أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كارم يحيي - حوار مع -كميل داغر- شاعرا ومترجما ومفكرا (الحلقة الأخيرة): الثورات ستعود ومفاجآت كبرى في طريقها للمنطقة والعالم















المزيد.....

حوار مع -كميل داغر- شاعرا ومترجما ومفكرا (الحلقة الأخيرة): الثورات ستعود ومفاجآت كبرى في طريقها للمنطقة والعالم


كارم يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8101 - 2024 / 9 / 15 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ المرحلة الحالية انتقالية ولن تدوم طويلا ..

- الثورات ستعود وتتكرر انطلاقا من الوطني مع الاقتصادي الاجتماعي

ـ "حماس" حركة تحرر وطني وإسرائيل أضعف مما كانت قبل 7 أكتوبر

ـ المجتمع في لبنان يرفض واقعه لكنه عاجز عن تغييره

ـ كثيرون ادعوا الاشتراكية وأساءوا إليها والحركة الناقدة للستالينية لم تكن قليلة التأثير

في الجزء الثالث والأخير من الحوار مع المفكر والمترجم اللبناني "كميل داغر"، يستكمل الإجابة على أسئلة واقع الثقافة والسياسة في بلده، فيتحدث عن تجليات التغيير خلال ممارسات انتفاضة 17 تشرين أول/ أكتوبر2021، وما انتهت إليه من إخفاق وأسبابه.

ويطرح تصوراته وأفكاره بشأن الحرب الجارية الصهيونية الأمريكية على غزة، وتأثيراتها المحتملة على المنطقة والعالم. كما يجيب على الانتقادات الموجهة لتنظيمات "الأممية الرابعة" في المنطقة العربية.

(ثورة بنفس يساري بدون تنظيمات)

* هل ترى أن التقسيم إلى يمين ويسار مازال ينطبق على الثقافة اللبنانية الآن؟

ـ يوجد يمين ويسار، بلا أدنى شك، في الثقافة بلبنان، إلى الآن. وكانت ثورة 17 تشرين الأول ( أكتوبر) 2021 تميل بشدة إلى اليسار، على الرغم من أن قوى يمينية عديدة حاولت ركوبها، والتشويش على نضالاتها وأهدافها. وحتى الناس الذين لم يطَّلعوا على فكر اليسار، كان عندهم موقف يمكن اعتباره يساريا، وطالبوا بالعلمنة ورفض المجتمع الطائفي، وبالفصل الصريح بين الدين والدولة. وكان هذا واضحاً، بقوة في المرحلة الأولى من هذه الثورة.

وفي أول أيار (مايو) 2022، برز تجمع للمتظاهرين بساحتي "الشهداء" و"رياض الصلح"، بوسط مدينة بيروت، ربما كان هو الأكبر في لبنان. وقاد هذه المظاهرة صحفيون وفنانون ومفكرون ينتمون إلى اليسار، بما هو سعي لتغيير الواقع، ومن أجل بناء عالم يقوم على العدالة الاجتماعية والمساواة والحريات. وهذه كانت أجمل مظاهرة، خلال ما اصطُلِح على تسميته بالثورة اللبنانية.

* هل يقرأ اللبنانيون اليوم؟، وماذا تراهم يقرأون؟، وهل ترى الأمر مختلفاً عما كان في عقدي الستينيات والسبعينيات، وحتى التسعينيات؟

ـ لا أستطيع الإجابة بدقة، لأنني غير مطلع عن كثب على الأمر. وهذا خطأ من جانبي، لأنني لم اهتم بمتابعة هذه الظاهرة. لكن يمكنني القول بأن منطقة "ساحة الشهداء" خلال الثورة اللبنانية، في خريف 2021 تحولت إلى ساحة الحرية آنذاك، وشهدت تنظيم ندوات فكرية وسياسية في الخيام المنصوبة فيها. وهذه الخيام كانت بمثابة مدارس تكوين فكري وسياسي يومي. وهذا ما أرعب قوى الأمر الواقع التي أرسلت أنصارها على دراجات نارية ليستخدموا العنف ضد من كانوا بالخيام. بل لجأوا إلى العنف لمنع ندوات بعينها، وضد متحدثين تقدميين بعينهم. وفي هذا رد على من يقولون بأن البلد ليس به يمين ويسار. فما حدث في 2021 هو ثورة ذات نفس يساري. هذا مع أن التنظيمات اليسارية لم تلعب دورا أساسيا في قيادتها.

