أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - مقاربة في رسالة حماس المفخخة إلى غوتيريش















المزيد.....

مقاربة في رسالة حماس المفخخة إلى غوتيريش


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 08:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو ان طوفان حماس أوصلها أخيرا إلى تغيير أساسي في مقاربتها السياسية للصراع مع الكيان الصهيوني ليكون السؤال هل هو نتاح طوفانها الذي أعلنته في أكتوبر الماضي على أنه كما قال إسماعيل هنية حينها هو تدشين لمعركة التحرير..؟ وهو التدشين الذي حوله الكيان الصهيوني إلى حرب إبادة طالت أهل غزة…أم هو بسبب ما يجري في لبنان وموقف إيران من الحرب.. حتى إن طهران لم تثأر لشرفها وكرامتها التي انتهكت جراء اغتيال ضيفها إسماعيل هنية زعيم حركة حماس في 31 يوليو2024 حتى الآن.؟ بعد أن بدا واضحا أن إيران الآن مغايرة لتلك الصورة التي كانت تتحدث عنها فيما سمي بمحور المقاومة من أنها ستزيل إسرائيل.. لتبدو صورة إيران مسعود بزشكيان مختلفة عن تلك، فهي لن تدخل الحرب وتدمر الكيان من أجل حماس أو حتى حزب الله، فيما رسالة طهران التي أعلنها الرئيس الإيراني الجديد من نيويورك، أن طهران على "استعداد لخفض التوترات مع إسرائيل طالما رأت نفس مستوى الالتزام من الجانب الآخر، معتبراً أن اندلاع حرب في المنطقة "لن تخدم مصلحة أي طرف"، وأضاف: "لا نريد القتال". وأنها لا تريد الوقوع في هذا "الفخ" الذي يسعى إليه الكيان بجر المنطقة إلى ما سماها حرب أوسع، إن بلاده "نسعى لتحقيق السلام للجميع، وأن طهران ليس لديها نية للصراع مع أي دولة..
هذا الموقف المهادن الذي يقرر خفض التوتر مع الكيان الصهيوني، إنما يعكس مقاربة إيرانية جديدة من الكيان الصهيوني، بل إن طهران ليس لديها نية للصراع مع أحد والمقصود بهذا الأحد في مفهوم الرئيس الإيراني هو "إسرائيل" بالتأكيد.
ولذلك ربما يكون الموقف الإيراني المهادن من الكيان الصهيوني الذي بالتأكيد تعرفه حماس قبل أن يعلنه رئيسها في نيويورك، وهي التي كانت تعول عليه هي وغيرها، وأحداث اللحظة التي تجلت في نقل الكيان الصهيوني ثقله العسكري، من غزة إلى الشمال ليعيد إنتاج محرقة غزة في الجنوب اللبناني بكل وحشيتها، ودون أن بعني ذلك على الأقل تخفيف الضغط على أهل غزةـ بل إن مجازره تواصلت في القطاع, في حين أن ما تعرضت له قدرات حماس العسكرية وعديد مقاتليها من تآكل فادح حسب بعض التقارير، هو ربما السبب وراء هذه الانعطافة الحادة بالمعنى السياسي والفكري من قبل حماس بتقديم نفسها كصانعة حرب في دور جديد بأنها على استعداد للمباشرة في الحل السياسي وفق القرارات الدولية عبر وثيقتها التي وجهتها لمن تتوقع أنهم أصحاب القرار، وهي على استعداد لقبول إعادة تأهيلها سياسيا وفكريا بما يتوافق والقرارات الدولية بما فيها القرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين وقبول كل القرارات ذات العلاقة..
لكن إذا كانت رسالة حركة حماس للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وهو يفتتح الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تبدو مفاجئة في طرحها السياسي .. وهو أنها جاهزة للانخراط في عملية سياسية شاملة، تستند إلى القرارات الدولية ذات الصلة لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين..
وعن استعدادها لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى وإعادة الإعمار وكسر الحصار، وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع. فهل حماس كيان سياسي مستقل عن الحالة التي تمثلها المؤسسات الشرعية الفلسطينية، وبإمكانه أن يخاطب العالم بصفته تلك؟ أـم إعادة إنتاح اللعبة القديمة عن البديل والدور الموازي؟ ثم من الذي منحها هذا التفويض لتتحدث باسم الشعب الفلسطيني كله؟ في حين أن الجهة الشرعية الوحيدة بمعناها القانوني والسياسي العربي والدولي هي منظمة التحرير الفلسطينية، بصرف النظر عمن يقودها الآن.. ثم ما علاقة غوتريش بتحقيق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية . وهو موضوع فلسطيني بحت. عنوانه تعرفه حماس جيدا؟ في وقت تحتل فلسطين ممثلة في البعثة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني مهما كان مستوى الرضا عنه ، موقعهم في اجتماعات الجمعية العامة كأعضاء لأول مرة، وهو إنجاز سياسي فلسطيني بامتياز، وكأن حماس تريد القول إنها لا تعترف بالسلطة الفلسطينية وبرئيس منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، لذلك أرسلت عبر صديق رسالتها للأمين العام للأمم المتحدة في حين أن الباب الشرعي هو باب منظمة التحرير. في ظل الحملة الصهيونية على السلطة الفلسطينية..
