أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - في الممنوع














المزيد.....


في الممنوع


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 8112 - 2024 / 9 / 26 - 02:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أضع يدي على قلبي خوفاً على سوريّا حتّى في أحلك الظّروف المخيفة التي مرّت عليها وكنت منذ اللحظة الأولى وحتّى السّاعة على ثقةٍ تامّةٍ أنّها منتصرةٌ في الأمرين اللذين أرادت كسرها فيهما القوى الغاشمة التي شنّت هذه الحرب عليها وهما : قلب النّظام وتقسيم سوريّا
لكنّني وضعتها وأنا أرتجف رعباً في تلك اللحظة التي عرفت فيها أنّه تمّ إدخال مادّة الدّيانة لتدريسها في الصّف الأوّل الإبتدائي
مالذي أخافني حينها حدّ الرعب ?
إنّ فلسفة التّعليم هي التي تحدّد مسبقاً أيّ إنسانٍ نريد
في العالم فلسفتان متناقضتان هما فلسفة هيجل وفلسفة ماركس حيث كلا الفلسفتين تثبّتان الجدل كحالة قانونيّة للتّطور
هيجل جدله لتطوّر الفكر
ماركس جدله لتطوّر المادّة
في هذا المقام لا بأس من التّذكير أنّني أفردت مقالاً خاصّاً بيّنت فيه أنّه لابدّ من توحيد الفلسفتين بعد ظهور الإنسان بفلسفةٍ واحدةٍ ثبّت فيها أنّ الجدل الأهمّ هو جدل الإنسان وكان عنوان المقال : جدل الإنسان
إن التّطبيق العمليّ لهذا الجدل هو في أوضح صوره في ميدان علم النّفس اللاعب الخفيّ في ميدانيّ السّياسة والفكر الدّينيّ
هذان الميدانان اللذان يبدوان منفصلين للعامّة لكنّهما في واقع الأمر هما ميدانٍ واحدٌ للاعبين متكاملين رجل السّياسة ورجل الدّين
يكونان أحياناً متناغمين كما في غالبيّة الدّول الإسلاميّة وأحياناً متشاكسين كما في حالة الوضع السّوري
يكون التّناغم في البلدان ذات الأغلبيّة الطائفيّة المطلقة كما هي حال السّعوديّة وقطر وإيران وتقريباً تركيّا وباقي الدّول الإسلاميّة الأخرى
ويكون التّشاكس حيث الأقليّات تلعب دوراً كبيراً كما هو الحال في سوريّا والباكستان ولبنان والعراق ومصر إلى حدٍّ ما
مايهمنّا هو النّموذج السّوريّ حيث لعب التّحريض الخارجيّ وبكلّ قذارةٍ على البعد المذهبيّ
إنّ وصول حزب البعث إلى السّلطة في العام 1963 أيقظ المارد الإخوانيّ الذي كان قزماً قبل ذلك حيث كانت البورجوازيّة الشّاميّة والإقطاع في باقي المحافظات في وحدةٍ طبقيّةٍ متمكّنةٍ من حكم سوريّا. وأنّه لا حاجة إلى رجل الدّين إلا من النّاحية الفلوكلوريّة حيث يقوم رجال الدّين بأعمالهم المعتادة في الجوامع التي لايرى فيها حكّام سوريّا خطراً عليهم فهم من أبناء جلدتهم كمايقال وقد إعتادو منذ العهد الأمويّ وحتى الفترة العثمانيّة على أن يكونوا خدّام ومفتين السّلطان
مع وصول البعث وتضرّر مصالح البورجوازيّة الشّاميّة وتأميم الأراضي أي القضاء على الإقطاع وخاصةً في أرياف حمص و حماة وإدلب بدأ التّحالف واضحاً بين هؤلاء وتنظيم الإخوان المسلمين ولاننسى في هذا المقام ماقاله الشيخ الحبنّكي للرئيس أمين الحافظ يومها في مناسبةٍ جمعت الحبنّكي هذا مع قيادة. مجلس الثّورة أنا لا اهنىء السّنة فيك ومن يومها والإخوان المسلمون يفتعلون المشاكل ولاننسى أحداث حماة في بداية عهد أمين الحافظ إلى يومنا هذا ويخطىء من يظنّ أنَ الإخوان المسلمين ليسوا هم من قاد الحرب الدّاخلية منذ أحداث درعا وحتّى السّاعة
في سبيعينيّات القرن الماضي تمكّن الرّاحل الكبير حافظ الأسد من قمعهم بقوّةٍ مع مصالحةٍ مع البيت الدّيني الكردي فأطلق يد المفتي كفتارو والشيخ البوطي للعمل كما يريدون في مقابل تخلّيهم عن الدّعم السّري للإخوان فكانت مدارس الأسد لتحفيظ القرأن التي أكدّ رئس لجنة الصّداقة السّورية الفرنسيّة سابقاً تيري ميسان أنّ الاسلاميّين الغرباء الذين يقاتلون في سوريّا ضد الدّولة جلّهم من خرّيجي هذه المدارس
واليوم عندما يقول وزير التّربية على وسائل الإعلام أنّ تدريس مادّة الدّيانة للصّف الأوّل هو مسألة رأي والأكثريّة مع تدريسها فهذا يعني بكلّ بساطةٍ أنّ الإستعداد لحربٍ قادمةٍ قد تكون هي الأشرس في تاريخ المنطقة. يتمّ منذ اللحظة الإستعداد لها كما فعل كفتارو والبوطي في الثّمانينات من القرن الماضي في إستعدادهم لحربٍ فاقت كلّ التّوقعات في شكلها ووحشيّتها هذه الحرب التي نخوضها منذ سبع سنوات لم يزل الإخوان المسلمون في تحالفهم مع الورجوازيّة الشّاميّة وبقايا الإقطاع القديم وسيبقون الخطر الأكبر على مستقبل سوريّا مهما تلوّنوا فهل ننتبه وهم بين ظهرانينا يرسمون لأطفالنا غدهم المبني على فقه إبن تيمية متجاهلين وبكلّ تحدٍّ كلّ تنويعات البلد الثقافيّة والعقائديّة فارضين فقهاً دون سواه ومصادرين العقول التي نطمح أن تكون يوماً دينها الوطن وليس شيئاً قادماً من أعماق التّاريخ الأكثر ظلمةً في تاريخنا هناك من لازال يراهن على البعد المذهبي ومن قلب الدّولة على إفراغ نصر السّوريّين من كلّ محتوىً والرّمي بكلّ التّضحيات ودماء الشّهداء في بئر النّسيان



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودةٌ إلى فرضيّة الإنفجار الكبير
- وماذا عن إرواء الرّوح
- أوديب وفرويد والإستنتاج القاتل
- ماذا بعد زلزال تركيّا....؟
- نساؤكم
- عودّ على بدءٍ حول فرضيّة الإنفجار الكبير
- إلى دعاة التّغريب والنيوليبراليّة
- هل هو حقّاً صراع إرادات ...؟
- ويسألونك عن الرّوح والحياة بعد الموت
- لماذا القداسة ...؟
- كورونا والعالم
- الله وملائكته عربٌ
- كلامٌ في الحبّ من منظورٍ علميّ
- القرآن والعلم
- في التّربية
- كلامّ في الفلسفة
- كانتا رتقاً ففتقناهما
- الولادة الثّانية
- بين الفلسفة والعلم ...الإنسان من حتميّة نيوتن إلى حتميّة ميك ...
- أهل السّنة والجماعة


المزيد.....




- هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س ...
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - في الممنوع