صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1777 - 2006 / 12 / 27 - 10:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عام كامل ، مليء بالأوجاع يوشك ان يرحل ، وعام آخر جديد ، يستعد كي يحل على ربوعنا ، فهل لنا أن نسال ماذا جنينا في عامنا الماضي ، غير الماسي والخسارات ، قتل الآلاف من خيرة أبناء الشعب العراقي ، وجرح الملايين ، اجبر عدد كبير ،، على الرحيل من مكانه الذي قضى به ،،شطرا كبيرا من حياته ، الى مكان آخر ، لا يعلم كيف يعيش فيه وقد ابتعد عن الأحباب ، وافترقت عنهم السبل ، واجبر العديد من خيرة الكفاءات العراقية ،، على مغادرة الأرض الحبيبة التي سقوها بعرقهم ، وكفاحهم الطويل ، فارتوت بدمائهم الزكية الطاهرة ’ فجاء المخربون الجدد ليعيثوا في الأرض فسادا ، وليحرقوا الزرع ، ويغتالوا الفرح ، ويقتلوا البسمة اللطيفة ،، وهي تزرع الأرض ،، وهي تحلم أن تجني ثمارا متلألئة بالجمال
فإذا أمانيها العذبة تذهب سدى ، ويحيل المغامرون حياتنا شقاء مستمرا ، ونضالنا وجعا متواصلا ، هل لنا ان نتفاءل ،، ونحن نودع عاما انقضى بالهم والشقاء ،، مع إخوانه من الأعوام السابقة له ، وكيف لنا ان ننظر باطمئنان ،، الى إقبال عام جديد ، وليس في الأفق ما يمكن ان يبعث ،،إلى نفوسنا الثقة انه عام جديد ،، يختلف عن سابقه ، وانه آن لنا نحن العراقيين أن تبتسم لنا الدنيا ، بعد أن تجرعنا العلقم سنين متواصلة ، فلم يفتر عنا العزم ، ولم تغادرنا الهمة ، اليس من حقنا ان نتفاءل ، بان أياما قادمة ستكون ،، اقل عتمة من السابقات ، وأدنى الى التفاؤل من الماضيات ، هل من حقنا ان نتوقع ان تبتسم لنا الأيام بعد ان تجرعنا خطوبها المستمرة ، وكيف لنا ان نتفاءل ، ونحن نقيس النتائج بمسبباتها ، أليس الثمر كما بذرت بذرته ، ثم تعهدتها بالرعاية والعناية والارواء ، فنمت وطال عودها ، كيف لنا ان نتفاءل ،، ونحن نجد الجريمة قد تفشت ، وتعاظم خطرها ، وأخذت تهدد كل حياة طيبة ،، عرفناها بالاقتلاع من الأرض المعطاء ، كيف لنا ان نتفاءل ، ونحن نجد أرضنا قد أصبحت يبابا ، وان زروعنا أضحت عاقرا ، لا تنبت ، كيف لنا ان نتوقع ان أيامنا ،، يمكن ان تعرف بعض الفرح ، وان أحزاننا سوف تودعنا الى غير رجعة ، من لجروحنا الكبيرة ان يداويها ويساعدها على الاندمال ، لماذا يتحول الفرح لدينا الى شعور بالغصة المستمرة ، لماذا يبتعد السرور عن أيامنا ، ولماذا تنأى البهجة عن ليالينا ، ونحن أناس طيبون ، نحب الحياة ، ونبذل الغالي والنفيس من اجل ان تبتسم لنا الأيام
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