أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - أسباب وتداعيات إنسحاب القائد مالك عقار من جلسات المنتدى السنوي لمؤسسة ثامو امبيكي:














المزيد.....

أسباب وتداعيات إنسحاب القائد مالك عقار من جلسات المنتدى السنوي لمؤسسة ثامو امبيكي:


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 13:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لقد أعلن القائد مالك عقار اير نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي عن إنسحابه من جلسات المنتدى السنوي لمؤسسة ”ثامو أمبيكي“ بعد ظهور ممثلي مليشيا الدعم السريع الإرهابية في موقع المنتدى، وقد وجد ذلك الموقف إهتمامًا إعلاميًا وسياسيًا علي نطاق واسع داخل وخارج السودان؛ مما حتم علينا إضافة صوتنا لتلك الأصوات السودانية وغيرها، وقبل مغادرته من جوهانسبيرج إلي بورتسودان أبلغ القائد عقار اير الجهة المنظمة لهذا المنتدى برفضه القاطع لنظرة الإستهانة بدماء السودانيين الذين يقتلون ويشردون من قِبل الإرهابيين الذين صنعوا كارثة إنسانية كبرى في البلاد، وللأسف مع كل تلك الفظائع تمت دعوة هذه المليشيا للمشاركة في المنتدى دون وضع أيّ إعتبار للشعور القومي السوداني، وجاء في التصريح الصحفي الصريح والصادر عن مكتب القائد مالك عقار نائب الرئيس النص التالي!!!

”ابلغ الوفد منظمي المؤتمر قبل مغادرتهم بأن إستسهال دماء الشعب السوداني، ومحاولة إجبار السودانيين على التعايش مع المليشيا المجرمة هو أمر غير مقبول، وأن دعوة وفد المليشيا الفاشية المملوكة لآل دقلو للمشاركة في مؤتمر عن السلم والأمن في افريقيا يشكل إستهانة بالغة بما يتعرض له السودانيون على يد مرتزقتها المجرميين“.

أعتقد من غير المقبول علي الإطلاق أن يتم إستخدام منصات المنتديات والملتقيات الافريقية لـ”جرجرة“ الحكومة السودانية و وضعها مع جماعة إرهابية خارقة للقانون الوطني والدولي في موقع واحد كان من المفترض أن تناقش فيه قضايا السلم والأمن والإستقرار في إقليم مضطرب جدًا عبر مشاركة الجهات المسؤولة في افريقيا، وقد كان ”امبيكي“ وسيطًا ذات يوم لحلحلة مشكلات الحرب في السودان، وتعثرت تلك الجهود في حينها، وكان من المتوقع لهذه المؤسسة الإلمام بكافة تعقيدات هذا الملف ومن ثم تعديل المنهج القديم والإبتعاد عن المواقف المعطوبة والسعي بجدية لتحقيق ما إستحال تحقيقه سالفًا نسبةً لوجود ذات الأسباب والظروف التي دفعت وفد حكومة السودان للإنسحاب اليوم من المنتدى.

يطرح هذا الوضع أسئلة جوهرية مهمة جدًا حول مصداقية تلك المؤسسة وجديتها في مناقشتها جذور الإستشكالات الأمنية وبحث طرائق حلها وإرثاء ثقافة السلام كهدف مشترك بين الحكومات والمؤسسات الإقليمية والدولية وإزالة المعوقات التي تمنع تحقيق ذلك بالتعاون مع الحكومات؟ وهل دعوة أبواق المليشيا المتمردة خِفيةً يُقصد به توريط الحكومة في مشهد مُحرِج تمهيدًا لبث دعاية سياسية مغرضة ومُعدة مسبقًا بغية عكس صورة مقلوبة عن رفض الحلول السلمية من قبل حكومة السودان أم أن المنتدى تحوّل بفعل فاعل إلي منبر تفاوض أستخدموا فيه وسيلة التحايل للجمع بين حكومة بلادنا والدعم السريع؟ أو هو حسب طبيعة المؤسسة والدعوة يعتبر منبرًا لتبادل الأفكار والأراء مع الحكومات بغية مخاطبة قضايا السلام والإستقرار في السودان والمنطقة نظرًا للمتغيرات الجارية علي خارطة افريقيا كلها خاصة في القرن والساحل الافريقي.

