أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعد هجرس - مانديلا يرفض مصافحة بوش .. والعرب يقبلون يد بريمر















المزيد.....

مانديلا يرفض مصافحة بوش .. والعرب يقبلون يد بريمر


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 535 - 2003 / 7 / 6 - 07:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نزاهة عميد مناضلى العالم تفضح نفاق أصحاب الجلود السميكة
مانديلا يرفض مصافحة بوش .. والعرب يقبلون يد بريمر  

ليست هذه هى المرة الأولى التى يضعنا فيها المناضل الأفريقي – والعالمي – نلسون مانديلا فى  مأزق سياسي وأخلاقي .

لكن لعل هذه المرة هى الأكثر إحراجاً ( لنا بالطبع ) .

والمسألة باختصار هى ان الزعيم نلسون مانديلا قرر ان يرفض مقابلة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن عند زيارته لجنوب أفريقيا غداً .

وأعلن ان سبب مقاطعته للرئيس بوش هو إظهار احتجاجه على السياسة الأمريكية تجاه العراق .

وقال مانديلا للصحفيين عقب لقائه بوزير الخارجية الفرنسى ، الشاعر والأديب دومينيك دوفيلبان ، ان إصرار الرئيس بوش على انتهاك ميثاق الأمم المتحدة ، وازدراء المنظمة الدولية ، ومهاجمة بلد مستقل ، هو " عمل أدنته من قبل بأشد الكلمات " .

وعندما سأله الصحفيون عما اذا كان يعتزم ان يعرب عن غضبه للرئيس الأمريكي شخصياً عندما يقابله وجهاً لوجه أثناء زيارته لجنوب أفريقيا فى الفترة من 8 الى 10 يوليو الجاري ، قال مانديلا : " إنكم تفترضون انى سأقابله . ولكنى لا افترض ذلك . وقد قلت ما أردت قوله . وليس على ان أكرره " .

 

هذا الموقف المشرف ليس جديداً ، او مستغرباً على المناضل  الافريقى ، والعالمى ، مانديلا

فقد كان فى مقدمة من عارضوا العدوان الانجلو-امريكى على العراق ، ومن أوائل من فضحوا الأهداف الاستعمارية ، والإمبريالية ، والإمبراطورية ، لهذه الحرب الظالمة التى ضربت عرض الحائط بالقانون الدولي والرأي العام العالمى .

ومثلما كان عظيماً ومبدئياً فى التنديد بالعدوان الانجلوامريكى على العراق ، كان عظيماً ومبدئياً – قبلها – فى تحديد موقفه من الحرب التى دق الرئيس جورج بوش طبولها ضد ما أسماه بـ " الإرهاب " فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر إياها .

ســـقـطـة الفــارس

فكما نعلم .. سارع مانديلا بعد هذا الزلزال الى التنديد بالإرهاب ، وتأييد أمريكا فى إعلانها عزمها على شن الحرب عليه ، والانقضاض على أوكاره المزعومة فى أفغانستان .

واصدر بيانا متسرعاً قال فيه انه " على الرغم من ان الحرب كارثة ، فانها مبررة فى هذه الحال لانها الطريقة الوحيدة الممكنة لكشف الإرهابيين الذين رفض نظام طالبان تسليمهم الى الولايات المتحدة " .

وبعد إصدار هذا البيان المتعجل لم يذق مانديلا طعم النوم ، حتى اصدر بياناً ثانياً يقول فيه بتواضع :

" ان مباحثات لاحقة مع أسرتنا وأصدقائنا ومستشارينا أقنعتنا بان موقفنا قد يكون مبالغاً فيه بعض الشيء ومنحازاً جداً ..

لان الدعم المبدئي لهذه الحرب يعطى الانطباع بأنني افتقر الى الإحساس وأنني استخف بآلام الشعب الأفغاني "

الى هذا الحد .. يتحلى مانديلا بضمير حى

فالمكانة العالمية التى يتبوؤها – عن جدارة واستحقاق – فى قلوب الأغلبية الساحقة من البشر المبهورين بمسيرته النضالية البطولية المظفرة ، لم تمنعه من ان يعترف بخطئه دون لف او دوران ، وان يقدم نقداً ذاتياً نزيهاً ومذهلاً ، يعترف فيه بصريح العبارة انه اخطأ فى بداية الأمر وانساق وراء الهستيريا الأمريكية التى تسترت وراء لافتات " الإرهاب " لتخلط الأوراق بين ما هو إرهاب حقاً وبين أشكال المقاومة الوطنية المشروعة للسياسات الاستعمارية والإمبريالية .

والمدهش فى هذا النقد الذاتي الرائع ان مانديلا لم يستنكف ان يقول انه جاء نتيجة مناقشاته مع " أسرته وأصدقائه ومستشاريه " الذين أقنعوه بان موقفه الأول جاء مشوباً بالتسرع ، ووصل به فى النهاية الى " الانحياز " الى السياسة الأمريكية الإمبريالية .

نـزاهــة النــبلاء

هكذا يكون الزعماء حقاً .. متواضعون ، وديمقراطيون ، إنسانيون .. موضوعيون .. لا يدعون العصمة ولا يزعمون احتكار الحكمة ولا تأخذهم العزة بالاثم عندما يخطئون .

ولعلنا – نحن العرب – ان نتعلم بعض هذا النقد الذاتى من الزعيم الأفريقي، والعالمي ، نلسون مانديلا .

والنقد الذاتى المطلوب لا ينصب فقط على موقفنا من " هوجة " الحرب على ما يسمى بالإرهاب ، حيث هرولنا وراء الشعارات الامريكية دون تفكير ، وتسابقنا لتقديم العون إلى الإدارة الأمريكية فى تلك الحرب الهستيرية ، رغم أن أول ضرباتها تركزت على عالمنا العربى والإسلامى !

النقد الذاتى المطلوب يمتد أيضاً ، وأساساً ، إلى موقفنا من "الصديق الإستراتيجي" الأمريكي ، الذى داس على "صداقتنا" بالحذاء، ولم يأبه بكلمات التوسل العربية للاحجام عن ضرب العراق ، وشن عدوانه على بلاد الرافدين فى تحد صارخ للقانون الدولى والرأي العام العالمى.

 النــفاق العــــربى

ورغم التنديد العربى "الكلامى" بالاحتلال الأمريكي لعاصمة الخلافة العباسية ، فانه كان – ولا يزال – مجرد "كلام" لا رصيد له من الفعل أو الجدية.

والأدهى والأمر أن الأقوال العربية كانت فى كثير من الأحيان عكس "الأفعال" التى تتم فى الخفاء وتتضمن دعماً حقيقياً للعدوان الأمريكى بالقواعد والتسهيلات وما خفى كان اعظم ، وهو دعم ربما لم تحصل عليه أمريكا من أحد غير العرب بهذا السخاء والغباء .

وبعد أن وقعت الفأس فى الرأس وأسفرت الحرب عن احتلال العراق ، واصل العرب عادتهم فى ذرف الدموع على بغداد ، والتباكى على سيادة العراق المستباحة ، لكنهم – عملياً – لم يفعلوا أى شئ يعطى مصداقية لهذه الدموع وتلك البكائيات.

العكس هو الذى حدث أيضاً .. ففى أول فرصة ، وعندما دعا المنتدى الاقتصادي العالمى الشهير باسم "منتدى دافوس" ، بإيعاز من الإدارة الأمريكية ، إلى عقد قمة استثنائية على شواطئ البحر الميت بالأردن ، هرولت الوفود العربية الى لقاء ممثل الاحتلال الأمريكى للعراق ، بول بريمر ، دون أن تنطق بكلمة واحدة تستنكر الاحتلال وتطالب بإنهائه وإعطاء الشعب العراقى حقه فى تقرير المصير..

وبالمثل هرولت الوفود العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، دون أن تنطق بكلمة واحدة تدين الإبادة الجماعية للفلسطينيين ، أو حتى تنتقد الجدار العازل الذى تبنيه الدولة اليهودية ، والذى يضرب الاقتصاد والشعب الفلسطينى فى مقتل ، بينما تطالب تل أبيب العرب بإزالة كل الحواجز التى تعترض سبيل السلع الإسرائيلية إلى الأسواق العربية وتحطيم كل العقبات التى تعرقل إنشاء السوق الشرق أوسطية ومنطقة التجارة الحرة مع أمريكا !

صــفعة مـانـديـلا

وعلى النقيض من هذا الانفصال بين "الأقوال" و "الأفعال" ، يأتى موقف الزعيم الأفريقي ، والعالمى ، نلسون مانديلا نموذجاً للاتساق بين "الكلام" و "السلوك".

حيث لا يكتفى بإصدار بيانات التنديد بالاحتلال الأمريكى للعراق ، بل يشفع ذلك برفض لقاء الرئيس الأمريكى (بجلال قدره) تعبيرا عملياً عن هذا الموقف السياسى المحترم.

بينما نتسابق نحن العرب – أصحاب القضية – إلى خطب ود أى "مارينز" أمريكي،وفتح قاعات كبار الزوار له ، وفرش السجادة الحمراء تحت قدميه .. وكأن شيئاً لم يكن.

فشكراً جزيلاً للمناضل الأفريقي ، والعالمى ، نلسون مانديلا الذى أظهرت لنا نزاهته مقدار بلادتنا.

ولعل الإيقاع المتصاعد للمقاومة الوطنية العراقية ضد قوات الاحتلال الأنجلو أمريكية، متزامناً مع سقوط الأقنعة ، والأوهام ، عن الوجه الحقيقي ، الاستعماري ، للمشروع الإمبراطوري الأمريكي فى المنطقة العربية بأسرها ، وليس العراقى فحسب، أن يعيد بعض الشعور والإحساس الى جلودنا السميكة!

 

 

 



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو أن -مانديلا- كان عربيا؟!


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعد هجرس - مانديلا يرفض مصافحة بوش .. والعرب يقبلون يد بريمر