الحزب الشيوعي العراقي – الكادر
(( براءتكم منا تشرفنا، وهي شهادة يجب أن تسجل ))
على موقع (كتابات والحوار المتمدن) نشرت جماعة حميد مجيد في الحزب الشيوعي العراقي ، بيانا، إدعت أن رسائل وردتها تتظلم من أن (( بعض مؤيدينا او معتنقي فكرنا يحاولون النيل من الاسلام والاسلاميين، وانهم مستمرون في ذلك))
وبعد أن عَزَف نصف الإسطوانة المعلومة عن نضال الحزب وماضيه ومستقبله وما قدمه، قال البيان: (( إن حزبنا يحترم الدين،، أما من يتحدث عكس ذلك أو يحاول الاساءة الى الدين الاسلامي الحنيف والى الاخوة الاسلاميين، فهو قطعا لا يمت لنا بصلة،، ان مواقف الاحزاب وسياساتها، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي لا تقيّم او تُعرف الا من خلال وثائقها الحزبية ومواقفها الرسمية وتصريحات قادتها او الناطقين بأسمها، وليس من خلال أحاديث وتصريحات شخصية تعج بها مواقع الانترنيت او غيرها من وسائل الاعلام التي اضحت منتشرة كالفطر في ارض الله الواسعة ))
والكادر ليس حزبا وإنما تجمع يمثل وجهة نظر القاعدة الحزبية الشيوعية العراقية، غير القابلة بالسلوكية المشينة لبعض عناصر القيادة والتي تسير الآن الحزب حسب ما تشاء. ومن هنا تكون محاولة براءة الحزب من الكادر، كمحاولة براءة الرأس عن الجسد.
لكننا، الحزب الشيوعي العراقي – الكادر، نعلن ترحيبنا الكامل بهذا البيان، ونناشد مواقع الإنترنيت توثيقه، كموقف فاصل قد نعود إليه مستقبلا.
نرحب بالبيان للوقائع التالية:
اولا:
إن ما إفترضه البيان إساءة إلى الدين أو تهجما منا على إسلام أو مسلمين، هو في الحقيقة سجالات خضناها عن الدين والقضية الوطنية، مع:
- سيد بإسم (صوت سامراء) عن الفقه والشروع وعن موقفنا من القرأن الكريم،
- مجموعة حكيم ومؤيديهم، عن الموقف من الإحتلال
- مجموعة تدعي اللبرالية، تناولت الدين بلا مبرر
- المهدي المنتظر،
- أن المسيح كان مندائيا (صابئيا) وليس يهوديا
- إثبات وجود الخالق من خلال قوانين الماركسية،
- الإيحاء والإيعاء في الفلسفة
وآراؤنا في القضية الوطنية هي:
لا للتعاون مع أية حكومة يفرضها الإحتلال!
نعم لحكومة وطنية من إنتخابات عامة حرة نزيهة، وخارج مراقبة أو مساهمة الإحتلال!
مقاومة الإحتلال سلميا وعسكريا، وبكل الوسائل، وبايّة أيد!
وكل هذه المواضيع مؤرشفة على (الحوار المتمدن) أما بإسم الكادر أو بإسم (د نوري المرادي) المتحدث عن الكادر أو بأسماء كتاب آخرين دون الإشارة لكونهم من الكادر.
والنقاشات تمت بحدة وعناد لكن ليس بتورية أو مداهنة أو مراآة. وليس لدينا شيء نخافه، ولا من خليفة نود عطاياه. كما إننا نؤمن بوجود الخالق والمخلص والنبوة بغض النظر عما إذا تطابقت وجهة نظرنا مع الإسلام أو غيره من الأديان. مثلما نحن نساوي بين الأديان والمذاهب ولا نحعل القرأن وحده مصدرا لروحانياتنا. وللفرد منا حرية الإلحاد والتبشير به، وله أيضا حرية الإيمان بمن يشاء والتبشير به. ولسنا ملزمين بمداهنة هذا التيار السياسي أو ذاك. مثلما دافعنا عن الإسلام حين لزم الأمر وهاجمنا من بإسمه تصرف.
