أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خيري فرجاني - مبدأ تكافؤ الفرص:














المزيد.....

مبدأ تكافؤ الفرص:


خيري فرجاني

الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 09:43
المحور: حقوق الانسان
    


مبدأ تكافؤ الفرص: يعتبر مبدأ تكافؤ الفرص من أهم المبادئ الرئيسة لتحقيق العدالة الاجتماعية. فتكافؤ الفرص "ليس شعارًا يُرفع، أو ادعاء يُدعى، وإنما هو عبارة عن إرادةٍ سياسيةٍ وإستراتيجيةٍ وطنيةٍ، تتجه بصدق نحو إزالة كلّ المعوقات والعوامل التي تميّز بين المواطنين على أساس الجنس أو العرق أو الدين.. إلخ، وهو معيار تقدم أي مجتمع في جميع مجالات الحياة، وقد ارتبط مصطلح تكافؤ الفرص في الذهن- غالبا- على بعض الفرص التعليمية أو الوظيفية- بالدرجة الأولى- رغم ارتباطه بجميع مناحي الحياة المختلفة التي يعيش فيها الفرد.
ويعتبر مبدأ تكافؤ الفرص من حقوق المواطن مقابل واجباته تجاه نفسه والآخرين ثم وطنه، ويعمل مبدأ تكافؤ الفرص على تقليل الفجوة النوعية بين أبناء الوطن الواحد في كافة المجالات، وغيابه يسهم في تراجع المجتمع وتراجعت قيم المواطنة. ولا يتوقف التكافؤ عند مجالا معين أو بعض المجالات بل يعمل مبدأ التكافؤ على إتاحة الإمكانات للجميع دون أدنى تفرقة وتيسير الوصول إليها دون استثناء أو تمييز.
ويهدف مبدأ تكافؤ الفرص إلى بناء قدرات العاملين والعاملات في المجتمع، وتوعية العاملين والعاملات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل مبدأ تكافؤ الفرص كان أحد أهم الدوافع الأساسية لإصدار القيادة السياسية في مصر قرارها بإنشاء المجلس القومي للمرأة، فهو مبدأ دستوري يؤكد تكافؤ الفرص بين المواطنين دون تمييز بين الرجل والمرأة.
وقد لاحظ "أليكسي دو توكفيل"، الذي أطلق عليه المتأخرّون لقب مونتسكيو القرن التاسع عشر، أنّ "تساوي الشروط أو الأحوال هو مفتاح نجاح كل شيء". فمبدأ المساواة أو تكافؤ الفرص هو القاسم المشترك بين هذه المجتمعات التي تسعى نحو الديمقراطية، والمساواة هي السمة الأساسية للعدالة الاجتماعية.
وإذا تحقق مبدأ التكافؤ تحققت المساواة في عضوية المجتمع المدنيّ والدّولة السياسية، أي في الانتماء إلى الأمة، فإنه يقود بدوره إلى المساواة السياسية، أي إلى التساوي في الحقوق والحريات العامة، ويفتح الطريق لتقليص التفاوت وتقليص عدم المساواة وعدم الحرية وعدم الكفاية وعدم الرفاهية. فالترجمة العملية لهذه المساواة هي تساوي الشروط والأحوال، بتعبير توكفيل، أو تكافؤ الفرص، ثم لكل مجتهد نصيب، ولكل خامل نصيب مختلف، فلا يتساوى خامل ومجتهد، ولا يتساوى مختلفان. ومبدأ تكافؤ الفرص، هو أحد الأسس الرئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتقليل الهوة بين كافة أطياف المجتمع.
وقد سعت العديد من المنظمات العالمية ومنظمات حقوق الإنسان إلى أنّ تسجل تكافؤ الفرص كأحد الحقوق الأساسية من حقوق الإنسان، فإنّ وجود تكافؤ الفرص بين أبناء المجتمع الواحد يساعد على تنمية المجتمع وتقوية العلاقات بين أفراده، ويقلل من النزاعات والخلافات التي تنتج عن الشعور بفقدان الحقوق الشرعية للأفراد وغياب العدالة والمساواة فيما بينهم.
ولا شك أن العمل على توفير فرص متكافئة بين الأفراد يساعد على الإبداع وعلى إبراز المواهب التي من شأنها أن تدفع المجتمع للأمام وأن تعمل على تقدمه وعلى تطويره، وبالتالي فإنّ ذلك يزيد من إنتاجية العمل مما يساعد على تقدم المجتمع، وذلك ينبع من إحساس الإنسان بوجود العدالة وبأنّ عمله سيتم تقديره بعيداً عن المحسوبية وبعيداً عن المحاباة.
ونفس الأمر ينطبق على التعليم فعند توافر فرص تعليم متكافئة فإنّ ذلك يدفع الطالب للتميز والإبداع في دراسته لأنّه سيضمن وجود مقاعد دراسية جامعية له يحصل عليها بمجهوده كما بالنسبة لغيره من الطلاب، لأنّه سيشعر أنّ أحداً لن يأخذ مقعده الدراسي وبالتالي حقّه في التعليم العادل بناءً على المحسوبية وبناءً على التمييز بين الأفراد.
إنّ مصطلح تكافؤ الفرص مصطلح كبير يشمل العديد من المجالات الحياتية المختلفة، فهو أشمل وأوسع وأكبر، فهو يشمل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكافة فروعها، ولابدّ أن يكون نابع من إرادة الشعوب التي تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والتي ترغب بأن تنمي نفسها ومجتمعها.



#خيري_فرجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الحرب في غزة على الاقتصاد المصري:
- مفهوم دولة القانون
- دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية
- اللوبي الإخواني داخل أوروبا:
- جدلية الفكر والتكفير
- الأمن الغزائي العربي في ظل التحديات الراهنة
- أهمية التكامل الاقتصادي العربي
- العقد الاجتماعي


المزيد.....




- 3 شهداء في قصف استهدف مجموعة من المواطنين في محيط خيام الناز ...
- بين شبح المجاعة وصرخات الاستغاثة.. تحذيرات من كارثة وشيكة في ...
- ليبيا.. تحرير عشرات المهاجرين من معسكر للمهربين في طبرق
- طائرة إماراتية محملة بمساعدات للاجئين اللبنانيين والعائدين ا ...
- تضامن شبابي مع فلسطين ولبنان في لندن
- رايتس ووتش: الدعم العسكري لإسرائيل يعتبر انتهاكا للقانون الد ...
- الأمم المتحدة تحذر جنوب السودان من -شلل سياسي-
- لافروف ووزير خارجية إثيوبيا يبحثان تعزيز التنسيق بينهما في ا ...
- هيومن رايتس ووتش تدعو الغرب لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل
- الأمم المتحدة: غزة أصبحت كوم دمار


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خيري فرجاني - مبدأ تكافؤ الفرص: