صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 04:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عن سجاد العراقي نتحدث
"ليلة التاسع عشر من أيلول عام 2020، في أحد شوارع مدينة الناصرية، استوقفتهم سيارتان كانتا تتابعهم، خرج منها مسلحون وركضوا باتجاههم وسط الشارع، وطالبوا بإخراجه بهدوء من دون أي ردة فعل متهورة، وبينما رفض أحدهم وعرف أحد الخاطفين أطلقوا عليه النار، أخذوا صديقهم ولاذوا بالفرار بعيدا نحو المجهول".
انها اللحظات الأخيرة للمنتفض سجاد العراقي، هكذا قرأنا الخبر في بعض وسائل الاعلام، عمل لصوص ومجرمين وبلطجية وقطاع طرق، انها بصمة القوى الإسلامية الحاكمة، لم-ولن- يتخلوا عنها ابدا، حكمهم قائم على هذه الاعمال العصاباتية، شعارهم الذي رفعوه منذ ان جيء بهم هو "اقتل، انهب، اغتصب".
سجاد شاب في مقتبل العمر، معترض كما الالاف او الملايين المعترضين على حكم الإسلام السياسي البغيض والقذر؛ حصل سجاد على شهرة بين اقرانه من الشبيبة المنتفضة، فتربصت به الميليشيات الإسلامية الحاقدة، وتحينت الفرصة لخطفه وتغييبه، وهو ما جرى. كان عملهم الفاشي هذا هو رسالة تخويف وترهيب لكل المحتجين.
تمر اليوم ذكرى اختطافه، تقف والدته المسنة معتصمة امام مبنى محافظة الناصرية، مطالبة العصابات الإسلامية بالكشف عن مصير ابنها، ان لسان حالها يقول: "اذا كان مقتولا فأعطوني جثته لادفنها"، انها تريد فقط معرفة مصيره، لكنها عبثا تحاول، هي لا تدرك انها تقف امام حكم عصاباتي، حكم البلطجية واللصوص،
حكم الذيول والتبعية، حكم رجال الدين ذوي الاخلاق المنحطة، الذين مكتوب على قفاهم وجباهم "صنع في أمريكا او ايران"، حكم يعتاش على القتل والخطف والسلب والنهب والاغتصاب.
غيب سجاد او قتل، الامر واحد، كما غيب او قتل جلال الشحماني وباسم الزعاك، علي چاسب، توفيق التميمي، مازن لطيف؛ وغيرهم العشرات الذين اخفتهم سلطة الميليشيات الإسلامية، والذين لا يعرف احد مصيرهم الى الان.
مشهد ام سجاد وهي جالسة امام مبنى المحافظة يدمي القلب، فهي امرأة مسنة، وقد اخذ الحزن من عمرها الكثير؛ لا نملك الا ان نتمنى ان يزول حزنها بالكشف عن مصير ابنها سجاد.
المجد والذكر الطيب لسجاد العراقي
والعار كل العار لقوى الإسلام السياسي
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