من أجل سيميائية معلوماتية (أخرى)/ بقلم فرناندو بوين أباد* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 00:01
المحور: الادب والفن
    

اختيار وإعداد الغزالي الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

"بالنسبة للتلفزيون، والإنترنت، والراديو... يكفي لأي مهرج قادر على نشر آثامه، بأي وسيلة وأداة، أن يسمي نفسه صحفيا ويروج لتشويهات رؤيته الخاصة. كما لو كانت الحقيقة ذاتها. ولن يكون هناك أي عجز لأولئك الذين يقتنوها ". (فرناندو بوين أباد)

مقال للفيلسوف والكاتب المكسيكي فرناندو بوين أباد، مؤسس صحيفة (التمرد). ومدير معهد الثقافة والاتصال ومركز شون ماكبرايد. جامعة لانوس الوطنية.

النص؛

سيكون الهجوم في الأشهر المقبلة أسوأ، لأن السيناريوهات الانتخابية تشكل أرضاً خصبة لتوسيع مملكة جائحة الخداع. وفي ظل دكتاتورية تجارة المعلومات، فإنهم سوف يسممون النماذج التي كان يعتقد أنها لا يمكن المساس بها. سنرى الحقيقة فريسة للمجموعات النسبية والهاربين من المعرفة. سوف يختطفون الحقائق بكتائبهم من الرأي المتجول ويقاتلون لتشويه البناء الجماعي للوعي. كل ذلك مقابل مصالح وأعمال لغة سنتافيرو. متنكرين في زي ديمقراطيين، سيعمل جيش من المهنيين والمتخصصين في هدم الضمائر، مع الإفلات من العقاب تحت وصاية المؤسسة الإعلامية الحرة المهيمنة. سيتم عرضهم على شاشة التلفزيون مع هجومهم المعاد تحميله. المعتاد، ولكن أسوأ.

وفي عام 1980، حذر تقرير ماكبرايد من أن التركيز الاحتكاري لوسائل الإعلام يشكل تهديداً للديمقراطيات، وعلى مدى العقود الماضية، تحققت هذه النبوءة حرفياً. ولم يقتصر هذا التركيز على اجتياح مصادر المعلومات والتكنولوجيات ومنهجيات إنتاج المعلومات، بل أنشأ ثقافة استهلاك المعلومات التي تعلمت استبعاد الواقع في مقابل روعة الكلام المتواضع والوقح والرجعي. على مرأى من الجميع، خطته هي تخدير الأشخاص المهزومين تمامًا، والذين هم على استعداد للتخلي عن العقل، وسهل الانقياد والامتنان. مليئة بالمعلومات المشوهة والمشوهة والسامة. فلنحذر من نشرات الأخبار الأوليغارشية، فهي آلات خداع وتشويه وإخفاء. إنهم يكتبون بشكل سيئ، ويتحدثون بصعوبات تعليمية شديدة، وهم مرتزقة جهلة، وقحون ومتواضعون إلى حد العار. سيتم اختبار إنجازات ثورة الوعي.

ومن الشركات التي تقوم بتسليع الأخبار أو المعلومات، ستعمل شاشة ضخمة، محدثة بآلات حرب أيديولوجية موجهة بمهمة لا غنى عنها للتغريب تتمثل في تشويه كل شيء. اليوم هذا عمل فاحش. لقد أدى هذا التسويق الإخباري إلى تثبيت فكرة ضارة مفادها أنه ليس سيئًا للغاية أن يتم خداعك، وأن امتيازات بائعي الأخبار وأستاذتهم ومهنهم ودرجاتهم العليا وتخصصاتهم يجب أن تحظى بالاحترام الكامل لمن يدفع أعلى سعر. لا تمس ولو ببتلة انتقاد نشرة الأخبار التجارية أو قواعد الأخلاق الغوغائية لبضائعها التي ولدت من أسوأ قوانين الرأسمالية. وستكون التكلفة التاريخية والثقافية مرتفعة للغاية. إنهم يريدون تعميق وتوسيع احتكارهم للعنف العسكري والمالي والإعلامي.

إنهم بحاجة مثل الهواء ليفركونا بجدارتهم كمصنعين لسلع إعلامية انتهازية، مخططة لاستعباد الفكر وخيانة الضمير (الفردي والجماعي). سوف يعملون ضد كل الفطرة السليمة لفرض منطقهم بينما يتم إذلال استخبارات المعلومات من خلال إخضاعها لمبادئ وأغراض تجارية متواضعة وفاسدة وشبيهة بالمافيا حتى لبيع المساعدات المعلوماتية القادرة على رعاية الانقلابات أو الاغتيالات. في التلفزيون، في الإنترنت، في الراديو... يكفي لأي مهرج قادر على نشر آثامه، تحت أي وسيلة ووسيلة، أن يسمي نفسه صحفيا ويروج لتحريفاته وكأنها الحقيقة. ولن يكون هناك نقص في الأشخاص الذين سيشترونه.

ونحن الآن نشعر بالاشمئزاز من الإفلات من العقاب الذي يعرض به السادة وخدمهم المطلعين آثامهم؛ إن الغثيان يهزنا من فحش وكذب أسواق المعلومات الخاصة بهم، والتي يتم الترويج لها من خلال الترويج للانقلابات وحراس الاغتيالات في جميع أنحاء العالم. لكنهم الآن يستعدون لجعل الأمور أسوأ، لنشر أشرس هجمات المافيات التجارية التي تبيع المعلومات ضد حقيقة الشعب النضالي وضد أغلى إنجازاته. دعونا لا نقول أننا لا نعرف.

