أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسين علي محمود - ماذا بعد اغتيال نصر الله















المزيد.....

ماذا بعد اغتيال نصر الله


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 22:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


‏بعد اغتيال حسن نصرالله لن يكون كما قبله، ليس على المستوى اللبناني فقط بل على مستوى محور المقاومة من البحر المتوسط حتى عمق إيران وعلى الأرجح أن المحور انهار ونحن ذاهبون إلى ترتيبات جديدة على مستوى السلام في الشرق الاوسط.
حسن نصر الله شخصية سياسية ظلت فاعلة على المشهد العربي والإقليمي لثلاثين عاما، ولعب الكثير من الأدوار التي حفرت هذا الدور بكل ما فيه من تعقيدات.
حادثة اغتيال نصر الله تختلف عن أي اغتيال سابق لأنه يتزامن مع موجة اغتيالات ضربت قيادات الصف الأول والثاني من الحزب، أي أننا أمام ضربة تعني القضاء على القيادة المركزية للحزب وفصل قواعده التي لا تجد وسط الحرب من تتلقى منه الأوامر.
لقد حققت إسرائيل بنك أهدافها كاملة منذ 7 اكتوبر، وحققت انتصارا لا يقل عن انتصار يونيو 67، بالقضاء على حماس والمقاومة في غزة وتحويل القطاع إلى مساحة غير قابلة للحياة الانسانية، وتصفية قيادات حزب الله بشكل مهين، وتوجيه ضربات تركيعية لإيران، لذا لن يتأخر ضرب فصائل المقاومة في الدول الأخرى. فنحن أمام هزيمة استراتيجية ثقيلة جدا ستغير موازين القوى المستقرة منذ ربع قرن على الأقل، في مواجهة سلسلة من التخبطات من المحور الإيراني عجلت بهزيمته الإقليمية.

منذ بدء حملة البيجر واسرائيل تبحث عن نصر الله لاغتياله
أتت معلومة استخباراتية أنّ نصر الله دخل لاجتماع في الطابق ١٤ تحت الأرض فتم قصف البناء كله بقنابل خارقة للتحصينات.
ان اختراق حزب الله سببه الرئيسي، حالة الفقر التي أوصل لها لبنان بسبب تغوله في دولتها، ما سهل تجنيد آلاف العملاء، إضافة إلى نظر الكثير من اللبنانيين أن لا شأن لهم بما يدور في غزة وما يقوله حزب الله عن "وحدة الساحات"، وفور هدوء النيران سيفتح فرقاء العمل السياسي اللبناني النار على حزب الله ويحملوه المسؤولية.
من المفارقات انه في سبتمبر 2006 كان حسن نصر الله في أنظار غالبية الشعوب العربية والاسلامية بطلا وزعيما يتصدر وسائل الاعلام والمجالس العامة وحتى الخاصة إثر دخول جماعته حربا مع الجيش الصهيوني.
وفي سبتمبر 2024 سادت موجة بهجة عارمة لدى اغلب شعوب المنطقة من المحيط للخليج بعد تسريبات تزعم مقتل حسن نصر الله بغارة نفذها طيران الجيش الصهيوني ذاته.
18 عام كانت كفيلة جدا بإحالته جماعته من بطل وزعيم مقاوم إلى شخصية غير مقبولة، تتمنى الامة خسارته واغتياله بأي طريقة.
‏مقتل حسن نصر الله سيغير معادلات الشرق الأوسط بشكل جوهري، لكن سيبقي جزء منها لخدمة أجندات المرحلة المقبلة.
نصر الله كان القائد الفعلي لجميع قوى خارج الدولة المرتبطة بإيران في المنطقة، وحزبه كان بيضة القبان المركزية للمشروع الإيراني.
الآن، يبدو أن نصر الله لم يختف لوحده، بل ذهبت معه قيادات الحزب الأساسية، وبالتالي فالحزب ذاته صار في أضعف حالاته، بلا قائد ولا قيادات، في خضم معركة ضخمة، ومحاطا ببيئة حاضنة مشردة وخائفة، وبمجتمع محلي أو اقليمي معادي أو متشكك.

منذ بداية أحداث غزة ومرورا باغتيال هنية وانتهاء بمصرع حسن نصر الله، إيران لم تخسر شيئا على المستوى السيادي، بل قد تكون حققت مكاسب محتملة عبر رفع العقوبات، وأيضا احتمالية مشاركتها في ممر التجارة الدولي الذي تسعى إليه الهند وإسرائيل، اذا ما تخلت عن المشروع النووي لان ‏‎الاتفاق النووي لن يرضي إسرائيل وسيشعل سباق تسلح نووي بالمنطقة وإسرائيل لاتريد ذلك، فمشكلة إسرائيل مع ايران ليست في المشروع الإقليمي، فالأخير ضرورة لسياسة "فرّق تَسد" في المنطقة، بل في كسر التوازن الاستراتيجي.