وفيما عدى روحانياتنا، التي نفترض أننا أغنينا بها الماركسية وليس عارضناها، ما عدى هذه فالفاصل عندنا ومعيار تعاملنا مع الغير هو الموقف الوطني. فلا مقدس يدنس الوطنية، ولا حرمة لخائن، معمم كان أو مكيشد أو حاسر، تعاون مع الإحتلال أو أتي به إلى العراق.
هؤلاء أعداؤنا البديهيون.
وكل من يقاوم الإحتلال، وكل من ينتصر للقضية الوطنية، ويقف مع الشعب العراقي، ويدافع عن وحدة التراب العراقي، ضد الفدرلة والإقطاعية السياسية والطائفية،، كل هؤلاء أصدقاؤنا وأنصارنا وقادتنا، دونما إعتبار لتماثل أراؤهم معنا من عدمه. نحن علمانيون، وسيكون حليفنا ورفيق دربنا، إبن الشعب البسيط، الملحد، المرجع الشيعي، المرجع السني، الشماس والقسيس، الترميذا والحلالي، والشيخ السيني اليزيدي، كل هؤلاء حلفاؤنا تعصبوا لرؤياهم الدينية أم لا، ورعوا أم مارسوا اللاهوت كوظيفة، طالما هم وطنيون.
نكرر إن المعيار الفاصل في تعاملنا مع الغير، هو القضية الوطنية ومصلحة شعبنا العراقي، ومصلحة سائر الشعوب المحبة للسلام والحرية. ورؤيانا لا تستند إلى مفاهيم ممسوخة كإدعاء أن السياسة فن الممكن. السياسة لدينا، هي قيادة أمور الأمة. وهي مفهوم علمي له أسسه وقواعده. فلا تقبل المتاجرة بالدين ولا الطائفية ولا المداهنة ولا التزويق.
ومن هذا المعيار، نحن لا ننكر عداءنا لباقر حكيم. وهو عداء ليس لأسباب شخصية حتما، وإنما لتجييره مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف لأغراض شخصية، إن لم تكن إخلاصا للمحفل الذي كونه وأخرجه. ولو عدنا إلى الوراء، وتابعنا مأساة العراق، بما فيها النظام الدكتاتوري، لوجدنا أن واحدا من عائلة الحكيم لعب الدور الأخطر المساعد فيها. ومن هنا ومن موقفنا الوطني نحن نكن كامل الإحترام للعملماء الأفاضل كالسادة فضل الله ونصر الله والسستاني والخالصي، وكل من له مواقف مشهودة في القضية الوطنية.
والكره الذي نكنه لباقر حكيم، هو عينه الذي نكنه للكلبي وعلاوي والقادة الأكراد المتعاونين مع الموساد وأمريكا، ومرده القضية الوطنية وحسب. ونحن أمميون، لكننا عراقيون ومتشددون حين يراد لوطننا أن يقضم تحت حجج فدرلة أو تقسيمات عرقية طائفية.
إن وحدة التراب العراقي هي بمثابة التابو لنا، غير القابل للجدل مع أحد.
ثانيا:
لقد كذب بيان مجموعة حميد مجيد بإدعاءه إحترام الإسلاميين. لأنه إحترام إنتقائي مداهن. فمراجعة بسيطة لمقالات السيد كاظم حبيب عن الإسلام والتي يسميها القوى الظلامية ويناشد أمريكا أن تضغط على السعودية وإيران، ومقالات عضو اللجنة المركزية عدنان حسين، تشتم الإسلام والإسلاميين وباللغة ذاتها التي يستخدمها العفيف الأخضر وشارون. وبيان مثقفي الحزب الذي نشره (كتابات) خير دليل على ما تكنه مجموعة حميد مجيد من رأي إستخدمت فيه مصطلحات تحقير من قبيل ((القومجية والإسلامويين )).