(أين ذهب الثوار؟)

* لو تفسر أكثر لنا ماذا جرى في ثورة 2021 من وجهة نظرك؟، وأين ذهب الثوار سياسيا، وخصوصا من الشباب؟، ولماذا؟.

ـ سوف اكتفي بسرد بعضٍ من المواقف التي اتخذها المتظاهرون، في مواجهة رموز النظام القائم، ومؤسساته المختلفة. وهي تعكس الفرز الطبقي العميق داخل المجتمع. فكثيراً ما جرت مهاجمة المصارف والبيوتات المالية وغرفة الصناعة والتجارة، وغيرها من المؤسسات المرتبطة بالرأسمالية المحلية.

كما أن المتظاهرين طردوا النواب والوزراء، وغيرهم من ممثلي النظام القائم من المقاهي والمطاعم، ومنعوا أعضاء المجلس النيابي من الوصول إلى البرلمان لحضور اجتماعات مجلسهم، ولاسيما حين كان مطلوباً منهم التصويت على قوانين وقرارات مناهضة للمصالح الشعبية. والأمر ذاته بخصوص الوزراء. وكثيراً ما وصل الأمر بشرطة المجلس النيابي إلى إطلاق العيارات المطاطية على عيون المتظاهرين أمامه. وحتى العيارات النارية في بعض الاحيان.

وحين امتنع الجيش عن المشاركة في قمع المسيرات الشعبية، حلت محل جنوده وضباطه الميليشيات الطائفية، وفي مقدمتها أعضاء "حركة أمل" الطائفية الشيعية، وحتى مقاتلي "حزب الله"!

* "حزب الله" المقاوم، وعدو الثورات في لبنان وسوريا، في الوقت ذاته؟، كيف تفسر هذا التناقض، وتتعاطى مع ذلك؟.

ـ هذا ما حصل بالفعل، فكثيراً ما تولى مقاتلوه مهمة تفريق المتظاهرين، من على متون الدراجات النارية، وباستخدام شتى وسائل العنف.

(مرحلة رفض الواقع والعجز عن تغييره)

* كيف ترى مستقبل الثقافة، وأيضا الثقافة السياسية، في لبنان؟، وكيف ترى تفاعلها مع محيطها العربي؟.

ـ نحن هنا في مرحلة انتقالية، ولايمكننا عزل مستقبل الثقافة عن وضع المجتمع الراهن، الذي يعيش هذه الحالة. والواضح أن المجتمع يرفض واقعه، لكنه عاجز عن تغييره، ولا سيما خلال المناسبات الانتخابية حين يعيد المتأذون من هيمنة أجهزة وزعامات طائفية، في منتهى الفساد والسطو على المال العام، انتخاب هؤلاء بالذات الذين يعرفونهم على حقيقتهم .

كل الناس هنا تحكي ضد الحكومات الفاسدة التي تسيطر على المجتمع. وهذا ينطبق على لبنان وغيره من مجتمعات المنطقة العربية.

وربما الجواب الأصح هو أن مستقبل الثقافة مرتبط بكيف سنخرج من هذه المرحلة الانتقالية؟، والتي تتسم برفض المجتمع القائم والعجز عن انتاج مجتمع جديد. وهذا يرتبط بالسيرورة الثورية العربية، التي ظهرت في العديد من بلداننا، وتمت هزيمتها أو سحقها، على الاقل مؤقتاً. علماً بأن لدي اعتقاداً، بل أنا شبه واثق، بأن هذه الثوارت ستعود وتتكرر. ولكن ليس فقط انطلاقا من القضايا الاقتصادية الاجتماعية. بل وأيضا من القضية الوطنية، وحيث نشهد اليوم مجازر مروعة في غزة.

هذه المجازر نجد صدى لها في كل أنحاء العالم، ويمكن أن تشكل منطلقا للتغيير على صعيد العالم بأسره، وليس في لبنان أو المنطقة العربية فقط.

("حماس" وتغيرات كبرى انطلاقا من حرب غزة)

* وهذا على الرغم من أن المتصدر لمشهد المقاومة الفلسطينية فصيل له طابع ديني إسلامي (حماس)؟.

ـ على الرغم من موقفي السلبي من الرئيس التركي الحالي "أردوغان"، وهو ليس مرجعاً صالحاً لتقييم الحركات الاجتماعية، لكنني أعتبر بدوري، وفي الوقت نفسه، أنها حركة تحرر وطني، بحسب التعبير الذي جرى على لسانه، في معرض تقييمه لها، لا مجرد منظمة رجعية تسترشد بالفكر الديني وأوهامه، كما يعتقد كثيرون.

* إلى أين ينتهي ما يحدث في غزة؟، وكيف ترى تأثيراته المحتملة على المنطقة؟

ـ أعتقد أن مفاجآت كبرى في طريقها للمنطقة، وستحدث خلال المرحلة المقبلة. وكذا في العالم بأسره. فلننظر إلى المظاهرات الشعبية الكبرى التي تجتاح العالم. ومعناها الأساسي أن القضية الفلسطينية الآن سوف يكون لها تأثير أكبر من حرب فيتنام، وما شهدته من التضامن العالمي مع الفيتناميين في سبعينيات القرن الماضي. ولاسيما أن كل شيء أصبح مكشوفاً، ويجري بثه مباشرة على الهواء، صورة وصوتاً، وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة. وهذا يساعد على تعبئة كبرى، وبخاصة في أوساط الشباب، وعلى صعيد عالمي.

بالمقابل، لانشهد لهذه الحالة مثيلاً في المنطقة العربية، بسبب طبيعة الأنظمة القمعية المسيطرة حتى الآن، وإن كان هذا الواقع مرشح للتبدل، لاحقاً.

* وكيف يستفيد اليسار من الصعود الاجتماعي والطلابي بأوروبا وأمريكا المتفاعل مع القضية الفلسطينية والحرب على غزة ؟.

ـ سيتمكن من ذلك، لأن موازين القوى تتغير هكذا بعمق، لغير صالح الهيمنة الامبريالية الغربية، ودعم هذه الاخيرة غير المحدود لدولة العدوان. ولأن هذه المتغيرات في الموقف العالمي ستساهم في مساعدة الجماهير الكادحة العربية والمغاربية على إطاحة أنظمة الخيانة والاستبداد القائمة، وتقريب أجل نهاية دولة "الأبارتايد"، بما هي دولة عنصرية مفرطة في الإجرام وتقاليد الإبادة للجنس البشري.

(إسرائيل أضعف مما كانت قبل 7 أكتوبر)

* هل هناك أمل؟

- نعم.. أرى أن هناك أملاً. "يتهمني" الكثير ممن يعرفونني بأنني دائم التفاؤل. وهناك من يرى أن ما يجري حالياً في فلسطين يدعو لليأس. وثمة إحباط عميق، ولاسيما بسبب فشل الثورات التي حدثت في العقد الثاني من هذا القرن، بمنطقتنا.

لكنني لست محبطاً، وأنظر للتاريخ على أنه يمتد على أمد طويل، لا مجرد يوم أو يومين. وما يظهر الآن يدل على إمكانات كبيرة لتغيير الواقع القائم.