ان ‏ما قبل مقتل حسن نصرالله ليس كما بعده، فمقتل نصر الله وإن تخلت عنه إيران نسبياً قبل مقتله إلا أنه خسارة كبيرة لإيران وفرطت أو سلبت أفضل ما لديها، وهذا بسبب الصبر الاستراتيجي السلبي الذي انتهجته ايران في سياستها فكل الفصائل الموالية لها في العراق واليمن وسوريا كانت تابعة لتعليمات مركزية من قيادة حزب الله اللبناني، الأخير فيهم والاكثر انضباطا وحضورا بما يتعلق بالاجندة والتوقيت والأهداف والتدريب والاتفاقيات والسياسات الداخلية والتحرك والتعبئة والتحشد والعقيدة، هذا يعني أن مستوى الاضطراب وفقدان السيطرة والضياع سيكون عميق ومؤلم وغير قابل للتعويض والالتئام على مستوى المحور كاملا وليس على المستوى اللبناني فحسب.
كل الاحتمالات تقول ان هاشم صفي الدين هو من سيتولى قيادة الحزب وهو امام موقف صعب نظرا للظروف الراهنة ستوجب عليه بوقت قياسي على لململة حطام الحزب واعادة هيكليته من جديد وتنظيف الحزب من الجواسيس التابعين للموساد ومن المحتمل ان يكون امام غزو بري بقوة من قبل تل أبيب، فالأخيرة ستحتل شريط حدودي وبعمق على الأقل.
لذا عليه ان يتراجع فورا للنجاة بما تبقى من الحزب، ويشمل ذلك الانسحاب من الجنوب، ونزع السلاح الثقيل، والصواريخ، وتحويل الحزب إلى كيان سياسي لبناني شيعي، يبقي ارتباطه بإيران، ويجاهر بعداوة إسرائيل، لكون ذلك سيكون مطلوبا منه، فإسرائيل في النهاية تريد عدوا من هذه الشاكلة، يصرخ ولا يؤذي، وتستخدمه للتحشيد وتخويف الآخرين، والتلاعب بالمنطقة، لا سيما في استخدامه لتغذية الفتنة الطائفية كما كان دوره دائما.
باختصار إسرائيل لن تقضي على هذا الحزب تماما لأنها ستحتاج إليه مستقبلا.
ويبقى تأثير ذلك على بقية الفصائل المرتبطة بإيران في المنطقة، والراجح، أنه سيتسبب بتراجع قوتها وتأثيرها، إن لم تتعرض أصلا لضربات من إسرائيل، وقد يكون مصيرها مماثلا لحزب الله، اي بما معنى قوى موجودة لغرض التحشيد الطائفي، النزاع الداخلي، دون تأثير على إسرائيل.
النظام الايراني سيقاتل حتى اخر عراقي ولبناني وبقية الادوات في المنطقة" لتحقيق اهدافه وتخادماته الجيوستراتيجية مع الاطراف الدولية، إيران تبيع لا تشتري.
اما الاحتمال الثاني
ان إسرائيل لن تتورط بغزو بري لجنوب لبنان، فلا تحتاج لذلك، يكفيها تهجير مئات الآلاف من اللبنانيين وإبقاء الأوضاع ملتهبة حتى لا يعودوا، تمهيدا للاتفاق مستقبلا على عودتهم مقابل عودة سكان شمال إسرائيل في صفقة سيرعاها المجتمع الدولي قد يكون من ضمنها تطبيق القرار الدولي 1701 والذي من ضمن بنوده انسحاب حزب الله لشمال نهر الليطاني.

السؤال المهم :
‏لماذا لا تصفي إسرائيل خصومها مبكرا؟!
الإبقاء على خصم معروف المكان والإمكان لتسهيل تصفيته وقت الأزمة أفضل من قتله وإظهار خلفاء بعده من الصعب فهمهم ومن ثم قتلهم بسبب اتخاذهم لتدابير مشددة في التخفي، هذه مكيدة الحرب، اعرف خصمك وتتبع خطواته ولا تتخذ قرارا تجاهه إلى أن يكون الخطر محدقا!


