أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - صائب خليل - ارهابيي الرياضة والرمز: وعي متقدم لاطائفي















المزيد.....

ارهابيي الرياضة والرمز: وعي متقدم لاطائفي


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:39
المحور: عالم الرياضة
    


هل هناك تفسير مقنع للإرهاب الشرس المتواصل ضد رياضيي العراق مؤخراً؟ ومن الذي يمكن ان يقوم به, وما هدفه؟ هل كان اختطاف واختفاء فريق التايكواندو العراقي في الأنبار طائفياً ؟ ومن هو المخطط لجريمة قتل هديب مجهول رئيس نادي الطلبه واحمد الحجية رئيس اللجنة الاولمبية العراقية ورفاقهما؟
ما كان دافع القاتل الذي اختار محمود فليح مدرب منتخب العراق للدراجات, كاسب الذهبية لمنتخب السيدات في بطولة العرب, ليكون ضحيته؟ وما ذا كان في ذهن قاتل الحكم الدولي للمصارعة مهند محمد حمدان
هل قاتل هؤلاء طائفي معتوه ام مخطط علمي هادئ يعرف كيف ينتقي من يوجه سهامه اليهم؟

الكاتب الكردي جلال جرمكا يذكرنا غاضباً بأسماء طالما اسعدتنا, نحن العراقيين جميعاً دون استثناء, فيقول:
هل ننسى تلك ألأسماء اللامعة: عمو بابا.. عمو سمسم .. يورا .. جبار رشك .. صاحب خزعل.. نوري ذياب.. باسل مهدي.. هشام عطا عجاج.. كوركيس أسماعيل.. حامد فوزي.. الكابتن جمولي.. جلال عبد الرحمن .. محمد ثامر .. الكابتن عبد كاظم .. محمود آسد .. قاسم زوية .. لطيف شندل.. دوكلص عزيز.. حسن بلة .. شدراك يوسف.. هل نسينا النجوم طالب شهاب.. خضير زلاطة .. سامي الشيخلي.. علي الكيار.. عباس الديك...ليصرخ في النهاية قائلاً:"أية لعنة هذه ؟؟"

اما حمزة الشمخي فيكتب: "إستفيدوا يا ساسة العراق من المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم ، الذي أمتع وأفرح العراقيين ولو للحظات قليلة ، ووحد فرحتهم في عموم العراق"

باتريك فور, فيقول: " ففي الساعة الرابعة عصرا توقف كل شيء في العراق وهجرت الشوارع (...)
والتف العراقيون جميعا حول شاشات التلفزيون لمتابعة منتخبهم الوطني بدءا من الرئيس جلال طالباني الذي الغي كل مقابلاته وانتهاء بمحمد سبتي الموظف في احد الفنادق"

فالرياضة إذن, وكرة القدم بالذات كانت تشع الفرح والألفة لكل طوائف العراقيين, فإلى اية طائفة يمكن ان ينتمي قاتل الرياضة هذا؟

بالطبع ليس العراقيون وحدهم مولعين بكرة القدم متمتعين بقدرتها الفائقة على جمع الشمل. فيكتب ناشط السلام الإسرائيلي أوري افنري في مقالته الجميلة, (كرة بدل عيارات) (*) عن ما يسميه بـ"وطنية كرة القدم" فيقول انها "تتغلب على أي إحساس آخر!"
يمضي الكاتب الذكي قائلاً:"قبل ذلك ببضعة ايام، رأيت المشهد ذاته في سراييفو. في مقهى في مركز المدينة، جلست حشود من المحليين، مسلمين، كرواتيين وصربيين، يتابعون معا، يتأثرون معا، يقفزون معا، ويهتفون معا.
الأمر ذاته حدث في نفس الوقت في كافة الدول، من كندا وحتى كمبوديا، من جنوب أفريقيا وحتى كوريا الشمالية."
ثم يقارن اوري بين كرة القدم والحرب, فيرى الأولى بديلاً حضارياً للثانية, بديلاً هاماً تحتاجه طبيعة الإنسان فيقول : "التعاطف مع القومية هو حاجة ضرورية للإنسان العصري (فيما عدا استثناءات قليلة جدا). تمنح كرة القدم تجسيدا لهذا التعاطف، بشكل يتشابه من الناحية الخارجية مع الحرب. لذلك يقوم العلم والنشيد الوطني بوظيفة أساسية جدا في لعبة كرة القدم. الحشود التي تحمل الأعلام، والتي تلوّن وجوهها بألوان العلم، والتي تهتف بالشعارات الوطنية، تتجسد في هذه الظاهرة."
وعندما نصل الى قوله: " للمرة الأولى منذ انهيار الرايخ الثالث، تلوّح الحشود الألمانية بعلمها الوطني بانفعال يصل إلى حد النشوة. هناك من يتحدث عن إعادة إحياء الوطنية الألمانية، وغيرها. غير أنني أعتقد أن هذه هي ظاهرة إيجابية بشكل خاص. لا يمكن لأمة أن تعيش حياة طبيعية إذا كان أفرادها يخجلون منها. يمكن لذلك أن يؤدي إلى جنون جماعي وأن يؤدي إلى ظواهر خطرة، الآن، بمساعدة كرة القدم، تم تصحيح الأمر."
فأن اوري يكون قد بلغ قمة انسانية شاهقة! تخيل يهودياً يرى ان " إعادة إحياء الوطنية الألمانية" ظاهرة ايجابية, بل ويجرؤ على كتابة ذلك!

ثم يحدثنا اوري عن لاسامي معروف كان رئيسا لبلدية فينا, لكنه شجع الفريق اليهودي " قوة فينا" عندما واجه فريقا هنغاريا, وقال لمن اراد ان يذكره بيهودية الفريق " دعوا ذلك جانبا" وهو دليل كما يقول, على ان " وطنية كرة القدم تتغلب على أي إحساس آخر"
ثم يضيف امثلة عن "نجم المنتخب الفرنسي جزائريا-فرنسيا، شجعه عنصريون فرنسيون حتى بحت حناجرهم. هذا ما حدث أيضا للجمهور اليهودي في إسرائيل، الذي شجع لاعبا عربيا في منتخبنا."
هكذا يلحظ اوري قوة التوحيد الساحرة لكرة القدم حتى انه ينصح أوربا ان ارادت اشعار مواطنيها بإنتمائهم اوربياً, فعليها خلق فريق كرة قدم اوربي!"
لكن اطرف من كتب عن مشاركة العراق بطولة اسيا كان بلا شك فالح حسون الدراجي الذي يصارع الام عينيه حين يكتب ليجعل من المباريات, سباقاً بين العراقيين والطائفية فعنون مقالته: "العراقيون يهزمون الطائفية أربعة – صفر". (**)
وبعد ان يعتذر لإضطراره التلكم بكلمات "السنة" و"الشيعة", يذكرنا فالح ان "هذا الفتى الذهبي يونس محمود ( السني) القادم من مدينة ( الدبس) في محافظة كركوك، جنباً لجنب مع الشيعي (علي حسين رحيمة) القادم من مدينة الثورة والصدر، وهذا ( الكردي ) جاسم حاجي، مع ذاك النجفي حيدرعبودي، ومعهما (المعظماوي) مصطفى كريم، وحولهم يتألق أخوتهم شباب مدينة الثورة والصدرمثل: محمد گاصد، ومحمد علي كريم (.....) فهذا هوالعراق الجميل" ليتمنى بين دموع الفوز "أن يرى ( كبارنا ) في العراق هؤلاء الشباب، فيتعلموا منهم درس التآخي والوحدة والأخوة الحقيقية"
علينا ان نعترف ايضاً ان الإرهاب لم يقف مكتوف اليدين وانه قد حقق "اهدافاً" مؤلمة في مرمى العراق. فلا مجال لإنكار نجاح الإرهابيين في اغتيال العديد من الرياضيين وبث الرعب في الساحة الرياضية. فقد تأجل دوري الكرة الممتاز, كما استقال مدربان بسبب التهديدات بالقتل وجرت تدريبات الفريق بصعوبة في كردستان او الخارج واضطر اتحاد الكرة الي تقسيم الدوري حسب التوزيع الطائفي للسكان وهي مجموعة الجنوب ومجموعة الشمال ومجموعة بغداد وديالي." بل لم يسلم من الإرهاب حتى الرياضيين العراقيين المعاقين الذين كانوا يستعدون للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية لألعاب المعاقين في ماليزيا!
لا يفوت فالح حسون هذا الجانب فيكتب في مقالة اخرى له بعنوان: "فازوا في ساحة الطيران, وفزنا في الدوحة!" وفيها يقول: "وهكذا تمضي سجالاً بيننا وبين اعداء شعبنا، فقبل أيام، وما أن فزنا في كرة القدم على فريق عمان في بطولة أسياد الدوحة، حتى جاء رد الأرهابيين سريعاً فأغتالوا مدرسة صابئية وقساً مسيحياً وأستاذاً جامعياً مسلماً، وحين عاد فريقنا ليفوزعلى ماليزيا بأربعة أهداف ضد لاشيء، أغتال الأرهابيون بعد ساعات من هذا الفوزعائلتين شيعيتين، وتسعة مواطنين من ابناء السنة". اما الجريمة النكراء في ساحة الطيران التي راح ضحيتها 200 عامل بين قتيل وجريح, فيراها فالح نصراً قذراً للإرهاب غطى نصر منتخب العراق على اوزبكستان.
لاشك اننا لا نريد..لا فالح ولا انا التقليل من قيمة حياة الإنسان بمقارنتها باهداف كرة القدم, بل نريد ان نقول ان قيمة الإنتصارات الرياضية في هذه اللحظة العسيرة من حياة العراق لها قيمة عليا فهي تمثل نصراً وسعادة تكسر سلسلة هزائم والام العراق وتدفع الى التفاؤل.

بدأنا مقالنا بالتساؤل عمن يقف وراء الإرهاب الموجه ضد رياضيي العراق وعن هدفه, وهل ان الدافع وراءه طائفي. تساءلنا ان كان القاتل طائفي معتوه ام مخطط هادئ يعرف كيف ينتقي ضحاياه.
لعل في اخر خبر في سلسلة اخبار الإرهاب الرياضي ما يضيء بعض هذه الظلمة الحالكة الشائكة ويجيب عن بعض هذه الإسئلة. نقرأ عن قذيفة هاون تصيب أربعة من لاعبي الزوراء إثر سقوط قذيفة هاون على ملعب النادي في بغداد، عندما كانوا يتدربون. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يضرب فيها الملعب بالقذائف, فهي اذن ليست حادثة خاصة بل سياق مستمر, فما الذي يمكن استنتاجه عن صاحب هذا السياق؟ انه يدل بلا شك ان الفاعل ليست له اية دوافع طائفية! فإن قلنا ان القناص الذي اغتال لاعب الفريق منار مظفر, ربما كان يعمل بدوافع طائفية لأنه يعرف من يقتل, فان قاذفي الملعب بالهاونات لا يبدو انه يهمهم من اية طائفة ستكون ضحاياهم! كل ما يعرفونه انهم عراقيين, وانهم لاعبي كرة قدم!

من وجه قنابله إذن لم يرد قتل شيعي او سني او مسيحي او صابئي, بل اراد إنهاء اي عراقي يمكن ان يلعب دوراً في تضميد احاسيس العراقيين بعراقيتهم ويعيد التفافهم حول وطنهم. لذا فهو يوجه غدره الى لاعبي احب الفرق العراقية الى قلب شعبه، لعله يصيب في ذلك القلب مقتلاً.

مثل هذا الحادث بالذات, مضاف اليه تحليلات افنري، يوجهنا الى هوية القاتل واهدافه. فهو ليس "طائفي معتوه" بل مخطط يدرك تماماً قيمة هدفه بافضل ما ندركها نحن انفسنا. اضافة الى ذلك فيبدو ان تحت تصرفه شبكة واتصالات تجسس تتيح له ان يعرف بالضبط متى واين يتدرب اللاعبون الذين قد حفظوا تلك المعلومات سراً قدر الإمكان بعد تكرار الحوادث.

