الزعيم التركماني السوري حاج نعسان آغا بن كال محمد مصطفى باشا

مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا
(Dr.mukhtar Beydili)

الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 03:22
المحور: المجتمع المدني
    

يعتبر واحدًا من أبرز الشخصيات التركمانية السورية التاريخية، وكان يُعرف بلقب "شيخ مشايخ تركمان سوريا"، حيث كان له تأثير كبير في مجتمعه وبين أبناء الطائفة التركمانية في سوريا. لعب حاج نعسان آغا دورًا رئيسيًا في تمثيل وقيادة التركمان في سوريا، وسعى للحفاظ على وحدة المجتمع التركماني وتماسكه خلال الفترات الصعبة، خصوصًا في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد.
### دوره وتأثيره:
1. **الزعامة الاجتماعية**:
حاج نعسان آغا كان يمثل رمزًا للقيادة التقليدية في المجتمع التركماني. كان يحظى باحترام كبير بين أبناء المجتمع التركماني والمجتمعات الأخرى، وذلك بفضل حكمته وشخصيته القيادية. كان الآغا هو المرجع الرئيسي للكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع التركماني، حيث كان يعمل على حل النزاعات المحلية والتوسط في الخلافات.
2. **الدور الوطني**:
رغم أن التركمان يعتبرون أقلية في سوريا، إلا أن حاج نعسان آغا كان مدافعًا قويًا عن وحدة سوريا واستقلالها. كان يعزز روح الوطنية بين أبناء المجتمع التركماني، مشددًا على أهمية الاندماج في النسيج الوطني السوري مع الحفاظ على الهوية والثقافة التركمانية. كان من المؤيدين للحركات الوطنية السورية التي ناضلت من أجل الاستقلال، ودعا إلى التضامن مع باقي مكونات الشعب السوري.
3. **الحفاظ على الهوية الثقافية**:
سعى حاج نعسان آغا إلى الحفاظ على التراث والثقافة التركمانية في سوريا، خاصة في ظل محاولات التهميش أو الذوبان الثقافي. كان يعمل على تعزيز اللغة والعادات التركمانية بين الأجيال الشابة، ويشجع على الفخر بالتراث والتاريخ التركماني.
4. **التمثيل السياسي**:
على الرغم من أن المجتمع التركماني لم يكن يتمتع بتمثيل سياسي كبير في المؤسسات الرسمية السورية، إلا أن حاج نعسان آغا كان يُعتبر المتحدث غير الرسمي باسم التركمان. كانت له علاقات قوية مع السلطات السورية وشخصيات بارزة في البلاد، مما جعله وسيطًا مهمًا بين المجتمع التركماني والحكومة السورية.
### تأثيره على المجتمع التركماني:
حاج نعسان آغا كان شخصية تجمع بين الحكمة التقليدية والتفكير الوطني، حيث تمكن من الحفاظ على توازن بين دعم القضايا الوطنية السورية والدفاع عن حقوق ومصالح المجتمع التركماني. كان له تأثير طويل الأمد على الأجيال التالية من التركمان، حيث استمرت عائلته في لعب دور مهم في القيادة الاجتماعية بعد وفاته.
ختامًا، حاج نعسان آغا يظل شخصية محورية في تاريخ التركمان في سوريا، حيث كان قائدًا حكيمًا ووطنيًا ملتزمًا ببلاده ومجتمعه، وساهم في الحفاظ على وحدة المجتمع التركماني وتعزيز دوره في النسيج الوطني السوري.
مضافة الزعيم **حاج نعسان آغا** في **قرية بلوى ميرخان** بريف حلب كانت تعتبر مركزًا اجتماعيًا وسياسيًا هامًا للمجتمع التركماني في تلك المنطقة. المضافة كانت تمثل جزءًا من التقاليد العريقة التي يقوم فيها الزعماء القبليون والاجتماعيون باستقبال الناس والتواصل معهم، حيث كانت بمثابة منتدى للنقاش وحل المشكلات وملتقى للقاءات المجتمعية.
### دور مضافة حاج نعسان آغا:
1. **مكان للضيافة وحل النزاعات**:
كانت المضافة تُعرف بحسن الضيافة والترحيب بالزوار من مختلف القرى والمناطق، سواء كانوا من التركمان أو من بقية المكونات السورية. كان حاج نعسان آغا يستخدم المضافة كمنصة لحل النزاعات بين العائلات أو القبائل، وتعزيز العلاقات بين أفراد المجتمع، حيث كانت الحكمة والتوجيهات التي يقدمها تُعتبر مرجعًا في حل القضايا المجتمعية.
2. **مركز للتواصل السياسي والاجتماعي**:
خلال فترة الانتداب الفرنسي وما بعدها، كانت المضافة مركزًا لمناقشة الأمور السياسية والقضايا الوطنية. كان أبناء المجتمع التركماني وغيرهم يتوافدون إلى المضافة للتشاور مع حاج نعسان آغا في المسائل التي تخص القرية والمنطقة بشكل عام. تمثل المضافة رمزًا للاستمرارية الثقافية والتراثية للمجتمع التركماني.
3. **حفاظ على التراث التركماني**:
كان حاج نعسان آغا يستخدم المضافة للحفاظ على العادات والتقاليد التركمانية، من خلال إقامة المناسبات والاحتفالات الاجتماعية، مثل الأعراس والمناسبات الدينية. كانت المضافة أيضًا مكانًا لتعليم الشباب القيم التركمانية التقليدية وتذكيرهم بأهمية الحفاظ على هويتهم الثقافية.
4. **ملتقى للمجتمع المحلي**:
في زمن لم يكن فيه وسائل الاتصال الحديثة متاحة، كانت المضافة تلعب دورًا محوريًا في نشر الأخبار وتبادل المعلومات بين الناس. كان الزوار يتحدثون في أمور الزراعة والتجارة وأخبار القرى المجاورة، مما جعل المضافة مركزًا للتواصل بين مختلف أفراد المجتمع.

### **قرية بلوى ميرخان**:

قرية **بلوى ميرخان** تقع في ريف حلب الشمالي وتعتبر واحدة من القرى التركمانية التي تحتفظ بتاريخ طويل من التقاليد والعادات التركمانية. كانت القرية ومضافة حاج نعسان آغا تشكل جزءًا من تلك الهوية، حيث لعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث الاجتماعي والثقافي للتركمان في المنطقة.
**مضافة حاج نعسان آغا** تظل رمزًا للقيادة المجتمعية التقليدية التي تجمع بين الحكمة والشجاعة والكرم، وهي جزء من تاريخ المجتمع التركماني في ريف حلب.

#مختار_فاتح_بيديلي (هاشتاغ)       Dr.mukhtar__Beydili#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات