حماية لبقائها.
ليس مهمًا من يقودها أو يسير شؤونها أو امورها, زيد أو عبيد من الناس, حافظ أو بشار, الطائفة العلوية أو السنية, القبيلة الفلانية أو العشيرة العلانية, القومية العربية أو التركية أو الارمنية, الديمقراطيين أو الديكتاتوريين.
هي تمشي بشكل ممتاز, فقط أعرف كيف تمسك باللجام والمهماز.
السلطة كالحرباء, ملونة الجلد، في الشكل والمضمون, مرنة جدًا, تتأقلم مع من يمسك مقودها ويحقق مطلبها, حسب الطلب والحاجة, وحسب متطلبات الزمن والمكان.
الدولة التي لا تقبض على مجالها السياسي، ليست دولة. الدولة مفهوم ذكوري قائم على العنف.
وعندما تفقد الدولة العنف المباشر تتحول إلى شيء أخر.
إن هذا النموذج من الدولة تخفي القصاص الطقوسي المباشر، وأن جسد المجتمع المعاقب يختفي من المشهد العام ليرزح وراء أحجية أو ستارة أي لا يرى بالعين المجردة.
القانون يفعل فعل العنف ولكن ملمسه ناعم وسلس، بيد أنه أكثر سمية.
المخنث خبيث وباطني وفعله أكثر شراسة وقسوة، ولا يقبض باليد.
لم أعد أومن بالرموز، ولا بالمقامات العالية، ولا أصفق لهذا البطل أو ذاك، ولم أعد أومن بالبطولات الخلبية الذي يصنعها الطغاة وأجراءهم وعبيدهم.
الطريق واضح، لا لبس فيه بالنسبة لي، أختاره وأمش فيه.
عليك أن تناضل من أجل دولة المواطنة، وقيم المواطنة في مجتمع مدني حر، يتناغم مع دولته عبر مؤسسات منتخبة.
بهذه الحالة، أقول:
ـ أن حسن نصر الله مجرد تابع فاشل لمشروع فاشل، لمشروع لا وطني.
إنه تابع لواحد دجال، ونصاب، أسمه الولي الفقيه، الذي لا يمثلني، ولا يشرفني.
ولا أريد أي انتصار يأتي منه، لأنه ممثل لدولة أخرى، خارج حدود لبنان.
وعلى الطرف الثاني، هناك شبح، دجال، اسمه السنوار، تابع ورخيص وكذاب كمان.
هذا الرجل الفارغ، أدخل المجتمع الغزاوي في نفق قاتل، في مواجهة غير متوازنة، فيه الغلبة لإسرائيل واضح، التي دمرت كل جميل في الإنسان والحياة.
أبهذه الناس ستتحررون؟
ستتحرون من ماذا؟
إذا انتصرتم، ما هو انتصاركم، هل هو لبقاء الدكتاتور وزلمه وقواده، لبقاء طويل العمر وعشيرته وقطيعه وأمراضه الدينية؟
هل هو لبقاء ثقافة القطيع، واستمرار الأمراض الثقافية التي نحن جزء منها؟
الصين وضعت مليون مسلم من قومية الإيغور في معسكرات الاعتقال المغلقة، لإعادة إنتاج مجتمع متجانس. ومحاولة إلغاء الدين الإسلامي من نفوس هؤلاء الناس المظلومين دون سبب إلا لكونهم ينتمون إلى دين مخالف للأيديولوجية السائدة في هذه الدولة.
الطامة الكبرى أن جميع الدول الإسلامية وقفت وقفة رجل واحد مع الدولة الصينية ضد هؤلاء، وصمتوا صمت الأموات عنهم.
ولم نسمع من أردوغان المسلم، المجعجع، كلمة واحدة دفاعًا عنهم، بالوقت الذي نرى دمه يكاد ينفجر في وجهه من كثرة الصراخ والضجيج في أماكن كثيرة من البلدان الإسلامية كأذربيجان ومسلمي الروهنغا في بورما الفقيرة.
والسبب أن الصين وضعت في بنوكه مليار دولار كاستثمار، فصمت وجلس على مؤخرته كالكلب الذليل.
وما تفعله الصين الاستبدادية يناسب تمامًا الأنظمة الاستبدادية في البلدان الإسلامية، لهذا بينهما وحدة حال، وليذهب إسلام هؤلاء البسطاء فرط عملة بين هذا وذاك.
بينما قطر وتركيا الصامتتان عن الإيغور، نراهما يمولان الحركات الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالمال السياسي المباشر والمستتر، لنشره في ربوع هذه البلاد، تحت أنظار وأشراف هذه الدول وصمتها المطبق، بل لتطابق المصالح بينهما.
لدى الكثير من الناس اسئلة، لماذا يحدث هذا؟ لماذا يتم تمويل بناء الجوامع والدعم المعلن والواسع للإسلام السياسي والتنظيمات الإسلامية الشيعية والسنية في البلدان الغربية ولا يحدث هذا للإيغور في الصين؟
هل هو ضعف الدولة في هذه البلدان؟ أم حاجة لنشر الجهل والانقسام الاجتماعي كجزء من رغبة مبيتة في هذه البلدان لتغذيته ونشره لتتحول هذه البلدان إلى بلدان عاجزة سياسيًا واجتماعيًا؟
ما الغاية الحقيقية من ذلك؟
كما هو معلوم أن، الدولة أي دولة، في العالم كله، ترغب وتريد أن يبقى الناس جهلاء ومنفصلين عن عالمهم، وأفضل طريقة لذلك هو الدين.
وإذا فشل الدين الإسلامي الممول إسلاميًا في نشر الجهل والتخلف في أوروبا والولايات المتحدة، ربما يقومان بأحياء الدين المسيحي مرة ثانية، وإعادة الميت إلى الحياة واردة جدًا.
وفي الحرب الدائرة في القوقاز، نرى جعير أردوغان وطاقمه الحاكم لا يتوقف ومن وراءه الطرش السياسي الدولي الصامت صمت الأموات على المذبحة التي ترتكب بحق المدنيين في كارباخ.
والمسلمين في العالم كله يساندون أخوتهم في الدين والمصير في أذربيجان ويسكتون سكوت الأموات عن المذبحة التي تحدث للمسلمين الإيغور، وربما لم يسمعوا بهم، لهذا نذكرهم.
بتقديري أن النظم السياسية والمعارضة في العالم الثالث، انتقلا بعد أحداث ال 11 أيلول 2001، نقلة نوعية في علاقتهما بالدولة والمجتمع، بمعنى: فقدا صلتهما بهذين المكونين، الدولة والمجتمع.
أضحت النظم السياسية والمعارضة مجرد مشروع سياسي مدمر، لتعويم النظام الدولي وتعميق موقعه وتحسين وظائفه عبر التعاون الكامل معه.
نستطيع القول أنه نهج دولي قائم على تمزيق المناطق الهشة، سواء سياسيًا أو عسكريًا.
هذا يعني عمليًا انهاء مشروع الدولة الذي ساد بعد الحرب العالمية الأولى والثانية.
نحن في مرحلة لا دولة، أو نستطيع القول مرحلة نظم فاعليتها قائم على تمزيق ما هو قائم لإنتاج دول فاشلة خاضعة ومريضة ومدمرة.
مجموعة بريكس، تتضمن خمس دول، وخمس دول قدموا طلبات الانضمام. وهذه المجموعة تدعو إلى إعادة هيكلة النظام الدولي الجديد، الذي يؤمن بالتعددية، وينبذ التفرد في صنع القرار على الصعيد الدولي، وإن هذه التشكيلة، ومؤسساتها، تؤكد بأنها ذات طبيعة اقتصادية، إلا أن الغاية السياسية لها تظهر جليًا من خلال استقطاب القوى الدولية الرافضة للهيمنة الأمريكية، والنظام الدولي الأحادي القطب.
