أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - فيل قريش وابابيل خيبر













المزيد.....

فيل قريش وابابيل خيبر


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المفروغ منه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ النظام الثيوقراطي الإيراني هو وجوب استجداء الوقت.
فالمرشد الإيراني مستعد للوقوف في أي ركن من اركان العالم المتمدن مادّا يده المشلولة للسابلة (كما كان يتحدث الفيلسوف الفرنسي الخالد هنري برغسون) مستجديا ربع ساعة من حياة كل عابر من العابرين لينجز مشروعه النووي الذي يظن ان عليه ستتأسس امبراطورية فارس الحديثة.
وفي مسعى حثيث حاولت التثبت من حديث نبوي مدّعى يقول (سلمان منا آل البيت)، والمقصود هنا سلمان الفارسي ويسميه الشيعة بـ(سلمان المحمدي) ـ انفة من جعل انتمائه إسلاميا عربياـ كي ابرر تمسك السياسيين الإيرانيين بالانتماء للإسلام ـ فلم اتثبت من شي، بل على العكس وجدت حديثا كثير التداول في كتب التاريخ يقول: (صهيب منا آل البيت)، والمقصود صهيب الرومي، العراقي العربي الموصلي الذي سُبيَ في طفولته من قبل الروم فتعلم لغتهم، ولكن لم أجد أي اشادة في حديث نبوي ببلال بن رباح الحبشي كما حصل لزميليه الفارسي والرومي. وقفز في رأسي السؤال المشاكس: لماذا لم يفتح محمد بن عبد الله الحبشة المسيحية، وهي على مرمى قارب صغير من جزيرة العرب ولكنهم فتحوا الاناضول واسبانيا؟؟!
ولقد توقفت طويلا عند (حملة ابرهة الحبشي على كعبة مكة)، واتعبني السؤال الذي لم أجد له جوابا، إذا كان طريق الحملة قد بدأ من اليمن فانه وصل الى مكة او تخومها بعد 25 يوما في اقل التقديرات، كما ان مسار الحملة يمر بمناطق مشهورة بعدائها للأغراب وبالحمية العشائرية والدينية، فلماذا لم تتعرض (حملة ابرهة والافيال) لهجوم مضاد من قبل القبائل المتعصبة لعروبتها دفاعا عن قيمها البدوية وثقافتها قبل الدفاع عن مقدساتها الدينية في (كعبة مكة)؟؟
يخبرنا القرآن ان من تصدى للحملة الحبشية على الكعبة هي (طير الابابيل)، اما جبابرة وامراء وقياصرة الربع الخالي فكانوا مضطجعين على ارائكهم يداعبون خصياتهم ويحتسون نقيع الثغور والارحام، هذا استنتاج لا مفر منه، ثم بعد 67 سنة واجه دين محمد بن عبد الله وخليفته الراشد عمر بن الخطاب افيالا أخرى أكثر بهرجة وأكبر حجما يقودها ملك فارسي اسمه يزدجرد الثالث من خلال قائده الميداني رستم فرخزاد.
كان العام 15 هجري هو عام الاحتلال الفارسي للإسلام، حيث اباح عمر بن الخطاب ان يتزوج الحسين بن علي بن ابي طالب ومحمد بن ابي بكر وعبد الله بن عمر بن الخطاب ببنات يزدجرد شهريار بن كسرى، ويورد الزمخشري المتوفى في 538 هجرية في كتابه (ربيع الابرار ونصوص الاخيار) نقلا عن ابي اليقظان (إن قريشا لم تكن ترغب في أمهات الأولاد حتى ولدن ثلاثا هم خير أهل زمانهم: علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، ولكن لم يعلل لنا لماذا هم خير اهل زمانهم، ونحن نعلم ان محمد بن ابي بكر مثلا قد نكح زوجته الفارسية وعمره 13 سنة فقط، وهنا تبدأ أولى الشبهات، فابن الثالثة عشرة لا يستطيع ان يجعل من ابنه خير أبناء زمانه لأنه طفل يحتاج هو أولا للرعاية والتربية. هذا إذا افترضنا انه قد أصبح أبا بعمر 15 او 16 او 17 سنة في اقصى التقديرات.
والشيء نفسه ينطبق على زوجة الحسين بن علي بن ابي طالب، الفارسية، حيث تذكر كتب التاريخ ان ليس للحسين بن علي عقب الا من ابنه (علي بن الحسين الأصغر) ابن بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس!!
