|
تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 6
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 11:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وجاء الانقلاب البعثي فدمر حكومة عبد الكريم قاسم ووقعت الاف الضحايا شملت عددا كبيرا من قادة واعضاء الحزب الشيوعي العراقي. ولكن الحزب اذ سلك اتجاه التسلق الى الاعلى لا يستطيع التوقف عن ذلك. فبعد مدة وجيزة وجد الحزب في حزب عبد الرحمن عارف صفة الوطنية وقرر بتشجيع ودفع الخروشوفيين وفي اجتماع للجنة المركزية للحزب عقد في براغ حل الحزب والانضمام الى حزب عارف الوطني. ولم يتحقق ذلك ربما لان عارف لم يستجب لطلب الحزب او ربما بسبب المعارضة التي جابهها القرار من قواعد الحزب داخل العراق او للسببين معا. ولكن انفصال الحزب عن ارضه، عن الطبقة العاملة، ازداد وضوحا واصبح نضال الحزب مقصورا تقريبا على النصائح والارشادات المنشورة في طريق الشعب والثقافة الجديدة الصادرين خارج العراق، اي النضال بالمراسلة ان صح التعبير. في هذه السنوات بقيت في الداخل بعض قيادة الحزب الشيوعي وكان بين القيادة من كان يهدف الى الاستيلاء على السلطة. واستنادا الى كتاب الاخ شوكت خزندار كان ارا خاجادور العنصر الفعال في هذا المضمار. وسميت هذه الحركة في حينه "العمل الحاسم". فما الذي كان يعني الاستيلاء على السلطة في تلك الفترة؟ لم تكن فكرة الاستيلاء على السلطة قيادة وتنظيم الطبقة العاملة لاسقاط السلطة القائمة، السلطة البرجوازية، واقامة نظام حكم عمالي كما تعني فكرة الاستيلاء على السلطة من وجهة النظر الماركسية، اي استيلاء الطبقة العاملة على السلطة. وانما كان الاستيلاء على السلطة يعني محاولة الحزب بقدراته الخاصة وربما بالتعاون مع بعض العناصر العسكرية في الجيش العراقي بالاستيلاء على الاذاعة وبعض المرافق الاخرى واعلان السيطرة على الدولة. وهي افكار خيالية لا تستند الى واقع حقيقي. انها ما يشبه الانقلاب العسكري ولكن بدون منظمة حقيقية للضباط الاحرار وسيطرة تامة على تحركات الوحدات العسكرية كما كان الحال في ثورة تموز. ان ثورة تموز نجحت كانقلاب عسكري لانها كانت ثورة برجوازية تقوم باسقاط سلطة ملها الشعب العراقي. ولكن استيلاء الحزب الشيوعي في هذه الحالة من المفروض انه يراد منه اقامة حكم عمالي وهذا غير ممكن نظريا بانقلاب عسكري حتى لو كانت هناك منظمة للضباط الاحرار كما كان الحال في ثورة تموز. فالثورة العمالية تهدف في الواقع الى تحطيم الدولة البرجوازية القائمة بما في ذلك جيشها وخلق دولة جديدة على اساس جديد وخلق جيش عمالي وفلاحي جديد مهمته القضاء على السلطة البرجوازية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفكريا. وهذا لا يمكن تحقيقه اعتمادا على الجيش القائم. وماذا كان سيحدث لو فرضنا ان الحزب نجح فعلا بالاستيلاء على السلطة ولو بصورة مؤقتة في مثل هذه الظروف؟ لا اريد الدخول في نقاش من هذا النوع ولكني اقول ان ما كان سيحدث هو صورة مكبرة الاف الاضعاف لما حصل في الموصل بعد القضاء على انقلاب الشواف. وجاء الانقلاب البعثي الثاني سنة ۱٩٦٨ بما رافقه من التضحيات بين اعضاء الحزب الباقين داخل العراق. واستمر الحزب في التسلق الى اعلى. فوجد في حكومة البعث، وفي البكر وصدام، الجانب الوطني وجاءت مباحثات الجبهة بدفع وتشجيع من القيادة التحريفية الخروشوفية التي تكللت بالنجاح سنة ۱٩٧۳ ودخل وزيران او ثلاثة وزراء شيوعيون في الحكومة لاني لا اعرف ان كان عزيز شريف يعتبر وزيرا من الحزب الشيوعي ام من خارج الحزب الشيوعي. وكما الحال في الجبهة السابقة اصبح نضال الحزب يقتصر كله على الجبهة وعلى تمجيد البكر وخصوصا صدام حسين. كان صدام حسين وحزب البعث بحاجة الى الشعبية فكان الحزب اكبر اداة لرفع شعبية صدام حسين. وكانت سياسة الحزب كل شيء في سبيل الجبهة. كان اكبر برهان على ذلك خيانة الحزب على لسان سكرتيره العام من على منبر المؤتمر بتجميد (اي حل) كافة المنظمات التي انتخبته لقيادتها وصيانة وجودها فداء للجبهة التي عبر عنها بانها ليست جبهة مرحلية او مؤقتة وانما هي جبهة دائمة حتى الاشتراكية. وحين انتهى دور الحزب في تثبيت مركز صدام حسين والبعث قام صدام حسين بركل الحزب الشيوعي والسماح للقادة الرئيسيين بمغادرة البلاد علنا بينما القى بقواعده في السجون وتحت التعذيب وحتى القتل. وتحول الحزب مضطرا من خندق صدام الى خندق المعارضة. ولم تعد للحزب في الواقع اية صلة بالطبقة العاملة او بالحركة اليسارية داخل العراق اذ كان قد تخلى عنها رسميا ضمن شروط الجبهة وازداد انعزاله طبعا حين اصبحت القيادة وكل من استطاع الهرب من العراق مشتتين في بقاع الارض. ولكن مواصلة سير الحزب الشيوعي الى الاعلى حتمية لا سيطرة للحزب نفسه عليها. اصبح هذا الاتجاه في فترة المعارضة اعلى مستوى. فقد اتجه الحزب نحو الرفيق الاسد والرفيق القذافي وخادم الحرمين. وظهر شعار الجبهة العريضة. والجبهة العريضة لم يشترط فيها اي تمييز طبقي. فهي مثل خان جغان في العراق مفتوحة لكل قادم يعلن عن نفسه معارضة. ومع ذلك لم تبلغ الجبهة العريضة العرض الكافي رغم مرور السنوات والعقود على الشعار ورغم تأليف العديد من الجبهات الورقية التي تنتهي يوم الاعلان عن تأسيسها. ولم يكن لدى الحزب اي طريق اخر للخلاص غير الجبهة العريضة. وفي النهاية، وخصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانقطاع النهر المالي المتدفق منه الى الحزب، اخذ التسلق الى الاعلى يرتقي الى مستويات اعلى اذ اصبح الاتجاه نحو الدول الامبريالية الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا المصدر المالي المعوض عن انقطاع المورد السوفييتي. وقد نقل انذاك عن سكرتير الحزب، عزيز محمد، قوله "لماذا لا نتقبل المال من الولايات المتحدة الم نكن نتقبله من الاتحاد السوفييتي؟" (والعهدة على الراوي). وفي المؤتمرات والاجتماعات المتتالية التي عقدتها ما سمي بالمعارضة والزيارات الى الولايات المتحدة التي فسرت في حينه ان السكرتير الجديد، حميد موسى، زار الولايات المتحدة لغرض اطلاع السلطات الاميركية وارشادها او شيء من هذا القبيل. وصرح عزيز محمد في حينه قائلا ان الحزب لا يتلقى الاموال مباشرة من الولايات المتحدة وانما يتناول حصته عن طريق الحزبين الكرديين. وجاء الاحتلال الاميركي. ودخل حميد موسى مجلس بريمر بصفته شيوعيا بحذف الواو واستقر حميد موسى وشريكه الجزائري كل في احد قصور وزراء صدام في المنطقة الخضراء تحت حراسة الدبابات الاميركية واحتل الحزب احد القصور الكبرى مقرا له لمواصلة النضال نحو الاشتراكية عن طريق استجدائها من بريمر ونيغروبونتي وخليل زاد وربما من رامسفيلد وكوندا وتشيني وبوش. وما زال حميد موسى امينا على التعهد الذي اخذه على عاتقه بعدم ذكر كلمة احتلال او استعمار او امبريالية. ففي احسن الظروف يتحدث عن وجود اجنبي ينبغي انهاؤه. ان الحزب الشيوعي اليوم موجود في اقصى اليمين ولا علاقة له بتاتا في الحركة اليسارية العراقية. ولا يغير من ذلك وجود عناصر ثورية مخلصة متمسكة بالنظرية الماركسية او بحزب فهد او بغير ذلك لان هؤلاء لم يستطيعوا سابقا ولا يستطيعون اليوم ولن يستطيعوا في المستقبل ايضا تقرير سياسة الحزب وانما بقاؤهم في الحزب ليس سوى تأييد واسناد لسياسة الحزب الرجعية الرسمية القائمة مهما بذلوا من جهود. وخلاصة القول هي ان اي حزب يدعي الشيوعية او الماركسية او تمثيل الطبقة العاملة لا حول له ولا قوة الا اذا اندمج في نضالات الطبقة العاملة اليومية والبعيدة المدى، النضالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية. لا حول ولا قوة له الا اذا كان جزءا لا يتجزأ من الطبقة العاملة. لا حول ولا قوة له الا اذا التفت الطبقة العاملة وسائر الكادحين حوله ومنحته قيادتها عن قناعة وايمان. وان اي بحث لليسار العراقي او اي يسار في اي بلد اخر لا واقع له الا اذا اعتبر اليسار هو جماهير الطبقة العاملة والكادحين وسائر الفئات الاجتماعية التي لها مصلحة ورغبة ونشاط في الاطاحة بالنظام القائم واقامة نظام اكثر تقدما منه. ان بحث اليسار العراقي عن طريق بحث تاريخ ونشاط الحزبين الشيوعي وحزب البعث لا ينتج عنه سوى ثرثرة يراد بها الهاء الشعب العراقي والمشاهدين في الفضائيات خلال الساعات المخصصة لهذا البحث. وان الحديث عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي كأنه مسيرة متواصلة وحيدة الاتجاه منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا هراء لا معنى له لان الحزب، واي حزب اخر، يمر في مراحل مختلفة ويتخذ سياسات مختلفة وينبغي دراسة تاريخه بدراسة سياساته في كل مرحلة من هذه المراحل المختلفة وتقديره على هذا الاساس. ان الامجاد التي يمكن تخليدها للحزب الشيوعي العراقي هي فترة قيادة الرفيق فهد للحزب. ففي هذه المرحلة كان الحزب حزبا شيوعيا حقيقيا، حزبا لينينيا، حزبا يشكل جزءا من الطبقة العاملة والكادحين رغم كثرة المثقفين والعلماء والادباء والفنانين والطلاب في صفوفه، حزبا هو حزب الطبقة العاملة الحقيقي. وقد يمكن تسجيل البطولات التي حققتها القيادات القصيرة الامد المتعاقبة بعد اعتقال واغتيال الرفيق فهد كنضال من اجل اعادة تجميع وتنظيم الحزب الشيوعي ولو انها لم تكن نضالا حقيقيا في صفوف الطبقة العاملة. وليس تمجيد الحزب الشيوعي والرفيق فهد فيما عدا تلك الفترات سوى سلعة تجارية يتاجر بها قادة هذا الحزب اخفاءا لافلاسهم السياسي والنظري والفكري والثقافي. واعتبار الاتحاد السوفييتي سلطة متواصلة وحيدة الاتجاه خلال السبعين عاما من حياته هراء اخر لا يؤدي الا الى تضليل الراي العام العالمي واليسار العالمي بصورة خاصة. فبحث الاتحاد السوفييتي في فترة حرب التدخل غير الاتحاد السوفييتي في فترة السياسة الاقتصادية الجديدة وغير الاتحاد السوفييتي في فترة تحقيق المجتمع الاشتراكي وغير الاتحاد السوفييتي في فترة الحرب ضد النازية وغير الاتحاد السوفييتي في فترة بناء ما دمرته الحرب وخصوصا غير الاتحاد السوفييتي في فترة الحكومات الخروشوفية المتعاقبة التي انتهت بالانهيار التام