هناك الأرجنتين وأندونيسيا وتركيا والمكسيك وإيران قدموا طلب الانضمام.
وأغلب الدول النامية متضررة من الدولار والقطبية الواحدة.
روسيا والصين لهما خبرة في الصراعات القطبية، واستطاعا أن يبلورا مجموعة لها دور في تغيير بنية العالم.
العالم السياسي عم يتغير بصورة دراماتيكية، هذا نتاج نهوض دول لها وزن سياسي واجتماعي، وكتل اقتصادية عم تكبر ولا يمكن تجاهلها.
عشت في السجن مع مئات السجناء، رفاق وأصدقاء، ومن مشارب مختلفة لعشرات السنين، شيوعيين، بعثيين، ناصريين، إخوان مسلمين، وأحزاب كردية، ومتفرقات.
كان لدينا قناعات مختلفة، وفي مكان مغلق لا نرى فيها النساء إلا من خلال الزيارة، ساعتين في الأسبوع، نرى أمهاتنا وأباءنا وأخواتنا.
بالنسبة لي كنت أرى أهلي كل ثلاثة أشهر او أكثر، وفي سجن تدمر لم أر أي شيء مدة خمس سنوات، وهذا ينطبق على جميع السجناء.
بمعنى، أغلبنا عاش الكبت والحرمان على أصوله، لم نر المرأة، ولم يكن لدينا وسائل لرؤيتها، وعشنا جوع لهذه المرأة.
مع هذا لم أسمع بحالات وقعت معنا، شذوذ أو ابتذال عند الحديث عنها.
كنا نحلم بها، بالجمال، بالحرية مع المرأة، بالحب. وبكل صراحة لم نكن نتحدث بالموضوع الجنسي اطلاقًا، نستدعي المرأة كهدية من القدر، كفراشة ملونة تطير من زهرة إلى أخرى.
كنّا نملك قناعة، أيمان بالحياة، بالتغيير نحو الأفضل، هذا اعطانا القوة على التحمل أن نبقى أقوياء على التحمل، نقرأ أغلب مصادر الثقافات العالمية، الكتب السياسية، الفكرية، الأدب، التاريخ والفن، نتحدث مع بعضنا في الشؤون العالمية، نتحاور، نسمع فيروز، نضحك عندما نشرب الشاي مع بعضنا، نطلق النكات ونغني، ونعمل مجموعات للطعام.
خرجنا من السجن ممزقين على كل الصعد، لكننا لم نهبط إلى السفالة كرجال الدين، شذوذهم، ممارساتهم القميئة. هذا يدل على أن إيمانهم بأفكارهم وقناعاتهم كانت مشوهة، قاصرة، عاجزة.
العيب في القناعات، الانتماءات، في الخضوع للرغبات، الاستعداد النفسي للشذوذ.
هذا الوحش سيأخذ منّا ما تبقى لنا من حلم.
حتى الخابور الحزين سيرحل إلى مواضع أخرى من السماء، وربما سيسرقه ذاك، صاحب الناب المسنون ويضعه تحت خوذته، أو على الجهة الأخرى من سيفه الذي ينقط الدم.
يا مستودع الآلهة أين تقضين وقتك في ظل هذه القباحة القذرة؟
كنت انتظر عصافير الضوء في رحيق الفجر يا أمي, سحبت البحر إلى شرفتي ليشرب قهوته بصحبة الشفق.
قالت:
ـ تعال يا أبنتي, البرد ليس صديقًا كما تظنين. إنه مراوغ, يلسع ويهرب مثل أي لص يضع على صدره ملاءة بيضاء حتى يتفيأ صمت الغائبين.
ـ صوته على الباب يا أمي. هل تسمعين؟
ـ لا.
