أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - فرية عمالة المقاومة العربية لإيران














المزيد.....

فرية عمالة المقاومة العربية لإيران


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 00:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


حين طغى التأثير الفكري والسياسي للأحزاب الشيوعية في البلدان العربية في خمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي، نشر أعدائها من كل التيارات، تهمة رخيصة، فحواها انها مجرد جماعات عميلة لموسكو التي كانت حينها كعاصمة سوفييتية مركزا فكريا للحركات الشيوعية في العالم.
وربما انطلت تلك الفرية على وعي أوساط واسعة من البسطاء، كون الشيوعيين في البلدان العربية يتحدثون بذات اللسان والأفكار الذي يتحدث به الشيوعيون في موسكو وفي كل مكان آخر. ولبساطتها لم تنتبه تلك الأوساط إلى أن ما يجمع الشيوعيين ويجعلهم يتشابهون هو الأفكار والتطلعات إلى نظام بلا طبقات اجتماعية تستغل بعضها، ينتفي فيه استغلال الأنسان للأنسان، وأن وحدة تطلعاتهم تدفعهم إلى دعم بعضهم البعض.

الآن وفي حمى الهجمة الهمجية التي تشنها أمريكا وقاعدتها الصهيونية، لتصفية القضية الفلسطينية وإستعباد الدول العربية وشعوبها، بشكل كامل، صارت توجه إلى كل المقاومة العربية لهذا المخطط الدموي تهمة العمالة لإيران بعد أن تخلى العالم العربي الرسمي عن واجباته في مساعدة الشعب الفلسطيني على المقاومة والتحرير. وتكفلت إمبراطوريات الإعلام التي تملكها محميات الخليج بالترويج لهذة الفرية التي طبخت في مختبرات الموساد والسي آي أي، وتلقفتها الفصائل الطائفية التي تورطت بالتحالف مع داعش لتشيعها بين المتأثرين بها، وكذلك القوى الإنعزالية اللبنانية التي تحالفت مع إسرائيل في الثمانينات واستقبلت المجرم الصهيوني آرييل شارون بالأحضان في بيروت الشرقية وساهمت معه في مجازر صبرا وشاتيلا.

فرية الموساد والسي آي أي بعمالة قوى المقاومة لإيران يدحضها، أن المقاومة في فلسطين تقودها حركة حماس ذات الجذور الأخوانية ولا يجمعها جامع طائفي مع إيران الشيعية، وأن حماس تتحالف في حركة المقاومة مع قوى وفصائل فلسطينية يسارية، مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وغيرها. وأن هذه القوى تتوحد في معركة التحرر الوطني متجاوزة تبايناتها الفكرية والإيديولوجية.
وبدوره يتحالف حزب الله مع قوى اليسار بما فيها الحزب الشيوعي اللبناني، وحزب الله حزب شيعي وهذا أمر لا غبار عليه في ظل النظام السياسي الطائفي اللبناني الذي أسسه الفرنسيون، وكون الحزب شيعيا فلابد أن يرتبط بروابط طائفية مع الشيعة في كل مكان بما فيه شيعة إيران، وما بينه وبين طهران ليس صلة عمالة كما يفتري الأمريكان والصهاينة، وانما صلة عاطفية طائفية، والحال مماثل في العلاقة بين إيران والفصائل الشيعية في العراق حيث أسست أمريكا بعد أحتلالها لبغداد نظاما سياسيا طائفيا - إثنيا أسوأ من النظام اللبناني.
ومثل هذه العلاقات الطائفية العاطفية ليست بدعة في تأريخ الشعوب والطوائف، وتأريخ أوربا يحمل صورا واضحة عن مثل هذه العلاقات الطائفية في الصراع الدموي الذي استمرّ أعواما طويلة بين الكاثوليك والبروتستانت.

أن تجاوز كل هذه الحقائق وحقيقة أن الشعوب العربية في خضم معركة مصيرية هدفها من جانب الأعداء تأييد عبودية العرب بلدانا وشعوبا لأمريكا وقاعدتها الصهيونية، هذه المعركة التي تتشابك فيها من الجانب العربي سواعد المقاومين العرب: سنة "حماس" وشيعة "حزب الله" ويساريين " الحزب الشيوعي اللبناني وحزب الشعب الفلسطيني، والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين" وكل عربي حر مناهض للإمبريالية والصهيونية. أن تجاوز كل ذلك والقيام بدور الببغاء في ترويج فرية عمالة المقاومة العربية لإيران، أمر ليس مستغربا من جانب عبيد الغرب والصهاينة، لكنه مستغرب ومؤسف جدا حين يتورط فيه بعض من نعرف في تأريخهم إخلاصا لقضية التحرر الوطني العربية ومناهضة الإمبريالية.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟
- نجاحات -غزوة- البيجر!
- نحو تفكيك السردية الصهيونية
- العلم والدين والأنسان
- لا عزاء للمخدوعين!
- غلطة الشطّار
- عن قارة العقلانية المزعومة!
- كم أغبط المتخصصين إهتماما ونشاطا!
- نخرج من وهم لنقع في آخر
- معضلة أوربا
- بهجة ساذجة بين داعمي روسيا
- تحول مرعب
- الأغنية الشيوعية التي تحولت إلى أغنية رياضية
- ملاحظات على خيارات الناخب السويدي
- غدا نعرف حقيقة المجتمع السويدي
- اعتراف واعتذار
- الطفل المغربي ريان وأطفال فلسطين
- تكثيف
- فك الإرتباط بين اليهودية والصهيونية
- المهدي العلماني الديمقراطي الفسطيني المنتظر!


المزيد.....




- -هل هذه لحظة يمكن للبنان فيها استعادة سيادته إذا كان حزب الل ...
- حزب الله يعلن صد محاولة للجيش الإسرائيلي للتقدم.. ومقتل جندي ...
- لبنان.. غارة إسرائيلية تستهدف بلدة كيفون في قضاء عاليه للمرة ...
- بعد عودتهم من احتفال ديني.. مقتل 60 شخصا على الأقل وفقدان 10 ...
- مساعدات أوروبية إضافية للبنان وتحذيرات من موجة لجوء جديدة لأ ...
- DW تتحقق: كيف يشوه الذكاء الاصطناعي الحملات الانتخابية؟
- وزير القوات المسلحة الفرنسية يصف روسيا بـ -التهديد الرئيسي- ...
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا بلغت 2085 جنديا خلال يوم
- إلى ماذا تشير الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الضارة؟
- أريستوفيتش: أوكرانيا ستختفي بحلول العام 2030


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - فرية عمالة المقاومة العربية لإيران