أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - قراءة موضوعية في الصراع العربي الصهيوني















المزيد.....

قراءة موضوعية في الصراع العربي الصهيوني


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شن الكيان الصهيوني وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية ومساندة الدول الأوربية الغربية , في الخامس من حزيران عام 1967 حربا على ثلاثة جبهات على طول حدود الكيان من الشمال إلى الجنوب ,بدءا بمصر التي حشدت جيشها في شيه جزيرة سيناء جنوبا,وسورية التي أشعلت فتيل الحرب دون تهيئة مستلزماتها في هضبة الجولان شمالا,والأردن الذي دفع للحرب دفعا في خاصرة الكيان , وبدعم معظم الدول العربية يومذاك دون أية تهيئة معقولة للمواجهة من عدو متخم بكل أنواع الأسلحة .
كانت نتيجة الحرب مدوية حيث دمر الطيران الحربي الصهيوني معظم مطارات مصر العسكرية في ساعات الحرب الأولى دون أية مقاومة , وبذلك أخرج الطيران الحربي المصري من سماء المعركة الذي بات حكرا للطيران الصهيوني يصول ويجول فيه كما يشاء , لتنتهي الحرب في مدة خمسة أيام فقط .خسرت مصر جميع سيناء لتقف القوات الصهيونية على مشارف قناة السويس وتحتل مدن السويس وبور سعيد وغيرها , وتخسر سورية هضبة الجولان , وتخسر الأردن الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس .كان النظام المصري قد صدع رؤسنا عبر إذاعة صوت العرب ومذيعها المهذار أحمد سعيد بصواريخ القاهر والظافر التي ستدك تل أبيب , والتي تبين لاحقا أنها نمور من ورق لغرض الإستعراضات العسكرية وليس لأغراض الحرب .
كانت حرب الأيام الخمسة أكبر كارثة حلت بالعرب بعامة والفلسطينيين بخاصة ما زالت آثارها قائمة حتى الآن , تمثلت بضياع فلسطين وإحتلال شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان . إستعادت مصر العروبة شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح بعد توقيعها معاهدة " السلام " مع الكيان الصهيوني والإعتراف بدولته وإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما بموجب الإتفاقات التي تمخضت عن لقاءات كمب ديفد التي تمت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية عام 1977 .
وكالعادة راح العرب يبررون فشلهم في حرب الإيام الخمسة, بتخاذل الإتحاد السوفيتي عن دعمهم بعدم التدخل المباشر في الحرب لصالحهم ,تماما كما برروا فشلهم في حرب عام 1948 بدعوى الأسلحة الفاسدة التي زودت بها جيوشهم , دون أن يلقوا باللائمة على أنفسهم ,وسوء تقديرهم لقوة العدو وتخبطهم وعدم تخطيطهم السليم وضعف إدارتهم للمعركة ,وتنافس حكامهم وأطماعهم وإرتهانهم لمشيئة الأجنبي المتعاون أساسا مع الصهيونية . وبدل أن يحاسب العرب حكامهم على سوء إدارتهم للصراع وتسببهم بهذه الكارثة التي ما زالوا يعانون من آثارها الوخيمة حتى يومنا هذا , راح البعض يوجه سهامه المسمومة ويلقي بالائمة على الإتحاد السوفيتي الداعم الرئيس لكل من مصر وسورية سياسيا وإقتصاديا وعسكريا بالأسلحة والعتاد, على الرغم من معادتها لنظام السوفيت الشيوعي ومحاربتها للشيوعيين في بلدانها , وكأن السوفيت هم أصحاب القضية وليس هم أصحابها .
واليوم يتكرر المشهد ثانية حيث راحت بعض الأصوات العربية النشاز توجه اللوم لإيران, الداعم الوحيد حاليا للمقاومة الفلسطينية بالمال والعتاد والسلاح , بما جرى ويجري الآن في غزة ولبنان من مذابح بشرية بحق الفلسطينيين واللبنانيين وبعض رموز قادتهم وسط صمت عربي ودولي مريب , متجاهلين عن عمد أن إيران دولة لها مصالحها ولها وضعها الداخلي الخاص بها , وتتربص بها الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية لإسقاط نظامها المهدد لمصالحها في المنطقة . والغريب أن هؤلاء يعيبون على إيران عندما تتأخر في الرد على العدوان الصهيوني , ويسخرون منها عندما تدك صواريخها الكيان الصهيوني حيث يصفونها بمسرحية , وكأنهم أبواق صهيونية جوفاء وهم حقا أبواقا صهيونية دون حياء ,
إفتونا مأجورين ماذا أنتم قدمتم لغزة الباسلة ولبنان الجريح سوى التهليل والفرح والسرور لسقوط الشهداء المدافعين عن فلسطين ولبنان والأراضي العربية المحتلة , وإلاّ كيف تفسرون لنا إحتفالات الفرح الصاخبة التي أقمتموها في كل مكان , بإستشهاد سيد المقاومة ورمزها الشهيد البطل حسن نصر الله ونخبة من قادة المقاومة اللبنانية الذين سقطوا في سوح المعارك , بمواجهة العدو الصهيوني الغاشم الذي لا يفرق بين مسلم أو مسيحي , سني أو شيعي يقف بوجه دفاعا عن مقدسات العرب في لبنان أو فلسطين أو سواها , متوهمين أنهم بذلك سيكسبون ود العدو الصهيوني الغاشم . تثيرون النعرات والعنعنات الطائفية وبث روح الحقد والكراهية بين الناس لتفريق صفوفهم وكسر إردتهم وزرع روح اليأس والوهن في نفوسهم, بدلا من رص الصفوف وتوحيد الكلمة وحشد كل الإمكانات بوجه عدو صهيوني غاشم لا يرحم . إتقوا الله في عباده ليرحمكم الله , وكفوا عن نعيقكم المفرق لشمل الأمة الممزقة أصلا .
نحن هنا لا ننزه أحدا بما فيهم الشهيد حسن نصر الله من بعض الأخطاء والهفوات وخطل بعض التقديرات والحسابات , لكن لا نشك أبدا بحسن نواياه وحبه لوطنه لبنان وصفاء سريرته وإستعداده للشهادة من أجل وطنه وعقيدته في زمن يحاول فيه كثيرون خلط الأوراق والعبث بأمننا الوطني , بإفتعال أزمات وصراعات عرقية وأثنية ودينية وطائفية عبثية لا تمت لمصلحة الوطن بصلة لا من بعيد ولا من قريب .
وتقتضي الموضوعية منا أن نشير إلى بضعة حقائق نوجزها بالآتي :
1.أن قرار الحرب أو الصراع المسلح مع الغير , قرار دولة حصرا وليس قرار فرد أو حزب تحت أية ذريعة أو أي مسوغ , لكون أن نتائجه تنعكس على مجمل الدولة وليس جزءا منها فقط .
2. أن الوضع اللبناني الحالي ضعيف ومرتبك ويعاني من إنقسامات حادة , ووضع إقتصادي متأزم وفساد مالي وإداري , نجم عنه فقر مدقع لدى فئات واسعة من السكان .
3. لبنان ساحة مفتوحة للمخابرات الأجنبية بعامة , والموساد الصهيونية بخاصة وكأنه كتاب مفتوح للموساد وعملائه المنتشرين في لبنان .
4. ليس من العدل والإنصاف تحميل لبنان أحد أصغر البلدان العربية , تبعات الصراع العربي الصهيوني الذي تخلت عنه الدول العربية كبيرها قبل صغيرها .
5. إدراك أن ما من دولة , إيران أو غيرها ستحارب نيابة عن الفلسطينيين أصحاب القضية أبدا , أن جلّ ما يمكن أن تقدمه الدعم المادي بالعتاد والسلاح والدعم المعنوي في المحافل الدولية .
6. أن البلدان العربية اليوم في أضعف حالاتها , يعاني بعضها من حروب أهلية دامية كما في ليبيا والسودان وسورية , وبعضها من صراعات طائفية وأثنية وإنقسامات حادة كما في العراق .
7. تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الستراتيجي للكيان الصهيوني , قواعد عسكرية في أكثر من بلد عربي , منها العراق وقطر وسلطنة عمان والكويت والإمارات وسورية , فضلا عن أساطيلها الحربية التي تجوب البحار العربية
8. إرتهان إقتصادات معظم الدول العربية بالدولار الأمريكي , حيث تحتفظ الولايات المتحدة بودائع تلك البلدان في المصارف الأمريكية الخاضعة لسيطرة الحكومة .
9. نجاح إسرائيل بتطبيع علاقتها مع بعض الدول العربية إبرزها دول الخليج العربي والمغرب , فضلا عن علاقاتها الدبلوماسية مع مصر والأردن .
10. ألإنقسام الحاد في صفوف الفلسطينيين حد الإحتراب حتى يومنا هذا .
وإزاء هكذا أوضاع عربية بائسة كيف يمكن أن نتوقع من هذه الدول تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية , أكثر من اللغو الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر . أن من يسعي لتحرير فلسطين عليه أن يتحلى بقدر عال من الحكمة والموضوعية وتقدير قوة الخصم ونقاط ضعفه , وتهيئة مستلزمات الصراع المادية وحشد القدرات البشرية المدربة جيدا لمتطلبات الحروب الحديثة متخذة من العلوم والتكنولوجيا وسيلة فعالة لإدارة دفة الصراع في صفحاته المتعددة , وتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات الجانبية , والإعتماد على الذات بعد الإعتماد على الله يبحانه وتعالى , والكف عن المزايدات واللغو الفارغ .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجيديا العراق ... هل من نهاية ؟
- ثالوث الفقر والمرض والأمية في العراق د
- ثورة العشرين ... تحية إجلال وإكبار
- هل ستستفيق البلدان العربية من سباتها ؟
- كبوة وطن
- ديمقراطية االعراق في الميزان
- المثلث العربي التركي الإيراني ... ركيزة أمن الشرق الأوسط
- أين تقف الدول العربية من ألتكتلات الإقتصادية الدولية ؟
- هشاشة منظومة الأمن القومي العربي
- نظرة في العلاقات العربية الفارسية عبر العصور
- صيانة شرف المهنة الجامعية
- التنشئة الأجنبية لأطفال دول الخليج العربية .. وأثرها في بلور ...
- هشاشة التركيبة السكانية الخليجية ..ومخاطرالتواجد الأجنبي
- الشعوبية تبعث من جديد
- الحقوق تنتزع ولا تعطى
- شيطنة المقاومة الفلسطينية ... لمصلحة من ؟
- القضية الفلسطينية ... قراءة واقعية
- صفقة القرن ... تهجير سكان غزة
- أحزاب سياسية أم إقطاعيات عائلية ؟
- تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني


المزيد.....




- لماذا يعتقد هذا المسؤول الأمريكي السابق أن واشنطن “بحاجة إلى ...
- -فاضحة ومشوقًة-.. هكذا غيّرت خدمة مواعدة بالستينيات مشهد الح ...
- ناشر مذكرات ميلانيا ترامب طلب 250 ألف دولار نظير إجراء CNN م ...
- غواصّان يكتشفان حطام سفينة اختفت قبل 130 عامًا بعد 5 دقائق ف ...
- خبير يتحدث عن تقدم كبير للجيش الروسي قرب كوبيانسك بمقاطعة خا ...
- أمطار غزيرة تتسبب في مشاكل مرورية واسعة في رييكا الكرواتية
- إعصار -كراثون- يضرب تايوان: خسائر في الأرواح والممتلكات وتعط ...
- صفارات الإنذار تدوي شمال إسرائيل والجيش الإسرائيلي يرصد 20 ص ...
- مهمة الفرصة الأخيرة و-المستحيلة-!
- الجيش الروسي يسقط 18 مسيرة جوية فوق أراضي البلاد الليلة الما ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - قراءة موضوعية في الصراع العربي الصهيوني