|
نظام حكم االفشل والفساد والبلبلة
محمد الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 17:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحتار المرء من اين يبدأ مع الحكومة الحالية واساليبها المخادعة حتى مع جماعتها فالمعروف ان تشكيل الحكومة الحالية مبني على باطل منذ اساسه وليس لكتلة الاطارالتنسيقي (الشيعية) التي هي الاساس في تشكيل الحكومة اية مشروعية برلمانية او ديمقراطية اذ ان نوابها هم الخاسرين في الانتخابات . حاول رئيس الحكومة خلق بعض الشعبية المزيفة لنفسه عبر بناء بعض المجسرات والتي هي مهمة الادارات المحلية والبلديات بالاساس والمتخلفة عن تحقيقه لسنوات وقد خلقت له المواقع الماجورة لمكتبه دعاية واسعة وكان رئيس وزراء العراق هو منفذ مشاريع او مقاول . يتحدث البعض عن التسقيط السياسي ولكن اود ان اسأل كيف يتم تسقيط الساقطين اصلا فهي طبقة ساقطة فاسدة منحرفة عن كل مقاييس النجاح والنزاهة ومنغمسة في الفساد والطائفية ويبدو انها اصبحت الان اكثر قبحا ووقاحة وتشعر بثقة اكبر في مواصلة نهب خيرات الشعب والانغماس بوتيرة اسرع في الفساد لتكريس ثرواتهم الفاحشة محاولين زيادة مستخدمين التسقيط السياسي لمحاربة بعضهم البعض عبر منافسة غير شريفة . لا زالت هناك فسحة واقعية لطرح الحقيقة المرة للشعب من قبل الاصوات النزيهة الحرة الديمقراطية وقد حان الوقت فعلا لهبة جماهيرية واسعة حقيقية على طريق انتفاضة تشرين الباسلة التي ستحل ذكراها قريبا وعبرالاستفادة من تلك التجربة ودماء شهدائها الغالية والتي لم يقدم لحد الان اي من المجرمين الذين ارتكبوا بدم بارد قتل المئات من الشابات والشباب الابطال اضافة لالاف المعوقين وهي قرابين على طريق تحرير العراق من براثن المجرمين الحاكمين ولايمكن ان تذهب تلك التضحيات هدرا . ان ذكرى انتفاضة تشرين القريبة تخيف الحكومة الحالية وهي مرعوبة من المطالب الشعبية التي تطرحها اليوم مختلف فئات الشعب في مظاهراتها المتواصلة التي ترعب الفئة الحاكمة واصبحت حياة المواطن العراقي جحيما لا يطاق في حين ان الشعب في وادي وعصابات الحكم متصارعة فيما بينها في واد آخر وهي تسيطر مستقوية بالجماعات المسلحة الخارجة عن القانون . يتحدث الحاكمون اليوم وابواقهم في البرلمان عن حقوقهم الدستورية في خضم حملتهم الشعواء لاسقاط قانون الاحوال الشخصية 188 لعام 1959 عبر تعديلات خطيرة ترجع العراق قرونا طويلة للخلف مهددين حقوق المرأة والطفل ومحاولين تثبيت مواد بشعة تنسف حقوق المرأة والطفولة بشكل اجرامي وحشي لايمكن وصفه الا بالبيدوفايل (اغتصاب الاطفال) الذي تجرمة كل قوانين الكون ومثبت في قوانين الامم المتحدة التي يعتبر العراق من الموقعين عليها مما سيعرض العراق الى عزلة دولية اكبر ومحاسبة امام المنظمات الدولية . ان الغائب عن وطننا العراق منذ الاحتلال الامريكي في عام 2003 هو دولة المواطنة لتحل محلها مباديء مشوشة عرجاء تعتمد على الطائفية والمحاصصة التي لم تسبب لنا سوى خيبات متواصلة تضمن استمرارالفئات الفاشلة المعزولة الحاكمة في تكريس معاناة الشعب على جميع الاصعدة ولا يحصلوا من الجلاوزة الحكام سوى الوعود وهم مستمرين في تقاسم الغنائم على حساب افقار الشعب وتجويعه ولا ندري الى متى ستستمر هذه اللاابالية من الاغلبية الصامتة من الناس الذين لايحصلون من حكام السوء الا الوعود الكاذبة . ان احدى الفضائح التي انكشفت مؤخرا هي فضيحة محمد جوحي "معاون مدير مكتب رئيس الوزراء" والذي شكل مجموعة الكترونية للتنصت غلى الرؤوس الكبيرة العفنة المتحكمة بالسلطة لغرض ابتزازها لاحقا وليس من العقول ان هذه الزمرة كانت تعمل بدون معرفة رئيسها اذ هي تقوم بذلك لصالح حملته التي بدات مبكرا مواصلة التسلط ومهما حاول التنصل منها فهو امر مكشوف والهدف كان التهيأة للولاية الثانية من الحكم . لقد ابتلعت الحكومة وعودها بخصوص انتخابات مبكرة الى جانب برنامج حكومي لم يتحقق منه اي بند وتبخرت وعوده حول محاربة رووس الفساد الكبيرة بل بالعكس زاد الفساد بشكل فلكي واصبح القضاء الذي اطلق سراح حرامي القرن مهزلة و مثار سخرية واذا كان هناك