أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فلاح ضياء الانصاري - من مذكرات تربوي معاداة العملية التربويةفي زمن االديكتاتورية... كان هذا في ضواحي بني سعد














المزيد.....

من مذكرات تربوي معاداة العملية التربويةفي زمن االديكتاتورية... كان هذا في ضواحي بني سعد


فلاح ضياء الانصاري

الحوار المتمدن-العدد: 1777 - 2006 / 12 / 27 - 05:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في مدرستي التي جئت اليها( مكافئا) بعقوبةادارية من مدرسة الحكيمية لدوري التربوي والتبشيري في القرية والمدرسة، ونتتيجة للمادة الصحفية التي نشرتها حول المدرسة في طريق الشعب انذاك ، جئت الي قرية الحبوبي التابعة الي ناحية بني سعد والتي تبعد عن مركز محافظة ديالى مايقارب 20كم. جئت الى مدرسة هذه القرية غير مرحبا به وشعرت بالاهمال والتهميش منذ اللحظة الاولى.عند صياغة ورسم الجدول المدرسي الجديد تم ابعادي عن كل الحصص والمواد الدراسية التي تهتم بالحديث عن التربية الاجتماعية
والتاريخ واللغة العربية واصبحت مادة العلوم والرياضيات ومادة التربية الزراعية من حصتي والهدف من وراء كل ذالك واضحا.استطعت ان اتقبل جزأ لايتجزأ من الواقع الجديد والصعب واستطعت ان استغل هذه المواد التدريسية رغم محدودية امكانياتها وتقديمها في منظورها العلمي التقدمي ومن منطلقات انسانية تقدمية معتمدة على الطريقة التربوية الصحيحة في التربية والتعليم ونجحت وخلال فترة قصيرة ان اكسب محبة وصداقة العديد من تلاميذ المدرسة رغم ان عددا منهم قد تم اضمامه عنوة الى الاتحاد اللاوطني لطلبة السلطة والقسم الاخر لطلائع البعث. كانت مراسيم رفع العلم من كل اسبوع وكلمة يوم الخميس التي يتم فيها قراءة كل مايعزز ماهو رجعي ويمجد الحزب القائد ورجالاته، وعند مجيء دوري فأن كلمتي تبتعد في شكلها ومضمونها عن كل المضامين اللذين يتحدثون بها في كلماتهم ومراسيمهم مما اثار حقد وكراهية المعلمين البعثين ازاءي.
اخذت مكاتب المعلمين البعثية تمسك بقبضاتها على كل مرافق العملية التربوية ابتداء من رياض الاطفال مرورا بالمراحل الوسطية وانتهاء بالمعاهد والجامعات والمرافق التدريسية الاخرى، وتوجهت هذه المكاتب بالغاء الدور الطليعي لنقابة المعلمين في المركز والمحافظات وافراغ هذه النقابة وفروعها من دورها التقدمي والديمقراطي.وكان مكتب المعلمين في مدرسة الحبوبي لايختلف في جوهره عن الفروع الاخرى لمكاتب المعلمين في المدارس الاخرى.كانت احدى مهمات مكتب المعلمين في مدرستي هو مراقبتي وتحديد حركتي ومنعي من الاختلاط مع اولياء االتلاميذ وذويهم. ان واحدة من اهم مبررات نقلي الى هذه المدرسة هو وضع جميع العراقيل ومنعي من المبيت في القرية او المدرسة بعد ان اكتشفوا اهمية ذالك ودوره و تأثيره على اهالي القرية من قبلي، فكنت مضطرا ان اسافر يوميا من بغداد الى ناحية بني سعد وبعد ذالك الى القرية حيث هناك تقبع مدرسة الحبوبي الابتدائية للبنين.
سارت العملية التربويةفي مدرستي بل وفي ارجاء بلادي بشكل متعثر وكان ذالك من خلال نتائج الامتحانات المدرسية والوزارية لسنة 1977- 1978، وفي اجواءمتلبدة بالرجعية والعداء لكل ماهو تقدمي حيث تتوارد الاخبار من كل حدب وصوب عن ماتتعرض له جماهير المعلمين التقدمين خاصة منهم الشيوعيون من قمع وارهاب.اخذت منتسبي مكاتب المعلمين بمظايقتنا وابتداع كل الاساليب والضغوطات النفسية القسرية ازاءنا وكان الهدف من وراء ذالك هو لوي ارادتنا وكسر قناعاتنا، وتصاعدت حرارة هذا المد الرجعي لتشمل ليس فقط جهاز التربية والتعليم بل قطاعات واسعة اخري من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بل وكل مرا فق الحياة الاخرى، وهكذا بدئت خفافيش الليل الكريهة تحوم على كل مدارس بلادي لتغطيها بظلام الدامس.
بدئت مديرية تربية محافظة ديالى حملتها الواسعة باستدعاء المعلمين من غير البعثين الى بناية المديرية
والاجتماع معهم وتهديدهم اذا لم ينتسبوا الى مكتب المعلمين وبالتالي اسقاطهم وترويعهم وقد صرح مدير التربية في اجتماعاته هذه بان جهاز التعليم سيصبح جهازا بعثيا وحكرا لحزب البعث فقط. لقد رفض العديد من المعلمين المجتمعين هذا التوجه الرجعي الخطير على العملية التربوية.توالت الاخبار التي تلت هذه الاجتماعات عن قيام مفارز امن واسخبارات المحافظة بغزوا المدارس واعتقال اؤلئك اللذين رففضوا الانضمام الى مكتب المعلمين. وامام هذا الوضع الكارثي لم يبقى امامي وامام الكثير من رفاقي واصدقائي المعلمين سواء في مدارس المحافظة اومدارس الناحية سوى مغادرة مدارسهم والاعتزال عن العمل والهروب الى مناطق وبلدان اخرى خشيتا من ملاحقتهم واعتقالهم واستشهادهم تحت التعذيب كما جري للبعض وانتظار فجر جديد دون حزب قائداوواحدا وديكتاتورية يؤ من دمقراطية حقيقية في التعليم



#فلاح_ضياء_الانصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاداة العملية التربوية وتداعيات الفأرة التي اكلت نصف قارة ا ...


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فلاح ضياء الانصاري - من مذكرات تربوي معاداة العملية التربويةفي زمن االديكتاتورية... كان هذا في ضواحي بني سعد