الاخلاق ورجل الدين - سعد المدرس نموذجا

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 18:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ا

في كتابه "نظرية المشاعر الأخلاقية" يكتب الاقتصادي الإنكليزي "ادم سميث" فصلا حول من يجب علينا ان نكون ممتنين لهم، او منهم من يجب ان نكن لهم مشاعر الامتنان والشكر، ويرى ان الشخص الذي ينظر اليه باعتباره مستحقا للمكافأة هو من يعتبره الجميع من أعماق قلوبهم جديرا بالامتنان، وبالتالي التقدير.

لو طبقنا ما يقوله سميث على رجل الدين سعد المدرس، فأننا يجب ان نقدر كثيرا رجل الدين هذا، يجب ان نكون ممتنين له، فهو قد ابان بشكل واضح ما يعني ان تكون رجل دين، لقد كشف للجميع الوجه الحقيقي لرجل الدين، أزال الصورة الوهمية والزائفة في مخيلة الناس، من ان رجل الدين يمثل الاخلاق.

المشكلة التي تواجه الناس هو هذا الربط التعسفي وغير الحقيقي بين رجل الدين والأخلاق، فهم عندما يرون رجل دين ما يتهيأ لهم انه "كامل الاخلاق" او يجب ان تصدر منه "اقوال وافعال أخلاقية"، او ان "سلوكياته" و "تصرفاته" هي في غاية الكمال والتمام، هذا الوهم يجب ان يزول، عندها لن نتفاجأ او نندهش او نتعجب من سعد المدرس او رشيد الحسيني او أي رجل دين آخر.

من يحكم البلد هم رجال الدين، هذه حقيقة لا جدال فيها، ووفقا لنظرية "اخلاق المجتمع تعكسها السلطة الحاكمة لذلك المجتمع"، فأن تردي المستوى الأخلاقي الذي نراه ونلمسه في حياتنا اليومية، هو انعكاس لقيم واخلاق رجال الدين الذين يحكمون البلد منذ أكثر من عقدين.

هل رجل الدين فاسد او ناهب او قاتل او ساقط؟ لم لا، طبيعي جدا، فما شاهدناه طوال السنين الماضية يؤكد هذه الحقيقة؛ العمامة ليست مقياسا او معيارا للأخلاق، هذا الربط الوهمي يجب ان يزول، وبزواله ستظهر وسيشاهد الجميع الواقع الفعلي لرجل الدين.

سعد المدرس ضمن منظومة حكم دينية، انتفاضة تشرين خرجت ضد منظومة الحكم هذه، الذي هو أحد أعضائها وممثليها، بالتالي فان منطقه سليم جدا بالدفاع عن هذه المنظومة، الناس اندهشت من لغته واسلوبه في الطرح، بسبب الوهم الذي يعيشون فيه، من أن رجل الدين يمثل الاخلاق، هذا الوهم هو أحد اهم أسباب هيمنة رجال الدين على المجتمع.

يجب ان نقدر كثيرا سعد المدرس ونقدم له كل الامتنان، فهو الوجه الحقيقي والناصع لرجل الدين، انه انعكاس لكل المؤسسة الدينية، ويجب حض جميع رجال الدين على الظهور بشكلهم الحقيقي، وهذا لن يكون ولن يحدث الا اذا تم تهديد مصالحهم ومنافعهم، عند ذاك سيخرج العشرات والمئات منهم، وسيكون سعد المدرس او رشيد الحسيني "ذوي اخلاق" بالنسبة لما سنشاهده.

طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات