أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - نقوس المهدي - حواتر مع نقوس المهدي... بمنتدى مطر















المزيد.....



حواتر مع نقوس المهدي... بمنتدى مطر


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 12:28
المحور: قضايا ثقافية
    


أجرى الحوار:
- ذة. سعاد بني اخي
- د. محمد داني
- ذ. عبد العاطي طبطوب
- ذ. عبد الرحيم التدلاوي
- ذة. رسوان بشرى
- ذ. عبدالله فراجي
- ذ. عبدالله بن بريك
- ذ. حسين الدمرداش محمد العدل ( مصر )
- ذ. جبران الشداني
- ذ. نبيل محمود ( العراق)


> الاستاذة سعاد بني أخي
ـ أولا، نود سماعك، سيدي المهدي، حول المهدي حين كان طفلا.
(ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد = لقد زادني مسراك وجداً على وجدي)
كانت البداية في البادية.. بادية الرحامنة الجميلة الهادئة الكريمة في مواسم الأمطار، والبائسة الفقيرة الكالحة في سنين الجدب والجفاف.. أسمع الناس يرددون ولايزالون " اذا صيفت الرحامنة واحمر فالمغرب كلو مصيف".. وهي بهذه المقاييس الشعبية معيار الرخاء الاقتصادي ونقيضه بالنسبة للمغرب؛ لكن ما مر عام والرحامنة ليس بها جوع وظلم، لتكالب القدر والبشر معا في تفقير العباد، فالأرض هنا معطاءة، لكن يلزمها الكثير من الأمطار. ربما لحاجياتها الكبيرة من المياه بسبب تواجدها بهضبات الفوسفاط التي كانت يوما ما بحرا وانحسر تدريجيا ليرابط غربا على أطراف الأطلسي.. ولغضب المخزن من أهلها لكونهم طردوا السلطان عبد العزيز، ونهبوا متاعه وبايعوا اخا له فقامت الفتنة، فألب عليهم وزيره باحماد، فحاصرهم ونكل برجالهم وسبى نساءهم، ونهب خيراتهم، واحرق محاصيلهم واشجارهم، وفرض عليهم واجب السخرة وتقديم اتاوات أنهكتهم وقضت على الزرع والضرع حتى لم تبق هناك دجاجة ولا بهيمة.. وحملوا على كاهلهم الى الأبد صك اتهامهم كصخرة سيزيف... مساخيط مولاي عبد العزيز ..
هناك كانت النشاة بين ناس يعيشون على الكفاف، لكنهم قانعون الى درجة الغنى، بسطاء في معاملاتهم طيبون متحابون متجانسون متحدون، لم نشهد مرة انهم تنازعوا حول أمر من الأمور، او تراموا على ارضي بعضهم، أو التجاوا للقضاء او للغير ليفصل بينهم، ولا مراء فيما قاله ابن خلدون في أن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر.. وبين أتراب من أبناء البدو، كلهم إخوة في الرضاعة لنضوب الحليب من الاثداء العجفاء لأمهاتنا نتيجة قساوة أيام الجوع المريرة، والفقر المدقع. كان الكتاب قبلتنا الاولى نتعلم ونرعى الأنعام القليلة التي غالبا ما يوفرها أشخاص ميسورون بقسط من الأرباح معلوم، إلى حدود السنة الثامنة من سني، حين أقبل الوالد يوما ليلحقني بالمدرسة في المدينة ضدا على رغبة العائلة، لان حامل للقرآن باعتقادهم يشفع لأهله بدخول الجنة بدون محاسبة..
لم أكن أعي ما هي المدينة ولا أعرف ما هي المدرسة، لأني في حقيقة الأمر لم أتعلم شيئا يذكر على يد ذلك الفقيه الدكالي الذي كان يقضي بياض نهاره في خياطة الجلابيب واستقبال زبنائه ليحرر لهم تعاويذ ضد مختلف الأمراض.. ليأمرنا في اليوم الموالي بمحو الالواح الخشبية بالماء والصلصال واستنساخ سور قصار بواسطة أقلام من القصب والصمغ التي كنا نحصل عليه من مادة " الودحة " المستخلصة من صوف الغنم ..
وكان الرحيل الى لوي جانتي....
وكان التحول..
لكن بالرغم من ذلك، وانا على بعد نفس أو اقل من الجحيم، لا أزال أحس بملمس الجلباب الصوفي الخشن على الجلد، وبحدة مذاق خبز الشعير في الحلق، وبراءة تلك اللحيظات الوديعة التي تمعن في البعاد. وأحس كأني رحلت من عالم إلى آخر، طفولتي في كنف الدوار هي الأساس، عشقي للمدينة جاء لاحقا ، الأصل غلاب، لأننا مهما تدرجنا في سلم الحضارة، فإنه يربض في لا وعينا ذلك الإنسان البدوي بكل رعونته وصلفه وكبريائه، بل ولا نستطيع الفكاك من اسر ماضينا المشبع بالعديد من القيم والفرضيات، والتحرر من وعينا ومتخيلنا الرعوي.. ..
سقى الله تلك الايام..

* كيف كان يبدو له عالم الكبار؟
هل خيب البالغون تطلعات المهدي الطفل بشكل أو بآخر؟ كيف؟
- حينما كنا أطفالا، كنا نحلم بأن نكبر سريعا؛ لكننا حينما كبرنا، أصبحنا نتمنى أن يرجع بنا قطار الزمن القهقرى، بدل أن يتقدم.. ذلك أننا نتمسك بالحياة بالرغم من زيفها وفجاجتها وغدرها وقبحها، فقد كان عالم الكبار يبدو بالنسبة إلينا سحريا وجذابا؛ إذ كان الانتقال من وسط البداوة المترامي الأطراف المحدود المعالم والسمات والمدارك والوسائط، المحكوم بالبساطة والقناعة ، و الأسرة النووية التي يكون نواتها الجدود والأعمام والأبناء وأفراد القبيلة، إلى قرية منجمية تدعى " لمزيندة "، عالم نموذجي شبه مدني، مكون من أسر صغيرة طوح بها الفقر من القبائل النائية ، ومساكن موحدة معماريا شبيهة بالغيتوهات، وإزاء جيران يمثلون فسيفساء من الإثنيات واللهجات واللكنات والانتماءات العرقية والعادات والتقاليد التي حملوها معهم من قبائلهم المتنوعة، وأجبروا على الذوبان في كومونة واحدة ، والتأقلم والاندماج في مجتمع بروليتاري توحدهم ضراوة ظروف الشغل في المناجم، وقساوة الرؤساء وعشوائية تصرفاتهم. كنت أرى الوالد أيام الآحاد فقط ، إذ أن ظروف العمل كانت تحتم عليه الاستيقاظ يوميا في الهزيع الأول من الليل ليعود بعد العصر منهكا ملطخا بالوحل ليخلد إلى النوم، أو تلزمه ظروف الشغل لتمديد ساعات العمل .. كانت نسبة اليورانيوم الذي يحتوي عليها الفوسفاط تفعل مفعولها في أجساد المستخدمين المنجميين وتنهكها وتفلها كما يفل الصدأ الحديد.. وبرغم تلك الظروف الصعبة والخطيرة، كانوا منتظمين نقابيا متحدين متآزرين في السراء والضراء، ويحدثوننا عن السانديكا، وقانون الشغل ، ومنحة نهاية السنة، والإضرابات التي تدخل على إثرها العسكر ضد العمال بالذخيرة الحية مرات عديدة؛ ومباغثة الجبل الذي كان يهوي على حين غرة حاصدا الأرواح او مهشما العظام.. بيد أن أقصى ما يتوق إليه أنجب التلاميذ زمنئذ هو النجاح في سحب السطل الثقيل إلى العالي، في إحدى أغرب مباريات اختبار القوة والأشد إيغالا في البدائية ، والحصول على رقم مهني، ودراجة نارية ، وبدلة زرقاء، وجزمة مطاطية، وخوذة، ومصباح يشتغل بالكربون الحجري، ثم الزواج من بنت الدوار لتعجن وتصبن وتلد المزيد من الأولاد لتسمين الأجرة النصف شهرية ( الكانزا) ، واكتساب خليلة او اكثر توفر المتعة الحقيقية من بين العديد من بائعات الهوى نزيلات الزنقة 8 الشهيرة، والاغراق في الشرب ببار الاحباب..