بعض الناس الذين كان لهم بعض الامل في القضاء فقد تبخر الان بسبب هذه الفضائح المدوية لقضاء مخجل ومخزي تسيطر عليه عصابة مرتبطة "بالارجنتين" وفاسدة الى حد كبير وانفضحت في اطلاق سراح نور زهير سارق مليارات الدولارات اضافة لصفقات ملياردية جديدة واخرها صفقة السكك الحديدية بعشرات المليارات من الدولارات المنهوبة والتي احد ابطالها من جديد سارق القرن كما كشف رئيس مفوضية النزاهة في مؤتمره الصحفي في اربيل ولا ندري ماالذي حققه هذا القاضي في مجال مكافحة الفساد ًواي من مئات ملفات الفاسدين الكبار قد وصل الى نتيجة محسومة وبالمناسبة فالمعروف عدم وجود قضاء نزيه او نظيف او مستقل في العراق فاذا كان القاضي حنون يطلب الحماية ويستنجد ولايدري بمن فما بالك بالمواطن العادي الذي تنهب حقوقه كل يوم . ان احد امثلة الابواق الماجورة الاعلامي الذي كان سابقا بوقا لصاحب حكومة الماننطيها واصبح الان ماجورا للحكومة الجديدة ويحاول جاهدا عكس صورة خادعة عنها مليئة بالاكاذيب بدون خجل ويستمر مسلسل الكذب والضحك على الذقون بدون اي وازع من ضميروهو نفس اسلوب وعاظ السلاطين الذي حذر منه الراحل النابغة علي الوردي . هناك اكذوبة كبيرة هي ما يدعى بالاستثمار وهي الطريقة المجربة لدى السراق الحاكمين ومن اواخر فضائحها سرقة اراضي الجوامع كما حصل لجامع عمر المختار و قد يحل الدور على جامع ام الطبول او حتي جوامع الشيعة وهي ضمن عمليات نهب متواصلة لممتلكات البلد والتجاوز الحقيقي ليس هو من الفقراء الذين ليس لديهم سكن والذين تتعرض اليوم مساكنهم البسيطة الى الهدم بالقوة ورميهم في الشارع للاستحواذ على اراضيها من قبل المليشيات المسلحة المؤتمرة باوامرحيتان الحكم الذين نهبوا القصورالتي بناها حكم المجرم صدام على حساب تجويع الشعب فترة الحصار الجائر وكذلك سيطروا على مطار المثنى ووزعوا اراضيه ولا زال نهب الاراضي واملاك الدولة مستمرا من زاخو الى الفاو ومن الموصل الى البصرة . ان رئيس الوزراء الحالي لا يختلف جوهريا عن سابقيه واية ديمقراطية في العراق يمكن الحديث عنها اذ يحكم شخص نوابه في البرلمان لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة الا انه نجح في الاعلام بطرح صورة كاذبة مخادعة عن انجازات وهمية عبر ابواق اعلامية مأجورة وصفحات الميديا وهو جزء من حكم المحاصصة والطائفية البغيض الجاثم على رقاب الناس لأكثر من عشرين عاما وهو حكم عفن فاشل يسيطر بالسلاح والمال والتسلط وهو والبرلمان المسخ يهددون اليوم بتمزيق العراق بل وارجاعه عشرات القرون للوراء عبر محاولة الاعتداء على حقوق المرأة والطفل من خلال تعديلات بشعة مغرضة لقانون الاحوال الشخصية 188 لعام 1959 عبر تضمين القانون مدونات فقهية طائفية قبيحة تستهدف تمزيق العائلة والمجتمع وتعريضه لهزات غير قادرعلى تحملها بسبب تفكك النسيج الاجتماعي وضعف وهزالة السلطة المشغولة بالسرقات وتكريس المحسوبية بعيدا عن العناصر الكفؤة حيث تجاوز رئيس الوزراء الحالي سابقيه باغراق المؤسسات بأبناء عائلته وعشيرته. ان الامل كل الامل هو بانتفاضة الشعب القادمة فليس هناك انتخابات نزيهة يمكن التعويل عليها.
#محمد_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظام حكم الفساد والبلبلة
-
ألاحتلال الامريكي المدمر للعراق
-
العراق وافاق المستقبل
-
حكومة السوداني والانتخابات المحلية
-
عشرون عاما منذ الغزو الامريكي والعراق يعاني
-
مستقبل العراق على كف عفريت
-
العراق وآفاق التغيير
-
انتخابات مكررة أم مبكرة
-
العزيز ابو سامر - كاظم حبيب- وداعا
-
المقاطعة ام المشاركة في انتخابات البرلمان العراقي
-
شلت ايدي المجرمين الظلاميين القتلة
-
ثمانية عشر عاما ومعاناة العراقيين لا تنتهي
-
التعليم العالي والشهادات المزورة
-
افاق انتصار انتفاضة تشرين
-
اول عالم من اصل عراقي ينال ميدالية فراداي العالمية
-
روبرت فيسك ... الصحفي الباسل الذي فقدناه
-
انتفاصة تشرين تتواصل
-
الانتخابات وامال انتفاضة تشرين
-
ذكرى الاحتلال في زمن الكورونا
-
تحية للمرأة العراقية الثائرة
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|