|
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام الجزء الرابع
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 1777 - 2006 / 12 / 27 - 10:33
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كما هو معلوم نطقت المحكمة الإبتدائية بتارودانت بحكمها الجائر في حق المجتمع المدني بإوزيون يوم الخميس 21 دجنبر 2006 ، و ترجع هذه الأحداث إلى يوم 07 ماي 2006 حيث نظم الفلاحون الفقراء المسيرة الحمراء دفاعا عن حقوقهم المشروعة ، و هي الحق في الأرض و الماء و أركان و تنمية الأمازيغية ، تلك أربعة أركان لنضال المجتمع المدني الأوزيوي و التي استقاها من الصراع الطويل للفلاحين الفقراء من أجل البقاء خلال تاريخهم الطويل ، الحافل بالتناقضات الأساسية مع النظام الحاكم خادم الرأسمال من أجل تأمين استمرار تدفق خيرات سوس على عواصم الغرب.
لماذا الحق في الأرض مرة رابعة؟
كما تمت الإشارة إليه في مقالات سابقة لقد ورث النظام الحاكم الإستعمار في كل شيء من أجل إرساء أسسه ، و كانت الأرض من بين الركائز الأساسية لبناء اقتصاده الضروري في السيطرة على الثروات في هذه البلاد ، فكما هو معلوم قام تحالف الإستعمار و الإقطاع بسوس )المعمرين الفرنسيين و الكلاوي و الكندافي( بالإستيلاء على أراضي الفلاحين الفقراء في سهل سوس ، و وضع الإستعمار المباشر لذلك قانون التحفيظ من أجل خلق إطار قانوني لتزكية شرعيتهما في ملكية هذه الأراضي ، و منذ بداية الإستقلال الشكلي ورث النظام الحاكم هذه الأراضي حتى يمنع الفلاحين الفقراء من فرصة استرجاعها باعتبارهم أصحابها الشرعيين و سماها الأراضي المخزنية ، و استولى على أراضي الفلاحين الفقراء التي منحوها للزوايا و المدارس العتيقة التي تسمى بأراضي الوقف فأسس لها وزارة الأوقاف . كان المناضلون المقاومون في صفوف المقاومة و جيش التحرير إبان مرحلة مقاومة الإستعمار المباشر يضعون أمام أعينهم استرجاع الأراضي التي استولى عليها تحالف الإستعمار المباشر و الإقطاع ، فضربوا بالحديد و النار مقرات هذا التحالف و ضربوا على أيدي كل أعوانهما في السهل و الجبال بسوس ، إلا أن تصفية جيش التحرير في نهاية الخمسينات من القرن الماضي و تمييع مفهوم المقاومة بعد إحداث مندوبية المقاومة ، و تفريغها من محتواها النضالي و التنكر للشهداء و تعويمها بإدماج أعوان تحالف الإستعمار المباشر و الإقطاع في لوائح المقاومين ، و بذلك أحبط مشروع المقاومين و أعضاء جيش التحرير في استرجاع هذه الأراضي إلى أصحابها الشرعيين الفلاحون الفقراء بسوس . فأصبح بذلك أبناء أعوان الإقطاع و الإستعمار المباشر في مركز السلطة كاستمرارية تاريخية للمشروع الإستعماري في امتلاك هذه الأراضي ، و بالتالي إعطائهم الشرعية القانونية باستعمال مواقعهم في السلطة من أجل مزيد من ابتلاع أراضي الفلاحين الفقراء بسوس ، كما احتفظ بوقع شيوخ الزوايا الذين ترك لهم نصيبا من أراضي الوقف التي منحتها قبائل الأمازيغ لدعم المدارس العتيقة ، أما فيما يخص أراضي الفلاحين الفقراء التي استولى عليها الإستعمار المباشر بسوس و التي أسس عليها المعمرون مشاريعهم الرأسمالية ، فقد تم وراثتها عبر تحويل بعضا إلى مؤسسات صوديا و التي سيتم تفويتها فيما بعد للملاكين العقاريين الكبار و المعمرين القادمين من جديد تحت ذريعة الإستثمار . هكذا تم تركيز مفهوم الإقطاع من جديد في بنية النظام الحاكم لإرساء أسسه مشروعه الذي يتم فيه استبعاد الفلاحين الفقراء بسوس ، الذين هبوا لمقاومة الإستعمار المباشر و حلفائه الإقطاعيين )الكلاوي و الكندافي( ، و سقط مشروع المقاومة و جيش التحرير الذي يهدف إلى بناء دولة وطنية ديمقراطية تكون فيها الأرض للفلاحين الفقراء ، و استكمل النظام الحاكم بنيته بإدماج كل الطبقات في منظومة سلطته و التي تأسست على قاعدة خدمة الرأسمال المركزي ، و ذلك بتقوية الإقطاع و عصرنته بإدماج أبنائه في أسلاك السلطة و دعم الكومبرادور و تشجيعهما بامتلاك مزيد من أراضي الفلاحين الفقراء بسوس ، و ذلك بالإستيلاء على أراضي الجموع و تحويلها إلى ضيعات البواكر و الحوامض في اتجاه التصدير إلى الأسواق الأوربية ، و هكذا ظهرت طبقة الملاكين العقاريين الكبار بسوس على حساب ابتلاع أراضي الفلاحين الفقراء الذين تم تحويلهم إلى عمال و عاملات زراعيين ، يتم استغلالهم في الضيعات و معامل التلفيف في ظروف تنعدم فيه شروط العيش الكريم في ظل قوانين عنصرية . و إلى جانب ابتلاع أراضي الجموع التي كانت في ملكية الفلاحين الفقراء فإن الفلاحين الصغار الذين يملكون ضيعاتهم الفلاحية ذات المساحات الصغيرة أصبحوا يفقدون أراضيهم ، التي يتم ابتلاعها من طرف الملاكين العقاريين الكبار الذين يستغلون الفرشة بشكل مفرط المائية بواسطة المضخات الكهربائية ، مما يساهم بشكل كبير في هبوط مستوى المياه الجوفية ، الشيء الذي يصعب على الفلاحين الصغار الحصول على مياه الري في ظل غياب