وإنتفاضة خان النص سماها أسلاف حميد مجيد (إنتفاضة خونة) وطالب ببترهم. ومام جلال حليف حميد ومموله، أباد المجاميع الإسلامية في الشمال الآن، وأشار سابقا على صدام حسين بعدم الرحمة مع منتفضي شعبان، قائلا: (( أنت حكم وليس خصم )).
ومجموعة حميد مجيد تسكت عن ذبح الأمريكان للمسلمين في لبنان وأفغانستان وهي حتى اللحظة لم تقل شيئا عن مذبحة مسجد الفلوجة.
ونسأل: أيهما أجل، أول أيار الذي تفتخرون بأنكم إحتفلتم به، أم دماء المواطنين العراقيين الإسلاميين في الفلوجة أو شمال العراق؟ هل قالت (طريق الشعب) شيئا يمكن أن يفهم منه نقدا للأمركيان الذين ما إنفكوا يمتهنون الإسلام وبقية الأديان؟!
فإن كنتم يا رفات القيادة في الحزب تؤمنون بالإسلام أو تحترموه حقا، فهناك فتاوٍ بتحيرم التعاون مع الإحتلال، ومفتيها لازالوا أحياء ولم يتراجعوا عنها، فلماذا لا يعمل بها الحزب بدل أن يرفع لافتتة النفاق عن آية قرآنية؟!
هذا ولقد قال حليفكم وحليف حكيم، السناتور الأمريكي غاي كلوديس حرفيا: (( يجب دفن الإسلاميين مع الخنازير لنحد من الإرهاب )) لأنه يعتقد أن تدنيس دماء المسلمين بالخنزير أو برصاص مغموس بدم الخنزير، كما فعله الجنرال بيرشنج عام 1913 في الفلبين، يخيفهم، حيث سيفقدهم ميزة الدخول إلى الجنة!
إن البيان أعلاه لا يستثني من الإسلام غير باقر حكيم، لكونه أباهم الروحي في التعامل مع الأمريكان ولكونه مثلهم لازال يستعمل مصطلح (( التحالف)) كفتوى منه ومنهم، تقول(( إن التحالف إنما سمّى نفسه محتلا لكي يعمر البلد ويبنيها )). على أن مداهنة مجموعة حميد لباقر حكيم تحديدا، بها مفارقة. فباقر ومندوبه حميد بياتي، طردا حميد مجيد من إجتماع في دمشق عام 1996 بإعتباره كافرا. هذا ناهيك عن إن باقر وأخيه عميلان صريحان لأمريكا لا يتورعان عن التبجح بتسليمهما لها وثائق عن الجيش العراقي. فهل ألغى وضعكم الجديد مقولة الرفيق فهد (( أنا وطني أولا ثم شيوعي ))
ثالثا:
منذ فترة، وكلما يجري الحديث عن العراق، تتظلم مجموعة حميد مجيد من أن العراق كان تحت الحكم الدكتاتوري لمدة 35 عاما (1968 – 2003). لكن القاعدة الحزبية، نبهت إلى أن هذا خطأ تاريخي فاضح. فالحزب وفي يوم 29 تموز 1968 وقبل الإنقلاب الثاني (30 تموز) بيوم فقط غير شعاره من إسقاط الحكم إلى (العمل من خلال حكومة وطنية مع البعث) ثم تغيرت كل الشعارات قبل وبعد الجبهة لتعتبر البعث وطنيا ومحققا للحرية والسلام، ولابد من النضال تحت خيمته، وإعتبار الرفيق (صدام) كاسترو العراق، وإننا في خندق واحد معه،، حتى 1979. والحزب كشف معلومات وصلته من السوفييت عن محاولة الإنقلاب ضد البكر – صدام، فأعدم جميع المنفذين عام 1975. وهي تلك المكرمة التي مسك البكر شاربه إثرها قائلا (( يا شيوعيين لقد أنقذتم البعث )). فأما أن نعترف بخطأ التحالف مع البعث حيث كانت قيادة الحزب وإعلامه ولمدة 12 عاما ضمن هذه الدكتاتورية البغيضة وكأداة من أدواتها أو من أدوات تثبيتها، أو يقول جماعة حميد بأن عمر الدكتاتورية هو 23 سنة فقط حيث بدأت من إنفضاض الجبهة 1979عام!