حتى يبدو وكأن هناك تنازعا في من يمثل الشعب الفلسطيني حماس أم منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس عباس بصفته التمثيلية الشرعية فيما هي تتحدث باسم الشعب الفلسطيني وتناشد بعدم تركه "خلف الركب، وافعلوا ما يلزم ليسود الأمن والسلام أرجاء فلسطين والمنطقة، واتخذوا الإجراءات اللازمة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا لمبادئ وقيم ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية السابقة، من أجل خلق نموذج يحتذى به للمضي قدمًا في مسيرة السلام العالمي".
لكن كيف يمكن تفسير سلوك حماس في سياق مقاربتها الأيديولوجية وبرجماتيتها ؟ هل هو بمثابة هروب للأمام؟ أم أنه يعكس سلوكا أصيلا لدي حماس بصفتها فرع تنظيم الإخوان المسلمين في فلسطين؟ ولذلك يمكن القول إن قرار حماس لم يأتي بمعزل عن نتائج الحرب على غزة وما يجري في لبنان بين الكيان الصهيوني وحزب الله، وموقف إيران الجديد.
وضمن التكيف الحمساوي مع المستجدات جاءت رسالتها لتقول إنها على استعداد لأن تدير غزة .. وهي قدمت أوراق اعتمادها عبر رسالتها إلى من يهمهم الأمر، من أنها فقط تربد دولة في الضفة وغزة وهي من ثم تتبرأ بعد كل الخراب الذي لحق غزة من ميثاقها لعام 1988..
ويبدو أن حماس لم تتعلم من تجربة مجمعها الإسلامي، قبل عام1988 ، وأن فكر الجماعة هو الذي ما يزال يحكم سلوكها كونها لا ترى فلسطين إلا من خلال مشروعها الفكري والسياسي، حتى لو ساعدها الكيان على ذلك، ولعل ما قاله غوتيريش خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن": من أنه "إذا كانت حماس قد حصلت على بعض الدعم في لحظات حاسمة، فلم يكن ذلك الدعم من الأونروا، بل كان ذلك الدعم من إسرائيل، وكما يعلم الجميع، كانت حكومة إسرائيل في الماضي مهتمة بتطوير حماس من أجل تقسيم القيادة الفلسطينية". وضمن هذا السلوك المفارق قامت بانقلابها 2007 وسيطرتها على غزة من أحل مشروعها الخاص، ومن ثم تمكينها من ذلك، بصرف النظر عن الوسيلة حتى لو كان عبر الكيان الصهيوني سواء مؤسسته السياسية أو الأمنية التي كانت الأموال القطرية تصلها لدعم سلطتها وتكريس الانقسام السياسي والجغرافي في الواقع الفلسطيني لدعم نموذج سلطتها في غزة بموافقة نتنياهو والشاباك وبرعاية منهما.
إن رسالة حماس لم ترسل في الجوهر إلى غوتيريش فهو ليس في موقع من يقرر.. ولكن العنوان المقصود من الرسالة هي الدول المعنية بهندسة مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء حرب الإبادة التي استهدفت أهل غزة. وأن كونها السلطة التي كانت تسيطر على غزة وهي تستطيع ضبط القطاع، بما يتوافق والالتزامات المطلوبة منها،، وهي من ثم مستعدة أن تغير جلدها لتتكيف مع شرط اللحظة الأمريكي الصهيوني الإقليمي. ولا عزاء لعشرات الآلاف من ضحايا محرقة غزة.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاربات المتناقضة بين فتح وحماس
- في هدف الطوفان لدى السنوار ومشعل
- وبعد.. إن النهاية قد حانت
- نتنياهو.. ينجح في جر حماس لمربعه
- الصهيونية المسيحية.. أمريكا هي -إسرائيل- و-إسرائيل- هي أمريك ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (الأخيرة)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (11)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (10)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (9)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (7)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (6)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (5)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (4)
- زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية.. (3)
- مفاوضات الفرصة الأخيرة..على وقع رفض حماس وقبول الكيان المقتر ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية ..(2)
- طوفان حماس.. مقاربة مختلفة
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (1)


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - مقاربة في رسالة حماس المفخخة إلى غوتيريش