رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 00:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لبنان أنجب العديد من العظماء الذين تجاوزوا لبنان إلى المنطقة العربية، ووصلوا حتى العالمة، أول هؤلاء العظام "أنطون سعادة" الذي اغتيل في عام 1949، بعد أن تحالف حسني الزعيم مع الحكومة اللبنانية وبالتنسيق مع المخابرات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية، وتم تسليم" سعادة" إلى القتلة في حكومة رياض الصلح.
وهنا نعطي صورة عن مكانة سعادة عند الجماهير السورية، لبنان، سورية، فلسطين، الأردن، العراق حيث اصطف الآلاف لاستقباله بعد عودته من المغترب القصري في عام 1947، ولم يكن هذا الاستقبال ليكون حتى لرئيس جمهوريه أو لملك، وإذا علمنا أن أفكار سعادة ونهجه ما زالت حاضرة في العديد من السوريين رغم مرور أكثر من سبعين عاما على إعدامه، نصل إلى أن دمه ما زال يروي الجفاف في الأرض السورية.
العظيم الثاني هو "كمال جنبلاط" الذين اغتيل في عام 77، بعد أن تجاوز الطائفة الدرزية وأصبح شخصية يجتمع عليها كل الوطنيين والقوميين واليساريين في لبنان، فأصبح يشكل خطرا على المشروع الإمبريالي الرجعي، وهنا كان لا بد من التخلص منه، كما تخلصوا من سلفه "أنطون سعادة" لكن هذه المرة باغتياله على طريقة القتلة المأجورين.
فهذا العظيم الذي تمرد على واقعه الاجتماعي، كسيد له مكانته الاجتماعية والاقتصادية والدينية، أخذ يتحدث عن هموم الجماهير الفقيرة ويقف إلى جانبها، ويكتب أفكارا تحفظ حقوقها، ثم أسس حزبا سياسيا "الحزب التقدمي الاشتراكي" لينطوي تحت لوائه العديد من اللبنانيين بصرف النظر الطائفة التي ينتمون إليها، ثم تنتشر هذه الأفكار في العديد من الأقطار العربية، كل هذا يجعلنا نقول إن: "كمال جنبلاط" كان أبعد وأوسع من القطرية اللبنانية، وما وجود مدرسة باسمه في مدينة نابلس الفلسطينية إلا إشارة عن المكانة الرفيعة التي وصل إليها.
والعظيم الثالث هو "السيد حسن نصر الله" الذي اغتيل قبل أيام في بيروت، فتم إلقاء أكثر من واحد وثمانين طنا من القنابل عليه خلال دقائق معدودة، وهذا يشير إلى حجم الخطر الذي يشكله على الأعداء الغربيين والصهاينة، وعلى الرجعية في المنطقة العربية، فقد تألق "حسن نصر الله" ليكون أحد أهم شخصيات حركات التحرر العالمية وليس العربية فحسب، فقد كان المواطن العربي يتلهف لسماع خطاباته كما تلهف لسماع خطب جمال عبد الناصر.
فهؤلاء العظماء ينطبق على كل واحدا منهم ما قاله الشاعر شوقي بزيغ:
"كأنما أمة في شخصك اجتمعت
وأنت وحدك في صحراءها المطر"
فلهؤلاء العظماء المجد الخلود في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