صدق فالح حين اعتبر ساحة الرياضة صراع بين من يريد للعراق ان يتمزق فيهرب الناس الى طائفيتهم وبين من يضمد جراح عراقيتهم ويعيد ربطها ويعيد لها الدفئ والشجاعة, لكن من الواضح ان من يقف في الجانب الإرهابي ليس بالضرورة طائفي, بل من المؤكد انه ليس كذلك. ربما كان خدعنا لو انه اكتفى بالقناصين, لكن قنابل الهاون العمياء فضحته, كما فضحه تفجيرات عشوائية اخرى مثل كراج النهظة قبل ذلك.
إنه ايضاً ليس مريض تقوده ساديته حين حطم حلم الرياضيين المعاقين, بل فعل ذلك فقط بعد ان تم اعلامه ان هؤلاء سيمثلون العراق في ماليزيا. انه ليس طائفياً يسعى الى نصر طائفته بأي ثمن, ولا مريض يريد القتل للقتل فقط. انه يريد ان يمنع ان يمثل "العراق" احد في اي مكان...يريد جعله مثل "اوروبا" التي لا يحس احد بالإنتماء اليها, ولا يهم احد استمرار تمزقها. أن من يريد للعراق ان يتمزق طائفياً لا ينتمي في ذهنه ولا في عاطفته الى اي من طوائف العراق, وليس ولاؤه لأي منها.

ولكن اي كان ولاء إرهابيي الرياضة, فمن الضروري وعلى الفوران تبادر الى كل اجراءات الحماية الممكنة للرياضيين, لأن لهم اضافة الى قيمتهم العليا كبشر, قيمة اضافية عليا كرباط لجروح العراق وكمنعش لروح الشجاعة والتفاؤل بين ابنائه. إنه الرمز, فهل ستدرك الحكومة عاجلاً ما سبقها الإرهابيين الى ادراكه من قيمة الرمز؟

(*) http://www.avnery-news.co.il/english/index.html
(**) http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=82878





#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفع المالكي الى الإنتحار
- القابض على الجمر: مراجعة للتهم الموجهة الى جيش المهدي
- ثلاثة افكار من اجل رد ثقافي على الطائفية والإرهاب
- عادل امام يصالح السنة والشيعة
- الإعتقال المطول السابق لتوجيه الإتهام نوع من التعذيب
- ذكرى مقتل جون لينون, الخنفس اليساري الذي ارعب اقوى رجل في ال ...
- البعث يدافع عن مجتثيه
- إنتقم من الخطأ
- عن وردة سعدون وارض الخوف وميلاد المقاومات الثلاثة
- قتل الأمل
- الإنتخابات الهولندية: عواصف شديدة فوق الأراضي المنخفضة
- خطة طوارئ للدراسة الجامعية في زمن الإرهاب
- كيف يتخذ الإنسان العراقي موقفاً من كل هذا؟ -2: ضرورة القراءة ...
- كيف يتخذ الإنسان العراقي موقفاً من كل هذا الضجيج؟
- الحكم على صدام, فرحة نصر وتفاؤل حذر
- الحكم على صدام, وتفاؤل حذر
- أمسك خصمك متلبساً بقول الحق وامتدحه!
- كيف عادت -صدام حسين يلوك النه-؟
- نظرية بابل*
- أحداث العراق الجسيمة: غزلان وتماسيح


المزيد.....




- بعد فوز الاتحاد على الفتح.. لوران بلان يشكو من هذا الأمر
- هدف رائع وآخر قاتل.. دينامو موسكو يكتوي بـ-الشعلة-.. فيديو
- بعد مزاعم عن سوء علاقتهما.. هذا ما قاله مبابي عن فينيسيوس جو ...
- شاهد.. هدف -مذهل- بقدم النجم دي ماريا
- “أبطال خارقين”??.. افضل سكنات لعبة ماين كرافت احدث إصدار 202 ...
- السعودية .. الاتحاد ينتزع صدارة الدوري من الهلال
- صلاح يشدد الخناق على هالاند في الصراع على صدارة هدافي الدوري ...
- كاف يعاقب مولودية الجزائر بسبب أعمال الشغب ضد المنستيري التو ...
- محمد صلاح يعلق على سوء نتائج مانشستر سيتي خلال الفترة الأخير ...
- ريال مدريد يعبر محطة ليغانيس بسهولة


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - صائب خليل - ارهابيي الرياضة والرمز: وعي متقدم لاطائفي