كما إن مجموعة حميد مجيد سلمت أسلحة الحزب إلى أمريكا فأبطلتها، فماذا لو إضطر الحزب إلى مقاومة الإحتلال؟! هل سيطلب من الإمريكان أسلحة أم من البريطانيين؟!
ولم نسمع من (طريق الشعب) حتى الآن تعليقا على ما كشفه المحامي فائق الشيخ علي، عن المثقفين الذين يستلمون 100 الف دولار من أمريكا سنويا، مقابل أن يروجوا لسياستها. وهؤلاء المثقفين، هم عينا من نشر وثيقة قبل أيام وبإسم الحزب.
ولا نسمع تعليقا من الحزب، عن تقرير منطمة العفو الدولية التي إنتقدت وبشدة معاملة أمريكا لأسراها في العراق، وقد ورد في بيان هذه المنظمة حرفيا: (( إن الظروف التي تحتجز بها أمريكا الأسرى العراقيين قاسية ولا إنسانية ومهينة )) ولا من يطالع (طريق الشعب) الآن يفترض أنها تصدر في بلد محتل، يعاني شعبه الأمرين من القتل العشوائي وإنقطاع سبل العيش، ولا من يسمع حميد مجيد يقول: (( بناء العراق الجديد بالتعاون مع سلطات التحالف )) يفترض أن وطنيا تحدث.
على أية حال، ربما يكون ما كتبه المدعو عدنان حسين ( الشرق الأوسط، 2/7/2003) عن لسان من أصدر البيان أعلاه، خير دليل. لقد قال عدنان: ((الهجمات المسلحة التي تشنها فلول نظام صدام حسين بالتعاون مع اصوليين متطرفين محليين واجانب ومع عصابات الجريمة المنظمة ضد قوات التحالف في العراق، لها جانب ايجابي. فهي على الرغم من انها لا طائل من ورائها ولا أمل للمخططين لها ومنفذيها في اعادة عقارب الزمن الى الوراء. فليست هي حرب مدن ولا حرب عصابات منظمة. واوضاع العراق ليست مهيأة، بل ليست مناسبة، لأي من هاتين الحربين اللتين من شروطهما ان تكون للقائمين بهما قاعدة اجتماعية واسعة. وبدليل عدم نجاح الحركات الاصولية المتطرفة، السنية والشيعية على السواء، في الامتداد لأبعد من بعض ازقة مدينتي الفلوجة والنجف. من فوائد هذه العمليات انها تنبّه قوات التحالف الى الخطر الكامن،،، وتقنع سلطة قوات التحالف بتقليل اعتمادها على فلول النظام البائد في اعادة تشكيل مؤسسات الدولة العراقية واعادة اعمار العراق))
فهل من دعاية ومداهنة للإحتلال ودونية سياسية وأخلاقية أرخص من هذه؟
إن الحزب الشيوعي العراقي المعروف بنضاله الوطني وتضحياته الجسام التي قدمها لأجل القضية الوطنية، هذا الحزب بريء كل البراءة من بيان مجموعة حميد مجيد أعلاه.
وكل ما نرجوه، نحن القاعدة الحزبية، هو أن يسجل الجميع هذا البيان، كنقطة فراق تام بيننا وبين هذه المجموعة التي إرتدت على ذاتها وعلى أفكارها، ففقدت وطنيتها وتراثها فلم يعد يبق لها سوى التسقيط مسلكا، أو التملق لهذا الحزب أو ذاك ليصلها بالخلع فتبقى على قيد الحياة.
الحزب الشيوعي العراقي – الكادر
تموز (يوليو) 2003