أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - كان رجلا استثنائيا.. خلف الحزب القائد














المزيد.....

كان رجلا استثنائيا.. خلف الحزب القائد


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 16:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما تكون عضوا في حزب الله فهو تسليم مسبق بأنك مشروع شهيد في أي لحظة.. خاصة وأنت تعتبر الحسين بن علي قدوتك.
فالشهادة لدى حزب جائزة ربانية .. ومع ذلك يمكن القول إن اغتيال الأمين العام لحزب الله مثل ضربة موجعة للحزب بالمعنى المعنوي والعملي لما مثله الشهيد طوال قيادته للحزب، وهي كذلك لكل القوى التي تعتبر أن الكيان الصهيوني كيان غير شرعي ويجب مواجهته على طريق اقتلاعه من فلسطين في سياق معركة طويلة ممتدة، لكن الاغتيال في المقابل هو محل ترحيب من قبل كل المتآمرين فعلا على الشعب الفلسطيني مهما كانت انتماءاتهم.
لكن هذا الفقد الكبير لقائد وزعيم استثنائي في وزن نصرالله ، من التبسيط القول إنه لن يؤثر على حزب الله وكل قوى المقاومة ، كون هناك رجال وجودهم في ذاته هو قوة إيجابيه قادرة على فعل الاستقطاب ، لكن في المقابل فإن طبيعة التحدي والعدو الذي يواجهه حزب الله من شأنه أن يساهم في سرعة التعافي واستيعاب الصدمة ومن ثم استعادة توازنه .
سيما وأن وجود الاحتلال في ذاته هو الذي كان وراء بناء الحزب عام 1982. كمعطى لبناني بحت عندما احتل الكيان الصهبوني بيروت، ناهيك عن. احتلاله لفلسطين. أما العامل الثاني فهو أن العلاقة بين أعضائه وجمهوره تتجاوز ما هو متعارف عليه كناظم سياسي وفكري وتنظيمي بين الأحزاب السياسية، نحو ناظم روحي ديني، ولأنه كذلك فهو قادر على احتواء وامتصاص أي فجوة معنوية أو قيادية جراء غياب نصرالله.
وهذا بالطبع دون التقليل من حجم الخسارة. التي أراد الكيان الصهيوني وطغمته الحاكمة من خلالها تجويف الحزب عندما استهدف الأمين العام حسن نصرالله والتعويض عن عجزه تحقيق انتصار ملموس في غزة مع كل الخراب والتدمير الذي لحق بالقطاع بشرا وبنية تحتية وإضعاف فادح لقدرات حماس في العتاد والعديد وعجزه عن استعادة مختطفيه ، وفشله الأمني وسقوط نظريته للردع في 7 أكتوبر 2023.
ومع ذلك يبالغ الكيان في تقدير ما يعترونه إنجازا استراتيجيا وهو التقدير الذي ينطلق من وهم انهيار حزب الله .. كونهم يعتبرون ان الحزب هو نصر الله ، من ذلك أن المقدم "مم"، قائد السرب 69 بسلاح جو الكيان الصهيوني الذي نفذ عملية الاغتيال اعتبر أن "تصفية حسن نصر الله سيكون لها أثر عميق سيغير وجه الشرق الأوسط"، مشددا على "الأهمية الاستراتيجية لهذه العملية ،وهي في زعمه تمثل نقطة تحول رئيسية في الصراع الدائر وتظهر قدرة “إسرائيل” على ضرب قلب معاقل أعدائها. ولذلك هو ينتظر أن يرى تداعيات هذا الإجراء على ميزان القوى في الشرق الأوسط، ويتابع لكن من الواضح أن القضاء على حسن نصر الله يمثل ضربة قوية لحزب الله وحلفائه في المنطقة.
فيما يقول رئيس وزراء الكيان الصهيوني، إن "القضاء على نصر الله كان خطوة ضرورية نحو تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط".وأن ما جرى يمثل" نقطة تحول تاريخية ومصممون على مواصلة ضرب أعدائنا".
