|
هل تنتقل ايران من الردع الاستراتيجي الى الحسم الاستراتيجي؟
غسان ابو نجم
الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 02:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تنتقل ايران من
الردع الاستراتيجي إلى الحسم الاستراتيجي مؤلم ومدروس وفي عمق الكيان وبنيته العسكرية جاء الرد الايراني على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ الشهيد إسماعيل هنية التي قام بها الكيان الصهيونى أثناء احتفالات الجمهورية الاسلامية الايرانيه بتنصيب الرئيس الجديد بعد استشهاد رئيسى لم يكن هذا الرد مؤلمًا للكيان الصهيونى وحلفائه في الناتو فقط بل لتيار واسع من مثقفي الطابور السادس الثقافي (مثقفوا واعلاميوا البترودولار/ صحفيون ومرتزقة بلاط وخدمة منصات أعلامية ومتكسبون وخريجو صحف صفراء ومدراء مراكز دراسات ممولة
/الذي نشط في الاونة الاخيرة في تشويه صورة ايران ودورها في المنطقة وقدرتها على الرد ومصداقيتها في دعم محور المقاومة الى جانب ما يروجه الذباب الإلكتروني ويتناقله شريحة كبيرة من الصهاينة الوظيفين ما يثير الاهتمام ليس حجم وقوة ودقة الرد الايرانى الذي أربك قادة الكيان الصهيونى الذين لا زالوا يعيشون نشوة النصر بعد اغتيال امين عام حزب الله ويتوعدون وينثرون التهاني والتطمينات لحلفائهم ويظهر نتنياهو كديك المزابل يستعرض قوة الكيان الصهيونى العسكرية والاستخباراتية ليأتي الرد مفاجئًا ومدمرًا وعنيفًا ومتجاوزًا كل الدفاعات الجوية للكيان وحلفائه وبدل ان تدعو حكومة الكيان جمهورها للخروج الى الشوارع للاحتفال بالنصر الموهوم سارعت لدعوتهم للدخول الى الملاجئ واصبحت كل مدن فسطين المحتلة من شمالها لجنوبها غير آمنة وتحت مرمى الصواريخ الايرانيه والهجمات الصاروخية للمقاومة اللبنانيه مترافقة مع عملية ميدانية للمقاومة الفلسطينية في وسط تل ابيبان هذا التناغم الذي اظهره محور المقاومة في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين مستظلا بالرد الايرانى اصاب الكيان الصهيونى وحلفائه بحالة تردد وذهول غير مسبوق حيث ظهر هجاري مرتجف الاذنين ليعلن عن رد عنيف للجيش الصهيونى ليتراجع بعد اقل من ساعتين ليعلن ان الكيان سيرد في الوقت والطريقة المناسبتين واعلنت رأس الشر العالمي ان الضربة الايرانيه ضعيفة ولا تستوجب الرد رغم علمها التام انها غير ذلك ودعت حليفها الصهيونى للتريث وضبط النفس جاءت هذه الدعوة الامريكيه بعد اعلان الرئيس الايرانى بأن ايران ستدمر البنية التحتية والاقتصادية للكيان اذا فكر بالرد وتهديده لأي طرف ثالث من التدخل وهذا التصريح يحمل أكثر من وجه فهو من جهة موجه للكيان الصهيونى بان الضربة الايرانيه أستهدفت المواقع العسكرية فقط رغم علم ايران بالمواقع الاقتصادية والبنى التحتية التي لا يرغب في ضربها الان ويوجه رسالة لامريكا بعدم التدخل في هذه المعركة والرسالة الاهم ان هذا التهديد صدر عن اعلى مستوى سياسي وهو الرئيس ولاحقًا صدر عن وزير خارجيته وتوج بالمرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة في طهران وقد برر ألرئيس الايرانى تأخر الرد الايرانى في الرد على اغتيال هنية بسلسلة الوعود الكاذبة والخديعة التي تعرضت لها إيران بعدم الرد مقابل وقف اطلاق النار ووقف العدوان على قطاع غزة وهذا ما لم يلتزم به الكيان الصهيونى بل تمادى وهاجم لبنان وقام بسلسلة اغتيالات في قيادة حزب الله والتحضير لهجوم بري على لبنان مما استدعى ضرورة الرد الايراني لا بل استنفار محور المقاومة لشن ضربات موجعة للكيان لوقف حالة الهستيريا الصهيونبة التي عاشها قادة الكيان الذين يدفعون المنطقة لحرب اقليمية واسعةان التهديد الايراني الاخير للكيان انتقل من المستوى العسكري الحرس الثوري/الجيش الايرانى الى المستوى السياسي الرئيس/وزير الخارجية الايراني والمرشد الايراني يدفعنا للقول ان ايران الان تضع قدمها في خانة الحسم الاستراتيجي اذا حاول الكيان الصهيونى الرد على الضربة الايرانيه او استهداف المواقع النووية او ألنفطية الايرانية ما يعزز هذه الرؤية ما يمارسه الكيان الصهيونى وقادته المجانين في دفع الإقليم الى شفا حرب اقليمية سيكون لها ارتدادات عالمية خطيرة فالكيان يفتك في التجمعات السكانية الفلسطينية المدنية في قطاع غزة دون تحقيق اي هدف مما اعلنه ويقوم بتدمير بنية المجتمع الفلسطيني في الضفة الفلسطينية ويضرب ويعربد في لبنان جنوبا وشمالا ويضرب داخل الاراضي السورية ويقصف في اليمن ويغتال الشهيد هنية في طهران ويتحدى العالم بكل صلافة في اروقة الجمعية العامة للامم للامم المتحدة مما يستدعي ضرورة وضع حد لهذه العجرفة الصهيونبة التي دفعت نتنياهو لطرح عمق مشروعه امام العالم اجمع بان الهدف من هذه العملية العسكرية في المنطقة تهدف لتحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد ايران والشرق الاوسط الجديد ان اهم اشتراطات تشكل شرق اوسط جديد حسب الرؤيا الامريكيه/الصهيونبة القضاء على المقاومة في اليمن وفلسطين ولبنان واي مقاومة في الاقليم وفك ارتباط هذا المحور المقاوم بالجمهورية الايرانية التي يشترط خروجها من الجغرافيا السياسية للإقليم لتحقيق شرق اوسط جديد بقيادة صهيونية ودعم مطلق لشريكتها الامريكيه لقد ادرك الايرانيون هدف الصهيونبة الفاشية الدينية وشركائها في حلف الناتو وعلى راسهم امريكا الذين حاولوا الاستفراد بكل طرف على حدى من اطراف محور المقاومة ولكن لم تاتي الغلة متسقة مع حسابات البيدر فالمقاومة في فلسطين وبعد مرور عام على حرب الابادة الجماعية التي شنها الكيان الصهيونى لا زالت تقاوم وبقوة لا بل تقف الان الضفة الفلسطينية تقف على حافة الانفجار في وجه الكيان الصهيونى والمقاومة اللبنانيه رغم محاولات العدو احداث حالة الاختلال في منظومة القيادة والسيطرة لحزب الله عبر سلسلة الاغتيالات لقيادته العسكرية والسياسية وتكثيف النيران على بيئته الحاضنة في الضاحية الجنوبية وتفجيرات البيجر واجهزة الاتصال رغم كل ذلك وقفت المقاومة اللبنانيه بكل قوة امام جيش الابادة الصهيونى في الجنوب الذي يشن حرب بريه واغرقوا الكيان الصهيونى بالرشقات الصاروخية والمسيرات ولا زالت المقاومة اليمنية تسيطر على معابر السفن في بحر العرب والبحر الاحمر وتطلق الصواريخ الفرط صوتيه باتجاه العمق الصهيونى اضافة للمقاومة العراقية التي تضرب في جنوب فلسطين وتضرب المقاومة الفلسطينية في تل ابيب عبر عملية نوعية جاء هذا متوجا بضربة ايرانية قاسية وموجعة شملت كل مدن الكيان لتفشل بذلك حلم الكيان الصهيونى بشرق اوسط جديدان مجمل التطورات المتلاحقة والمتدحرجة بشكل دراماتيكي والتي تدفع باتجاه مواجهة اقليمية او حرب غير معلنة في الاقليم والتي يجهد العديد من الأطراف الدولية والاقليمية لإيجاد حلول سياسية لها عبر تدخل وسطاء في سويسرا وقطر والتي حملت رسائل من الولايات المتحدة الامريكيه القائد الفعلي لهذه الحرب للدولة الايرانية وتحمل حلولا للحرب على غزة ولبنان ويدرسها الان الطرف الايراني ان لم تحقق حلا يتوافق مع متطلبات محور المقاومة وحاول الكيان الصهيونى الرد على الضربة الايرانية فستتجه المنطقة إلى المواجهة الواسعة التي ستطال ايران رأس محور المقاومة وقوته الداعمة التي لن تجد خيارا حينها سوى الحسم الاستراتيجي الذي يحافظ على توازن الإقليم ويعيد لكل ذي حق حقه
#غسان_ابو_نجم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسائل فرض صوتية يطلقها انصار الله والسنوا
-
مسرحية نتينياهو الهزلية
-
مَسرَحَةُ الرِّوايةِ وجَدَلُ الغايات
-
قرارات الجزائية والعدل الدوليتين منقوصة وخجولة ومنحازة رغم أ
...
-
الرد الايراني وتوازن الردع
-
وليد دقه الطيف الخالد استعجلت الرحيل....
-
لعبة الوقت
-
اذا كان ٧ اكتوبر مغامرة فوجودكم بيننا كارثه
-
نتنياهو ينكش عش الدبابير
-
وزير الحرب الصهيوني:ندفع اثمان باهظه
-
ابو سرور يكشف المستور
-
جيش بلا أخلاق
-
جولة بلينكن بالمنطقه(اميركا تدير الحرب بكل تفاصيلها)
-
ثلاث رسائل هامة خلف اغتيال العاروري
-
بعض تداعيات الحرب الاباده على الشعب الفلسطيني
-
نهاية الحرب الفاشية على غزة
-
سوريا في دائرة الدم السويداء والاسطوانة المشروخة
-
فلسطين وحق العودة/غازي الصوراني
-
الفقعاوي يعلق الجرس غسان كنفاني المعضلة التنظيمية والرؤية
...
-
لفقعاوي يعلق الجرس غسان كنفاني المعضلة التنظيمية والرؤية الس
...
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|