سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الهجمة الصاروخية الاخيرة لنظام الملالي والتي شنها على إسرائيل إنتقاما لإغتيال اسماعيل هنية وحسن نصرالله ونائب قائد الحرس الثوري عباس نيلفروشان، لم يلجأ نظام الملالي للقيام بها إلا بعد أن إضطر الى ذلك إضطرارا ولاسيما بعد أن صار موضع سخرية وتهکم من جراء تردده والتبريرات المتواصلة التي يقدمها، ولکن الملفت للنظر هنا إن النظام الايراني في الوقت الذي يقوم به بهجمة صاروخية فإنه يلجأ بعدها الى التقوقع مجددا ويحرص على إناطة الدور بوکلائه في المنطقة لتوتير الاوضاع وتأزمها أملا في أن يعمل ذلك على إيجاد فرصة للمساومة وإيجاد مخرجا له من الورطة التي أوقع نفسه فيها منذ إشعاله للحرب في غزة.
لکن السٶال هو؛ هل إن نظام الملالي سيکف يده عن المنطقة ويتخلى عن زعزعة الامن والاستقرار فيها؟ إلقاء نظرة على الاعوام المنصرمة يٶکد بأن هذا النظام لم يتخلى ولو ليوم واحد عن نهجه المشبوه بهذا الصدد ذلك إن تصدير الارهاب والتطرف وإثارة الحروب والتدخلات في بلدان المنطقة، کان وسيبقى واحد من مرتکزاته التي يعتمد عليها طالما کان في الحکم.
الملاحظة المهمة هنا هي إن هناك ثمة علاقة قوية بين تأزم أوضاع النظام الداخلية وتزايد القلق من جراء ذلك بين أوساط النظام، وبين تأزيم الاوضاع في المنطقة والتي يقوم بها النظام من أجل رفع درجة التأثير السلبي الداخلي عليه وتجنب تطور الامور الى درجة الذروة وإندلاع ثورة أو إنتفاضة ضده قد لا يقوم له من أثر بعدها.
من يتتبع الاحداث والتطورات الجارية في داخل إيران، يجد إنها تسير بخطى متسارعة وملفتة للنظر بإتجاه إنفجار الاوضاع بوجه النظام الذي يجد في الازمات الاقتصادية والاجتماعية والفکرية العميقة التي تعصف به بمثابة سيوف مسلطة على رأسه وهي تعمل في نفس الوقت على تأجيج مشاعر رفض وکراهية النظام والتصميم على مواصلة المواجهة حتى إسقاطه، خصوصا وإن التحرکات الاحتجاجية من تظاهرات وإعتصامات وما إليها تتزمن معها نشاطات نوعية لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، وإن النظام وخوفا من أن تصل به الامور الى طريق مسدود فإنه يحرص على إستمرار التوتر والاضطراب في المنطقة والحيلولة دون تمتعها بالامن والاستقرار، وهذا ما يحدث وبصورة منظمة منذ أن شرع هذا النظام بمخططاته السرطانية في المنطقة.
الامن لن يستتب في المنطقة إلا بتغيير نظام الملالي، هذه هي الحقيقة المهمة جدا والتي يجب دائما أخذها بنظر الاعتبار والاهمية إذ ومن دون أن يحدث هذا التغيير الدي لايمکن أن يتم من دون دعم وتإييد النضال المشروع من أجل الحرية وإسقاط النظام من جانب الشعب والمقاومة الايرانية، فإن النظام الايراني سيظل يعبث بالامن في المنطقة.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