حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8106 - 2024 / 9 / 20 - 09:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البعض يترك القضية الرئيسية ويتوجه باللوم والتحامل ضد الضحايا ،محاولا فى الوقت نفسه تجميل وجه القتلة،أو التهويل من قدراتهم ، وهؤلاء البعض إما أغبياء جهولين،أو مدفوعين بحقد طائفى يصل لدرجة الكفر والضلال، أو خونة بالجينات أو بالعمولة،
فهذا التحامل الكارثى ضد المقاومة الاسلامية فى لبنان يتم بجلافة مدهشة،رغم أن الأمر واضح جلي لكل من يمتلك ذرة من عقل،فالصهاينة ليسوا بتلك العبقرية،وببساطة هم لايعملون وحدهم، فمعهم الناتو، ومعهم الجيوش والأجهزة الاوروبية والامريكية،بل وكندا واستراليا واليابان والهند،وبالطبع فإن انفجار أجهزة البيجر وبعض أدوات الاتصالات فى لبنان بعد تفخيخها من المصدر، ورائه تعاون وثيق بين كل هؤلاء المجرمين المتحالفين مع العدو الصهيونى، فى محاولة فاشلة لدفع حزب الله لرفع الراية البيضاء والتوقف عن مساندة غزة،
هذه هى الحقيقة المجردة التى تتطلب مساندة ضحايا الواجب من أبطال حزب الله ومدهم بالعون المعنوى على أقل تقدير، لا الشماتة والسخرية، والتسفيه والتهليل، وبث الذعر والرعب ،
وبالمناسبة فللغرب جرائم متعددة لاتحصى ضدنا بنفس تلك الأساليب الإجراميةالقذرة ، فقد قاموا مثلا فى نهاية التسعينيات،بالتخطيط لجريمة بشعةضد آلاف الأطفال فى ليبيا، فيما سمى بقضية حقن الأطفال بفيروس الإيدز ، والتى تمت بواسطة بعض الممرضات الأوربيات العاملات فى إحدى المستشفيات الليبية،بهدف قتل اكبر عدد من الأطفال فى محاولة إجرامية لزعزعة نظام القذافى ،
وبالتالى فلمواجهة هؤلاء الإرهابيين ينبغى علينا إعادة النظر بجدية في طريقة تفكيرنا جميعا، سواء على المستوى الفردى،أو على مستوى النظم الرسمية، وفى هذا الإطار أيضا ينبغى أن تعيد المؤسسات الوطنية الرسمية العربية، حساباتها الضيقةشديدة السطحية ، فالقادم أصعب وأمر ويحتاج إلى فكر استراتيجى واع ومختلف، فكر يضع بالاعتبار أن الغرب لن يتركنا حتى ندافع عن أنفسنا ومصالحنا بأسلحة يعلمون هم أسرارها وتفاصيلها، خاصة فى المعارك التى قد تنشب مع طرف يتوافق معهم دينيا أو عرقيا أو تابع لهم سياسيا،
ويكفى أن نشير هنا إلى أنه بعد انتصار الثورة الايرانية عام 1979، حاولت ايران استخدام الطائرات المدنية والمقاتلة التى كان شاه ايران قد استوردها من الغرب قبل خلعه، لكنها فوجئت بسقوط تلك الطائرات بشكل متتالى وغير طبيعى ،قبل أن تكتشف أن الامريكان والفرنسيين والبريطانيين كانوا يتحكمون تكنولوجيا فى تلك الطائرات ويسقطونها سواء كانت مدنية أو عسكرية،وسواء كانت طائرات مقاتلة أو طائرات هليوكوبتر تنقل الجنود والقادة والرؤساء،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