صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 00:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجميع يعرف ان العملية السياسية، ومنذ ان وضع لبناتها الأولى سيء الصيت والذكر بول بريمر، هي مستنقع من العفونة والقذارة بما لا تسمح لأحد ان يتقرب منها حتى يجرب ويتعفن، فكل القوى الموجودة داخلها، وعلى مدار العقدين الماضيين، من قوى قومية او دينية او طائفية او عشائرية، كل هذه القوى لم يخرج منها غير أفعال النهب والسلب والبلطجة والقتل والتخريب، واقع البلد يؤكد هذه الحقيقة.
على مدار الأعوام الماضية، كانت لعبتهم في سن القوانين هي ذاتها لم تتغير، سوى كانوا إسلاميين او قوميين، خصوصا عندما تكون القوانين مرفوضة اجتماعيا، ماذا يفعلون لتمرير هذا القانون او ذاك؟ دعونا نرى ما الذي يفعله الإسلاميين أولا، بسبب ان القوميين اغلب ما يريدوه من قوانين لها علاقة بالوضع الإقليمي والدولي.
لنتفق على ان الإسلاميين لا يهمهم مصالح البلد بشكل عام، ما يهمهم هي ديانتهم او طوائفهم المنتمين لها، لأنها هي من تأبد وجودهم، أنهم يحكمون بأسمها، فهي تعد علامة وماركة مسجلة في بورصة المضاربات الامريكية والغربية.
أولا يحركون نوابهم، وهؤلاء النواب هم من أكثر الأشخاص بلاهة وغباء، انهم ادواتهم الشطرنجية لإدارة اللعبة البرلمانية؛ فإذا وجدوا معارضة قوية وضغط اجتماعي، يلجئون لاجهزتهم الأمنية "الامن الوطني، المخابرات"، وهي احدى ادواتهم الفاعلة، وهذه الأجهزة في خدمة الميليشيات، يبدأون بحملة القاء القبض على المعارضين للقانون "س"؛ هذه الأجهزة قد تفشل، عندها تحال القضية لرجل الدين، وهذا جاهز لإصدار الفتاوى بالقتل والخطف لكل معارض.
كل هذه الاعمال الخسيسة والمنحطة مارستها القوى الإسلامية في سنها للقوانين، لكن الاقذر من هذا كله ان يتفق قادة الكتل والميليشيات ورجال الدين الإسلاميين على عقد صفقات مشبوهة وقبيحة مع الكتل والميليشيات الأخرى "القومية والعشائرية"، أي ان يتفقوا على تمرير هذا القانون مقابل تمرير ذاك القانون، على حساب حياة الناس ومستقبلهم.
لهذا فأن انتصار القوى الإسلامية بتمرير القوانين الرجعية والمتخلفة سيزيد من معاناة الناس وآلامها، سيزيد من انتشار الجهل والظلامية، سيديم من بقائهم الى ابعد مدى، وسيكون المجهول هو مستقبل هذا البلد وسيد موقفه.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