صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 00:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عن محاكمة المحامي محمد جمعة نتحدث
اليوم، وكما قررت ووعدت السيدة أحلام اللامي نقيب المحامين ألتابعة لقوى الإسلام السياسي الحاكم، اليوم تم محاكمة المحامي الشاب والخلوق محمد جمعة، وكانت التهمة الموجهة اليه حسب ما منشور على صفحته الشخصية وبالنص: "تهمتي هي إنني في إحدى لقاءاتي الإعلامية قلت (لو طبقنا احكام الفقه الحنفي نصير د١عش) وقصدت أن د١عش طبقت أحكاماً فقهية مكتوبة في بطون الكتب كذلك".
ترى ما الذي جرح السيدة أحلام اللامي من هذا الحديث او هذه العبارة، حتى تقوم بتشكيل "مجلس تأديبي" بحق المحامي محمد جمعة؟ حتما ليس "التعرض للدين او المذهب"، فهو لم يمس بحديثه أي من هذين الجانبين، لكن لنقل ان التوصيف الذي يزعج التيار الديني الحاكم هنا هو تشبيهه بداعش، لهذا جاءت البرقيات والتوصيات من قبل رجال الدين وقادة الميليشيات لخادمتهم المطيعة السيدة أحلام اللامي بإيقاف محمد جمعة عن عمله.
الان لنفحص أوجه التشابه "المزعج" بين داعش والتيار الديني الحاكم، ولا نريد ان نلجأ لبطون الكتب التاريخية، فهذا يثقل على القارئ، وهناك الكثير من المختصين بحثوا في هذا الموضوع؛ لكننا سنذهب الى الواقع الملموس،
داعش حكمت الموصل والرقة وبعض المدن في 2014، حكمت باسم "الدولة الإسلامية"، وقد طبقت تعاليم وقوانين "الدولة الإسلامية"، وقد عاش الناس في تلك الفترة الظلامية ما تعنيه حكم "الدولة الإسلامية".
القوى الإسلامية هنا تريد تنفيذ "احكام الشريعة"، هذا ما يقولونه كل رجال دينهم وقادة ميليشياتهم "شنو أنتم تريدوا تخالفون احكام الله"، وقد بدأوا مسيرتهم الفعلية بقوانين "منع المشروبات، حرية التعبير، المحتوى الهابط، الى ان وصولوا الى قانون الأحوال الشخصية"، ويقولوا لدينا قوانين أخرى سنطبقها بالقوة إذا شئنا، ونحن نعرف ما هي تلك القوانين؛ اذن ما الذي سيختلف بين الحكمين؟
محمد جمعة لم يخطأ ابدا بكلامه، لكنه يحاكم بنقابة السيدة أحلام اللامي، والتي حتما يوما ما ستحاكم من قبل هذه القوى ذاتها بتهمة "السفور والتبرج"، يحاكم محمد جمعة لأنه كشف حقيقة كانت مخفية عند الكثيرين، وازال وهما ان تشبيه داعش بالإطار او ببقية القوى الاسلامية يختلف كثيرا، بل هما وجوه لعملة واحدة.
كل التضامن مع المحامي محمد جمعة.
العار كل العار لرئاسة وإدارة نقابة المحامين.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