وفي تقديري أن إسرائيل، على الرغم مما يتوافر لها من إمكانات، هي أضعف بما لايقاس مما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. فهناك تغير هائل في الرأي العام العالمي، وهذا من شأنه أن يأتي بمفاجآت ليست في مصلحة إسرائيل. وسيكون هناك عالم جديد لن يتأخر مولده كثيراً، ولن يكون في مصلحة العدو الصهيوني، ولا الولايات المتحدة، بنزعتها الاستعمارية العدوانية المعادية للشعوب.

في عهد "لينين"، وعندما حكى في كتاب "ما العمل؟" عن أهمية الوعي ونقله، لم تكن هناك وسائل اتصال كما هي عليه الحال الآن. فاليوم يمكن للوعي أن يتشكل بدون مساعدة مباشرة من فريق من الناس. لكن هذا لايلغي الأهمية القصوى للتنظيم.

الثورات العربية في القرن الحادي والعشرين فشلت بسبب غياب التنظيم. وإذا أصبحنا نرى اليوم قدرة لدى الناس على الوصول إلى المعرفة، على نحو غير مسبوق، فإن هذا سيساعد على أن يعثروا على أشكال التنظيم المناسبة.

أعتقد أن هناك أشياء كثيرة بسبيلها إلى أن تتغير، إن لم يكن في الشهور القادمة، ففي السنوات القريبة. ولن تتوقف السيرورة الثورية، إذ لن تحل الرأسمالية شيئاً من أزمات الدول والجماعات البشرية. وانطلاقا من هذا، ينهي "جلبير الأشقر" كتابه "الشعب يريد"، بالرهان على المستقبل، مستشهداً بقول الجنرال "ديجول"، في خاتمة مذكراته: "المستقبل يدوم طويلا".

وأنا أميل للاعتقاد بأن هذه الفترة الزمنية الحالية لن تكون طويلة، وسيصبح هناك واقع آخر غير الذي نعيشه. ولن يحدث هذا بمجرد الأمل، ليس إلا. فالأمل يحتاج إلى عمل، وأن يسخر الناس كل جهودهم لكيلا يضيع سدى.

وعموماً، أعتقد أن الناس ستدافع عن نفسها. في 1948، هرب الفلسطينيون من فلسطين، "طلعوا ومارجعوا". والآن يحدث ما يحدث في غزة من فظائع، ومع ذلك، لم يخرج الناس الى المنافي. وهذا.....



#كارم_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع كميل داغر من ثلاثة أجزاء (3 من 3): حاوره في لبنان كا ...
- حوار مع كميل داغر من ثلاثة أجزاء ( 2 من 3): حاوره في لبنان ك ...
- حوار مع كميل داغر من ثلاثة أجزاء: حاوره في لبنان كارم يحيى
- تونس جديد -جمنة -...تجربة تعاضد على مفترق طرق
- هل المجلس العسكري فوق النقد؟


المزيد.....




- بعدما أيدت كامالا هاريس.. ترامب: -أكره تايلور سويفت-
- -فتح-: نرفض أي ترتيبات سياسية أو إدارية بشأن قطاع غزة خارج إ ...
- إصابة ضابط إسرائيلي في عملية طعن بالقدس (فيديو)
- حرب غزة: كيف تؤثر الحرب الدائرة في مستقبل جيل من الأطفال؟
- إلياس خوري يغادر الدُنيا تاركا -باب الشمس- مفتوحا
- العاهل الأردني يكّلف مدير مكتبه بتشكيل الحكومة الجديدة
- مصادر عبرية تتحدث عن عدد من الإصابات جراء انفجار طائرة مسيّر ...
- -سرايا القدس- تنشر مشاهد لاستهداف دبابة إسرائيلية في رفح
- الجيش الروسي يحرر بلدة بوركي في مقاطعة كورسك
- الجيش الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة على بلدات عدة جنوبي ل ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كارم يحيي - حوار مع -كميل داغر- شاعرا ومترجما ومفكرا (الحلقة الأخيرة): الثورات ستعود ومفاجآت كبرى في طريقها للمنطقة والعالم