|
التناقضات بين السلطة في شبه الدولة العربية و شعبها !
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 00:14
المحور:
القضية الفلسطينية
يحسن التنبيه بداية باننا في هذا الفصل نستعرض ملاحظات تبلورت في سياق التفكر في الأحداث المتتالية و لا نزعم أننا نكشف معطيات مؤكدة و خلاصات مدعّمة بالدلائل و البراهين ، ذلك انطلاقا من تساؤلين إثنين : ـ ماذا يمكننا قوله ، اليوم ، بعد أسبوع تقريبا تتابعت فيه هجمات إسرائيلية استهدفت المقاومة اللبنانية في جهازها العصبي ، بنجاح لم يكن متوقعا بل متخيلا ؟ ـ هل توافق الناس على إجابة واضحة على الأهداف التي تريد القيادة الصهيونية بلوغها على المدى المنظور و المتوسط و البعيد ، بصرف النظر عن اختلاف مواقف و سلوك جماعاتهم؟ كان زعماء الدولة الصهيونية شامير و بيريز ، في سنة 1991 من أشد "زعماء الغرب ؟حماسة في الدعوة للحرب ضد العراق ، بحجة أن النظام فيه يسبب لهم "صداعا دائما " ، فكان لهم آنذاك ما طلبوا . لكن المفارقة هي في أن ورثتهم يعانون اليوم من " الصداع " نفسه و يتهمون " إيران " . يمكننا القول في هذا الصدد أن الحرب على العراق ، في 1991 و2003 ، اندرجت في سياق سيرورة أميركية ـ أطلسية ، انطلقت بعد حرب تشرين أول ـ أكتوبر 1973 ، تمثلت بإخراج نظم الحكم في شبة الدولة العربية ، بدءا بمصر ، من الصراع ضد الاستعمار الاستيطاني الغربي في المشرق العربي ، توسعا و تمددا من الدولة الصهيونية في فلسطين ، حيث ظهر تدريجيا ان هذا الأمر هو في الواقع بمثابة انذار صارم لهذه النظم ذات البنية المترهلة . نقتضب هنا فنقول أن جميع النظم التي شاركت أو ساهمت بأي شكل من الأشكال في حرب 1973 ، لقيت دون استثناء حسابا عسيرا . نجم عنه شكل من الانفصام بينها و بين الشعوب الرازحة تحت و طأة سلطتها . تجسد ذلك من وجهة نظرنا ، بانفراط عقد الجماعات الوطنية وتوزعها على ثلاثة تيارات رئيسية : ـ تيار تبرأ من السلطة و راح يبحث عن سبل ترميم المجتمع الوطني و إقامة دعائم لركائز دولة وطنية ـ تيار قصده الذين يئسوا و سقطوا في الإحباط ، ففضلوا الصمت و التزام الحياد أو الهجرة ـ فئة تجندت في خدمة النظام حيث أطلق هذا الأخير أيدي السفهاء و المفسدين منها في إقلاق الناس نفسيا و اقتصاديا . مجمل القول أن الشروط لم تكن ملائمة بعد حرب حزيران 1967 ، في بعض البلدان العربية لمعاودة النهوض في إطار مشروع بناء الدولة الوطنية ، فحيث تراجع نظام الحكم أمام الضغوط الأميركية ـ الغربية او تحايل تملصا من الإذعان لم يلق الدعم من الناس بسبب انعدام الثقة بعد الهزيمة الماحقة في تلك الحرب . هكذا تفاقمت الأوضاع المضطربة تدريجيا إلى حد أن شبه الدولة اضمحلت في بعض البلدان تحت إشراف معسكر الدول الغربية بأساليب ووسائل معروفة ، فخلا المجال لدولة إسرائيل . نعتقد في هذا الصدد أن النموذجين الفلسطيني و اللبناني يمثلان على الأرجح الساحتين اللتين تتعرضان في الراهن ، لأكبر الضغوط تمهيدا لضمهما للدولة الغربية الإسرائيلية . حيث أن السكان الأصليين يرزحون منذ عقدين من الزمن تحت حصار عسكري واقتصادي ظالم في حين أن السلطات التي تتولى الإدارة المحلية ، سواء في لبنان أو في الضفة الغربية الفلسطينية أو في قطاع غزة ، لم تظهر غالبا قلقا إزاء عدم القدرة في المدى المنظور ، على استشراف إمكانية للخروج من مأزق و جودي يضيق يوما بعد يوم ، و ما يزيد الطين بلة هو ان سياسات و مواقف هذه السلطات تفاقم الأمور عن طريق مهادنة المتعاونين و صولا أحيانا ،إلى حد افتعال الفتن و الاستنجاد بقوات المستعمر ، خدمة لمصالحها ، على حساب الاجتماع الوطني و الانتظام في سياقات فكرية و نضالية غايتها التحرر و تقرير المصير . خلاصة القول ان الوئام مفقود بين السلطة في شبه الدولة و بين الناس ، أو بتعبير أكثر وضوحا و صراحة لا يتوافق الطرفان على خدمة المصلحة العامة الوطنية . فكلاهما يتبع نهجا انتهازيا ، مما يسهل دخول المستعمر واستيطانه و اشباع غرائزه ! إن خلاص الشعوب في لبنان و فلسطين ، مرهون بالقدرة على انجاب مقاومة تضطلع بأربع مهمات في آن واحد هي زرع الفهم في النفوس للوطنية الحضارية و تطهير المجتمع من العملاء ، و اسقاط نظام الحكم الفاقد للشرعية الوطنية ، و تحرير التراب الوطني من المستعمر العنصري الإستعلائي و الإقصائي ، الصهيوني شكلا و الغربي في الصميم !
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب الهانيبالية الإسرائيلية 2
-
الحرب الهانيبالية الإسرائيلية
-
المستعمر العنصري إستئصالي !
-
القيادة الصهيونية و الفرد - العربي- في فلسطين !
-
النزوع عن النازية !
-
تلازم الحربين في أوكرانيا و فلسطين
-
سينكرون ما يفعلون !
-
اضمحلال الدولة العربية !
-
الطوفان الفلسطيني و الطوفان الأوكراني
-
عن الوقت و العدد و إقصاء الملك
-
العقبة الإيرانية
-
اصطناع الطرش و العمى !
-
سيرحلون لانهم فشلوا !
-
إشكال الإحتلال و الإحلال
-
لو كان الفلسطينيون من بني آدم !!
-
الحزام الفلسطيني
-
تساؤلات
-
- استأصلوا هذه الحيوانات البشرية -
-
أكاذيب رأس المال الحاكم
-
حروب إسرائيل الكبرى
المزيد.....
-
بعد الهجمات على إسرائيل.. إيران تُعلن موقفها من -حرب أوسع في
...
-
ما وراء تخفيض ألمانيا مساعداتها الإنسانية إلى النصف عالميا؟
...
-
بيت عزاء وتمجيد للشـ.ـهيد القائد حسـ.ـن نصـ.ـر الله.
-
-حزب الله-: نخوض اشتباكات مع جنود الجيش الإسرائيلي الذين تسل
...
-
الجيش اللبناني: قوة إسرائيلية خرقت الخط الأزرق وانسحبت بعد م
...
-
هل ستضرب إيران إسرائيل مجددًا؟
-
غارة إسرائيلية تستهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت
-
المالديف تطلب الانضمام إلى قضية -الإبادة الجماعية- ضد إسرائي
...
-
صحيفتان غربيتان: هكذا اخترقت إيران أفضل أنظمة الدفاع الجوي ف
...
-
مدير مكتب الجزيرة: هكذا ترد إيران على مزاعم إسرائيل بشأن اله
...
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|