أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الأحمد - جمالية (هيغل) الخالدة















المزيد.....

جمالية (هيغل) الخالدة


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 09:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جمالية (هيغل) الخالدة
(1770-1831م)
بقلم: محمد الأحمد
أي مبحث يتحدث عن الجمال، لابد له أن يمرّ عميقاً بوجهة نظر الفيلسوف الألماني (هيغل HEGEL)، لأنه أعطى في الجمال مبحثا كبيرا وعظيما في تحسس الجمال، من وجهة النظر المادية الخالصة، على مدى التاريخ، وبقي لامعاً كأحد كبار فلاسفة التاريخ، بالإضافة إلى الفيلسوف الإيطالي (فيكو)، والفيلسوف الفرنسي (أوغست كونت)، و(كارل ماركس)، أو سواهم، وقد ناقش فكرة الجمال باعتبارها علماً خالصا، وعلاقة هذا العلم العريض بالإنسان المبدع الذي تطور بشكل فائق على ظهر البسيطة، بأفضلية حسه العميق بالطبيعة، والحيوان، والغريزة، (الشكل الاستطيقي باعتباره يخدم هدف التعبير عن كل اللحظات الأساسية في شمولية العمل الفني )، وبقي يتطور بشكل غير محدود عبر نظره الثاقب، ككائن راقي بين من يشاركونه العيش على كوكب الأرض، موعزا بان هذا الإنسان لن يكف عن تذوقه، وسوف يفقد إنسانيته لو كف عن التذوق، كان (هيغل) فاعلا بعصره ومؤمناً بأن الفلسفة لابد أن تكون بنت عصرها، وأية فكرة بعيدة غير مهتمة بهمومه لن تفهم جيدا إلا إذا وضعت ضمن سياق ذلك العصر، وهمومه، وقضاياه الأساسية، إذ عاش الرجل أكثر من واحد وستين عاما (1770-1831م)، وقد عاصر إحداث كونية، وأساتذة كبار، فكان تلميذا نجيبا لأستاذ الجيل كله (كانط) رائد الفلسفة العالمية المتحرر نحو طريق النور، والحقيقة، والتقدم، الذي كان أستاذ للجميع بلا منازع من (فيكته) إلى (شيلنك)، وكتبه الشهيرة كانت محظورة في الجامعة، و(ذلك لأن الأساتذة التقليديين المتعصبين كانوا يراقبون الطلاب لمعرفة ماذا يقرأون في خلواتهم أو غرفهم قبل النوم، ولأن كانط كان ممنوعا من قبل الأصوليين المسيحيين فإن الطلاب ما كانوا يتجرؤون على قراءته علنا )، وقد شغف (هيغل) بمنهج فلسفته العقلانية التنويرية، وقد عقد آمالا كبيرة على الثورة الفرنسية (1789م)، كذلك كان معجبا باندلاع الثورة الصناعية الإنكليزية، التي انطلقت أول الأمر من (إنكلترا) وشاعت بكل أوروبا الصناعة، ومعها اندلعت من هناك مبادر السيطرة على التكنولوجيا، والطاقة، وانطلقت الآلات الحديثة تبرز تقنياتها المتطورة فيها منذ وقت مبكر، بشكل ملفت، وتحقق التقدم بتخفيف معاناة الإنسان والسيطرة على الطبيعة، ومواردها الحية، الغنية بالطاقة وتسخيرها لخدمة البشرية، فكانت تلك جوهر المنطلقات الفكرية الحقيقية التطبيقية لفلسفة (هيغل)، وقد بدا تأثيره على كل الفلسفات المعاصرة التي جاءت بعده، (كلها خرجت من معطفه بشكل أو بآخر)، بفضل رياديته في مسّ صميم شريحة عالية من المجتمع الإنساني الذي أصبحت جلّ مفرداته صناعية، فجاءت مستلهمة من أطروحاته الدقيقة و تدعم رأيه، وما كان يصدر من غيره كرد فعل، ضده، جعله يطور أفكاره بها، فالفلسفة الوجودية خرجت من معطفه، وكذلك الفلسفة الماركسية، أما الفلسفة الوضعية أو التحليلية الإنكليزية، فقد تشكلت ضده أو كرد فعل عليه وعلى أطروحاته وأفكاره الأساسية، وصارت كدرس قويم، حيث لا توجد جامعة في العالم إلا وهي تدرس فلسفته، وتشرحها، وتحللها، وتنقدها، وبات للفلسفة الـ(هيغل)ـية أساتذة كبار وبقيت بذاتها كالفلسفة (الأرسطوطاليسية)، أو الفلسفة (الديكارتية)، وفلسفة (هيغل) ليست بالصعبة والغامضة، ولكنها تتطلب بذلاً واضحاً أجل فهم النص الـ(هيغل)ـي، لانه شاسع المثال، وعريض الاطلاع فيه شمولية كبيرة لاستعراض تاريخي متعمق، ويحتاج إلى نفس قرائي طويل لاستيعابه، ومن أهم هو (فينونيولوجيا الروح) أو (علم تجليات الروح الفكرية على مدار التاريخ منذ أقدم العصور وحتى اليوم مرورا بلحظة القرون الوسطى المسيحية)، ومعرفية (هيغل) تكمن في (أنه استعرض الفلسفة في عصره إلى نهاياتها القصوى، ووصل بها إلى نوع من النضج قلّ نظيره ولذلك توهم بأنه ختم العلم والفلسفة)، فبعد موته جمع تلامذته بعض محاضراته (جامعة برلين عن فلسفة التاريخ عامي (1822-1823م)، ونشروها تحت عنوان (دروس في فلسفة التاريخ)، وتجلت عبره النظرية الـ(هيغل)ـية المتكاملة عن أحداث التاريخ، (ومدلولاتها، مفرقا فيها ما بين الأساسي، والثانوي، وكشفاً عن سرّ التاريخ، وجوهره بتقدمه إلى الأمام، مخلفا دروسا وعبرا لا يمكن عبورها ضمن أية ظروف وبناء على أية تضحيات ومصائب بشرية)، وقد كان مؤثرا فيمن أتى بعده، وصارت كتبه من أهم مراجع الفكر العالمي، ومن أهم كتبه الأخرى (علم المنطق)، ثم كتابه (موسوعة العلوم الفلسفية)، وقد نظمه كمكتبة عامرة بالأفكار ومسيرة شاملة لجميع الأيدلوجيات الأرضية، فلم يغفل فيه قول مفكر على مدى عصور التدوين، وناقش عقلانية التفكير الصحيح بالفكرة الأساسية التي ينطلق منها (هيغل) فجوهرها الجلي الواضح بأن العقل يحكم العالم (على الرغم من كل مظاهر الفوضى والحروب الأهلية والمجازر التي نجدها في التاريخ البشري، فهذه الكوارث هي أشياء إجبارية أو ضرورية لتقدم التاريخ، وذلك لأن ثمن التقدم إلى الأمام باهظ، ولابد دون الشهد من إبر النحل )، وقد قارن تاريخيا بما جرى، وفق جدلية تاريخانية للعصور كلها، وخاصة العصر الذي عاش فيه، ومنطق فكرته الأساسية، من منظور عام بان التاريخ، وان يتشابه هنا، أو هناك، فانه لن يعيد نفسه، مطلقاً، فمادامت التكنولوجيا تختزل بالأزمنة، وتذلل للإنسان عقباتها، وان الإنسان الذي بات عليه اليوم، إنسانا جامعا للمعلومات، مخزنا قدرها الأكبر، وهو بخبرة تراكمية، تؤهله لعبور الفجوات، وتسير به للتحدي، (ولذلك فإن كل الأمم التي تقدمت إلى الأمام هي أمم دفعت ثمنا غاليا وتضحيات كبرى كالأمة الفرنسية مثلا، فالثورة الفرنسية قطعت آلاف الرؤوس الإقطاعية، وجرت الدماء أنهارا في شوارع باريس قبل أن يتوصل الشعب الفرنسي إلى نظام سياسي عقلاني جديد، وبالتالي فمسيرة التاريخ الكوني هي مسيرة عقلانية على الرغم من كل شيء، والعقل هو الذي ينتصر في نهاية المطاف، وكذلك النظام، والرفاهية، والحياة الرغيدة، وهذا يعني أن النظام الجديد لا يتشكل إلا بعد المرور بمرحلة الفوضى الخلاقة المدمرة؛ أي التي تدمر أسس النظام القديم، وتكلف الناس تضحيات كبيرة ومرعبة )، لقد أضاف (هيغل)، طولا وعرضا وقد فتح العقل الإنساني، بسلسلة مفاهيم كانت لها الأثر والعمق الفاعل في الفكر الإنساني العام، لأنه العالم الإنسان، الذي وضح مقاييس الجمال، وانسحب مقياسا للإبداع الفني، والتقني، (فان نقدم الفن باعتباره مضمنا أو شكلا ما هو إلا مسالة اختيار للاصطلاح المناسب، لكن بشرط أن ندرك أن المضمون يشكل، و إن الشكل يملأ، وان الإحساس إحساس مشكل وان الشكل شكل يحس- ).

‏16‏ كانون الأول‏، 2006



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تكلم نصر حامد ابو زيد بلسان ابن عربي
- سبت ياثلاثاء
- مسارات الابداع
- ذهنيةُ (مارتن هيدغر) المتوقدة أبداً
- نصفُ إغماضه من اجل احتمال ضجيج العالم
- لزوميات خمسميل
- قراءة في رواية (عباس عبد جاسم) الموسومة ب - مربع المواجهة
- مطر (كاظم حسوني) وظمأهُ القديم
- حلمٌ عراقي قد يتحقق
- مساحةُ الثقافة والنشر في الصحف العراقية
- جدلية (يورغن هابرماس) الصارمة
- شفافيةُ السرد في قصص ضوء العشب
- الضحك
- ما ذنب العراقي؟
- عبقريةُ (ماريو بارغاس يوسا) المذهلة
- رواية تحت سماء الكلاب
- رواية العطر لباتريك زوسكند، واقعية كضربٍ من الخيال
- نص وقراءة
- الحكواتي
- الدروب التي لا تصل بطريق


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الأحمد - جمالية (هيغل) الخالدة