أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - أكل ونوم وموبايل دووم














المزيد.....

أكل ونوم وموبايل دووم


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8106 - 2024 / 9 / 20 - 09:43
المحور: المجتمع المدني
    


"الشعب العراقي كسول" طالما استفزتني هذه الجملة حين أسمعها خارج العراق من أصدقاء وزملاء من جنسيات عربية مختلفة. كانوا يعدون العراق واحد من الشعوب الكسولة العربية وغير العربية ويشبهونه بكسل شعوب دول الخليج النفطية. فهو في نظرهم بلد غير زراعي بعد ان كان زراعيا، وليس لديه صناعة تذكر، هو يتاجر استيرادا فقط وليس تصديرا عدا النفط. هذا ما معروف عنا خارج العراق. كنت أشعر بعدم قناعتهم بإجابتي حين أقول؛ بأننا ورثة الحضارات العراقية القديمة التي قدمت للإنسانية ما قدمت، وأننا مركز الخلافة العباسية يوم كانت بغداد افضل مدينة في العالم ومنارة الدنيا بأجمعها. وحتى عصرنا الحديث في القرن الماضي كان العراق فيه سباقا قبل غيره في كثير من مجالات الحياة.
قد تكون النقطة التي تثار هي حاضر العراق خلال العقود الأخيرة وليس تاريخه القديم. فما يراه المتابع من حال العراق والعراقيين يؤشر حالات من الكسل والعجز والتراخي وقضاء الوقت عبثا دون هدف ومن غير خطة ليوم غد ولا نقول خطة لأشهر أو سنة أو سنوات مستقبلية. الأفراد العراقيين عموما والشباب منهم على وجه الخصوص لا هم لديهم إلا ثلاث؛ الأكل والنوم والانشغال بالموبايل دوم. وهذا الأمر يشمل الطلاب والعاملين في القطاعات كافة وغير العاملين (من العاطلين) الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان المآلين المقاهي أو المضيعين لأوقاتهم في البيوت.
أُتيحت لي الظروف أن أسال بعض العراقيين من اصحاب الشركات والأعمال والمحال ممن يشغلون عمالة عربية واسيوية لديهم؛ لماذا لا تُشغُلون العراقي لديكم؟ وكانت الإجابات مشتركة على وجه العوم؛ العراقي ما يقبل بأي راتب تعطيه! العراقي لا يعجبه أن يشتغل! العراقي لا يبقى في عمله أن رَضِي به! العراقي يعمل كيفما كان لينهي يومه! العراقي يغادر العمل لأسباب مرضية واجتماعية لا حصر لها! العراقي وراءه مشاكل عائلية وعشائرية! أما العمالة الأجنبية فترضى برواتبها ولا تطالبك بالمزيد وتسعى لأن تستمر أطول فترة زمنية، فتعمل أثنى عشر ساعة أو أكثر دون كلل أو ملل وتنفذ كل ما يطلب منها، والعامل الأجنبي منتج وهو يقوم بحراسة مقر العمل وتنظيفه ومدارته إذا ما خصصت له مكان سكن مناسب.
شوارع بغداد بعد منتصف الليل مليئة بالسيارات ومحلاتها مفتوحة دائما ومارتها يتوزعون على المقاهي والدكاكين ويجوبون الشوارع كأن الوقت نهارا. والحال مشابه لأزقة بغداد لا سيما الشعبية منها، إذ إن معظم العوائل صاحية حتى الفجر وأفرادها يأكلون ويشربون ومنشغلون بموبايلاتهم وتلفزيوناتهم وينامون الفجر! فمتى يصحون؟ ومتى يذهبون إلى أعمالهم ومشاغلهم وجامعاتهم ومدارسهم؟ وإن ذهبوا لها متأخرين، ماذا يفعلون فيها؟ ينشغلون مجددا بموبايلاتهم التي لا تفارقهم واحاديثهم الجانبية التي لا تنتهي.
هل نحن حقا شعبا كسول؟! وأي مستوى من الكسل والعجز والتراخي وصلنا! كيف سيكون مستقبل هذا الجيل والأجيال القادمة إذا ما أستمر هذا الوضع وتفاقم؟ من سيمسك مؤسساتنا ومن سيدير أعمالنا؟ وهل سيبقى نفطنا هو مصدر إعالتنا وسبب نومنا وكسلنا؟ وهل سنستمر بالاعتماد على العمالة غير العراقية لتشغيل أعمالنا؟! بعض النقاط المطروحة في هذا المقال تقع على مسؤولية الحكومة، وكثير منها تقع على مسؤولية العائلة العراقية. لقد أصبح هذا الحال أمرا معتادا وبدأت تشكل هذه الثقافة التي ستتثبت في المستقبل القريب.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكمل نومك أيها العراقي .....
- من يبيع أخلاقه الحميدة؟ من يشتري أخلاقا حميدة؟
- شجاعة العراقيين خارج بيوتهم
- الرشوة في المؤسسات الحكومية الأفغانية
- غش الطلاب في جامعات بنغلاديش
- تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون
- الاختلاف في وجهات النظر
- مشكلتي أكبر من مشكلتك
- من زوايا القطاع الصحي في العراق
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟
- المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!
- حدث من وزارة التعليم العالي الهندية
- لا تعترض .. لن يتغير من الأمر شيء
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) هل وزارة التعليم العالي ...


المزيد.....




- يونيسف: -إسرائيل- قتلت ما لا يقل عن 322 طفلا في قطاع غزة خلا ...
- تفاصيل المقترح الإسرائيلي لتبادل الأسرى: -حماس ترفض- والاحتل ...
- يونيسف: مقتل 322 طفلا بغزة منذ خرق إسرائيل وقف إطلاق النار
- قيادي في -حماس-: لو توقفت الإبادة في غزة بتسليم الأسرى لما ت ...
- اليونيسف: 100 طفل يُقتلون أو يتعرضون للتشويه يوميًا في غزة
- منظمة العفو الدولية تتهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب
- نتنياهو في مرمى العفو الدولية.. دعوة للاعتقال في المجر
- -اليونيسف-: مقتل 322 طفلا وإصابة 609 في غزة خلال 10 أيام
- اليونيسف: مقتل 322 طفلا خلال 10 أيام في قطاع غزة
- إيران تشكو ترامب للأمم المتحدة وتحذر من أي -مغامرة عسكرية-


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - أكل ونوم وموبايل دووم