أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( العسكر والأوقاف / النحس والعذاب )















المزيد.....

عن ( العسكر والأوقاف / النحس والعذاب )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 16:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأول :
قرأت لك عن أثر التصوف فى الحياة الاقتصادية فى مصر المملوكية ، وعن أثر الأوقاف وقتها فى الاقتصاد . هل تتفضل ببعض التفصيلات عن الأوقاف لأنها قضية لا تزال مطروحة ، لأن عبد الناصر ضم الأوقاف للحكومة ، والسادات قتل الشخ الذهبى وزير الأوقاف بسبب معارضته لاستيلاء جيهان السادات على بعضها ولأنه رفع القضية فى مجلس الشعب . اعتقد ان العسكر المملوكى هو استاذ العسكر الحاكم فى مصر الآن . ولكن الفرق كما تعلمنا منك ان العسكر المملوكى واتباعهم كانوا بما يسرقون من الأوقاف ينشئون مؤسسات دينية تقوم بالتعليم ورعاية الايتام . ولا تزال آثارهم المعمارية باقية حتى الآن . اما العسكر المصرى فهو ينهب الأوقاف وغيرها ويبيع اجزاء من الوطن بثمن بخس ويهرب كل ذلك للخارج .
إجابة السؤال الأول :
شكرا جزيلا ، وأقول :
أولا :
1 ـ كان لابد أن تؤثر الأوقاف علي الحياة الاقتصادية في العصر المملوكي لأن الأوقاف سيطرت علي أربعين في المائة من الأراضي الزراعية المصرية وكانت غالبية مباني القاهرة والفسطاط وقفا، مما دعا المقريزي إلي التشكيك في صحة ملكية الأوقاف في عهده بسبب كثرتها.. وفي نفس الوقت فإن إيرادات الأوقاف هي التي كانت تنفق علي الحياة الدينية والعلمية لمئات المؤسسات من الجوامع والخوانق والمساجد والرباطات والزوايا.. وكان يتعيش من إيرادات الأوقاف مئات الألوف من الشيوخ والطلبة والموظفين.. وذرية صاحب الوقف. ومن هنا كان تأثير الأوقاف شديدا علي الحياة الاقتصادية في الدولة المملوكية من بدايتها إلي نهايتها.
2 ـ وبعض تلك الآثار الاقتصادية للوقف كانت له أسبابه السياسية.. فقد اخترع السلاطين المماليك وأعوانهم مبدأ الاستبدال في الوقف. صحيح أن الواقف كان يحصن أمواله من المصادرة بوقفها عليه وعلي ذريته ولكن أعداء الواقف بعد أن ينتصروا عليه ينجحون في مصادرة أملاكه الموقوفة بطريق مبتكرة وهي الاستبدال، فيأخذون القصور العامرة مقابل الخرائب والأراضي الزراعية مقابل الأراضي البور، وذلك ماكان معروفا بالاستبدال.. وكانت تلك الخدعة تتم بقوة السلطان ونفوذه ضد أعدائه القدامى الذين ذهب نفوذهم . وقد اشتهر الأمير جمال الدين الاستادار بطريقة الاستبدال وكان معه شاهدان يشهدان بأن ذلك المكان بور وخرائب ويغتصبه بمعونة ابن العديم قاضي القضاة، وبذلك استولي جمال الدين الاستادار علي أوقاف كثيرة كانت لآخرين. وبعضهم بالغ في إساءة نفوذه السياسي بإرغام صاحب النفوذ الزائل المقبوض عليه بالتنازل عن أوقافه وأملاكه والأشهاد علي نفسه بذلك. وفي عهد السلطان برقوق استؤجرت الأوقاف بأقل من أجر مثلها فلجأ بعض مباشري الأوقاف إلي هدم العقارات الموقوفة بدل تعميرها.. وكان تعيين بعض القضاة يتم في مقابل منح امتيازات مالية " من خلال الوقف الذي يباشر ه " إلي ذوي النفوذ..
3 ـ وبمرور الزمن تلاشت كثير من الأوقاف بتقادم السنين أو بانقراض الذرية المستحقين أو فقدان كتاب الوقف ووثائقه أو بإهمال القضاة المشرفين علي الوقف، وفي أغلب الأحوال كان أصحاب النفوذ يضعون أيديهم علي تلك الأوقاف ويملكونها عنوة ويقيمون عليها أوقافا جديدة لأنفسهم.
4 ـ وباتساع الأوقاف وإهمالها مع إعفائها من الضرائب تأثرت إيرادات الدولة، وتفاعلت عوامل أخري متصلة بعملية الوقف لتزيد من انخفاض دخل الدولة فالسلطان وأصحاب النفوذ كانوا يعطون امتيازات خاصة لمناطق الأوقاف الخاصة بهم وذلك يؤدي إلي نقص في إيراد الدولة بالإضافة إلي أن طبيعة الوقف من شأنها حبس الأموال عن التداول بأي نوع من أنواع التصرف وبالتالي منعها من القيام بدور إيجابي في خدمة اقتصاد البلاد، وبعض الواقفين حجروا علي المباشرين من نظار الوقف في حرية التصرف . وأدت الشروط المتعددة في كتب الوقف إلي سوء استثمار الأراضي والعقارات الموقوفة هذا إذا افترضنا حسن النية لدي ناظر الوقف واهتمامه بتنمية إيرادات الوقف وليس محترفا يستغل الوقف لمصالحه الخاصة وذلك النوع من نظار الوقف قد يوجد في الأحلام فحسب..