دعم النظام لهم ، مما يضعهم في موقع الإفلاس و يدفعهم إلى بيع أراضيهم للملاكين العقاريين الكبار بأبخس الأثمان ، هكذا يتحول الفلاحون الصغار إلى فلاحين فقراء و بالتالي يتحول أبناؤهم في أحسن الظروف إلى عمال و عاملات زراعيين ، كما يتم طرد الفلاحين الصغار بالتعاونيات الفلاحية /المشاريع الفلاحية الملغومة من الأراضي التي منحت لهم من أجل استغلالها لتوفير بذور القمح لشركة سوناكوس و الحليب لتعاونية كوباك ، و ذلك لعجزهم عن أداء فواتير مياه الري في الوقت الذي يتملص الملاكين العقاريين الكبار من أداء ما عليهم من ديون مياه الري ، و طرد 10 عائلات من تعاونية أمل النجاح من أصل 60 عائلة خير دليل على ذلك ، و هكذا يتم تهييء أراضي الفلاحين الصغار بالمشاريع الفلاحية التي استغلوها أزيد من 25 سنة للتفويت على الضغط على الفلاحين الصغار بديون القرض الفلاحي و جمعيات السقي . هكذا ظهرت طبقة العمال و العاملات الزراعيين بسوس في ظل الهجوم على أرضي الفلاحين الفقراء من طرف تحالف الإقطاع و الكومبرادور و الملاطين العقاريين الكبار بدعم من النظام الحاكم ، الذي عمل على سن جميع القوانين العنصرية ضد الفلاحين الفقراء من أجل ضرب الشرعية التاريخية لهم في ملكية أراضي السهل و الجبال بسوس ، فقام بتحفيظ ما يسمى بالأراضي المخزنية و الأوقاف و استغلالها لدعم سلطته ، و منح الشرعية القانونية لامتلاك أراضي الجموع من طرف الملاكين العقاريين الكبار الذين استولوا عليها منذ بداية الإستقلال الشكلي ، و ذلك بسن قوانين تمنح لهم الحق في الملكية في سنة 2005 و تم تحفيظها لحسابهم من أجل فتح المجال أمامهم لتفويتها للمعمرين القادمين من جديد بدعوى الإستثمار الرأسمالي ، و فتح المجال أمام رؤساء الجماعات المحلية و ممثلي الجماعات السلالية بتفويت ما يبقى من أراضي الفلاحين الفقراء قرب سد أولوز ، و التطلع إلى امتلاك أراضي الغابات الشاسعة بجبال الأطلس و المجاورة للسدود الخمسة التي بنيت على حساب أراضي الفلاحين الفقراء خاصة سدي أولوز و المختار السوسي . إن الصراع حول الأرض بسوس ليس بالشيء الهين كما يمكن تصوره إن صراع قائم عبر التاريخ باعتبار سوس فاعلا أساسيا في أي تغيير يمس السلطة المركزية ، و ذلك من خلال فعل القبائل الأمازيغية في بناء الدول الكبرى التي بناها الأمازيغ خاصة المرابطين و الموحدين التي مثلت فيها تارودانت يوما عاصمة كبرى ، بحكم موقعها كمركز هام من بين المراكز الأساسية للطرق التجارية من الشمال إلى الجنوب و من الجنوب إلى الشمال ، فكان لمعطى الأرض بسوس موقع أساسي في البنية التحية للسلطة المركزية فكيف لا و هي مستهدفة من طرف المعمرين ، لدى فالصراع القائم على الأرض بسوس صراع مرير و تاريخي يصعب حسمه لصالح الفلاحين الفقراء بتلك السهولة التي يمكن تصورها ، فحسمه لصالحهم لن يكون إلا ب : أولا بتنظيم الفلاحين الفقراء في نقابات الفلاحين بجميع المناطق بسوس . ثانيا بتنظيم الفلاحين الصغار في نقابات الفلاحين بجميع المناطق بسوس . ثالثا بتنظيم جميع العمال و العاملات الزراعيين في نقابات العمال . رابعا ببناء التحالف بين الفلاحين الفقراء و الفلاحين الصغار و العمال و العاملات الزراعين عبر نقاباتهم . خامسا ببناء التحالف بين هذه النقابات و الجمعيات التنموية بسوس . سادسا ببناء التحالف على مستوى سوس ماسة أولا و جهة سوس ماسة درعة ثانيا .
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام
...
-
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام
...
-
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام
...
-
المحاكمات الصورة من طبيعة النظام الحاكم بالمغرب
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الحادي عشر
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء العاشر
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء التاسع
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثامن
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السابع
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السادس
-
لصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الخامس
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الرابع
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثالث
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثاني
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الأول
-
في الذكرى الخامسة لتأسيس الحوار المتمدن
-
حملة التضامن مع مناضلي جمعيات الجتمع المدني بأوزيوة بتارودان
...
-
من سيطرة الدين على الدولة إلى تسخير الدين أيديولوجيا
-
النهج الديمقراطي : الإنتخابات أم التجذر وسط الطبقات الشعبية
-
تارودانت / حاضرة سوس و معقل حركة الفلاحين الفقراء في مواجهة
...
المزيد.....
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|