ـ إنه هالة نور, بنفسجة فوق ظل زهرة. غيمة معلقة في رحاب السماء. نبض الحياة اليقظ يرقص بيننا بين الفينة والأخرى.
ـ هل هو ملاك. رياح أو إعصار مصحوب بالمطر والرعد, أوراق فوق أوراق أو شظايا زمن أخر؟
ـ جاء من فوق الفجر يا أمي وما زال في طريقه إلى الرحيل إلى السماء. أنظري إلى ورقته, رسالته في يدي, أداعبها.
ـ ربما هي إضغاط أحلام يا أبنتي. العشاق يرفرفون فوق أجنحة الخيال, يطيرون. تماسك, فالضوء رحلة الكائن إلى الخلود.
ـ العشق يا أمي, هو رحلة الكائن إلى الخلود.
لقد تم إبادة مليون ونصف أرمني في العام 1915 غدرًا دون إنذار مسبق.
تم التخطيط لهذه الإبادة بسرية تامة على أعلى مستويات الدولة، من طلعت باشا إلى أنور باشا وجمال باشا، والقرار تم تنفيذه بدقة.
لقد نظموا نقل السكان وأخذهم من بيوتهم مباشرة وهم شبه عراة دون خبز أو طعام أو ماء أو لوازم النقل أو أدوات النقل كالعربات أو الحيوانات، ولم يأخذوا الحاجات الاساسية.
نظموا الناس العزل في قوافل، كل قافلة تسير مثل مجرى نهر، تأتيه فروع من اليمين واليسار ومختلف الجوانب تلتحق بالمجرى العام وتكمل الطريق. هناك عشرات القوافل التي كانت تسير على الأقدام تبدأ من استانبول وتمر بين المدن فيلتحق بها الأرمن المرحلين بالقوة العسكرية دون أن يدروا إلى اين وجهتهم.
يصعد المؤذن من على منبر الجامع في كل قرية أو مدينة ويطلب من الناس التجمع في الساحة العامة، وعندما يتجمعون يطلبون من الأتراك والأكراد والمسلمين الذهاب إلى بيوتهم، ويطلبون من الأرمن الالتحاق بالقافلة.
في الطريق القسم الأكبر مات من العطش والجوع والبرد والتعب، وقسم تم قتله مباشرة.
أحد المسؤولين الأتراك، كان يدق المسامير في قدم الأرمني بعد أن يلبسه نعل الحصان ويطلب منه أن يمشي على جرحه ليتلذذ بتعذيبه، وقسم كان يشق بطن المرأة الحامل ويخرج جنينها ويقطع رأسه ثم يقتل الأم، أما بشق رأسها إلى نصفين أو بقطع رأسها.
لم يتركوا طفلا أو شيخا أو رجلا أو امرأة، وعندما وصل البعض منهم إلى الشدادة أو مركدة في سوريا تم حرقهم وهم أحياء.
اليوم يطالب الأرمن من الأتراك الاعتراف بالإبادة، الأتراك يرفضون هذا الطلب، ويعتبر أن هذا الطلب مجرد كذب. وإنهم لم يرتكبوا أي شيء.
بالمناسبة كان عدد من الأرمن نواب في البرلمان التركي إلى حين قيام الإبادة، ولم يصدقوا ان هناك تصفية كاملة لهم. كان في البرلمان 14 نائب أرمني.
وكان الشباب الارمني في الجبهات يقاتلون إلى جانب الاتراك في الحرب العالمية الأولى، إلى حين طلب منهم أن يحفروا قبورهم بأيدهم ثم قتلوهم رميا بالرصاص.
كما أخذوا من قبلهم مئات المثقفين والمتعلمين تعليمًا عاليًا في قوارب ووضعوا الحجارة في أقدامهم ورموهم في البحر إلى أن ماتوا غرقًا.
ودمروا كل الآثار الأرمنية بالديناميت، الكنائس والمعابد والمسارح وكل ما يمت بصلة إلى وجودهم على هذه الأرض التي كانوا عليها.