5 ـ والأوقاف لم تعطل الثروة العينية فقط عن التحرك والتداول بل أدت إلي تعطيل قسم كبير من الثروة البشرية أيضا. فأصحاب الوقف من ذرية الواقف عاشوا متعطلين بلا عمل اعتمادا علي الإيراد الثابت المحفوظ لديهم، كما أن مؤسسات الوقف العلمية والتعليمية ضمت بين جوانحها آلاف الشباب الذين افنوا أعمارهم بين جدران الخوانق والزوايا لا عمل لهم إلا مجرد التبطل والدعاء لصاحب الوقف وممارسة أنواع من العبادة الوهمية يأخذون عليها أجرا وحياة مريحة.. ونقصد بهم الصوفية من المريدين والشيوخ.. وإلي جانبهم كان هناك موظفون يقومون بأعمال خدمية وإشرافية وإنتاجية ، ومن عرقهم كان يعيش المتبطلون من أصحاب الوقف والتنابلة داخل مؤسسات الوقف.. ولكن عز علي أولئك العاملين أن يذهب عرقهم إلي جيوب القاعدين والكسالى فأهملوا شروط الواقف وتكاسلوا بدورهم عن الإنتاج واختلسوا ما قدروا عليه وساعدهم جو الفساد العام في الإهمال والكسل والسرقة.. والدليل علي ذلك أن السلطان الأشر ف برسباي أزعجته تلك الحالة فأعلن عزمه علي الكشف عن شروط الوقف علي المدارس والخوانق وغيرها ومدي الالتزام بتنفيذها ولكنه لم يلبث أن تراجع عن عزمه لأن المشكلة كانت قد تضخمت واستشرت في كل نواحي الاقتصاد والثروة في العصر..
6 ـ وقبيل نهاية العصر المملوكي أصيب الاقتصاد في مقتل بكشف طريق رأس الرجاء الصالح.. والتفتت الدولة إلي الداخل لتعيد توازنها الاقتصادي فوجدت الأوقاف التي تسيطر علي معظم ثروتها قد أصابها الخراب.. وأدي الخراب الاقتصادي داخليا وخارجيا إلي هزيمة الدولة المملوكية حربيا أمام العثمانيين 923 هـ.
أخيرا
العسكر المصرى ـ الذى يحتل مصر ويحكمها الآن ــ قام بما يشبه تاميم الأوقاف . بدأ بذلك عبد الناصر بإنشاء ( هيئة الأوقاف ) لتشرف على كل الأوقاف المصرية داخل مصر وخارجها . فقد كان لمصر أوقاف فى الحجاز وحتى فى اليونان . أصبحت الأوقاف تابعة لهيئة الأوقاف التى يعيّن الحاكم العسكرى رئيسها كما يعين وزيرا للأوقاف . وهذه الأوقاف تضم أجود الأراضى الزراعية وعقارات فخمة ، وتقدر قيمتها بمئات البلايين . طمع العسكر الحاكم فى الاستيلاء على بعضها . لذا أعادوا حيلة الاستبدال . وانتشر هذا فى عصر السادات ، وطغى وإزداد بعده .
السؤال الثانى :
فى ثقافتنا هناك أيام نحس وأيام سعد وفى المثل الشعبى نقول ( المنحوس منحوس ولو علقوا على راسه فانوس ) . هل ( النحس ) مذكور فى القرآن وبنفس المعنى ؟
إجابة السؤال الثانى :
النحس بهذا المعنى لا يوجد فى القرآن الكريم . بل جاء وصفا لأيام الاهلاك والعذاب الذى حلّ بقوم عاد . قال جل وعلا :
1 ـ ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ (16) فصلت )
2 ـ ( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)القمر )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( سؤالان / الاختيار والاختبار / جبار / البخت والحظ )
- معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو ( ...
- عن ( شرع المستبد / تبسل و مبلس / ينتع / ملك وملكوت / لك يوم ...
- عن ( طريق زبيدة بين المؤرخين والرحالة )
- سورة التوبة فى تدبر سريع
- عن : ( تأديتنا للصلاة / حسنات الأبرار سيئات المقربين / معنى ...
- عن ( فى ذمة الله / سمعنا وعصينا / يتمطى / محمد كامل حسين و ق ...
- معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو ( ...
- عن ( الكلمة الطيبة صدقة / إمرا / الشهادة بالإنترنت / ذلول / ...
- عن ( المشرق والمغرب / يحور / سيارة / بخس / إستغشوا ثيابهم )
- معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو ( ...
- عن الشيطان ونحن
- عن الألم والموت
- معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو ( ...
- عن ( التفضيل بين الأبناء / الشيخ كشك وحافظ الأسد )
- التداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى : ( ج 2 )
- عن ( ولد عاق / مومياء / صعاليك الانترنت /أُمُّه هاوية / تلقى ...
- عن ( تناكحوا تناسلوا / مسألة ميراث / هذا الجيل الضائع )
- التداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى ( ج 1 ) الانتقا ...
- عن ( حمير السلطان / لا يرجعون / منكرو الصلوات الخمس )


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( العسكر والأوقاف / النحس والعذاب )