* هل كان للمناخ العائلي يد في محبة القراءة و الاطلاع لدى المهدي نقوس، و بأي معنى ؟
- اثنان كان لهما علي الفضل الكبير في محبة الكتاب وحب المطالعة، أمي وأستاذ اللغة العربية في قسم " الشهادة " المتوسط الثاني الطيب الذكر السي محمد أغزاف... وبحكم الإشراف المباشر على تربيتنا إثر الانشغال المتواصل للأب بالعمل وتعرضه لحوادث الشغل المتوالية. كانت أمي تستيقظ في حدود الفجر لتشتغل في غزل الصوف ونسجه لحياكة جلابيب وأكسية للاستعمال الأسري، فتوقظنا بنفس الوقت لنحفظ دروسنا ونحن نتثاءب على إيقاع حركة " المغزل " و كشط " القرشال" او نقرات " لمشط " الذي كانت تطعمه بحلقات معدنية ليحدث رنات مفخمة نكاية في الجارات النائمات. كانت دروس الأخلاق والتربية الوطنية و التاريخ أكثر مللا وتبعث على الخنوع، والاستيقاظ المبكر الممض والثقيل على نفوسنا في انتظار وقت الانطلاق للمدرسة كفيل بان يجعلني أحفظ كل الدروس، واستظهر عن ظهر قلب كل نصوص المطالعة لأحمد بوكماخ ومقرر اللغة الفرنسية، وكراس القرآن ذي "الخمسة " أحزاب
من جهة أخرى كنا عادة ما نستهل مواضيع الإنشاء بجملة " ذات يوم من الأيام" ، ونتبعها بسطور معدودة في لغة وتراكيب يختلط الدارج فيها بالمعرب، لكن بطريقة مكسرة وهجينة غالبا ما كانت تجلب لنا عقوبات جسدية من طرف معلم اللغة العربية الآنف الذكر ( السي محمد أغزاف) ، الذي كان يبغض هذه الجملة الركيكة، ففكر في إنشاء خزانة مدرسية يتكلف كل تلميذ بشراء نسخة واحدة من قصص أحمد سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي توزع بنهاية كل أسبوع على أن نلخصها إجباريا في ورقة عند نهاية الأسبوع الموالي ونأخذ غيرها.. عشقت تلك القصص إلى درجة الهوس وأصبحت مدمنا على قراءتها وإعادة قراءتها لما تجلبه من متعة إضافية تنأى بنا عن صرامة المقررات المدرسية ، ولما توفره لنا من فرصة السياحة في العوالم الخارقة للجن و الحيوانات والساحرات والمغامرين الشجعان ورحلاتهم الغريبة في جزر وأقاليم خيالية ..
هكذا شبيت عن الطوق وفي نفسي نهم عظيم للقراءة والاطلاع..
بمقابل تلك القصص والقراءات، كانت الحفلات الرسمية التي تحييها الأجواق الموسيقية الشعبية، والأشرطة المعروضة موسميا على الحائط من طرف شركات الإشهار هي نافذتنا على الفنون والعالم الأخر في غياب التلفزيون والسينما.
في المرحلة الإعدادية، كنا مجبرين على قطع مسافة اثنا عشرة كيلومترا الفاصلة بين قريتنا والثانوية لمدة سبع سنوات، وقضاء النهار بأكمله بين مناضد حجرات الدرس وعشب الحديقة العمومية، هناك في ذلك الفضاء البكر قرأت روايات جبران خليل جبران وروايات تاريخ الإسلام لجرجي زيدان، وقصص كامل كيلاني و روايات مصطفى لطفي المنفلوطي التي كنت التجئ إلى قراءتها حينما أود أن ابكي، لنتدرج الى قراءة روايات نجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله وإحسان عبد القدوس وجودت السحار وكتب عباس محمود العقاد وطه حسين، وأشعار ابي القاسم الشابي ومحمود درويش واحمد دحبور وبول ايلوار وبابلو نيرودا ونزار قباني التي كانت تصدر له طبعات صغيرة وأنيقة عن دار العودة، والملحق الثقافي لجريدة العلم، ومجلة العربي التي كان يراسها الدكاترة احمد زكي، ومجلة الهلال التي يرأس تحريرها الشاعر صالح جودت، ومجلة الطليعة ذات التوجه الناصري للطفي الخولي، ومجلة القصة المصرية التي كان يرأس تحريرها محمود تيمور، ومجلة الشعر التي يرأسها الدكتور عبد القادر القط ، وكتابات ألبير ميمي وألبير كامي ورواية المثقفون لسيمون دو بوفوار، وترجمات الأدب العالمي لدار العلم للملايين و لسامي الدروبي و فوزي عطوي ودريني خشبة وغيرهم من الأسماء التي وفرتهم لنا مجانا مكتبة م. ش. ف.
وان انسى فلا انسى الاستاذ السي العربي مفضال وجهوده في ترسيخ الكثير من القناعات الثورية في نفسي من خلال ما كان يلقننا من تحليلات مادية للنصوص الأدبية القديمة، وقراءات مختلفة وعروض خارج المقرر الدراسي عن شعر المقاومة والنضال الثوري ضد الاستعمار في المغرب وفي فلسطين ومرتفعات ظفار وامريكا اللاتينية ، وظاهرة ناس الغيوان وجيل جيلالة ، وما كان يقترحه علينا من قصائد الشيخ امام عيسى، وسعيد العويناتي ومظفر النواب وعبد اللطيف اللعبي..
إضافة الى كل تلك القراءات المبكرة كانت محطات الراديو هي النافذة الخلفية التي تعرفنا من خلالها على العالم الخارجي من خلال برامج "حقيبة الأربعاء " لادريس الجاي، و"طريق الأدب " للاستاذ بنعبد الله ابو القاسم الذي كان يبث كل مساء يوم الثلاثاء على أمواج راديو الجزائر، وكان له الفضل الكبير في توجيه وتحفيز العديد من الأسماء الأدبية المعروفة بالجزائر.. هذا اضافة لراديو براغ من تشيكوسلوفاكيا الخارجة توا من ربيع براغ، والتي عقدت مع برامجها الإذاعية علاقة متينة تعرفت من خلالها على كتاب الواقعية الاشتراكية وانبهرت بمكسيم غوركي، وسعيت لقراءة روايته العظيمة الام قبل ان اعلم لاحقا بانه كان عميلا ومخبرا سريا لفائدة جهاز الكي جي بي ، ويحرر تقارير عن الكتاب والشعراء الروس ، وتعرفت ايضا على بعض رموز الأدب التشيكي وخاصة كارل تشابيك وروايته الشهيرة " حرب السمندل " التي وصلتني مترجمة إلى العربية ضمن المنشورات العديدة التي تتفضل بها إذاعة براغ للتعريف بأدبيات اليسار الماركسي الذي عشقته الى حد كبير وغير مجرى قراءاتي واهتماماتي الأدبية ووعيي الطبقي.....
في تلك الفترة احببت فتاة وهي المرة الوحيدة التي يدخل فيها الحب الى قلبي .. حب عذري من طرف واحد ، كاذ أن يعصف يحياتي العطفية ، سرعان ما سيجابه بشراسة من قبل الاسرة التي ستزوجني من الفتاة التي احبوا عوض تلك التي احببت انا.. وانغمست بدوري وسط قطيع الازواج ، وكتبت اولى نصوصي الادبية التي نشرت تباعا في مجلات ودوريات وصحف عربية ووطنية واثيرية

* متى وُلد المهدي الرافض للغلط في المجتمع المغربي، ثم في العالم؟
- كنت ولا أزال أعتبرعقد السبعينات من القرن الماضي من أزهى العقود وأبهاها على الاطلاق. اذ شهد العديد من الحروب الاهلية في لبنان وافريقيا، والثورات التحريرية في فلسطين ومرتفعات ظفار وموزمبيق وانغولا وجنوب افريقيا، وفيتنام والشرق الأوسط، والانقلابات العسكرية في المغرب، والانقلابات المضادة في تشيلي وأفغانستان والسودان واليمن الديمقراطي ونيكاراغوا واليونان، اعدام سلفادور اللينيدي ، والشاعر بابلو نيرودا " اعظم شاعر في القرن العشرين بكل اتللغات كما " وصفه غابرييل غارسيا ماركيز ، والجنوب افريقي بنيامين مولويزي، والعديد من الكوادر اليسارية، اقامة المحاكمات الصورية التي تعرضت لها التنظيمات السرية الى الأمام و23 مارس ومناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والعديد من الشعراء والكتاب، وأشكال الموضة على مستوى الألبسة والمظهر، والنجاحات والتحولات الجذرية في السياسة والأدب والسينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى.
في عقد السبعينات ترنمنا باحلى الاشعار ، قرانا أجمل الروايات، واستمعنا لأروع الأغاني، وشاهدنا أرفع ما أنتجته السينما الملتزمة، ولبسنا أجود الألبسة، وتابعنا التقارير السياسية عن الأوضاع الداخلية بالمغرب والعالم العربي من اذاعة ليبيا وصوت الجزيرة والخليج العربي التي كانتا تشكلان نقلة في الإعلام العربي وبديلا عن إذاعة صوت العرب ومذيعها الشهير أحمد سعيد. في تلك السنوات أيضا تعرفت إلى صديق أردني يدعى نزار نواف منصور الهنداوي، تبادلنا معا العديد من المراسلات ثم اختفى في ظروف غامضة هاربا من الأردن لظروف سياسية لاجئا الى بيروت ثم أوربا ليرأس هناك تحرير جريدة عربية، ثم يلقى عليه القبض ويسجن لمدة خمس وأربعين سنة لاتهامه بمحاولة تفجير طائرة العال الإسرائيلية بمطار هيترو بأنجلترا. بعدها تعرفت على طالب عراقي يدرس بجامعة بغداد وينتمي للحزب الشيوعي العراقي وينشط في اتحاد طلبة العراق. وعلى الصديق العراقي عبد الكريم العامري وهو إنسان تعددت مواهبه وتنوعت اهتماماته ما بين الشعر والمسرح والرواية والكتابة الصحفية والتنشيط التلفزيوني والإعلامي.. وتحدثنا في رسائلنا التي ما أزال أحتفظ بها عن ظروف القهر والديكتاتورية، وحصاده للعديد من الجوائز المسرحية، والأوضاع الأدبية السائدة وقتئذ والتي كان المنتمون لتنظيم البعث هم الأعلى حظا ، وكيف كان بالرغم من هذه الكفاءات كلها عاطلا بدون عمل يجاهد ليعيل بالكاد أسرته الصغيرة ، وقرأت لحسب الشيخ جعفر وسعدي يوسف وعبد العزيز الدوري وأعدادا من مجلة طريق الشعب لسان حال الحزب الشيوعي العراقي.. وفي تلك السنوات أيضا قرأت البيان الشيوعي، وكتب لينين وويلهلم رايش، والاختيار الثوري، وشعرالمقاومة، وإبداعات بعض الشعراء المغاربة أحمد المجاطي في قصائده الاصلية بمجلة أقلام قبل ان يعدم رموز النضال في ديوان الفروسية، ديوان "رقصة الرأس والوردة " لعبد الله زريقة الذي طاله الحظر بعد صدوره بوقت يسير، " الحب مهزلة القرون " لمحمد عنيبة الحمري الذي جاء كرد فعل ضد أشعار نزار قباني العاطفية، ديوان "نجوم في يدي " لمحمد الحبيب الفرقاني، كتاب "الأقدام العارية " الذي يحكي تجربة الشيوعيين في السجون الناصرية لطاهر عبد الحكيم، " الثالوث المحرم " في طبعاته الأولى قبل ان يتراجع أبوعلي ياسين عن بعض طروحاته السابقة، كتاب الطيب تيزيني " مشروع رؤية جدية للفكر العربي في العصر الوسيط"، مجلة شؤون فلسطينية، مجلة أنفاس التي حصلت على كل أعدادها وأعداد مجلة "الثقافة الجديدة " المغربية وجريدة المحرر التي كانت غالبا ما تتعرض للحضر والحجز، التسجيلات الصوتية التي كانت تصلنا عن نضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في أهم مواقفه التنظيمية قبل أن يطاله الحظر .. ..
كانت هذه جملة عوامل أثرت في حياتي وبلورت مواقفي من العالم المحيط بي، مزقت خلالها كراسا كنت أعتبره ديوانا كاملا يحتوي على العديد من الاشعار الذاتية، وبعض القصص القصيرة الاجتماعية، ومقالات أدبية كنت قد شاركت بها في برامج إذاعية مختلفة.. أحرقتُها كلها لانعدام إيماني بجدوائيتها ونجاعتها في تحقيق رهاناتي، وانطلقتُ أبحث عن سماوات أخرى أكثر وضوحا ونضجا وتحررا على مستوى الفكر وأقرب الى الصواب وهموم الناس وإلى الواقع والى نفسي..

***

* الاستاذ محمد داني

* متى، سي المهدي، ستتحفنا بديوانك الاول؟اعرفك شاعرا رصينا
- تحية اخي وأستاذي السي محمد داني وشكرا على مكرمتك ولطفك.. بالنسبة لإصدار ورقي، إن على مستوى الشعر أو القصة .. فقد كتبت بعضا من النصوص تتفاوت بين الجودة والرداءة ككل التجارب الكتابية لمختلف المتأدبين، ولم أجرؤ يوما على الادعاء بأني شاعر أو قاص او انتحال هكذا صفة من تلك الصفات الرنانة التي يلصقها البعض بدون ادنى تواضع قبل اسمائهم.. وهذا يدخل من باب تحصيل الحاصل و رهين برضا الناس. ولم اجرؤ على إصدار أي شيء لصعوبة النشر او ليسره، او لازمة نشر الكتاب وبيعه بالمغرب، لانه لااحد صراحة بمستطاعه عرض ابنائه للبيع على الملأ.. ولتطور العديد من القناعات لدى القارئ الحالي وعدم تقبله للشعر الملحمي الملتزم الذي ينتمي لمرحلة ماضوية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وخفوت الواقعية الاشتراكية..
ربما سيصدر مستقبلا عمل أو عملان يخلدان ذكرى رجل عاش في زمن ما ، و أهدر عمره هباء بحسب تصريح الماريشال ليوطي عند انطفائه على لسان مساعده، لأنه لم يحقق شيئا يذكر، من يدري؛ فلم يتبق لي من ضمانات عمرية ما يكفي لكي أقايض بها عزرائيل ليمهلني مزيدا من الأيام لكتابة شيء يستحق القراءة، لأن أجمل النصوص هي تلك التي لم تكتب بعد، وأجمل الامنيات تلك التي لم تحقق بعد، كما يقول الكثير من الناس ..

> محمد داني
* أتمنى ان تحدثنا سي المهدي عن ظروف ولادة قصيدة مراكش
- تحية اخي السي محمد داني
قصيدة مراكش استلهمتها من عز حراك النضال السياسي والاجتماعي الذي شهده المغرب طيلة عقدي الستينات والسبعينات، كانت الشوارع لم تجف بعد من دماء شهداء انتفاضتي الريف، و23 مارس بالداراالبيضاء التي قمعها المجرم محمد أوفقير، وتلتها قضية اغتيال المناضل الأممي المهدي بنبركة.. ثم كانت هزيمة الستة أيام المخزية التي أعادت خلط الحسابات لدى النخب السياسية والثقافية السادرة، وأحدثت شرخا في وعي الإنتلجنسيا العربية مس كافة أوجه الإبداع الفكري والروائي والفني، وأحدثت ثورة في الأدب والشعر والموسيقى والسينما والموضة، وشكلت برزخا بين جيلَي ما قبل ومما بعد الهزيمة. وولدت كتابات عبد الله العروي وأنور عبد الملك وسمير أمين ومجموعة ناس الغيوان وجيل جيلالة ومجلة الثقافة الجديدة وأنفاس وغيرها من الكتابات الرافضة للسائد.. كنا بعد صغارا لكن إحساسنا بالغبن والدونية والألينة والتهميش، ووعينا بجسامة وجلل المصاب وابتلائنا بشريحة هجينة من نموذج الديكتاتور العربي الجاهل المنبطح البائس القاسي المفلس العميل لأمريكا، وهو يدفع العالم العربي الكئيب بالتدرج صعودا في سلم الخسارات من النكبة إلى النكسة إلى الهزيمة والضياع..
نعم، كان إحساسنا بالاستلاب أضخم و أكبر من أن نتحمله كجيل ناشئ رضع الهزيمة وتمرس آباؤه على الخسارات والخنوع وخدمة فرنسا وتحرير أراضيها من المستعمر، وأفرز نوعين من الشعوب الفقيرة ، نوع يشكل فقرها جزءا من عبوديتها ويشجع المستبدين على التمادي في بطشهم وجبروتهم ، وشعوب تعيش بكبرياء غير مبالية بفقرها لأنها تعيش على الخبز والشاي والفول المدمس والهريسة والكفاف.. هكذا تولد وعينا المبكر الذي ألهبته خطب عبد الناصر ومواقف نور الدين الأتاسي وأحزاب البعث الاشتراكي القومجية بكل توجهاتها العقائدية وخلافاتها القطرية، وغدته بالكثير من الغرور والاعتداد بالنفس لدى النخب الحاكمة، والتي استثمروها في إذكاء جذوة حماسنا وتلطيف أحلامنا وإيهامنا بمستقبل خادع لعالم العربي مشرق موحد متحرر مستقل من المحيط الى الخليج؛ لكن الأمور انتهت بسرعة متناهية وتكسرت النبال على النبال، ووُئدت أحلامنا الوليدة.. قد يستغرب البعض نظرتي العدمية هذه.. لكني لم أستطع للآن التحرر من أسر هذه النظرة السوداوية القاتمة الكالحة للأمور التي ما زادت سوى استفحال
في السبعينات، وبعد الانقلابين الفاشلين زُج بالعديد من المناضلين في السجون العلنية والسرية، وأقيمت محاكمات صورية، وأُعدم ثوار صبيحة عيد الاضحى، والتحق آخرون بالمنافي الإجبارية فيما تعرض العديد منهم للاغتيالات والتصفية الجسدية التي كان وراءها المخزن وحليفه الشبيبة الإسلامية التي كانت تبحث لها عن موقع قار على الخريطة السياسية بعد ان أغاظهم اكتساحها بالمد اليساري الماركسي وسيطرته على جميع المرافق الحيوية وخاصة العمال والطلبة، بمقابل شحوب وضمور الفياصل الإسلاموية.. يمكن بهذا الصدد مراجعة رسالة عبد الإله بنكيران الى البصري يعرض عليه فيها باسم الشبيبة الاسلامية التعاون مع وزارته لضرب اليسار..
في يوم 24 نونبر 1974، وفجاة ، وقع علينا كالصاعقة خبر اختفاء الاستاذ العربي مفضال، الذي كان له الأثر الكبير على توجيهي، ليعود بعد عقدين من الزمان ليؤسس مع رفاقه العائدين منظمة العمل الديمقراطي الشعبي المنبثقة عن تنظيم 23مارس، ويحرر عمودا سياسيا بجريدة انوال باسم ( احمد السنبالي) ، في السنة الموالية وبتاريخ 18 دجنبر 1975، اغتيل المناضل الاتحادي عمر بنجلون في واضحة النهار، بعد ان أوكل أمره للخلايا العمالية للشبيبة الاسلامية، التي كانت واحدة من الخلايا التأديبية المعتمدة في الاعتداء الجسدي على خصومها، على غرار تنظيم الإخوان المسلمين المصري الذي استنسخه عبد الكريم مطيع وشحن أعضائه بالعداء لليسار الماركسي المعادي للدين الإسلامي بحسب اعتقادهم الخاطئ .. في خضم هذا الصراع السياسي والفوران الاجتماعي، التحقت للدراسة بمراكش، كان درب المواسين المتفرع عن مول لقصور يفضي مباشرة الى جامع الفنا عبر منعرجات وممرات ساحرة.. هناك بهذه الساحة الشهيرة كنت أقضي يوميا فترة استراحة مسائية قصيرة بين روادها وحلقات الترفيه وفرق الموسيقى الشعبية ومروضي الأفاعي والقرود والحكواتيين ورواة السير الشعبية.. وكانت أكثر ما تشدني حلقة لشيخين غريبي الأطوار بشعور طويلة شعتاء، وسحنات أقرب الى رجال الهندوس وأهل التصوف والدروشة " تهداويت "، وتتناثر حولهما أشياء غريبة أهمها دعدوع ضخم وتحف نحاسية ونارجيلة لتدخين الكيف وسربا من الحمام الأليف، يرطنان بنظم مشفر ومسجوع به من الحكمة والكلام المأثور المستخلص من رباعيات سيدي عبد الرحمن المجذوب القدر الكبير. كانت حلقة الشرقاوي وصديقه الكفيف المعطي الذي غالبا ما ينتشي بشفطات الكيف ويمعن في الظلام بعينيه المنطفئتين، ويدخلان في نوبة من شطحاتهما الغريبة والمبحوحة والساحرة بأثر الدخان، هي المكان الأثير إلى روحي و وجداني.. ومن هذا الجو العرفاني والثوري ولدت قصيدة مراكش الموت والميلاد.. واخرى بعنوان ( من مكابدات احمد الزعتر ) بعثت بالقصيدتين إلى جريدة المحرر، وكم كانت دهشتي كبيرة حينما وجدتهما بعد أسبوع تتصدران صفحة الجريدة مع تقديم لمحرر القسم الأدبي العياشي أبو الشتاء.. كانت هذه هي واحدة قصيدتين استبقيتهما من مجموعة من المقطوعات العاطفية وليدة المرحلة التلاميذية، بعد ان مزقتها لأحدث قطيعة بين وعيين طبقيين مختلفين تماما..

***

> محمد داني

* نظرتك للجو الثقافي باليوسوفية
* المفارقات بين اليوسفية واسفي والشماعية
- عظيم المحبة والتقدير أخي السي محمد داني وشكرا على هذه الأسئلة التي تتوخى تشريح المشهد الثقافي بهذه المدينة العمالية التي أنجبت كوكبة من المبدعين والشعراء والروائيين والفنانين والرياضيين والأطر العليا في كافة التخصصات العلمية، والتي تعد عصب النشاط الاقتصادي للمغرب، او كركوك المغرب بحد تعبير بعض المحللين الاقتصاديين.. وفي مقابل هذا الاحتياطي العالمي للذهب الأبيض الذي يضخ يوميا الملايير في صندوق شركة عملاقة ذات الاختيار المركنتلي يبقى الوضع الثقافي أكبر الخاسرين. ربما لأن القيمين على الشأن المحلي يتعاملون بمنطق الربح والخسارة، ولا يريدون أو لا تهمهم الثقافة أو تغير عقلية المواطنين؛ اذ يتم التعامل مع الجمعيات بعقلية انتخابوية ، أو بما يخدم سياسة المكتب الشريف للفوسفاط بعيدا عن أي احتضان فعلي أو تشجيع معنوي، وعبر التعامل بجفاء ملحوظ مع العمل الثقافي الجاد. ويتمثل هذا السلوك في التضييق وعدم تقديم الدعم المادي واللوجيستيكي، بمقابل التعامل بطرق سلسة مع الجمعيات الانتهازية ذات العقلية المقاولاتية التي أفسدت الحقل الثقافي والجمعوي وأساءت إليه.
في اليوسفية كما الأمر في مدينة الشماعية نعيش تهميشا ممنهجا؛ إذ لا محاضرات ولا ندوات ولا معارض فنية إلا اليسير مما نلاحظه من أنشطة نابعة عن نوايا حسنة وبجهود فردية لأشخاص يحملون هما ثقافيا ويمولون أنشطتهم بجهود شخصية وبسيطة وتلقائية من أجل تكسير الروتين وخلق حركية في المدينة.. حتى الريادة العالمية على مستوى رياضة الجمباز انحسرت كثيرا وشابها بعض الفتور، ولم نعد نسمع عن أبطال من مستوى عالمي وأولمبي كما في السابق ..
هذه العطالة الفكرية والتهميش والاقصاء الممنهج للمدينة والساكنة من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الذي يمارس سياسة الدولة داخل الدولة ، منقطعا الى استغلال خيرات المنطقة وتخريبها ، نائيا بنفسه عن الشأن المحلي، هي من الاسباب الرئيسية التي ساعدت على تحويل المدينة الى قندهار جديدة ، ومشتل لتصدير الجماعات الارهابية، التي كانت وراء التفجيرات الدموية الرهيبة بالدار البيضاء..
تبقى مدينة آسفي مغايرة تماما بحكم عراقة تاريخها، والكتابات التي كتبت حولها وحول أعلامها وفقهائها ومبدعيها، وتواجد جامعة تشكل بؤرة الحراك الثقافي، لا ننسى ما يقوم به، بمجهود تطوعي، المقهى الأدبي من جهود حميدة في احتضان الفعاليات الثقافية و اقامة ندوات وأمسيات وقراءت وتوقيعات ودعم الشان الأدبي والفكري