لكن السؤال إذا كان الأمر كذلك لم كل هذا الاستنفار الأمريكي والصهيوني، طالما أن اغتيال نصرالله حقق معادلة الردع المفقودة لدى الكيان وأحدث التغيير المطلوب في ميزان القوى في الشرق الأوسط. في حين أن المعطيات تقول شيئا آخر، وهو أن لا الكيان الصهيوني ولا واشنطن قد استوعبتا، أن اغتيال نصرالله، قد فتح باب الصراع ليس مع حزب الله ولكن مع القوى المرتبطة عقائديا بالحزب وراعيته إيران، كأنصار الله في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق والقوى الإسلامية في فلسطين التي تتبناها إيران كحماس والجهاد، ولأن بايدن لم بقتنع بما قاله نتنياهو، لذلك وجه بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لما سماه ـ"ردع أي عدوان" على إسرائيل. من حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى (حسب قوله) مدعومة من إيران".
إن عدم استيعاب وعسر القراءة لواقع المقاومة ودروس التاريخ من قبل الكيان الصهيوني وهو أن حسن نصرالله خلف سلفه عباس الموسوي الذي اغتاله الكيان الصهيوني في فبراير 1992، ثم إن إنجازات حزب الله العسكرية هي بفعل قدرات أعضائه وجهازه العسكري، وبيئته الحاضنة ، وهو من ثم قادر على تعويض زعيمه بزعيم آخر، ربما أكثر قربا من إيران هذه المرة، ومن الغباء تصور أن استشهاد نصرالله سيفصم العلاقة بين الحزب وطهران، في ظل أن العلاقة هي علاقة دينية وأن خامنئي هو المرجع الديني الأعلى لديهم، هذا إلى جانب أن المرشح الأوفر حظا لخلافة نصرالله هو هاشم صفي الدين: رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، الذي درس في إيران وهو صهر قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق من خلال ابنه،.
وهاشم صفي الدين كان الرجل الثاني في الحزب مند عام 1994، عندما تولى رئاسة المجلس التنفيذي في الحزب، بعد عامين من تعيين نصر الله أمينًا عامًا عقب اغتيال عباس الموسوي، وعلى مدى ٣٠ عامًا، تولى صفي الدين إدارة الملفات الحساسة داخل الحزب، بينما ترك الملفات الاستراتيجية لحسن نصر الله. ويجمع صفي الدين بين روابط عائلية وسياسية قوية، إذ إنه ابن خالة نصر الله .
ولذلك يخدع نفسه من يعتقد أن نصر الله هو حزب الله وحزب الله هو نصرالله، حتى إذا ما استشهد نصرالله فإن الحزب سينهار، لا شك في
أن تلك هي مجرد أمنيات للكيان الصهيوني وأمريكا ومن يقف معهم من عرب وغيرهم، ولكن استشهاد نصرالله الذي كان قائدا استثنائيا سيقوى الحزب بأن يشكل عامل تحريض دائم لاستمرار مواجهة الكيان ومن يسانده
و نسي هؤلاء أن وجود الاحتلال في ذاته هو عامل أساس وراء تشكيل ووجود هذه القوى العسكرية وهي ستبقى كذلك حتي ينتفي مبرر تشكلها وهو الاحتلال اليهودي لفلسطين. ومزارع شبعا وكفار شوبا اللبنانية والجولان السوري المحتل..
ويمكن القول أخيرا إنه يكفي نصرالله شرفا أنه كان رجلا عندما عز الرجال.... . .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة في رسالة حماس المفخخة إلى غوتيريش
- المقاربات المتناقضة بين فتح وحماس
- في هدف الطوفان لدى السنوار ومشعل
- وبعد.. إن النهاية قد حانت
- نتنياهو.. ينجح في جر حماس لمربعه
- الصهيونية المسيحية.. أمريكا هي -إسرائيل- و-إسرائيل- هي أمريك ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (11)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (10)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (9)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (7)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (6)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (5)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (4)
- زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية.. (3)
- مفاوضات الفرصة الأخيرة..على وقع رفض حماس وقبول الكيان المقتر ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية ..(2)
- طوفان حماس.. مقاربة مختلفة


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - كان رجلا استثنائيا.. خلف الحزب القائد