أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - لا تتوقف مسيرة كيلهم بألف مكيال بل تتطور.. هكذا هو الغرب مع النظام الإيراني















المزيد.....


لا تتوقف مسيرة كيلهم بألف مكيال بل تتطور.. هكذا هو الغرب مع النظام الإيراني


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اتسمت علاقات الغرب مع النظام الإيراني على مر العقود بنوع من الازدواجية والتناقض، هذا النهج الذي يمكن وصفه بأنه "كيل بألف مكيال" يعكس كيف تتعامل الدول الغربية مع إيران بطرق متباينة وفقاً لمصالحها المتغيرة، وتتراوح هذه المواقف بين التشدد والتساهل، وغالباً ما تأتي على حساب المبادئ والثوابت خاصةً عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان أو الإرهاب أو الطموحات النووية للنظام الإيراني.
التناقضات في التعامل الغربي مع النظام الإيراني
ما قد تراه مُعلنا في كثير من الأحيان هو أن اتخاذ الغرب مواقف صارمة تجاه ملالي إيران، مثل فرض العقوبات الاقتصادية أو التهديد بالتصعيد العسكري عندما يشكل سلوك النظام الإيراني تهديداً مباشراً ومعلناً لمصالحه عندها يتطلب العلن بالعلن. ولكن في الوقت نفسه، يسعى الغرب إلى التفاوض مع هذا النظام وعْقد الصفقات التجارية معه، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالملف النووي أو الحصول على موارد الطاقة أو تبادل مجرمين برهائن.، ويبدو هذا التناقض واضحاً عندما نتأمل في تعامل الغرب مع القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان داخل إيران. فعلى الرغم من التقارير المستمرة عن قمع الحريات الأساسية، والإعدامات الجماعية، وقمع المرأة والأقليات نجد أن ردود الفعل الغربية غالباً ما تكون شكلية أو ضعيفة أو غير متناسبة مع حجم الانتهاكات، ويتحدث المسؤولون الغربيون عن حقوق الإنسان بشكل عام، لكنهم في الغالب لا يتخذون إجراءات ملموسة تكون رادعة لنظام الملالي وصائنةً لمبادئ الشرعية الدولية.
التفاوض والاسترضاء على حساب المبادئ
أحد الأمثلة البارزة على ذلك كان الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015، والذي أدى إلى رفع بعض العقوبات الاقتصادية مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني، ورغم أن هذا الاتفاق جاء كجزء من الجهود الدولية لمنع ملالي إيران من امتلاك السلاح النووي إلا أن بعض المنتقدين يرون أنه لم يكن حلاً شاملاً إذ سمح لملالي إيران بالحفاظ على بنية تحتية نووية، ورفع عنها الكثير من العقوبات الاقتصادية مما أتاح للنظام تعزيز نفوذه الإقليمي وتمويل أنشطته العدائية في الشرق الأوسط.
من خلال هذا الاتفاق أظهر الغرب استعداداً للمناورة والمهادنة مع النظام الإيراني رغم سجل انتهاكه الكبير، وهذا ما اعتبره العديد من المراقبين تنازلاً أمام نظام لا يُظهِر أي التزام جاد بتحسين الأوضاع الداخلية أو وقف تمويل الإرهاب أو التقيد بقيم وقوانين حقوق الإنسان.
المصالح الاقتصادية على حساب القيم
لعل من أكثر الجوانب المثيرة للجدل في علاقة الغرب مع النظام الإيراني هو الاستعداد الغربي لاستغلال الفرص الاقتصادية على حساب المبادئ. فكثير من الشركات الأوروبية والأمريكية تجد في إيران سوقاً واعدة، وهو ما يفسر الاستعداد المستمر للتفاوض مع نظام الملالي. ويتم في العديد من الحالات تأجيل قضايا حقوق الإنسان والانتهاكات أو تجاهلها مقابل توقيع عقود تجارية ضخمة، أو الحصول على امتيازات في مجال الطاقة واتفاقات أخرى سياسية وأمنية غير معلنة تتعلق بالمنطقة.
يمكن القول إن مسيرة "الكيل بألف مكيال" هذه لن تتوقف في العلاقات الغربية مع النظام الإيراني، وأن هذه الازدواجية تعكس الصراع بين القيم المعلنة للغرب مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين المصالح الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار النظام الإيراني في تحدي المجتمع الدولي من خلال أنشطته النووية ودعمه للإرهاب، يبقى السؤال: هل ستظل المصالح الغربية تحظى بالأولوية على المبادئ؟ أم أن العالم سيشهد تحولاً حقيقياً في كيفية تعامل الغرب مع هذا النظام الفاشي؟
صواريخ الملالي والطائرات المسيرة إلى روسيا: حقائق وأبعاد العلاقات الإيرانية الروسية والغربية
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا ظهرت تقارير تؤكد أن النظام الإيراني يزود روسيا بالصواريخ والطائرات المسيرة المستخدمة في النزاع، وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الإيراني قوته العسكرية وتكنولوجيته لتعزيز تحالفاته، ولكن هذه الخطوة تكشف عن أبعاد أوسع للعلاقات الإيرانية الروسية، وكذلك العلاقات المشبوهة بين إيران والغرب، التي ازدادت تعقيداً في أعقاب الحرب.
هل هذه أول مرة يقدم فيها الملالي الصواريخ والطائرات المسيرة لروسيا؟
الحقيقة هي أن العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا ليست جديدة، بل تمتد لعقود، وشهدت السنوات الأخيرة زيادة في التعاون العسكري بين الجانبين خاصة مع تعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، ودعم روسيا للنظام السوري أحد الحلفاء الأساسيين لإيران، ومع نشوب حرب أوكرانيا ظهر الدور الإيراني بشكل أكبر، حيث كشفت تقارير عن تزويد طهران لموسكو بطائرات مسيرة وصواريخ قصيرة المدى استخدمتها روسيا في هجماتها ضد البنية التحتية الأوكرانية، وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية حيث رأت العديد من الدول الغربية أن هذا النهج يعد انتهاكا للعقوبات المفروضة على ملالي إيران بسبب برنامجهم النووي، ومع ذلك بدا أن هذه الاحتجاجات غير الفعلية ليست سوى ضوء أخضر لـ استمرار الدعم الإيراني لروسيا.
الإدارة الأمريكية تقدم مليارات الدولارات لإيران بعد تزويد الأخيرة روسيا بالأسلحة
في خطوة متناقضة بشأن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة أثارت استغراب العديد من المراقبين خاصة بعد أنباء عن استلام النظام الإيراني مليارات الدولارات في إطار تفاهمات مع الإدارة الأمريكية في سبتمبر 2023، حيث وافقت فيها الولايات المتحدة على الإفراج عن حوالي 6 مليارات من الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية مقابل إطلاق سراح خمسة أمريكيين محتجزين في إيران، ورغم أن هذه الأموال كانت مخصصة للأغراض الإنسانية فقد شكك الكثيرون في أن هذه الأموال قد تساعد نظام الملالي في تمويل أنشطته العدائية سواء في الداخل أو الخارج بما في ذلك دعمه لروسيا في الحرب الأوكرانية.
وأثارت هذه الخطوة وغيرها تساؤلات حول مدى جدية الولايات المتحدة والدول الغربية في التعامل بحزم مع ملالي إيران، وأظهرت مدى استعداد هذه الدول للتساهل في هذه الملفات مقابل تحقيق أهداف قصيرة المدى، مثل استعادة مواطنيها المحتجزين أو تبادل مجرمين برهائن أو قضايا ومخططات سياسية إقليمية.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازدواجية والصفقات المشبوهة بين الملالي والغرب بعد حرب أوكر ...
- بزشكيان تخلى عن خدمة الشعب الإيراني قبل تعيينه رئيساً


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - لا تتوقف مسيرة كيلهم بألف مكيال بل تتطور.. هكذا هو الغرب مع النظام الإيراني