كل تلك الأسئلة وغيرها تحتاج لأجوبة من صميم المنطق العقلاني وليس التصورات العاطفية التي تنحاز لهوى القلوب، وأجزم القوُّل بأنه لن تفلح عملية جر قيادة حكومة السودان إلي وضعية التعامل مع سياسة الأمر الواقع أو فرض أيّ واقع سياسي لا يقبله الشعب السوداني، وسبق أن حاول وفشل الذين ساروا بلا بوصلة علي طريق إبتزاز السودان بمثّل هكذا أفعال ولكنهم ضلوا الطريق وعادوا من حيث ذهبوا دون جدوى، وأعتقد دولة جنوب افريقيا تربطها علاقات تاريخية طويلة مع السودان ومن الواجب علينا جميعًا دعم المحافظة عليها وتنظيمها وتعزيزها لصالح شعوبنا وبلداننا، وموقف الوفد السوداني الذي قاده القائد مالك عقار كان واضحًا للجميع، إذ أن إحضار ممثلين من مليشيا الدعم السريع وإدخالهم من ”الباب الخلفي“ يُعد خرقًا صارخًا للأعراف والقوانيين المعموُّل بها في العالم، وهذه المسألة ظاهرة سيئة وغير مألوفة، وتعتبر خطوة عكسية لا تحرج السودان أبدًا كما يتوقع البعض بقدر ما تمثّل إحراجًا بالغًا للجهة المنظمة للمنتدى.

يجب أن نكون صريحين وصادقين مع هذه القضية التحررية التي يتقدم صفوفها أبناء وبنات الشعب السوداني للكفاح مع القوات المسلحة والقوات المساندة لها من أجل مقاومة عدوان المتمردين والمستعمرين؛ فلا منطق يسند الإدعاء او الإعتقاد بأن المجرمين سيحققون السلام وهم من جلبوا المرتزقة من مختلف الأقطار للقيام بالإبادة الجماعية في السودان، وينبغي أن لا تتأثر وتتعثر علاقة السودان وجنوب افريقيا بسبب هذه الحفوات الغير مدروسة بل من الأصوب أن تراجع مؤسسة ”ثامو امبيكي“ دفاتر أدبياتها ومنهجية عملها وقواعدها التأسيسية مع تأكيد أهمية إحترام مشاعر الشعوب التي عاشت ويلات إنتهاك حقوقها وحرياتها بعد ترويعها من قِبل تلك المليشيا الإرهابية، وهنا يجب أن نتذكر إرث وتاريخ كفاح القائد نيلسون مانديلا ومناصرته لكل الشعوب المطهدة والمهمشة ورفضه إنتهاك حقوق الإنسان أينما كان، فلا يمكن البتة لجهة ما الدعوة إلي حوار مع الحكومات في قارتنا الافريقية حول سبل تحقيق السلام والإستقرار جلوسًا مع مثّل هذه الجماعات المتمردة والإرهابية والمثيرة للإضطرابات في افريقيا.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة صفحات تاريخية من دفتر كفاح المناضل الثوري والسياسي الم ...
- حوار صحفي: رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال لمستقبل ...
- نظرة علي مؤتمر وزراء شرق افريقيا والصين الشعبية
- تهنئة بمناسبة المولد النبوي اليريف
- حوار صحفي: سعد محمد عبدالله - الناطق الرسمي باسم الحركة الشع ...
- نتائج المنتدى الافريقي الصيني
- ماذا يعني إستقرار السودان؟
- ماذ يعني إستقرار السودان؟
- المنتدى الافريقي الصيني
- حول كارثة السيول في شرق السودان وحادثة إنهيار سد أربعات
- بمناسبة تعيين القائد عبدالله يحي أحمد حسين عضوًا بمجلس السيا ...
- الحركة الشعبية - العيد الـ(70) لتأسيس الجيش السوداني مناسبة ...
- بمناسبة تعيين القائد صلاح الدين آدم تور (رصاص) عضوًا بمجلس ا ...
- توضيح حول تحوير تصريحات القائد مالك عقار لقناة العربي عقب زي ...
- قصيدة مرثاة الربيع بين الزهور والشموع علي مرقد السارد والمتر ...
- الحركة الشعبية: إستنكارًا لإنتهاكات مليشيا الدعم السريع بود ...
- نظرة حول تحولات العلاقات الدولية وإنعكاساتها علي المستقبل ال ...
- قيادة الحركة الشعبية تنعي الشهداء من الجيش الشعبي والجيش الس ...
- تعليقًا حول الردود الإعلامية والسياسية حيال خطاب القائد مالك ...
- نافذة ذكريات مع القائد حماد آدم حماد في مسار الكفاح الوطني ا ...


المزيد.....




- -الحرّيفة- عائدون بـ -الريمونتادا-
- صحفي أمريكي -يضحي- بيده اليسرى لأطفال غزة (فيديو)
- قصة الرئيس المصري الذي اغتيل في ذكرى انتصاره
- مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
- توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ -الكراهية- ...
- روسيا تعتزم إطلاق الصاروخ رقم 2000 من طراز R-7 بحلول نهاية ا ...
- أسباب الأكزيما وطرق علاجها
- مصر.. بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي بالضبعة في ذكرى نصر ...
- الكويت.. إحالة كل من روّج أخبار منع دخول المويزري للبلاد إلى ...
- مستشار أوكرني سابق يحذر زيلينسكي من -تمرد مسلح- بعد الانسحاب ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - أسباب وتداعيات إنسحاب القائد مالك عقار من جلسات المنتدى السنوي لمؤسسة ثامو امبيكي: