|
مِنْ ذَاكِرَةِ التَّدْرِيسِ /شهادة تلميذة /سِيرَةُ مُدَرِّسَةٍ...
فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 14:25
المحور:
سيرة ذاتية
بمناسبة يوم المُدرّسِ والمُدرّسةِ:
ذَاكِرَةُ التَّدْرِيسِ /ذَاكِرَةُ تِلْمِيذَةٍ/سِيرَةُ مُدَرِّسَةٍ
شهادة :
1_موقف الأستاذة فاطمة شاوتي :
أية مفاجأة صادقة هذه الشهادة... ؟! شهادة تجعلني أستعيذ ذاكرة تاريخ كان مشرقا؛ لأن الفعل التربوي والعملية البيداغوجية في زمن كان التعليم منارة؛ وكنا نحظى كمدرسين ومدرسات باحترام كامل، لأننا نعتبر التدريس ليس مجرد مهنة ،إنه إختيار واع يقودنا إلى الضوء ، تلك مرحلة كان صوتي صوت تلامذتي فتيات وفتيانا، مرحلة بوأتنا وعيا خاصا بدورنا الإنساني يضاف إليه دورنا التثقيفي والأخلاقي من منطلق: " أنّ المُربِّي فِي حاجةٍ أن يُرَبَّى" عملا بموقف ماركسي اعتنقناها في زخم الثورة اليسارية إنذاك وانتمائنا إليها ؛فاغترفنا قيما لم تقْوَ أعْتى منظومة تقليدية في مسارنا التعليمي على ردع قناعاتنا بتطبيقها؛ كنت من جيل السبعينات، تشربت بكل ثقافة متنورة مستفيدة من ثقافة فلاسفة الأنوار انذاك؛ شجع عليها وجودنا في مناخ سياسي عالمي متقدم، وفي وضع سياسي رغم صعوباته كان يسمى: "سنوات الجمر والرصاص" سلحتنا ثقافة اليسار وتخصصنا في اعتماد آليات خطاب متحرر من إعادة إنتاج نموذج تقليدي، يعتبر التلميذة أوالتلميذ مجرد متلقٍّ وليس فاعلا تربويا وعقلا مشاركا.. كنت قد اخترت التدريس بوعي تحرري خاصة أن تدريس الفتيات له خصوصية؛ لما عانينه من هيمنة أبوية؛ ومن عدم استقلاليتهن انطلاقا من تصورات سائدة خاطئة ؛ كنت اعتمد مقولة فلسفية لديكارت : " العقل أعدل قسمة بين الناس" لهذا لافرق عندي في تدريس الفتيات أو الفتيان إلا بمقدار تصوري لحرية الإنسان ذكرا أوأنثى.. بهذا القَسَمِ الفلسفي ،شققت عصا الطاعة على تعليم ينظر إليهن نظرة قصور؛ تبعا لمنظومات متخلفة ؛زكّتها للأسف بعض الأطر النسائية في التعليم؛ يضعن النظرة الأخلاقية والمعايير البطريريكية؛ موقفا في التعامل مع التلميذات... شكرا أمينة رفيقة تاريخ ابتدأ معها ومثيلاتها ومازال لم يتم تحقيق أهدافه؛ ومازلت مصرة على متابعة النهج التربوي الإنساني.. لايكفي أن تكوني مُدرِّسةً؛لتحظي بهذاالاعتراف ؛بل أن تكوني قدوة في تفعيل ماتقدمينه من مواد للأجيال؛ ولايتم ذلك إلا إذا مارست قناعاتك ومبادئك من خلال أرقى عملية وهي التدريس،إذ ليس التعليم هو عملية الشحن للأدمغة؛ بل هي منهج وأسلوب حياة ومستقبل واكتساب مهارات التساؤل والتحليل والنقد بهدف بناء رؤية للذات والعالم بناء. مستقلا على أساس الاقتناع بالطاقة الإبداعية لدى كل متعلم....
2_شهادة من تلميذة سابقة أمينة إكوديان :
بعض #الامتنان في #يوم #المعلم
عندما دخلت قسم هذه السيدة في السنة السادسة ثانوي بالمغرب ( الأولى باكلوريا حاليا) كانت في سنتها الأولى بعد التعيين، أستاذة لمادة الفلسفة و الفكر الإسلامي..كانت صغيرة السن مقارنة بأغلب أساتذتنا الآخرين مما جعلها قريبة منا.. و قامتها الصغيرة جعلتها أكثر قربا..لكن ما حببنا فيها و قربنا منها أكثر فأكثر، هو تماهيها مع مشاكلنا الاجتماعية و مساعدتها لنا على تجاوزها. لم تكن ترى فينا صبايا غرّات..كانت تنصت إلينا باحترام و اهتمام، حتى إنها نادرا ما كانت تنعم باستراحة منتصف الحصة الصباحية أو المسائية. و هنا تحضرني ذكرى لحظة اجتيازها لاختبار الكفاءة العملية. فبعد انتهاء الحصة و اللجنة تنتظرها في آخر القاعة، تسارعنا نحوها كالمعتاد بضجيجنا و أسئلتنا التي لا تنتهي.. و هي تشير إلينا بطرف عينيها أن ننصرف دون أن نفهم نحن خصوصية الموقف. فلم ينفعها معنا غير الإشارة إلينا بصرامتها المعهودة بالتوجه نحو باب الخروج. كما أذكر تصرفها مع تلميذة اشتكت من تشدد أبيها معها و هي اليتيمة الأم، فلم يكن منها إلا أن دعتنا نحن مجموعة من تلميذاتها لمرافقتها في زيارة مودة للتلميذة، و عندما كنا نحن منشغلات بالضحك و تناول الحلوى و الشاي، استفردت بالأب في ركن من المجلس، لتتحدث له عن أخلاق ابنته و اجتهادها و شخصيتها الرائعة.. ( أكدت لنا زميلتنا بعدها كيف أن علاقتها بوالدها تطورت بشكل إيجابي لا يوصف) ممتنة لها لكل ذلك و ممتنة لها أكثر لكونها أيقظت في داخلي قوة السؤال، التي كنت قد فقدتها فترة بسبب نمط التربية التقليدية التي نشأت عليها.. لك أستاذتي و لكل من مارس أو يمارس هذه المهنة النبيلة في #يوم #المعلم كل #الحب و #الامتنان Fatima Chaouti
ذاكرة التاريخ لاتشيخ :
إلى أمينة إكوديان الغالية بعض من بعضها حبا واعتزازا
شكرا حبيبتي فقد حفرت جرحا عميقا الآن في زمن يموت فيه كل شيء؛ فهل سيموت الإنسان أخيرا... ؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تناص إبداعي من خلال حوار بين شاعرتين زكية المرموق وفاطمة شاو
...
-
تناص بين الشاعرة زكية المرموق والشاعرة فاطمة شاوتي من خلال ن
...
-
حوار شعري بين الشاعرة المغربية فاطمة شاوتي والشاعرة التونسية
...
-
رسالة بين المغرب وتونس من خلال حوار إبداعي بين بثينة هرماسي
...
-
مِفْتَاحٌ مَفْقُودٌ...
-
الطَّرِيقُ إِلَى الذَّّاتِ بَحْراً...
-
جُمُوحُ امْرَأَةٍ...
-
عَلَى قَيْدِ عِشْقٍ...أو إِسْتِيهَامَاتُ عَاشِقَةٍ...
-
حِكَايَةُ عِشْقٍ جَدِيدٍ...
-
جُرْحُ الصَّمْتِ...
-
خُلْوَةُ الشَّوُقِ...
-
عَلَى بَابِ الْغِوَايَةِ.تَدَاعِيَاتُ حُبٍّ فَلَسْطِينِيٍّ
-
تناص فاطمة شاوتي مع نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -بَيْنَ مَ
...
-
تنَاصّ حواري ل فاطمة شاوتي مع نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم
...
-
مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم حِكَايَةُ
...
-
حوار تفاعلي بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ فريد غانم من خ
...
-
إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -زَلْز
...
-
مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -مَاأَنَا
...
-
وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم - حَرْ
...
-
إنطباعات فاطمة شاوتي حول نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري - ال
...
المزيد.....
-
فيضانات قاتلة تجتاح البوسنة والهرسك.. ونشر الجيش في المناطق
...
-
-طيران الإمارات- تحظر أجهزة -البيجر والووكي توكي- على متن طا
...
-
فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص
...
-
الصحة اللبنانية تعلن مقتل 25 شخصا وجرح 127 جراء الغارات الإس
...
-
-كأنما ضُربت بقنبلة ذرية-، شهادة جرّاح بريطاني تطوّع للعمل ف
...
-
مراسل RT: معظم الأسلحة المضبوطة في أوغليدار مصنوعة في الولاي
...
-
فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص
...
-
مشاهد خاصة بـRT لقصف إسرائيلي طال برج البراجنة في ضاحية بيرو
...
-
مياه الأمطار تدمر سدا في إقليم ألتاي الروسي
-
العلم الروسي يرفرف على أسطح مباني مدينة أوغليدار المحررة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|