أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - مقتل وزير(6)















المزيد.....

مقتل وزير(6)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 17:22
المحور: سيرة ذاتية
    


ــــــــــــــــــــــــــــــــ مقتل وزير(6) ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقد يجعلنا ذلك نسترجع ما فعله صدام مع وزير الصحة السابق لرياض وهو الدكتور عزة مصطفى الذي وقف موقفاً مبدئياً صادقاً يوم رفض أن يتصرف كإمعة بعد موقفه المشرف في قضية (خان النص) حيث رفض أن ينفذ أوامر القيادة الصدامية بضرورة أن تقوم هيئة المحكمة التي يترأسها باصدار أحكام بإعدام المشاركين في الطقس (الشيعي) التقليدي المعروف والمتبع سنوياً لإظهار الحزن على الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب. حينها فإن قرار إقالة الوزير عضو القيادة د. عزة مع صاحبه في هيئة المحكمة عضو القيادة القطرية (فليح حسن الجاسم) من مناصبهما الحزبية والوظيفية لم تكن كافية, إذ تم تعيين الدكتور الوزير خالد الذكر عزة مصطفى طبيباً مقيماً في إحدى القرى العراقية نِية إذلاله بينما لم تكد تمضي سوى فترة قليلة بعد الإبعاد حتى تم اغتيال عضو القيادة الثاني ( فليح حسن الجاسم ) وسجل الاغتيال كحادثة دهس !.
وأرى أن الوقت قد حان لكي أرد هنا على بعض الأخوة الذين أشاروا إلى أن البعثيين جميعاً يتحملون وزر هيمنة صدام وطغيانه بحجة أنهم لم يتخذوا موقفاً مناوئاً له منذ البداية ولذلك, كما قالوا, فقد خلت الساحة له ولعشيرته, وأقول أن ذلك لم يكن صحيحاً بالمرة لأن كثيراً من المناضلين البعثيين كانوا أرادوا تصحيح الأمر بطريقة أو بأخرى فقدمت الغالبية منهم أرواحها شهداء خالدين على طريق خدمة المبادئ التي آمنوا بها, أما البداية فكانت مع الشهيد الخالد عبدالخالق السامرائي ولحقه بعد ذلك شهداء قاعة الخلد الخمسة من أعضاء القيادة القطرية للحزب مع رفاقهم من القيادات الذين جاوز عددها (22 ) شهيداً إضافة إلى أكثر من (33) قيادياً حكم عليهم بالتعذيب حتى الموت في سجون الطاغية ولم ينجُ منهم سوى أربعة هم شكري الحديثي واحسان السامرائي ومعز الخطيب وسليم الإمامي.
وأجزم أن ما عانى منه أولئك البعثيون كان أكثر مما تتحمله طاقة إنسان. وربما يذكرني موقف بعض الناقدين للبعثيين الذين (سكتوا) عن صدام حسين بما حدث في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي, إذ بعد أن وقف خروشوف لكي يدين مسيرة ستالين ويفضح دكتاتوريته وطغيانه ودمويته فقد أعاب عليه أحد المؤتمرين سكوته عن جرائم ستالين في اثناء حياته فما كان من خروشوف إلا وأكد لصاحب الورقة الخالية من اسم صاحبها أنه على استعداد ليشرح الأمر لصاحبها لو أنه ذيل تلك الورقة باسمه الصريح !
ونعرف أن كثيراً من الشيوعيين الروس كانوا قد ذهبوا ضحايا القمع الستاليني مثلما فعل أقرانهم من البعثيين العراقيين, أما خروشوف ومجموعته فقد ظلوا بانتظار الفرصة التاريخية الملائمة التي أضاعتها الحروب تماماً مثلما حدث مع صدام الذي لم يكن يفرغ من حرب حتى يبدأ بأخرى, مستغلاً الظروف الاستثنائية لإحكام قبضته على الحزب والدولة والشعب. لكني مع ذلك سأقول أن قراءة الموقف البعثي من صدام حسين يجب أن تحتكم إلى عدة عوامل بدلاً من أن تُعوّم بعامل واحد. وبهذا سيكون الموقف من البعثيين, في هذا المشهد عينه, أكثر انصافاً.
إن رياض الحاج حسين كان أفرحه الخروج من (جنة) صدام حسين. بالنسبة لصدام كان ذلك سيشكل خروجاً على القاعدة, فلو أن د. رياض صار بعد اقالته في مواجهة ظرف صعب فلربما كان ذلك كافياً لكي يفهم الأخرون معنى أن يخرج المرء من جنة الرئيس.
أما وأن يخرج د. رياض من تلك الجنة وهو منتصب القامة فذلك ما سوف يشكل تجاوزاً خطيراً على القاعدة التي تقول : من يخرج من جنة الرئيس يجب أن يذهب إلى جحيمه. ففي عالم صدام حسين ليس هناك منطقة وسطى ما بين الجنةِ والنارِ.
وما كان غريباً أن يظل صدام حسين بانتظار الفرصة الملائمة التي يتمكن من خلالها أن يعيد رياض الحاج حسين إلى جحيمه, وها هو النعمان يقدم له تلك الفرصة بعد أن شاهد احدى العبوات المنسية من الدواء في الغرفة التي رقد فيها إبن أخت صدام بعد العملية الجراحية التي أجريت له من قبل جراح الجملة العصبية الأشهر الدكتور سعد الوتري.
وسيكون مهماً هنا التأكيد على أنه لم تكن في نية النعمان الانتقام من د. رياض وإنما كان الغرض التنبيه مرة أخرى إلى ضرورة متابعة قضية الدواء.
وفي غرفة المريض كان هناك صباح مرزا المرافق الأقدم للرئيس وعبد حمود سكرتير صدام وإبن عم المتوفى حيث وقام أحدهم بنقل ذلك إلى الرئيس الذي كان بانتظار اللحظة المواتية فاصدر أمر القبض على الوزير الضحية.
وإن علينا أن نتذكر كيف أن صدام كان غضب من تقرير اللجنة الثلاثية التي برأت الوزير السابق رياض من خطأ استيراد الدواء أو من سُميته وأكدت على أن الخطأ كان في طريقة الإستعمال رغم وجود التعليمات الخاصة الموجودة على العبوة التي اشار إليها كل من الأخوين الصيدليين زهير شريف واحمد إبراهيم من ذوي العلاقة باستيراد الدواء. وذكر لي الاستاذ الدكتور سعدون التكريتي أحد أعضاء اللجنة الثلاثية التي كلفت بالتحقيق بشأن الدواء كيف أن صدام قد غضب بعد أن اطلع على تقرير اللجنة وألقى بالملف الخاص جانباً بعد أن أعلن عن خيبة أمله من تقرير اللجنة وخاصة من الدكتور سعدون الذي كان قد تمنى عليه أن يأتي موقفه بشكل يدين موقف الوزير المقال بدلاً من أن يشهد ببراءته ويثني على الإجراء الذي إتخذه. وكان الإجراء الذي اتخذه الرئيس بشأن اللجنة هو إقالة الدكتور إبراهيم النوري من وظيفته كوكيل للوزير مثلما أصدر قراراً بإعفاء الكتور خلدون درويش من وظيفته كمدير عام وإعادة تعينه في وظيفته كطبيب عيون مختص مثلما نقل الدكتور سعدون أيضاً من وظيفته كمدير عام للوقاية الصحية وإعادة تنسيبه كأستاذ في كلية طب بغداد.
أحد الأساتذة المتابعين لما أكتبه في هذا الفصل الخاص بإستشهاد الدكتور رياض وكان أحد أعضاء اللجنة الثلاثية روى لي واحدة من القصص المضحكة المبكية التي تصلح كمشهد من احدى مسرحيات عادل إمام.
بعد أن أصدر صدام حسين أمره بإلقاء القبض على الوزير المُقال ذهب فريق التنفيذ إلى بيت الوزير وطلبوا منه مرافقتهم إلى دائرة الأمن العامة. الوزير الذي فوجئ بالقرار ظن أن هناك ثمة خطأ فطلب منهم السماح له بالإتصال برئيس ديوان رئاسة الجمهورية أحمد حسين السامرائي. هؤلاء في لحظة من خارج التاريخ سمحوا له بذلك الإتصال فما كان من أحمد حسين إلا وطلب الحديث مع رئيس فرقة التنفيذ طالباً منه إعادة قراءة مذكرة التوقيف لأن الوزير المقصود هو رياض الحاج حسين وليس خلفه الدكتور صادق علوش !!
وكأني بالدكتور صادق علوش وهو يؤكد لأحمد حسين السامرائي على الطرف الآخر من التلفون قولة عادل إمام الشهيرة في مسرحيته (شاهد ما شافش حاجة) : دا أنا غلبان !



