خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 00:20
المحور:
القضية الفلسطينية
من المعلوم أن شبه الدولة في لبنان ، الحديثة " الاستقلال " شاركت في سنة 1948 ، في ما سمي" حرب فلسطين "، ضد الحركة الصهيونية مدعومة من الدولتين الاستعماريتين ، آنذاك بريطانيا و فرنسا ، إلى جانب شبه الدولة في مصر و الأردن و العراق و سورية . ها هي " حرب فلسطين " ما تزال مستمرة إلى اليوم ، بين الدولة الصهيونية من جهة و بين جماعات من الفلسطينيين و اللبنانيين و السوريين و العراقيين و اليمنيين ، تساندهم و تمدهم ، الدولة الإيرانية من جهة ثانية .
هكذا تبدو لنا المعادلة . لا ندري ما إذا كانت تعكس حقيقة الأمور و ليس فقط ظاهرها . مهما يكن فإن اللافت للنظر هو انها تعكس وجود تحالف دول معروف عنها أنها معتدية ،في جانب ، مقابل جماعات من الناس ، في الجانب الآخر ،من بلدان مختلفة ، تعاضدت و تناصرت ضد الاستعمار الاستيطاني ، ليس بينها سوى دولة و احدة .
المفارقة في هذا المشهد هو بالتأكيد ، غياب شبه الدولة العربية عن ميادين المعارك ، إذ أن بعضها تراجع بملء إرادة سلطاتها و بعضها الآخر نتيجة التدمير الذي تسببت به " الثورات الربيعية " ، التي لم تبن حيث انتصرت و هدمت ، و توقفت حيث أجبرت ، عند نصف " ثورة " دون أن تكمل التخريب و التحطيم . ما نود الإشارة إليه هنا هو أن الدول الخليجية النفطية كان لها يد في الثورات ، إلى جانب دول الغرب المنخرطة اليوم في حرب الدولة الصهيونية ، كون هذه الأخيرة صنيعتها من صنائعها.
لا بد هنا من الإيضاح عن أن الموقف السلبي من " الثورات " المذكورة ، لا يعني على الإطلاق دفاعا عن " شرعية " الحكام أو تغاضيا عن إفسادهم و عن تقصيرهم في أنجاز مشروع الدولة الوطنية .
بالعودة إلى معالم ميدان الحرب الدائرة الآن ، لا نجد حرجا في القول أن الحركة الصهيونية توظف أساسا الديانة اليهودية في خدمة المشروع الغربي الاستعماري ولكنها لا تقف عند ذلك ، و إنما تجتذب إليها أيضا بعض التيارات المسيحية المحافظة في أوروبا و أميركا بالإضافة إلى أن شراكها تصل إلى بعض العائلات المالكة في شبه جزيرة العرب باسم " القرابة الإبراهيمية " .
يوصلنا هذا الامر إلى استرجاع الدور الذي قامت به بعض السلطات الخليجية في توظيف الإسلام معاونة للولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان و في ساحات البلدان العربية التي اجتاحتها " الثورات الربيعية " .
مجمل القول في هذا الصدد أن الديانة تشكل أحيانا ، استنادا إلى مفهومية صادقة ، متجردة عن الأهواء و النزعات القبلية و العنصرية ، دعامة للهوية الوطنية ، خذ إليك مثالا على ذلك حركة التحرير الجزائرية ، و لكنها تمثل عندما لا تكون صادقة و متجردة سلاحا إذا وقع بأيدي الجهلاء ضاعت الأوطان و أهرقت الدماء !
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