وتشرذم الاتحاد السوفييتي الى عدد من الدول الراسمالية المتناحرة والى الحروب القومية التي نشاهدها في مختلف بلدان الاتحاد السوفييتي السابقة. واخيرا لا يمكن بحث اليسار العراقي اليوم الا ببحث الاحتلال الانكلو اميركي للعراق والتدمير الذي لحق بالعراق وبالدولة العراقية وبالجيش العراقي وببناه التحتية وبجرائم فرق الموت الامبريالية والاستخباراتية العالمية ومليشيات الاحزاب القابعة في المنطقة الخضراء. ان اليسار العراقي اليوم هو كافة المجموعات البشرية المعادية للاحتلال سواء منها المعارضة بصورة سلمية او المقاومة بصورة مسلحة. والطبقة العاملة تشكل من الناحية النظرية اقصى هذا اليسار شاءت ام ابت ولكنها تحتاج الى فصيل واع منها قادر على قيادتها في هذا الاتجاه. ان اليسار العراقي هو كل انسان مناهض للاحتلال. واليمين هو كل انسان يتعاون مع الاحتلال او يتساوم معه او يريد بقاءه او يعارض مقاومته. وموقع الحزب الشيوعي العراقي في وضعه السياسي الحالي اليوم هو في اقصى اليمين لانه بلغ "اخر ساف" في مستنقع القاذورات في خدمة الاحتلال.
(ملاحظة: بهذا انتهى في الواقع بحث اليسار في المجتمعات الطبقية المختلفة. وهذا يعني نهاية هذا المقال المخصص لبحث اليسار. ومع ذلك رأيت ان اضيف كلمة حول امكانية تفهم مفهوم اليسار واليمين في المجتمع الاشتراكي سيأتي بحثه في حلقة اخيرة تالية.)
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيكر بطل المصالحة الوطنية الاميركية في العراق
-
تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 4
-
تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 3
-
تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 2
-
تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 1
-
علاقة المقاومة اللبنانية بالماركسية
-
الحزب الماركسي الحقيقي هو حزب الطبقة العاملة
-
هل مهمة حزب العمال ان يدافع عن مصالح الطبقة العاملة؟
-
التعددية ليست شعارا عماليا
-
حول بداية ونهاية الثورة البرجوازية
-
عودة الى موضوع كيف يصبح الانسان ماركسيا
-
حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر الثامن
-
مشاركة في الحوار حول نداء الماركسيين والاحزاب الماركسية
-
أتعزيز لليونيفيل ام مسمار جحا؟
-
التمييز ضد الطائفة اليهودية في العراق
-
الاخ العزيز ابو نبراس العراقي
-
ماذا وراء تعزيز اليونيفيل
-
مبروك اولمرت – نجحت بامتياز
-
من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي
-
هل اسرائيل تحارب الفلسطينيين وتدمر لبنان ام الولايات المتحدة
...
المزيد.....
-
مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا
...
-
في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و
...
-
قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
-
صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات
...
-
البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب
...
-
نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء
...
-
استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في
...
-
-بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله
...
-
مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا
...
-
ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|