***

> محمد داني
* لم لم يتجرأ احد على أصدار انطولوجيا المبدعين بمنطقة احمر(اليوسوفية والشماعية)-
لم تتسن لأحد بعد فرصة إنجاز أنطولوجيا المبدعين بمنطقة احمر، وهو أمر في غاية الأهمية، بالرغم من أن القائمة تضم العديد من المبدعين في شتى المجالات الفكرية والأدبية والفنية والعلمية ، التي لا يمكن باية حال من الاحوال حصرها في هذه العجالة، ويمكن القول هنا بأنه يكفي اليوسفية فخرا أنها أنجبت الشاعرين مبارك وساط والدكتور عبد القادر وساط.. هذا الأخير الذي يقول عنه لحسن العسبي في مقال له بجريدة الاتحاد الاشتراكي: ".. يكاد يشكل مع شقيقه، الشاعر الآخر العميق، أستاذ الفلسفة، مبارك وساط، ثنائيا شعريا خاصا في شساعة الأدب المغربي، إلى الحد الذي جعل شاعرا عربيا كبيرا، غير مجامل، مثل أدونيس، يعلن أن القصيد المغربي يكمل بصوت « آل وساط ».." ويؤكد الشاعر أحمد المجاطي في إحدى حواراته " مستعد لألا اقرأ الشعر لسنتين كاملتين في انتظار أن يكتب عبد القادر وساط قصيدة "
مبارك وساط : أصدر عدة دواوين شعرية - (على درج المياه العميقة ) عام (1990) عن دار توبقال بالدار البيضاء - ( محفوفا بأرخبيلات )- (على درج المياه العميقة ) صيغة مراجعة ومنقحة - («راية الهواء)، عام( 2001) عن منشورات عكاظ، - (فراشة من هيدروجين) عام( 2008) عن دار النهضة العربية ببيروت و (رجل يبتسم للعصافير) عام 2011 عن دار الجمل، بغداد/ بيروت. - (رجل يبتسم للعصافير) شعر
- (برق في غابة) من ترجمة عبد اللطيف اللعبي والشاعر الى الفرنسية
وترجم: ( شذرات من سفر تكوين منسي) لعبد اللطيف اللعبي - رواية (النمرتشي ) للطاهر بنجلون - (نادجا ) لاندري بريتون
- الدكتور عبد القادر وساط : يكتب الشعر والقصة ومهتم بالترجمة أيضا، أشرف على إصدار موسوعة شاملة في المعارف عن دار عكاظ،، وموسوعة للنشء، وأخرى طبية في عدة مجلدات باللغة العربية ، وهي تجربة غير مسبوقة في العالم العربي.
- الدكتور احمد رزيق : ( إن أباكم كان راميا ) مجوعة قصصية - (حالات صحو ) مجموعة قصصية - ( بحثا عن ظل ) رواية
- مريم بن بخثة : (وشم في الذاكرة) رواية - (سقوط المرايا ) رواية - ( بأمر من مولانا السلطان ) مجموعة قصصية - ( حديث الليل) ديوان شعر - ( امراة على الرف) مجموعة قصصية
- مصطفى حمزة أنجز سلسلة من الدراسات المونوغرافية حول تاريخ المنطقة بعنوان دفاتر من تاريخ بلاد احمر منها : - (مدرسة الأمراء بمدينة الشماعية معلمة عمرانية وحضارية ) - ( الحاج محمد التهامي الحمري الأوبيري) - ( صلحاء بلاد أحمر).. وغيرها من الدراسات المتنوعة التي تناولت تاريخ قبيلة احمر وإقليم اليوسفية هبة نجد الكنتور
- عبد اللطيف بحيري شاعر بالفرنسية أصدر ديوانين ( شظايا وشرر ) - ( ذكريات سرمدية ) و يعتبر أحد أهم أبطال لعبة السكرابل في المغرب، ويسعى لإحراز البطولة العالمية ..
- عبد الكبير البيدوري فنان تشكيلي اقام عدة معارض بالمغرب وفرنسا ، ويعكف على إنجاز سيرة ذاتية فنية باللغة الفرنسية
- محمد مومني: (من تقنيات التصوير الضوئي ) كتاب تطبيقي يتكون من جزأين، يتمحور الجزء الأول منه حول تقنيات التصوير المتمثلة في عملية الالتقاط التي تعتبر من ثوابت الصورة الضوئية عموما.. فيما يتطرق الجزء الثاني لعملية تحميض الفيلم الذي تجوز استخدامه مرحليا، وتحميض الصورة الذي ما يزال معتمدا حتى الآن في عملية طبع وإخراج الصورة الرقمية
وهو فنان في الفن الفوتوغرافي ويقوم بورشات تطوعية ومعارض فنية..
- عبد العالي اواب: ( أشعار من الورد و النار) عن دار وليلي للطباعة و النشر 2003 - ( تهمس لك ) ديوان مشترك
- نور الدين وحيد: ( غدا تكتمل الحكاية ) رواية - ( رماد البارحة ) رواية - (شارع الرباط ) رواية - سيناريوهات افلام علام الخيل ووليدات كازا
- الدكتور مصطفى الحيا: وجاء دور التطبيع
- عبد الجبار الساكت: (نعوش بحر الحضارة ) رواية
- ادريس بلعطار: (عيوط ام هاني ) ديوان زجل
- مليكة فتح الاسلام: ( غزيل لكلام ) ديوان زجل اصدر عن مطبوعات محمد أعشبون واحتضان من جمعية الاوراش للشباب بمولاي ادريس زرهون
- علي مرزوق: - ( مقلاع داوود) - (ح في ميزان بلا عبار ) - (بياض لعريس) زجل
- احمد لمصدق: (خفايا تحت الظل ) زجل
- مبارك الامين : ( الغيور) زجل
- مصطفى دريوش: ( فدان لمعاني) زجل
- فؤاد بنبشينة: سوق الهضرة
نتمنى ان يتم التفكير بجدية في انجاز هذه الانطولوجيا والتطرق بتفصيل وإسهاب لكل هذه الأعمال الأدبية المتنوعة ودراستها وتحليلها وإدراج نماذج منها، عدا كوكبة من الابطال في المجالات الرياضية المتنوعة والتي ترشح المدينة لان تكون عاصمة لرياضة الجمباز، لأنها ستسدي عملا اكاديميا جليلا يؤرخ للمنطقة ثقافيا وفكريا وعلميا ورياضيا .

***

> عبدالعاطي طبطوب
* سي المهدي لن أفوت الفرصة لنتعلم منك:
- ثلاثة أسماء من كتاب القصة القصيرة العرب قديما؟
-والروائيين العرب قديما؟
-ما رأيك في خمس كلمات أقل أو أكثر في:
مستغانمي؟
واسيني؟
سمير عطا الله؟
جائزة البوكر؟
بشار الأسد؟
- تحية أخي السي عبد العالي طبطوب وشكرا لك على طيبة قلبك ونبل أخلاقك ايها الإنسان الرائع
- ثلاثة أسماء من كتاب القصة القصيرة العرب قديما؟
- عبد الحكيم قاسم - يحيى الطاهر عبد الله - زكريا تامر
- والروائيين العرب قديما؟
- نجيب محفوظ - يوسف السباعي والطيب صالح
هناك في الحقيقة العديد من الأسماء في فضاء القصة القصيرة العربية من جيل الرواد أثروا في أجيال بأكملها واختيار ثلاثة أسماء مجحف في حق هؤلاء جميعا.. في السبعينات أصدرت مجلة الهلال ضمن اعدادها المخصصة للقصة القصيرة ، عددا خاصا بالقصة القصيرة يسعة الى البحث عن طريق جديد للقصة القصيرة ، وقد أحدث ضجة كبرى في الأوساط الثقافية لما تضمنه من أسماء قلبت الموازين ، وأحدثت هزة على مستوى كتابة القصة القصيرة بالعالم العربي دعاها ادوار الخراط بالحساسية الجديدة في الكتابة، ووسم محمد حافظ رجب كتابها الذين ينتمون تحقيبيا لجيل الستينات قائلا: " نحن جيل بلا اساتذة " وشكلت هذ الموجة من القصاصين لفتة في الكتابة القصصية كان لها الوقع الكبير على الكتابة منذ الزمن ..
من تلك الأسماء يمكن ان نذكر إدوار الخراط،، يحيى الطاهر عبدالله، محمد هاشم شريف، محمد البساطي ، عبد الحكيم قاسم، محمد مستجاب، خيري عبد الجواد، ابراهيم اصلان، محمد إبراهيم مبروك، صبري موسى، يوسف القعيد، جمال الغيطاني، عبده جبير، سليمان فياض ، شمس الدين موسى، بهاء طاهر، خيري شلبي، يوسف ادريس، محمد حافظ رجب، محمد الورداني، ابراهيم عبد المجيد، مجيد طوبيا وغيرهم
هذا الى جانب العديد من الأسماء العربية الوازنة من كتاب القصة القصيرة والرواية الذين قرات لهم واعجبت بكتاباتهم كمحمود تيمور وعبد الغفارمكاوي، ونجيب محفوظ ، وعبد الستار ناصر، ومحمد خضير، وموسى كريدي، ويوسف ادريس، وعبد المجيد لطفي، يوسف السباعي ، محمود البدوي ، احمد بوزفور ، مبارك الدريبي، محمد زفزاف و حنا مينا، وغالب هلسا وعبد الرحمن منيف ..

ومن بين ثلاثة أسماء أذكر
- عبد الحكيم قاسم - يحيى الطاهر عبد الله - زكريا تامر..
دون ان نستثني طبعا محمود تيمور ويوسف الشارني

* والروائيين العرب قديما؟
- نجيب محفوظ - يوسف السباعي والطيب صالح ..
دون ان نستثني جبران وجرجي زيدان

- ما رأيك في خمس كلمات أقل أو أكثر في:
- مستغانمي؟ روائية جميلة صادقة في وطنيتها وعروبتها وانتمائها وشجاعة مواقفها
* أحببت كتابات احلام مستغانمي الروائية لانها تحفر في الذاكرة النضالية والثقافية للشعب الجزائري، وتسعى لرد الاعتبار لرموز النضال الوطني الجزائري . بالرغم مما قيل عنها، وما تعرضت له من هجوم و إجحاف من قبل جمهور حاقد، ومبررات واهية وسخيفة حول عدم كتابتها عن مرحلة حرب التحرير الجزئرية والمليون شهيد التي لم تتحرر من عقدتها جل الكتابات السردية في الجزائر بالرغم من مرور عقود عليها، ولا نعتقد أنها ستتحرر مستقبلا لأن الرقيب الثقافي الرسمي يريد ذلك ويكرس تلك المفاهيم
ومستغانمي لم تعش ظروف حرب التحرير.. والمرء كيف ما كان وإذا كان صادقا مع ذاته لا يستطيع بأية حال من الأحوال الحديث عن أحداث لم يشهدها ولم يعشها في حياته..
ولذلك أطلقوا عليها حملة شعواء حول من يكتب لها رواياتها وصوبوا اصابع الاتهام لسعدي يوسف ولآخرين وقد ردت بمرارة وألم عن هذا الاتهام الشنيعة بكون ذنبها الوحيد أنها كتبت وتكتب بالعربية وبمستطاعها الكتابة باللغة الفرنسية التي تتقنها جيدا .. وما يمكن أن تلاقيه من شهرة عالمية وترحيب بقلمها من ظرف الأوساط الادبية الفرنسية، لكن حبها لوطنها وللغة العربية هو ما دفعها للكتابة باللغة الأم.
وبهذا الصدق في المحبة والانتماء والدفاع المستميت عن الحق ضد الحاقدين أحببتها وازداد تقديري لها
- واسيني؟ نجم ساطع في سماء الرواية العربية
- سمير عطا الله؟ تابعت مقالاته في مجلة الوطن العربي أو المستقبل منذ الثمانينات
- جائزة البوكر؟ تدخل فيها الإخوانيات وستتوقف إذا مشت الأمور على هذا الشكل
- بشار الأسد؟ اسد بدون نيوب ..


شكرا لأهلي بمنتدى مطر الاغر



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع نقوس المهدي - لا يمكن للشخص أن يكتب دون مخزون ثقافي ...
- حوار مع نقوس المهدي أجراه: ذ. عبدالله بديع
- حوار مع نقوس المهدي... أجرته أليسار عمران (انتصار ابراهيم عم ...
- الأديب مهدي نقوس ضيف جريدة المسار العربي... الجائزة التى يفو ...
- حوار جريدة العرب مع نقوس المهدي... أجراه الأستاذ محمد شعير
- زخارف عربية.. برنامج ( رؤى حوارية) حوار مع الكاتب نقوس المهد ...
- الأديب مهدي نقوس ضيف جريدة المسار العربي... أجرت الحوار: ترك ...
- حوار مع نقوس المهدي أجراه الكاتب والقاص والناقد المغربي الأس ...
- إسمه (ذو يزن)... في تذكر الشهيد عبدالفتاح إسماعيل
- جمالية البناء الدرامي وقبح الواقع في رواية -الحوت البري-* لل ...
- الأطعمة والأشربة
- صدق الكتابة ومحبة الإبداع والتفاني في خدمته، شهادة متواضعة ف ...
- حوار مع نقوس المهدي حول موضوع القراءة والكتابة ضمن صفحة -طقو ...
- زخارف عربية حرف و ذوق برنامج ( رؤى حوارية) حوار مع الكاتب نق ...
- الجعد بن درهم .. شهيد الرأي.. ضحية الاستبداد
- الهامشيون.. مبدعون لم ينصفهم الزمان
- محمد عيد إبراهيم.. النساج في وحشته الأبدية..
- عام سعيد، برغم كل شيء
- دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ما وَجَبا.. المتنبي
- دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغيَتِها.. الحطيئة


المزيد.....




- اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق ...
- مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - نقوس المهدي - حواتر مع نقوس المهدي... بمنتدى مطر