أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشات المصري - حلم مزعج














المزيد.....

حلم مزعج


نشات المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ليلة سوداء وقبل أن أنام راودني فكر , لماذا لا نقتل؟ لماذا لا نمسك السلاح ونرعب الآخرين, لماذا نكون ضحية؟ لماذا لا نكون ذئاب؟ لماذا لا ننتشر ونتكاثر وبكل وسيلة.
وراودي فكر آخر هل نحن فعلا في سلام؟ أم نحن منزعجون !!! ومستهدفون !!! ويد القتل تتربص بنا من آن إلي آخر.
أنا لا أقول بي وحدي كمسيحي , أو كلمة نحن عائدة علينا نحن المسيحيين!! أنا أقصد كل من يدعوا للسلام .. كل من يملك كلمة حق ... كل من يملك فكر متحرر من قيود الجهل والتطرف والقتل.... وليس المسيحيين فقط بل ليس كل المسيحيين .
نحن في عالم ملئ بدعاة السلام والحق.
وأثناء تفكيري في هذا الفكر العدواني النابع من قوة النقمة والثأر داخلي استغرقت في النوم ويا ليتني لم أنام لكي لا أرى ما رأيت:
وكأني في ظلام دامس , لا أرى فيه شيء , وكأن غشاوة غطت أيوني , أو حدث انفصال في الشبكية البصرية .
ونتيجة للظلام الغير معتاد عليه وجدت نفسي مرعوب وخائف وتراودني أفكار مخيفة وأكثرها رعبا أنه يوجد من يتربص بي لقتلي ونزع روحي مني, وبطريقة وحشية وأنا لا أراه , ولكني أسمع أنفاسه, أحسه كاد يلمسني , ولكنه لا يلمسني وأنا أخاف أن يلمسني.
فقررت الهرب , ولكني وجدت نفسي عريان حافي القدمين, أحببت الظلام للحظة لأنه يستر عورتي وريي , وأكره الظلام لأني لا أرى مكان خطواتي.
جمعت كل قواي لأخطو خطوة , ورفعت قدمي لأضعها في مكان متقدم , ولكن قدمي تؤلمني كثيرا والدماء تنساب منها , فقد وضعتها علي أشبه ما يكون بشظية زجاج , أو مسمار أو شوكة ربما شوكة عقرب.
رفعت قدمي الأخرى لأخطو بها ووجدت أنني وضعتها في بركة لزجة كريهة الرائحة , وأنا لا أطيق هذه الرائحة, وكأنها رائحة دماء متعفنة, أو أجساد مقتولة ومتعفنة.
ففضلت السبات , ولكن أنا عريان وحافي القدمين, وأحس بصوت رياح عنيفة ومطر , إذا أنا في الخلاء , لا مأوى ولا بيت ولا جدران حتى لو كانت بوص أو أوراق شجر, أو ليت هناك أوراق توت تستر عورتي.
البرد يرعشني والخوف والرعب يزلزل كياني , والعرق والخجل يلهب جسدي , وكأنني في أتون نار متقد مع برد شديد وجليد, والاثنين مختلطان.
والصوت الذي يطاردني يزداد قوة , تارة صوت وحش لا أعرف جنسه, تارة صوت دبيب ( أفاعي وعقارب ) يقترب من قدمي العارية, وأنا أعرف جيدا أن هناك كائنات تعيش في الظلام , وتختبئ وتحتمي به , وتهاجم كائنات النور في هذا الظلام.
وإذا بالذي يطاردني أو غيره يضع يده عليا وكأنها الجبال من الثقل , وكادت روحي تخرج مني , ووضع في يدي الأخرى سيف, وراح يقول لي أقتل دافع اقطع رقبة من تخاف منه, وضحك ضحكة كأنها زلزال مرعب شق أذني .
ورحت أقول لنفسي ممن أخاف؟ من النور لأنه يكشف عورتي ورعيي !!! ولكني كيف أقتل النور؟
أخاف البرد والحر أخاف الظلام والأرض والشجر والرياح ولكن كيف أقتلهم جميعا وهم حقائق لا يمكن قتلها.
أخاف الذي يتعقبني ولكني أخاف ألا يكون إنسان فالإنسان يمكن قتله.
فقبضت على السيف بيدي جيدا ورحت ألوح به في الهواء وباليد الأخرى أمسك من يقابلني وأنا أخرج من فمي أصوات صراخ وضجيج لأرهب به الذين يتربصون بي
فلمست يدي شخص فأمسكت به ووضعت السيف علي رقبته وذبحته, أنا لا أسمع صراخه ولا تعطفه لي ولا صوت السيف يحز عظام رقبته, وأيضا أنا لا أرى الدماء تسيل وكأنها بحور أمامي , وكأني مغشي عليا أو فاقد مقومات العقل والتفكير .
ولكنني مازلت خائف بل الخوف زاد لأني قتلت وربما من يوجد من يطاردني من أجل فعلتي هذه.
ففعلت كما فعلت أولا وأمسكت بواحد واثنين بل ثلاثة..........حتى إنني لا أشبع من القتل.
وكل من قتلت لهم سكون وسلام!! وأنا لا أجده عندي!!!, ولكنني مازلت خائف والذي يتعقبني صوته في أذني , أشم رائحته الكريهة , أحسه وأتخيله كأنه الجن أو المارد أو ما شابه ذلك من المعتقدات الخرافية.
حتى أطبق على رقبتي بيديه , فهي ثقيلة جدا , أو أنا لا أستطيع تحريك أي جزء من جسمي , أحسست بروحي تخرج مني , فقلت أستعين بما حفظت من أقوال الله ولكني حتى من هذه عريان.
وأنا لا أعرف كيف خرجت من تحت يده, أم هو تعطف وتركني , فرحت أجري ولا أبالي ما يصيب قدمي من آلام وجروح وأخرج من كبوة لأسقط في حفرة وما خرجت منها حتى سقطت في هوة عظيمة ورحت أصرخ فلا مجيب , ولكنني لم أصل لنهاية الهوة : لأنني استيقظت على صراخي , على الخوف من الهوة على الخوف من الظلام.
وفقت من ثباتي ورحت أشعل وأنير كل ما أملك من مصادر النور
وقلت لنفسي ولا ينير ظلمة الجهل سوى نور العلم والثقافة ولا ينير ظلمة التطرف الأعمى والإرهاب سوى الإيمان السليم بالله والحق والمحبة.



#نشات_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشات المصري - حلم مزعج