المجرم التركي السادي لم يعترف بفعلته. الموضوع طويل للغاية. الاتراك يطلبون من الموتى وثائق، وكل الوثائق في الأرشيف التركي والألماني. وسيأتي اليوم الذي سيعترفون بجريمتهم مهما طال الزمن وكلما تأخر الزمن سيكون الأمر وبالا عليهم.
الذي أدخل العنصر التركي إلى المنطقة هو الخليفة العباسي المعتصم.
في حصار عمورية حدث انقلاب عسكري فاشل عليه من قبل العباس ابن المأمون مما افقده ثقته بالمقربين منه، ودفعه إلى بناء مدينة سامراء، ونقل العاصمة من بغداد إليها.
جلب هذا الخليفة سبعين ألف شاب تركي، وأدخلهم في المدن العباسية كفتوات أو شبيحة لحماية السلطة وحماية مؤخرته، ولإدخال الرعب في نفوس الناس، وربما انتقامًا من ابن أخيه العباس.
بدأ هذا العنصر الغريب يتغلغل في الدولة والمجتمع إلى أن أصبحوا جزءا من الصراع على هرم السلطة في بغداد.
كانوا يقتلون هذا الخليفة وينصبون أخر، يسملون عين هذا ويقطعون ذاك أو يقتلونه مباشرة.
قسم من الخلفاء تحولوا إلى شحاذين على أبواب الجوامع وقسم إلى مشردين في الشوارع أو مجرد واجهة أمام الأخرين يأتمر بأمر الأتراك.
لحماية السلطة ضحى المعتصم بالمنطقة كلها وبعائلته من بعده، ومن ذاك التاريخ لم تقم للعرب قائمة.
نادية مراد.. الفتاة اليزيدية التي حصلت على نوبل العام 2018.
كتبت عنها:
المرأة مغتصبة بغض النظر عن الاسم ودلالة الاسم ورمزيته.
ونادية هي المرأة في امرأة
المشكلة في القاتل، حامل السيف في يد والوردة في يد أخرى. يجرح ويداوي.
يضربك في يد ويقدم لك المنديل لتمسح دموعك في يد أخرى.
أنت المضطرب الموجوع ليس لك أب إلا هو.
ماذا أنت فاعل؟
وليس لديك خيار الخروج من ثنائية الضحية والجلاد.
فهو صانع التاريخ ومدمره.
لقد ولدت يا نادية دون أب، أثمرت نفسك بنفسك، أنت زنبقة.
أعرف أن المسافات لغة الريح الساكنة فوق ظلال الزمن البعيد. منذ أول ملمح لصورتك انتعش قلبي, رقص وغنى. في ذلك الفراغ, أمتدت يدي إلى ذلك البريق الساكن في دفة عينيك, مصعوقًا من لذة المفأجاة. شيء من أنفاس السماء وضحكات العصافير رفرف بالقرب مني.
بقيت في وحدتي أناجي الليل أن يبقى مرتعشًا. وأبقى في جنائن الحلم أداعب الحلم. وشيء ما في داخلي كان ينزف ويبكي. قلت في سري:
الحياة لعبة مجنونة. من صنعها بهذا الغموض والجنون. إنها مثل السراب. كلما ظننا أننا بقربها تباغتنا وتهرب. عاشقة لعوب. كلما حاولنا أن ندجنها تنتفض, وتعيدنا إلى ظلالنا السارحة.
مررت نظري إلى البحر. كان بعيدًا, يرقص كجنية ساحرة. يكتب ويزفر ويبتسم. أخذت الرسائل ولونت السماء كصياد متمرس. وجلست بقرب النافذة تحت صوت عبث الأغصان.
انتظرتها, لاحضن وجعها, ودفئ الأمل في عينيها المرهفتين
بقيت في وحدتي أناجي الليل أن يبقى مرتعشًا. وأبقى في جنائن الحلم أداعب الحلم. وشيء ما في داخلي كان ينزف ويبكي. قلت في سري:
الحياة لعبة مجنونة. من صنعها بهذا الغموض والجنون. إنها مثل السراب. كلما ظننا أننا بقربها تباغتنا وتهرب. عاشقة لعوب. كلما حاولنا أن ندجنها تنتفض, وتعيدنا إلى ظلالنا السارحة.
مررت نظري إلى البحر. كان بعيدًا, يرقص كجنية ساحرة. يكتب ويزفر ويبتسم. أخذت الرسائل ولونت السماء كصياد متمرس. وجلست بقرب النافذة تحت صوت عبث الأغصان.
انتظرتها, لاحضن وجعها, ودفئ الأمل في عينيها المرهفتين
جلست في الظلمة وحيدًا دون دفئ. كان البحر المسكين يرقص دون عينيك, أمام عيني, يضرب أصدافه ويمرر وجعه إلى قلبي. تناه إلى سمعي زقزقة عصفور في المهد, حط رحاله في قلب الشفق. ورقص طربًا لعودة الضوء إلى النهار.
أيتها المرأة. أنا سيد الانتقالات المجنونة. تأخذني الريح من موضع إلى موضع. ابسط لي موانئك لارسي مراكبي على بر عينيك. لقد تعبت من عبث البحر والموج وضربات الأزمان الراحلة إلى الرحيل. شكلت لنفسي تاريخًا مزيفًا وبقيت في حضن الشتاء, نائمًا بالقرب من مرقد الآلهة بعيدًا عن لغة الينابيع ورقرقة الماء.
لا شيطان خارج السلطة.
لم يستطع الإنسان عبر التاريخ أن يعري السلطة, أن يحللها أو يعرفها, أو يرجمها أو يتحاشى شرورها, لهذا رسمها في ذهنه على إنها شيطان رجيم, وطالب اجتنابه, بيد أن السؤال يطرح نفسه:
ـ هل نستطيع أن نتحاشى هذا الصنم القابع فوق صدورنا على مر الزمن, أم نبقى نرجمه بالحصى الصغيرة طالما لم نستطع أن نغيره أو نبدله.
هل هناك شيطان أكبر أو أقوى منها؟
فجأة، نبتت طفولتي من كلمات، وبكاء وبقايا ضحكة لم يتسعها صدري.
ولدت على أطراف الطريق الوعر.
وحدود اللانهاية.
وأنت في ذهابك إلى القدس لتحررها، خذ في طريقك اليزيديين، أمسح دموعهم، قبل وجناتهم، أضحك في وجوه أطفالهم الصغار.
أنهم مثلك، يحبون الحياة، ويحبون الحرية، وبحاجة إلى من يتذكرهم.
فئة من العلويين, شكلوا طبقة اجتماعية خاصة بهم, من عسكريين وسياسيين, وصلوا إلى السلطة عبر انقلاب مشبوه. تمايزوا عن المجتمع اقتصاديا وسياسيا, عن الطائفة, عن الوطن, وانفصلوا عنه.
لهم مصالحهم, امتيازاتهم, علاقاتهم السياسية والاجتماعية مع القوى النافذة في المجتمع, كرجال الدين, التجار والقطاع اللصوصي العام في الوطن من موقع المهيمن.
ولهم امتدادات قذرة مع الخارج, كإسرائيل وايران وحزب الله وروسيا والغرب, على حساب الوطن ومصالحه.
حسنًا، إنه على مقاسكم. خرج من عباءتكم في يوم من الأيام.
كان أبوه رجلكم، وها هو أبنه البار، باركم.
هو ليس منا. هو منكم وفيكم ولكم. ولد من رحمكم يا كذبة، يا وسخين. يا اصحاب الربطات الملونة، يا دجالين.
كفى كذبًا.
ضعوا عمامة الخامنئي فوق روؤسكم، واخلعوا عريكم لنراكم كما أنتم
هذا العالم مصنوع من ضلع أعوج, نابض من دواخلنا منذ أن رسمنا قاماتنا على الجدران, وسجدنا له.
كدت أطلق صرخة قوية أخرى في وجه الريح. بيد أني لم أفعل. مدركًا ان الزمن ظالم ولا يعود إلى الوراء. وإنه دائم الجريان مثل نهر لا يشبع من الرحيل إلى حتفه. لم أنل أي شيء من خدمة الحكومة إلا رصاصة في فخذي, كذكرى لا تموت, ومغروزة في عمق روحي.
شممت رائحة الأرض. وحدها, الرائحة اللذيذة المنبعثة من الأرض تجعلني أحس أنني في مكاني. وبالرغم من أن الحياة جميلة, بيد أن فيها كومة خيبات وكومة جنون. ولا يخلو أي كائن سواء كان غيمة مملوءة بالماء أو سحابة صيف أو مطر غزير أو برد قارس من الجنون والعشق والفرح والحزن.
ولان هذا الكون لاواعٍ لهذا هو منظم ويدور في فلك منضبط.
ضحك طويلا حتى كاد يقع على رأسه. ابتهج لهذا المديح الخفيف. وبقيت أذنه ملاصقة لفمي يريد سماع المزيد من المديح, بيد أني لم أخيب ظنه, قلت في نفسي, هذا الرجل شرقي, ترفعه الكلمات, تروضه وتقشر مخالبه الطويلة, وتأخذ بلبه وترفعه إلى الأعلى. لهذا علي أن أخذه من ذراعه وأضعه على السكة.
كان الليل حنونًا في تلك الليلة. صوت الضفادع يأتي من بعيد والقمر يشع ويرسل نبله إلينا حول الكوكب. وصوت انفاس الجياد يطوق الصمت ويفرغه. ونحن نتمايل مع ايقاع العربة وسيرها. النوم منحني نشاطًا فائضًا وجعل روحي فراشة مرحة. متشوقًا أن امنح نفسي وقتًا إضافيًا في اللعب. وأصبح كل مكان مني يريد أن يسمع الموسيقى.
الكثير يفكر أن تكسير الأصنام من الخارج, الحجارة الصماء, يكون قد أنجز المهمة. وتحرر.
الأصنام التي في دواخلنا أقوى وأبقى. إنها متجذرة في لا شعورنا الجمعي.
الصنم, هو, عندما تقدس فكرة, تعبدها أوتخضغ لها دون تمحيص. ولا تستطيع أن تحيد عنها قيد إنملة.
تغيير الأفكار وطرق التفكير ليس بالأمر السهل. الموضوع صعب للغاية, يحتاج إلى وقت طويل.
حتى تتخلص من الاصنام القديمة, عليك أن تبني البديل. أصنامًا جديدة.
بتقديري أن النظم السياسية والمعارضة في العالم الثالث، انتقلا بعد أحداث ال 11 أيلول 2001، نقلة نوعية في علاقتهما بالدولة والمجتمع، بمعنى:
فقدا صلتهما بهذين المكونين، الدولة والمجتمع.
أضحت النظم السياسية والمعارضة مجرد مشروع سياسي مدمر، لتعويم النظام الدولي وتعميق موقعه وتحسين وظائفه عبر التعاون الكامل معه.
نستطيع القول أنه نهج دولي قائم على تمزيق المناطق الهشة، سواء سياسيًا أو عسكريًا.
هذا يعني عمليًا انهاء مشروع الدولة الذي ساد بعد الحرب العالمية الأولى والثانية.
نحن في مرحلة لا دولة، أو نستطيع القول أنها مرحلة نظم فاعليتها قائم على تمزيق ما هو قائم، لإنتاج دول فاشلة خاضعة ومريضة ومدمرة.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