إنهم ينظمون. والآن بعد أن تحالفت مافيا وسائل الإعلام مع بعضها البعض وأعادت تنظيم جيوشها من المخبرين، لقصفنا بصواريخ الإهانات والأكاذيب، يجب علينا أن نجعل إنتاج المعلومات بمثابة تمرين في التنظيم الجديد، وقفزة في الجودة التنظيمية لنشر صارم للمعلومات في مبادئها وقابلة للتكيف مع الظروف الأكثر تنوعًا وسلبية. فلنقلق ونشغل أنفسنا بتزويدنا بالبيانات والحقائق المجربة والمتحقق منها مجتمعياً، لتمنحنا التوجه الإنساني والثوري الذي نحن بأمس الحاجة إليه.

ننظم أنفسنا لخوض معركة المعلومات في القتال وكسب النزاع على المعنى. كن هناك حيث يتطلب الأمر تعاونًا إنسانيًا وثوريًا غير مقيد، مع كل قوى الاتصال التحرري. كن وتبقى في حالة تأهب. سوف يستثمرون ثرواتهم في الأوغاد. نحن بحاجة ماسة إلى وسائل وأساليب وعلاقات لإنتاج المعلومات الإنسانية والوعي المادي والروحي. المعلومات كفعل حب عاطفي وملموس، وعمل شعري وعمل تواصل لا يتعارضان. الحب كشكل متفوق من أشكال التواصل ضد الكراهية الطبقية. عقيدة المشترك. ضد الهجوم الجديد الذي يتم الإعداد له لاغتصاب كل الثروات التي يملكها الجنس البشري، الطبيعي والعملي... إن الكفاح القديم من أجل التحرير هو حب طويل الأمد، إنه تكتيكنا واستراتيجيتنا، وهو ليس كذلك. يتم تنفيذها من وراء ظهور الشعوب، وأنها ضرورة في النضال ومعه. في المقام الأول والأخير، مع الحب الثوري في عالم يمر بمرحلة انتقالية نحو الحب الثوري الدائم. الحب الإنساني، إذن، كتعريف محارب. فلنبلغه جيدًا.

-----
* فرناندو بوين أباد دومينغيز مكسيكي بالولادة (مكسيكو سيتي، 1956) ()، متخصص في فلسفة الصورة، وفلسفة الاتصال، ونقد الثقافة، وعلم الجمال والسيميائية. وهو مخرج سينمائي تخرج من جامعة نيويورك، وحصل على شهادة في علوم الاتصال، وماجستير في الفلسفة السياسية ودكتوراه في الفلسفة.

عضو المجلس الاستشاري لشركة تيليسيور.() عضو الجمعية العالمية للدراسات السيميائية.() عضو شبكة المثقفين والفنانين للدفاع عن الإنسانية(). عضو في الحركة الدولية للتوثيقيين().

قام بتطوير أنشطة البحث والتدريس الجامعي في المكسيك والأرجنتين وفنزويلا وبوليفيا والإكوادور والولايات المتحدة، من بين دول أخرى. ناشط ومساهم في صحيفة (التمرد) والمجلات الرقمية الأخرى. مؤلف العديد من الكتب حول فلسفة الاتصال، فلسفة الصورة، فلسفة الصورة والإنتاج الإبداعي، نقد الثقافة... بالإضافة إلى العديد من المقالات المنشورة في المكسيك وبلدان أخرى. كان رئيس لجنة تحكيم مهرجان القارات الثلاث للأفلام الوثائقية، وعضو لجنة التحكيم الدولية لمهرجان الجزيرة للإنتاج التلفزيوني، قطر 2006()، ولجنة تحكيم جائزة ليبرتادور للتفكير النقدي وغيرها(). قام بإدارة العديد من المشاريع البحثية وأطروحات الدكتوراه في بلاده وخارجها. متحدث في العديد من المؤتمرات الدولية.

مستشار مركز البحوث التطبيقية في الموارد السمعية والبصرية سي().

رئيس الجامعة ومؤسس جامعة الفلسفة.() وقد ألقى دورات ومؤتمرات للدراسات العليا في العديد من جامعات أمريكا اللاتينية. حصل على العديد من الأوسمة لعمله الفكري.

نشر أكثر من 17 كتابًا (أعمال فلسفية وأدبية وفردية وجماعية) في المكسيك. فنزويلا وإسبانيا والأرجنتين. لقد كان رئيسًا لقسم البرامج الثقافية في (قناة تلفزيونية تابعة للمعهد الوطني للفنون التطبيقية) في مكسيكو سيتي(). كتب وأخرج 19 عملاً سمعيًا وبصريًا وسينمائيًا في المكسيك وهيوستن ونيويورك والأرجنتين(). وهو عضو في العديد من المنظمات الفنية والبحثية.

له كتب:
- ("فلسفة الاتصال". 2001)()،
- ("فلسفة الصورة". 2003)()،
- (الصورة والفلسفة والإبداع". 2004)().
- ("السيميائية من أجل التحرر". 2009)().
- ("فلسفة المسؤولية الاشتراكية في الاتصال". 2012)().
- ("فلسفة الفكاهة والضحك". 2013)().
- ("فلسفة الصورة". (الطبعة الفنزويلية)
- ("فلسفة الاتصال". (الطبعة الثالثة -فنزويلا- 2014)().

أستاذ في جامعة أفيلانيدا الوطنية.

أستاذ في جامعة لانوس الوطنية.

يشغل حاليًا منصب مدير مركز جامعة شون ماكبرايد للمعلومات والاتصالات في جامعة لانوس الوطنية، الأرجنتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 09/25/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات