أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( طريق زبيدة بين المؤرخين والرحالة )















المزيد.....


عن ( طريق زبيدة بين المؤرخين والرحالة )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 16:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال :
حضرت ندوة فى مركز الثقافة عن خلفاء العصر العباسى الاول ، وجاء فى كلام المتحدث عبارة ( طريق زبيدة ) . سألته أن يعطينا المزيد من المعلومات ، فتهرب من الاجابة . كان يتكلم من ورقة ، وفيها كما يبدو سطر عن طريق زبيدة . هل تعرفه يا دكتور ؟ أتمنى منك أن تعطى فكرة عنه . من هى زبيدة وما هو طريق زبيدة . ؟
الاجابة :
آسف ، إذا تأخرت فى الاجابة لأنها إستلزمت بحثا تاريخيا . أقول :
1 ـ طريق زبيدة هو : طريق القوافل والحجاج من الكوفة إلى المدينة المنورة . والتى أنشأته هى ( زبيدة بنت جعفر بن أبى المنصور العباسي ) . هي بنت عم الخليفة هارون الرشيد وزوجته الأثيرة وهى أيضا أم الخليفة الأمين بن هارون الرشيد ، وهى الهاشمية الوحيدة من بني العباس التي ولدت خليفة . وكانت مشهورة بالخير والأنفاق على العلماء والفقهاء . ولكن شهرتها الكبرى هي في أنفاقها على الحرم المكي وفى أقامة محطات مزودة بالماء والآبار ما بين العراق والمدينة ومكة .
2 ـ يقول فيها الخطيب البغدادي فى موسوعته ( تاريخ بغداد ) : " لها أثار كثيرة في طريق مكة من مصانع – أي أبار – حفرتها وبرك أحدثتها ، وكذلك بمكة والمدينة ".
ويقول أبن الجوزي فى تاريخه ( المنتظم ) إنها ساقت الماء من أميال حتى أوصلته إلى الحرم ، وأوقفت أموالها على عمارة الحرمين ، وقد حجت في أحدى السنين فبلغت نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين ألف دينار ، وقدم لها وكيلها حساب ما أنفقته فنهته عن ذلك وقالت : ثواب الله بغير حساب !! .
ويقول عنها الصفدى فى موسوعته ( الوافى بالوفيات ) أنها سقت أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية – أي الوعاء الذي يروى الماء – بدينار ، وأنها أسالت الماء عشرة أميال تخط الجبال وتجوب الصخر حتى غلغلته في الحل والحرم ، وعملت عقبة البستان ، فقال وكيلها : يلزمك نفقة كبيرة فقالت : اعملها ولو كانت ضربة الفأس بدينار . وقد ماتت السيدة زبيدة في بغداد في جمادى الأولى سنة 216هـ
3 ـ وظل طريق زبيدة بعد موتها أهم طريق للقوافل والحجاج خصوصا بين المدينة والكوفة .. وتمتع مئات الألوف ، بل ملايين الحجاج والمسافرين بالآبار والعيون التي حفرتها السيدة زبيدة في هذا الطريق ..
4 ـ ( قدامة بن جعفر ) كتب عن طريق زبيدة كتابة نظرية مستقاة من وثائق الدواوين العباسية ، وربما ضاعت تلك الوثائق بعد عدة عقود من الزمن ، ولكن بقى طريق زبيدة ، وسار فيه من الرحالة ابن جبير في القرن السادس الهجري ، وابن بطوطة في القرن الثامن الهجري ، بعد انتهاء الدولة العباسية نفسها ، أي انتقلت الدولة العباسية إلى متحف التاريخ بينما ظل العمل الخيري الذي أقامته السيدة زبيدة يستفيد منه الحجاج قرونا بعد انتهاء الدولة العباسية .
5 ـ لقد سار ابن جبير ثم ابن بطوطة في ذلك الطريق من المدينة إلى الكوفة .. ونبحث من خلال ما كتباه عن معالم طريق السيدة زبيدة القديم الذي سجل قدامة بن جعفر تفاصيله فيما سبق .
6 ـ بعد أن أدى أبن جبير فريضة الحج وزار المدينة المنورة بدأ رحلة العودة منها متجها للعراق وذلك في صحوة يوم السبت 8 محرم 580 هـ . وبعده بقرن ونصف القرن من الزمان تقريبا كان أبن بطوطة يغادر المدينة المنورة سنة 726 هـ متجها للعراق متخذا نفس الطريق . فماذا قال كلاهما عن محطات الطريق من واقع المشاهدة والمعاينة ؟
7 ـ يقول ابن جبير فى كتاب رحلته أنه تزود بالماء الذي يكفيه لمدة ثلاثة أيام إلى أن حط رحالة مع القافلة في " وادي العروس " وفيه تزود الناس بالماء حيث كانوا يحفرون الأرض عنه آبارا فينبع الماء العذب الذي يروى الجميع مع رواحلهم .
ويقول أبن بطوطة نفس الكلام : إنه تزود من المدينة بالماء إلى أن وصلوا إلى "وادي العروس " بعد ثلاثة أيام وكانوا يستنبطون الماء من ذلك الوادي. ومن" وادي العروس " تركوا "تهامة " إلى أرض " نجد".
8 ـ ويقول ابن جبير يصف " نجد" : ومشينا في بسيطة من الأرض ينحسر الطرف دون أدناها ولا يبلغ مداها ، وتنسمنا نسيم نجد وهواءها المضروب به المثل فأنعشت النفوس والأجسام ببرد نسيمه وصحة هوائه .
ويقول أبن بطوطة " ثم رحلنا من وادي العروس ودخلنا أرض نجد وهو بسيط من الأرض من البصر فتنسمنا نسيمه الطيب الأرج " . وكانت "العسيلة " هى أول محطة من " نجد " وبعدها كانت " النقرة " .
9 ـ ويقول ابن جبير عن " النقرة " فيها آثار مصانع كالصهاريج العظمة ، وهى بقايا العمائر التي أقامتها السيدة زبيدة ، ويقول أبن جبير " وجدنا احدها مملوءا بماء المطر فعم جميع المحلة – القافلة – ولم ينضب على كثرة الأستماحة ". أي كان الحصول على الماء أما بحفر الأرض أو تجميع السيول وماء المطر .. ولذلك أقيمت الآبار والصهاريج – أو المصانع – على حسب حالة كل مكان .ومن " النقرة " وصلوا إلي محطة " القارورة ". ويسميها ابن بطوطة " ماء القارورة " ويقول عنها " وهى مصانع مملوءة بماء المطر مما صنعته زبيدة بنت جعفر رحمها الله ونفعها وهذا الموضع هو وسط أرض نجد .. فسيح طيب النسيم صحيح الهواء نقى التربة معتدل في كل فصل".
وقبله قال ابن جبير عن القارورة " وهى مصا نع – أي صهاريج – مملوءة بماء المطر وهذا الموضع هو وسط أرض نجد ، وما أرى أن في المعمورة أرضا أفسح بسيطا ولا أوسع أنفا ولا أطيب نسيما ولا أصح هواء ولا أمد استواء ولا أصفى جوا ولا أنقى تربة ولا أنعش للنفوس والأبدان ولا أحسن اعتدالا في كل الزمان من أرض نجد ووصف محاسنها يطول والقول فيها يتسع .
10 ـ ونزلوا بعد في الحاجز .يقول عنه ابن جبير " والماء فيه في مصانع – أي صهاريج – وربما حفروا عليه حفرا قريبة العمق يسمونها أحفارا ، وكنا نتخوف في هذا الطريق قلة الماء لاسيما مع عظم هذا الجمع الذين لو وردوا البحر لانزفوه واستقوه ، فأنزل الله من سحب رحمته ما أعاد الغيطان غدرانا .. فكنا نبصر مذانب الماء سائحة على وجه الأرض "..ويقول ابن بطوطة عن " الحاجر " وفيه مصا نع للماء وربما جفت فحر عن الماء في الجفار ".
11 ـ وبعده محطة " سميرة ". يقول عنها ابن جبير وهى موضع معمور ، وفى بسيطها شبه حصن يطيف به حلق كبير مسكون والماء فيه في أبارا كثيرة إلا أنها زعاق ومستنقعات وبرك ، أى أنها بلد ومعمورة بالبشر وفيها أثار حصن قديم ، وتحدث عن سوقها حيث يبيع الأعراب فيها للمسافرين اللحم ومنتجات الألبان ، وكانت العملة التي يتعامل بها المسافرون هي قطع الملابس الخام .
وفيما بعد قال ابن بطوطة عن محطة " سميرة " وهى أرض غائرة في بسيط فيه شبه حصن مسكون ، وماؤها كثير في آبار إلا انه زعاق ، ويأتي عرب تلك الأرض بالغنم والسمن واللبن فيبيعون ذلك من الحجاج بالثياب الخام ولا يبيعون بسوي ذلك ".
وجديرة أن محطة سميرة هي التي ذكرها قدامة بن جعفر باسم " سميراء" .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورة التوبة فى تدبر سريع
- عن : ( تأديتنا للصلاة / حسنات الأبرار سيئات المقربين / معنى ...
- عن ( فى ذمة الله / سمعنا وعصينا / يتمطى / محمد كامل حسين و ق ...
- معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو ( ...
- عن ( الكلمة الطيبة صدقة / إمرا / الشهادة بالإنترنت / ذلول / ...
- عن ( المشرق والمغرب / يحور / سيارة / بخس / إستغشوا ثيابهم )
- معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو ( ...
- عن الشيطان ونحن
- عن الألم والموت
- معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو ( ...
- عن ( التفضيل بين الأبناء / الشيخ كشك وحافظ الأسد )
- التداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى : ( ج 2 )
- عن ( ولد عاق / مومياء / صعاليك الانترنت /أُمُّه هاوية / تلقى ...
- عن ( تناكحوا تناسلوا / مسألة ميراث / هذا الجيل الضائع )
- التداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى ( ج 1 ) الانتقا ...
- عن ( حمير السلطان / لا يرجعون / منكرو الصلوات الخمس )
- عن ( خلائف / سارية الجبل / نوم الظالم / الصلاة فى أرذل العمر ...
- فشل النحويين فى موضوع ( الأمر ):
- عن (قصّ / السيسى ذو الأوتاد / دعاء السفر / الفتوحات الكافرة ...
- عن معضلة الزمن والميتافيزيقا فى رؤية قرآنية


المزيد.....




- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( طريق زبيدة بين المؤرخين والرحالة )