أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كرم الدين حسين - المغرب اليوم: الوطن الذي يبكي شبابه














المزيد.....


المغرب اليوم: الوطن الذي يبكي شبابه


كرم الدين حسين
صحفي باحث وكاتب

(Karameddine Hcine)


الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 00:14
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


المغرب، ليس فقط دولة تجمع بين مؤسسات وقوانين تدير شؤون المواطنين، بل هو وطن بعمق تاريخي وثقافي، أرض تجمع بين أحلام وآمال أبنائه. ومع ذلك، يبدو أن هذا الوطن يواجه أزمة حقيقية؛ فاليوم نشهد ظاهرة هجرة جماعية للشباب وحتى كبار السن، بحثًا عن حياة أفضل في بلدان أخرى. هذه الهجرة ليست وليدة اللحظة، ولم تكن يومًا ظاهرة غريبة أو غير متوقعة، ولكن ما يجعلها مؤلمة هو تحولها إلى نزيف مستمر للطاقات البشرية، والأدهى من ذلك، أنها تحدث بمباركة الآباء والأمهات.

من المؤسف أن نرى الأسر المغربية اليوم تفضل أن يغامر أبناؤها بأرواحهم في البحر، بدلاً من البقاء في وطنهم الذي لم يعد قادرًا على تلبية احتياجاتهم الأساسية. البطالة، الفقر، وانعدام الفرص تدفع الشباب إلى خوض مغامرات محفوفة بالمخاطر، والآباء، الذين يدركون حجم الصعوبات التي يواجهها أبناؤهم، يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: إما أن يتركوهم يواجهون مستقبلاً غامضًا في وطن يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية، أو يباركوا لهم رحلتهم نحو المجهول.

الهجرة: ليست ظاهرة جديدة ولكنها متجددة

الهجرة ليست ظاهرة مستحدثة في المجتمع المغربي، فقد كانت جزءًا من تاريخ البلاد منذ أمد بعيد. ولكن ما يميز الهجرة في السنوات الأخيرة، وخاصة في عام 2024، هو أنها لم تعد هجرة فردية أو حتى تدريجية، بل تحولت إلى موجات جماعية، مدفوعة بإحباط عميق من الظروف المعيشية. الشباب المغربي، الذي يمثل الطاقة الحية للمجتمع، بات يفقد الثقة في قدرة الوطن على تأمين مستقبل كريم لهم.

في منتصف يوليو 2024، بدأت تنتشر دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من شباب مغربي يائس، تطالب باتخاذ يوم 15 سبتمبر كرمز "للهجرة الجماعية". كانت هذه الدعوات تحمل في طياتها رسالة يأس وغضب، حيث رأى الشباب في هذا اليوم فرصة لاحتجاج غير مباشر على الأوضاع التي دفعتهم إلى خيار الهجرة. هذه الدعوات لم تكن مجرد حماسة لحظية، بل هي تعبير عن واقع قاسٍ، حيث أصبح الرحيل بالنسبة للكثيرين الحل الوحيد للهروب من البطالة، انعدام الفرص، وتدني مستوى الحياة.

وفي 15 سبتمبر، خرجت مجموعات كبيرة من الشباب، سواء بشكل فعلي أو رمزي، في رحلة نحو المجهول. لقد كان هذا اليوم لحظة فارقة، حيث أكد الشباب المغربي أن الوطن لم يعد يوفر لهم الأمل الذي يجعلهم يتمسكون بالبقاء فيه. هذه "الهجرة الجماعية"، التي تم الترويج لها عبر الإنترنت، أصبحت صورة لليأس المتزايد الذي يعاني منه المجتمع.


الأزمة ليست في الدولة بل في الوطن

الدولة المغربية، بكل مؤسساتها، قد تحاول تحسين ظروف المواطنين، إلا أن الوطن ككيان معنوي أكبر من مجرد قوانين وأنظمة. الوطن هو الشعور بالانتماء، بالاستقرار، وبالأمل. وعندما يفقد المواطن هذا الشعور، يصبح الرحيل أكثر جاذبية. ليس العيب في النظام فقط، بل في الطريقة التي ينظر بها المواطن إلى وطنه، وفي كيفية تعامل الدولة مع هذا الشعور المتنامي بالغربة الداخلية.

وهذا لا ينفي عن الدولة مسؤولية تقصير،  في ماحدث اليوم و عوض أن تتعامل مع دعوات الهجرة التي بدأت ترتفع منذ يوليو الماضي، سدت الاذانها و ركنت للحل السهل و هو تطويق الأمني و تصدي للشباب بقوة والعنف وهو مزاد جرح عميقا للاسف.
و اسوء مافي أمر هو أن يكون ماحدث اليوم، جزء من لعبة ضغط السياسي وان شبابنا مجرد وسيلة للضغط، دون إكتراث بحياتهم و مصيرهم و مصير عائلاتهم.



#كرم_الدين_حسين (هاشتاغ)       Karameddine_Hcine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبادة عشق
- هل حان وقت وفاة الأمم المتحدة؟
- وعد اللقاء
- لوحة المطر
- نداء العروبة
- أغاني الروح المحرمة
- فلسطين نحن
- مطر بلا لقاء
- حوار العاشقين على ضفاف الاحلام
- تحليل بيان الخارجية الجزائرية حول اعتراف فرنسا بمغربية الصحر ...
- و للجدران روح أيضًا
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتقاربه من السلطة... هل يتكرر ...
- عناد العشاق
- الخيانة المشروعة
- العاشق الأثم
- إستحالة النسيان
- سماهر العشق
- عيدي المفقود
- رحلة العشق والأسى
- -إسرائيل: إقطاعية حديثة في الشرق الأوسط تحت حماية الغرب


المزيد.....




- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كرم الدين حسين - المغرب اليوم: الوطن الذي يبكي شبابه