أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - فقه التكسب














المزيد.....

فقه التكسب


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يكاد يصم الاذان هو كل ذلك الضجيج المنبعث من سوق الفتاوى هذه الايام ونحن نقترب من الموسم الرمضاني..هتاف وزعيق وصفق وكل ينادي على بضاعته املا في بيع المزيد مما قدره الله عليه متصيدين رفعة وغنى ومكانة الزبائن المحتملين في هذه الايام التي يكثر الطلب فيها على ما بطن من كلمة السماء ..
فتاوى ينادى عليها باعلى الصوت وفي اكثر وسائل الاعلام انتشارا وتحسن وتنمق وتعرض بضاعة مزجية تحرص على موائمة المزاج السائد في مجتمعاتنا ويروج لها حسب وزن وثقل الفقيه في عالم الافتاء..
فتاوى تعرض في واجهات الدكاكين الفقهية دون الالتفات الى الرفوف الخلفية التي ما زالت تحتوي على ما تقادم به العهد وتطاول عليه الزمان وبطلت سوقه ولم يعد مما يتماشى مع ذائقة اهل هذا الزمان..رفوف مليئة بما كساه الغبار ومجه الناس واصابه الكساد..الا انه ما زال محفوظا ليوم كريهة قد يكون له فيها فائدة ما.. والفائدة هنا تتعاظم اذا توصل المرء لفتوى او رأي تأخذ حظا من الرضا والقبول من مراكز المال والقرار فهذا مما يدفع باصحابها فورا الى صدر عناوين الصحف وعلى منصات الخطابة.. ولكنها بالتأكيد لن تقوى عن رفع صاحبها في نظر الجمهور الذي لن يراها الا نوع من فقه التكسب السياسي ومناورة معتادة من فقهاء السلاطين لدعم توجهات سياسية لاولي الامر والنعمة تجاه انظمة اخرى قد تناظرها في الاستبداد ولكنها تخالفها في الاسلوب والهدف والممارسات..
فلا يكفي ان ينادي العالم الجليل بحق المسلمين في أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات في احدى البلدان..باعتبارها تعبيرا عن مطالبهم المشروعة وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر وصنّاع القرار..وتحريمها على اقوام اخرى لانهم لم يستحصلوا على رضا وقبول من يملأ قصاع الفقيه بالثريد ويملأ جيبه بعملات الكفار الخضراء..وتكون اقرب الى الضحك على الذقون عندما يوصم نفس الشخص ابناء بلده المنادين بالاصلاح والحق في التعبير عن آرائهم بالفتنة والخروج عن المعلوم من الدين ومنازعة السلطان ما قمصه الله من ملك..
قرون وهذه الفتاوى توضع في مصاف المقدس الذي لا يمس ولا يمس معه من قال بها ومن افتاها ومن كتبها ومن شرح ما كتب عنها ومن شرح الشرح ودون الحواشي على جوانبه..
فتاوى كان مجرد ورودها في كتاب او صحيح او مسند او مستدرك كافيا لكي يكون وكاتبه في خانة من لا ينطق عن الهوى وفي مقام النص الذي لا يصح معه اجتهاد ويحيل فورا من يناقشه او يستفهم منه الى خانة الزندقة والتبدع والاتيان بما يهز اركان العرش ولا يعرف له اصل في الايمان..
وهذا ما يرتب على الفقيه الذي يحاول ان يرتدي ثوب المصلح الديني ويريد ان يضع نفسه ومعرفته في خدمة تطلعات ومستقبل الشعوب يجب ان يوجه سهامه الى اصل المشكلة اولا ويعلن ان الحصانة التي منحت للسلطان لم تكن من الدين في شئ .. كما ان الفقيه الذي يفتي بحق الشعوب في الحرية والعيش بكرامة..يفقد مصداقيته تماما عندما ينتقي من يمنحه هذا الحق حسب خيارات الحاكم السياسية او انتمائاته الايديولوجية..
ان الجهد الحقيقي يجب ان يتوجه الى اعادة الاعتبار الى الحقيقة..وتقليب النظر فيما لوثته قرون الاستبداد من الفقه الاسلامي واعادة قراءة النصوص ضمن معطياتها التاريخية والسياسية ومحاولة تقديم فهم جديد للفقه مبني على روح الاديان ومتبنياتها في حماية الانسان واعلاء حريته وامنه وسلامته وادامة سبل حياته الحرة الكريمة..
وما دون ذلك لا يعد الفقيه الافردا ضمن جوق اعلامي بائس لا يطرب احدا في الحي ولم يعد احدا يريد ان يسمعه.. حتى لو كان في رمضان



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان
- (بسطية)..لوغوس هوب
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - فقه التكسب