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل وزير ... (5)
- مقتل وزير ... (4)
- في ضيافة المدافع .. مقتل وزير(3)
- مقتل وزير(2)
- مقتل وزير* (1)
- بيتٌ بلا أسوار
- الجواهري.. ما بين الشاعر والإنسان
- الخلل البنيوي للإسلام السياسي العربي (2)
- الخلل البنيوي للإسلام السياسي العربي (1)
- الأيديوغماتية
- حل الدولتين
- عضة كلب
- رغد صدام حسين .. إذا أبتليتم فاستتروا
- مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة
- رد على من لا يستحق الرد !
- الوطنية والإسلام السياسي
- خير النساء
- بايدن .. هل كان صهيونياً بحق
- المهدي المنتظر
- الدين السياسي ليس ديناً وليس دولة


المزيد.....




- -كلّف العرب كثيرًا-.. أنور قرقاش يثير تفاعلًا بتدوينة عن زمن ...
- خبيرة بشؤون الشرق الأوسط تنتقد أمريكا بسبب الصراع في لبنان: ...
- ألقى خطبة الجمعة.. خامنئي: نصرالله قدّم خدمة للمنطقة كلها وه ...
- الأمن الروسي يعلق على تفجيرات البيجر في لبنان
- بيان مصري سعودي حول الأوضاع في لبنان وغزة
- مقتل ضابط أمن بمحطة زابوروجيه الكهروذرية بتفجير سيارته
- لافروف: الولايات المتحدة لم تبد أدنى إدانة للغزو البري الإسر ...
- خامنئي: الأعداء لن يحققوا النصر أبدا على حماس وحزب الله
- الديمقراطيون يسعون لاستعادة دعم المسلمين بعد تراجع تأييدهم ب ...
- هل لا يزال ماسك يلاحق حلمه بتصنيع سيارات أجرة -آلية-؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - مقتل وزير(6)