■ اما عن طريقة عملية اغتيال حسن نصر الله، يقول الخبير الاستتراتيجي د. فراس إلياس :

▪︎ مع تصاعد حدة العمليات الإستخبارية التي نفذتها إسرائيل خلال الأيام الماضية، والتي تمكنت من خلالها من تصفية هرم القيادة العسكرية والأمنية في الحزب، كان واضحاً إنها تخطط لضرب هرم هذه القيادة، من أجل فرض واقع جديد على الحزب يسهل التعامل معه.
▪︎ كل التقديرات العسكرية الإسرائيلية وتحديدا منذ 7 اكتوبر، كانت تتحدث عن أن التهديد الحقيقي متمثل بحزب الله، وليس إيران أو غيرها، ولذلك رفضت إسرائيل فتح جبهة مع الحزب حتى تجد الوسيلة المناسبة، بعيداً عن فكرة نموذج الحروب القديمة التي سبق وان استخدمتها بالحرب مع الحزب.
▪︎ بعد عمليات الإغتيال التي طالت قيادات حزب الله، وبعد قناعة إسرائيل بأن إيران ليست بوارد خوض حرب في المنطقة، فإن نتينياهو وكما أشار امس غير تردده بإغتيال نصرالله إلى قبول بالخطة الموضوعة من رئاسة أركان الجيش، لتنفيذ عملية الإغتيال يوم الاثنين الماضي، إلا أن قيادة الجيش لم تكن متأكدة، ولذلك تم تأجيل العملية لفرصة أكثر نجاحاً، وهو ما تحقق امس الجمعة.
▪︎ فعلت إسرائيل مصادرها الأرضية حتى تتحصل على الفرصة المناسبة، وتم تسريب معلومة من احد مصادرها بأن نصرالله دخل مقر قيادة للحزب في حارة حريك، لعمل اجتماع مع مجموعة قادة، وتم إبلاغ نتنياهو بالأمر واعطى الموافقة على العملية.
▪︎ المقر الذي دخل إليه نصرالله عبارة عن مربع أمني مكون من 6 أبنية، ومكونة بدورها من 14 طابق، تقع في مربع امني بطول 200 متر، وعرض 100 متر، لكل مبنى، وتم إرسال طائرة "أف-35" لتقوم بمهمة الإستطلاع وتصفية الهدف في حال تمكن الخروج من المبنى قبل الهجوم.
▪︎ وبعد التأكد من دخول نصرالله لأحد المباني، وصلت الطائرة أف - 15 واطلقت 80 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع MK84، تزن الواحدة 2000 رطل، وقادرة على اختراق التحصينات بعمق يراوح ما بين 50 إلى 70 متراً تحت الأرض، إضافة إلى إحداثها ذبذبات ارتجاجية قادرة على قتل الحياة في محيط الاستهداف تحت سطح الأرض.
▪︎ أحدثت الضربة هدم للمبنى بالكامل مع إحداث حفرة كبيرة بالموقع، و‏لو كان لهذه العملية تسمية، يمكن تسميتها بحرب ذكاء اصطناعي بإمتياز.
▪︎ السياق الاستخباري الذي حدثت بموجبه العملية توحي بأن الحزب كان مكشوف تماماً أمام إسرائيل، وهذا ما ساعدها على تتبع تحركات نصرالله بعد ان فشلت في اغتياله على مدار السنوات السابقة.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسرب المدرسي وإفرازاته الخطيرة في المجتمع
- البيجر واحداثه الغامضة
- على ابواب العام الدراسي الجديد
- حقوق الإنسان زرق ورق في مفاهيم الكيان الصهيوني
- حياة الماعز Goat life
- العمل الانساني وتحدي الصعوبات
- من يريد ان يخدم المجتمع من اي موقع يستطيع
- اغتيال هنية لغز من ألغاز السياسة البراغماتية
- فرنسا من بلد الكاثوليكة إلى بلد الشذوذ الجنسي !!
- اختفاء الباكستانيين وما هي التبعات في قادم الأيام؟؟
- شروط الامان والسلامة في المؤسسات العامة وقاعات المناسبات
- الراية البنفسجية وارتفاع درجات الحرارة
- انهيار المجتمعات في نظرية جارد دياموند
- الاستعمار الداخلي وتأثيره البعيد الأجل
- القائد والمدير
- الرصاصة التي أُطلقت على ترامب، قضت على بايدن
- عمالة الأطفال من ابرز معوقات بناء الإنسان
- جريمة غسل الأموال وطرائق الكشف عنها
- السلامة المرورية واهميتها في المنظومة المجتمعية
- الاختناقات المرورية أزمة تنتظر الحلول


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسين علي محمود - ماذا بعد اغتيال نصر الله