أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - لماذا لا يتم تعيين محافظ عربي لاقليم عربستان بعد مرور مائة عام؟















المزيد.....

لماذا لا يتم تعيين محافظ عربي لاقليم عربستان بعد مرور مائة عام؟


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 02:56
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بقلم رستم خنيفر
ترجمة جابر احمد

توسيع المشاركة السياسية واستخدام المدراء المحليين في المحافظات التي تشكل فيها الأقليات غالبية سكان المجتمع من شأنه أن يعزز التماسك الوطني والتقارب في البلاد. فقد كانت إيران ولا تزال بلدًا متعددة الثقافات والقوميات منذ العصور القديمة، كما أن بقاء البلاد ووحدتها يعتمد على احترام هذا التنوع.

كانت إيران في عصر القاجار تعرف باسم “الممالك المحروسة”، وفي الواقع كانت الإمبراطورية القاجارية تتألف من عدة ممالك أو أقاليم كبيرة. هذه الممالك هي مملكة عربستان (الأهواز)، مملكة كردستان، مملكة أذربيجان، مملكة جيلان ومملكة خراسان. هذه الممالك كانت تعبيرًا عن قبول التنوع العرقي في إيران خلال تلك الفترة الزمنية.

ومع سقوط النظام القاجاري وتشكيل النظام البهلوي في عام 1925، تحول هيكل الحكومة من ممالك إلى حكومة مركزية بالكامل، وتم تهميش الأقليات بشكل كبير ولم يكن لها أي دور في إدارة البلاد، مما أدى إلى توزيع غير عادل للسلطة والثروة في البلاد.

ولكن بعد سقوط النظام الملكي وانتصار الثورة، بقيت حقوق الأقليات القومية على مستوى الشعارات فقط، حيث لم تتخذ أي خطوات عملية ملموسة نحو تقسيم السلطة والثروة بشكل عادل بين المركز والأطراف، وحتى المواد الدستورية التي تتعلق بحقوق الأقليات بقيت حبيسة الأدراج ولم تُنفذ. ولم يتم الحديث عن حقوق الأقليات وأهل السنة إلا خلال فترة الانتخابات الرئاسية فقط، وقد ثبت ذلك خلال الدورات الانتخابية السابقة أن الحديث عن حقوق الأقليات العرقية ما هو إلا خطاب شعبوي الهدف منه كسب أصوات الناخبين، وفي الحقيقة هو خداع حيث يظن من يستخدم هذا الخداع أنه يضمن الفوز بالانتخابات عبر صوت الأقليات. هناك، ومن منطلق اليأس والإحباط، يصدقون هذه الشعارات لفترة قصيرة، أو يتصرفون وفقًا للمثل العربي الذي يقول: “يفوتك من الكذاب صدق كثير” (حتى الكذاب يقول حقائق كثيرة). عادةً ما يصدق الناس هذا المثل عندما تفقد الثقة وتنقلب الحقائق.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الفرق فيما إذا كان المحافظ في خوزستان عربيًا أو غير عربي؟ مما لا شك فيه، إذا كانت تشكيلة المحافظة تعتمد على البرامج وليس المناصب، فلن يهم العرب من هو المحافظ. لكن للحكومة المركزية الكثير من الفوائد إذا كان المحافظ عربيًا. نظرًا للتفرقة الواضحة الموجودة في مجتمعنا، فيمكن لمحافظ عربي أن يعزز الثقة بين الشعب العربي والنظام، ويساهم في استقرار الأمن في المجتمع، ويمنع انضمام الشباب إلى جماعات المعارضة وما شابه ذلك. من الجدير بالذكر أن المقصود بـ “محافظ عربي” هو ذلك الإنسان الذي يشعر بمعاناة أبناء قومه، ويملك الشجاعة لاتخاذ موقف ضد التفرقة التي يتعرض لها العرب، ويكون دائم التواصل مع الشارع الأهوازي. ولحسن الحظ، هناك شخصيات عديدة بين الشعب العربي تتمتع بالخبرة والتجربة والقبول الاجتماعي، ومع ذلك، فإن نسبة المدراء العرب في خوزستان لا تتجاوز 2 إلى 3 في المئة. وربما كان هذا السبب في أن الشباب العرب الحاصلين على شهادة الليسانس يعملون كغسالي صحون في مطاعم طهران، في حين أن وكالة مهر للأنباء، في تاريخ 7 مرداد 1958، نقلت عن أحد النواب في مجلس الشورى الإسلامي قوله: “إن التواجد الكبير للقوى العاملة غير المحلية في أبسط الوظائف في خوزستان بلغ حدًا بحيث بات حتى منظفو الشوارع من خارج المحافظة”، وهذا الموضوع كارثي.

إضافةً إلى ما سبق، فإن نقل مياه الأنهار إلى المناطق الوسطى من إيران أدى إلى تدمير واسع النطاق للبيئة وأدى إلى تدمير المصادر الاقتصادية لحياة الملايين من المواطنين العرب، وتحولت أراضيهم إلى صحارى ومصدر للعواصف الرملية، مما أدى إلى هجرة القرويين إلى المدن. ومن ناحية أخرى، قامت شركات قصب السكر بالاستيلاء على بعض أراضي العرب، مما اضطرهم إلى مغادرة أراضيهم وبيوتهم بعد عدم وفاء تلك الشركات بوعودها بتوفير فرص العمل لهم، وبادرت إلى جلب اليد العاملة من مناطق أخرى من إيران وحرمان أصحاب الأراضي من نعمة العمل. ونتيجة لذلك، هاجر مئات الآلاف من السكان القرويين إلى المدن، مما أدى إلى تكوين “حزام الفقر العربي” حول المدن، كما يقول العرب. وفي نفس الوقت، دعت الحكومة الشيوخ ووزعت عليهم بطاقات الهوية والأعلام القبلية، وأنتجت آلاف الشيوخ الجدد، وروجت لنشر التقاليد القبلية في المجتمع لدرجة أن قوة القانون ضعفت للغاية وانتشر الفساد الإداري والرشوة بشكل كبير. حتى اليوم، مع وجود المؤسسات الأمنية والقضائية، يتخذ المسلحون بالكلاشينكوف القرارات النهائية. بحيث أصبح للمهاجر الذي وصل حديثًا إلى مدننا أمن أكثر من العربي الذي يعيش في موطنه الأصلي، لأن القانون يدافع عن المهاجر عند الحاجة، بينما يقال للعربي: “اذهب وحل مشكلتك بطريقة عشائرية”، وحتى إذا لم يقبل ويصدر القاضي حكمًا بعد سنوات، يقوم رجال القبيلة بنقضه، وفي النهاية يستسلم المواطن أمام الكلاشينكوف. وهذا حقًا أمر محرج عندما يبرر المسؤولون الأمر بقولهم إن هذا نتيجة لثقافتكم، وهذا الكلام في الحقيقة هو تهرب من المسؤولية. ألم نكن عربًا قبل 30 عامًا؟ لماذا لم نكن نواجه كل هذه المشاكل وكان هناك أمن اجتماعي مقبول؟ لماذا يتم بيع وشراء كل هذه الأسلحة والمخدرات أمام أعين المسؤولين؟ مع كل هذا، لم يعد بالإمكان إقناع الشباب العرب بأن كل هذا الفقر والبؤس وانعدام الأمن نتيجة لسوء الإدارة، لأنه يبدو أن هناك أيدٍ خبيثة تدفع مجتمعنا نحو هذا البؤس.

يؤمن كاتب هذه السطور إيمانًا راسخًا أنه إذا لم تبادر الحكومة الجديدة إلى مشاركة العرب بشكل جدي في إدارة المحافظة واستمرت في التعامل معهم كما في الماضي، وإذا تراكم كل هذا الفقر والبؤس والبطالة في محافظة غنية مثل خوزستان، فإنها ستتحول في المستقبل إلى “عقدة”. وطبيعة العقدة أنه إذا مرت فترة طويلة عليها دون معالجة، فستكون لها عواقب وخيمة تؤدي إلى انتشار ثقافة العنف والتعصب الأعمى، مما يؤدي إلى تدمير المجتمع برمته. فإذا اختار العرب حتى الآن الصبر وتحمل كل هذا الإهمال والإجحاف بحقه، فلا ينبغي تفسير هذا الصمت على أنه تجاهل أو نسيان. يقول الشاعر العربي في هذا الصدد:

إياك أن تظن أن الصمت نسيان
فالأرض صامتة وفي جوفها ألف بركان.

لمزيد من الاطلاع راجع:

1. صالحي اميري، سيد رضا، الصفحة 218
2. فاروق جويدة، شاعر مصري.

ملاحظةالمترجم

التزاما منا بامانة الترجمة حافظنا على التسمية الواردة في المقال كما هي لان خوزستان ، الاهواز ،الاحواز ،عربستان ،كلها اسماء لمملكة عربستان والوارد اسمها من قبل كاتب المقال



#جابر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الثانية لانتفاضة المرأة، الحياة، الحرية
- رسالة إلى المؤتمر الثاني لتنمية العدالة التعليمية
- زوال الحكم الديني في إيران قريبًا أمر حتمي
- وفاة الشاعر الشعبي الأهوازي المخضرم حبيب حيدر مزرعة
- أسباب تراجع خامنئي عن انقلابه على الإصلاحيين
- الأمم المتحدة تكشف جرائم إيران وتدعو لإسقاط النظام
- بزشكيان يكشف مبكرًا عن توجهاته المستقبلية إزاء القوميات والم ...
- عقد مؤتمر للتراث الآري (حضارة الميديين والأخمينيين) في طهران
- مسعود پزشكيان: هل يعتذر للمرأة بعد توليه رئاسة الجمهورية؟
- مقاطعة الانتخابات من قبل غالبية الشعب والأحزاب
- تصريحات الإصلاحيين حول حل مسئلة القوميات في ايران اقوال بلا ...
- فوز الشاعرة والمترجمة الأهوازية غزالة النبهاني بجائزة ناجي ن ...
- مصرع إبراهيم رئيسي: نهاية أحد أكبر جلادي النظام الإيراني
- إقليم الاهواز الإمكانيات والتحديات في ظل الإهمال الحكومي
- السجن خمس سنوات للناشط والباحث الاهوازي حسين فرج الله كعب
- مقتطفات من مذكرات إبراهيم يزدي، أول وزير خارجية إيراني بعد س ...
- نبارك الطبقة العمالية بيوم العمال العالمي
- فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة ...
- ديكتاتورية نظام ولاية الفقيه أمام تنامي الوعي الاجتماعي
- نظام ولاية الفقيه ينتهك السيادة الوطنية لدول الجوار


المزيد.....




- مصمم يتخيل فندقًا من -مكعبات الثلج- في وادي -طيب اسم- بالسعو ...
- وزير الخارجية اللبناني: نرفض الحرب وبلادنا تعاني من أزمة تهد ...
- تقرير يوضح التحديات والفرص أمام الجيل القادم من المانحين في ...
- -ولدا معًا وقتلا معًا-.. الغارات الإسرائيلية اليومية تستمر ف ...
- مراسلتنا: دوي صافرات الإنذار واعتراض القبة الحديدية رشقة صوا ...
- خبراء أمريكيون يحذرون من رد روسيا إن تعرضت لقصف أوكراني بموا ...
- إيران لا تريد ضمان أمن حزب الله
- معرض -ADEX-2024- للصناعات الدفاعية يكشف عن أحدث النسخ لمسيرة ...
- روسيا تختبر غواصة جديدة حاملة للصواريخ المجنحة
- معرض جديد في أمستردام يكشف عن روائع الفن البرونزي الآسيوي


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - لماذا لا يتم تعيين محافظ عربي لاقليم عربستان بعد مرور مائة عام؟