وإذا أمعنا في تاريخ الزمخشري فأننا سنجده ابن زمخشر من أقاليم خوارزم التي كانت من اعمال تركمانستان.
فهل كان الإسلام بعد علاقة المصاهرة بين العرب والفرس مطية الفرس في مشاريعهم التوسعية؟!
وهل كان الزمخشري واشباهه كتبة مأجورين، لرفع مقام اصولهم وتزكية نسلهم الذي أنجب للعربان خير رجال اهل الجزيرة العربية؟!
وتماشيا مع التقية الفارسية رأينا قبل أيام قليلة الرئيس الإيراني الجديد (مسعود بزشكيان يتودد للولايات المتحدة ويتخلى بملء الفم عن إرهاب الحوثيين في اليمن، حتى ظننا ان الحوثيين مجرد أطفال يلعبون ببرازهم! علما ان العالم اجمعه يعرف يقينا ان اليمنيين لا يملكون اطلاقة بندقية مالم تزودهم بها إيران، ثم بعد عودة هذا الرئيس الى طهران واغتيال الإرهابي اللبناني (حسن نصر الله) المروج والناشر للإرهاب الإيراني ضمن منطقته الجغرافية في الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والعمق السوري، وصولا الى الحدود العراقية السورية وربما الحدود الأردنية السورية من خلال عصابات تهريب الكبتاغون والمواد المخدرة. قرأنا ان مسعود بزشكيان يقول: (لن نترك حزب الله لوحده امام الكيان الصهيوني، والجرائم الإسرائيلية لن نبقى دون رد). ثم يعود بعد قليل ويصرح (لا ينبغي على إيران ان تتورط في حرب واسعة، وهذا من الحكمة).
متسول وخنجره بحزامه، هكذا هو المثل العراقي.
ان العقل البدوي عربيا كان ام فارسيا، إسلاميا كان ام زرادشتيا، مبني على فكرة الكثرة والاغراق، ولكن فيلة الاحباش لم يصدها أحد عن كعبة مكة الا الطير الابابيل!!
بينما فيلة يزدجر الثالث ترتع وتتضخم وتتناسل في مزارع الإسلام الوارفة بالأخضر القاتم والاخضر الفاتح، ولو باشرت المنظمات البحثية في منطقة الشرق الأوسط ابحاثا يجريها خبراؤها عن عدد العوائل التي تدعي نسبها الهاشمي النبوي لوجدنا ان اغلبية سكان الإقليم هم من نسل محمد بن عبد الله، الرجل الذي مات بلا أبناء ذكور!
ويدعونا (احفاد محمد بن عبد الله الايرانيون) الى معاودة (الانتصار) الذي أحرزه المسلمون في (غزوة خيبر)، قاصدين مهاجمة دولة إسرائيل التي تمثل يهود العالم ومن ضمنهم احفاد مدينة خيبر الذين هاجمهم المسلمون في صفر من عام 7 هجري المصادف مايس من عام 628 ميلادي، وخيبر مدينة سعودية اليوم تقع الى شمال يثرب 95 ميلا.
ولكن هؤلاء الدعاة للحرب لا يفسرون لنا سبب دعوتهم الحربية هذه، فهل هم يريدون مهاجمة إسرائيل لأنها دولة معترف بها من قبل المجتمع الإنساني ولم يعد اليهود مجموعة بشرية محاصرة داخل حصن معزول في شمال صحراء قاحلة؟
ام لان كتب التاريخ تشير الى ان قائد هذه الغزوة هو علي بن ابي طالب والد الحسين بن علي الذي تزوج ببنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى ملك فارس ابان اسرها واخواتها في معركة القادسية؟
واذا ناقشنا الافتراض الأول سنجد ان الأعراف والمواثيق الدولية تجرم الاعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة دون أسباب تدعو أولا للاحتجاج والشكوى وتحكيم المجتمع الدولي، اما اذا كان سبب دعوتهم للحرب هو الافتراض الثاني فإننا امام كارثة حقيقية، تاريخيا، فسبب مهاجمة حصون خيبر في سنة 7 هجرية لم تكن حقيقية وانما كانت استراتيجية يمكن تسميتها اليوم بـ (إستراتيجية لاعب البوكر)، حيث كانت الغزوة بعد عشرين يوما من ابرام صلح الحديبية التي أمن فيها المسلمون ونبيهم الجانب القرشي فأراد محمد بن عبد الله ان يعاقب النجديين واليهود على عدواتهم ومخالفتهم له!
وبرزت في هذه الغزوة بعض القواعد الذهبية للاعبي البوكر في عصرنا هذا
(إذا لم تكن احتمالات اللعب على طاولة البوكر في صالحك، فلا تلعب بعدوانية، بل تحلَّ بالصبر في قرارتك، وبمجرد أن تتبدل الاحتمالات ابدأ الضرب بعدوانية)
(معرفة وقت الانسحاب من طاولة اللعب)
اسندت راية قيادة الغزوة الى علي بن ابي طالب، وكان ارمد يومها، ولكن الرسول محمد بن عبد الله تفل في عينيه فشفي وقاد الغزوة وانتصر فيها وما رمد بعد ذلك اليوم ابدا؟
فاذا كانت تفلة الرسول تستطيع ان تصنع المعجزات في عين رمداء في صيف الربع الخالي فما كانت حاجة المسلمين لشن الحرب على قوم امنين في ديارهم؟
لم يزل المسلمون يفكرون بذات الاستراتيجية، الإغراق في الوهم، المناورة، حشد أوراق قوة كثيرة، التصرف بعدوانية، لأنهم أساسا لا يعرفون على ماذا يراهنون. يظن المسلمون، عربهم وعجمهم، انهم مدعومون من السماء وان النصر في كل واقعة يجب ان يحالفهم، ولكن الوقائع تكذب حدسهم هذا منذ مئات السنين، فهم مهزومون دائما، ومنكفئون على اعقابهم وشهواتهم واحقادهم.
لقد قتل حسن نصر الله اللبناني المعطر بروث الفيل االقرشي الإيراني الاف السوريين والعراقيين واللبنانيين و( الفلسطينيين) قربة لنعال المرشد القمي دون ان يحاسبه احد من ( العرب الافذاذ او العرب المتاجرين بالأفخاذ)، ولكن عندما رمته إسرائيل بـ ( ابابيل خيبر) اعترض ذوو اللحى والعمائم الظاهرة منها والباطنة، واقاموا الأرض ولم يقعدوها، وبدأوا بدعوة أبناء فقراء هذه الامة التي لا تعرف الفرق بين ( السها والبالكون) لقتال بنيامين نتنياهو وشعبه، بينما بنيامين نتنياهو وشعبه لم يعتدوا على احد طوال 40 قرنا من وجودهم في الإقليم.
اما كان من المنطقي ان يصرخ هؤلاء الجهلة بوجه المرشد القمي ان يسحب خراطيم فيله القرشي من العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والسودان والجزائر والمغرب ومصر وجمهوريات الاتحاد السوفيتي ( الإسلامية) و مناطق كثيرة أخرى من افريقيا وامريكا اللاتينية واوربا.
ان الماموث القرشي الإيراني ينهض من مستحثاته املا في احتلال العالم باسم فروج نساء الأقاليم الخاضعة له، وباسم صفقات الجهل والمخدرات التي تصدر على مدار الساعة بشكل مزوق ومعطر برائحة بالزعفران الإيراني الحادة والدافئة في آن معا.
ان كل ذنب بنيامين نتنياهو هي دعوته لأعدائه واعداء بلده ان يعرفوا أصول اللعب على الطاولة، والاهم ان يكونوا عالمين بان اللعبة في إقليم الشرق الأوسط اليوم هي لعبة شطرنج وليست لعبة بوكر. حيث يمكن ان يأتيك (الكش مات) بقطعة مهمة وبيدق فقط.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موالي مهدوية العراق
- فيل قريش!
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!


المزيد.....




- وكالة الانباء اللبنانية: 6 شهداء بقصف على مركز الهيئة الصحية ...
- قائد الثورة الاسلامية يؤم صلاة الجمعة بطهران هذا الأسبوع
- أكاديمية يهودية أميركية فقدت وظيفتها بسبب تأييدها الفلسطينيي ...
- تجمع شعبي بالعاصمة الايرانية ابتهاجا بضربات حرس الثورة الاسل ...
- تجمع شعبي ابتهاجا بضربات حرس الثورة الاسلامية ضد الاحتلال
- حزب الله: مجاهدو المقاومة الإسلامية قصفوا قاعدة عميعاد بشمال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تخوض اشتباكات مع جنود الاحتلال ا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف بالطائرات المسيرة 3 أهداف ...
- احتفالات في العواصم العربية والاسلامية بالضربة الايرانية لـ- ...
- لمتابعة أغاني وأناشيد طيور الجنة تتطلب تنزيل التردد الجديد 2 ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - فيل قريش وابابيل خيبر