أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - فيل قريش!















المزيد.....

فيل قريش!


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8100 - 2024 / 9 / 14 - 01:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في شباط الازرق من عام 571 ميلادي كانت حملة ابرهة الحبشي او ابرهة الاشرم كما يسميه الإسلاميون المتشددون لهدم الكعبة واجبار العرب على الحج الى كنيسة القليس التي بناها الاحباش في اليمن.
(بغض النظر عن مسير الفيلة من اليمن الى مكة مرورا بصحارى وجبال، فالفيل الواحد يحتاج على الاقل الى 200 لتر من الماء و200 كيلو من العلف الأخضر والحشائش كي يبقى على قيد الحياة، والمسير من اليمن الى مكة بقافلة افيال يحتاج في اقل المعدلات الى 25 يوما للوصول، واترك باقي التفاصيل لذوي الاختصاص للبت في صحة تاريخ واقعة الفيل من حيث توفر قوت هذه الحيوانات سيما وان بعض كتب التاريخ تؤكد على ان واقعة الفيل حدثت في شهر اذار او نيسان حيث الجو الجهنمي في صحراء الربع الخالي).)

مرت الأعوام العشرون الماضية، وقبلها مر أكثر من عشرين عاما أخر، ولا اخبار في العراق الا: ماذا تريد إيران من المنطقة؟
كانت المنطقة أكثر استقرارا في عصر الشاه البلهوي، وكانت إيران أكثر حداثة وشعبها أكثر رضا. ولكن منذ هبوط ذاك الشيخ السايكوباث من طائرة الخطوط الفرنسية في شباط عام 1979 لم ينم بيت واحد في العراق دون توجسات وكوابيس.
هل إيران اليوم قادرة فعلا على استعادة امبراطوريات كورش وقمبيز وداريوس؟
أستطيع ان أؤكد عدم مرور يوم واحد بسلام على العراقيين منذ صعود المد الراديكالي الشيعي في إيران قبل 45 سنة، كل يوم هناك خبر مثير للدهشة والاستغراب ان لم يكن مثيرا للرعب والإرهاب، على مدى هذه الحقبة الطويلة خسر المجتمعان الإيراني والعراقي بكل طوائفهما بشرا يملكون رؤى وافكارا ترجح بقوة في ميزان مقارنتها بأفكار من بيده مفاتيح الجنان ومفاتيح سقر كما يدعي اتباعه.
بالعودة الى النتاج الادبي والحضاري الإيراني لا يستطيع أحد ان يجد نصا إيرانيا يمدح او يقدر إنجازات العرب الحضارية في عصورهم الغابرة، ناهيك عن عصر الانحطاط الذي نعيشه اليوم، ولكن نستطيع ان نجد بسهولة نتاجا يشبه ما قاله إبراهيم ممشاذ المتوكلي الاصبهاني الذي كان يأكل قوته من صحن المتوكل العباسي في سامراء
انا ابن الاكارم من نسل جم وحائز ارث ملوك العجم
واني لآمل من ذي العلا بلوغ مرادي بخير النسم
فقل لبني هاشم اجمعين هلموا الى الخلع قبل الندم
ملكناكمُ عنَّة بالرماح طعنا وضربا بسف خذم
وأولاكم الملك آباؤنا فما ان وفيتم بشكر النعم
فعودوا الى ارضكم في الحجاز لأكل الضباب ورعي الغنم
فاني سأعلو سرير الملوك بحد السنان وحرف القلم
اذن هذا هو العقل الجمعي الإيراني الفارسي، الرجل يدعو (بني هاشم اجمعين) الى المبادرة بخلع أنفسهم من دست الحكم وتسليم الراية للعجم. طبعا هو غير آبه بان عليا وابناءه من بني هاشم.
للمعلومة فقط: هناك إيرانيون فرس يكرهون الشلة الدينية المتحكمة بالشعب الإيراني تحت مسمى شيعة ال البيت، انهم يشعرون بالقرف من ربط تاريخهم الفارسي بتاريخ العرب (الاجلاف) حتى لو كان هؤلاء العرب من قبيلة محمد بن عبد الله، وكثير من الذئاب الفارسية تختبئ تحت الصوف العراقي، وتعمل في مراكز حساسة في الدولة العلية او العلوية او دولة بني العباس في بغداد.
ان مما لا شك فيه بان الترسانة العسكرية الإيرانية قد كبرت بفضل الأموال العراقية التي تصب مباشرة في خزينة طهران، ولكن الأخطر من هذه الترسانة العسكرية هي ترسانة الخرافات والاكاذيب التي توظف طهران للترويج لها عشرات الالاف من الحكماء والجهلة في كل بقاع العالم.
مثلا منذ حوالي شهرين ونحن لا نسمع في الاخبار الواردة من بغداد الا سيلا من احداث لا علاقة لها بمصير العباد والبلاد.
افتتاح مجسرات في بغداد وعدد من المدن الأخرى.
مئات الالاف من الإيرانيين يقتحمون الحدود للمشاركة في احياء مراسم عاشوراء.
شيعة صينيون وعلماء دين سنة ومسيحيون وبشر من اديان أخرى يسلكون طريق كربلاء كـ(مشاية).
خلافات عقائدية بين مكونات الشعب العراقي حول إمكانية اغتصاب الطفلات ذوات السنوات العشر او التسع باسم الزواج الشرعي.
اجتماعات لتنفيذ صفقات انتخاب برلمان عراقي جديد.
نور زهير وشركاؤه يسرقون ثلث خزينة العراق ويهربون الى خارج الشرق الأوسط.
وعشرات المانشيتات المشابهة التي يروج لها منتفعون منتمون لجهات سياسية غايتها تعويم المجتمع العراقي وربط مصيره بمصير المعممين الذين تضخهم الحوزات في العراق ولبنان وإيران!
ولكن لا أحد يتكلم عن الفيل القرشي الذي هدم ويواصل تهديم وحرق مزارعنا
ومحاربنا وجامعاتنا ومدننا ومصانعنا وثقافتنا واخلاقنا وانساننا، حيث صحافتنا أصبحت ممسحة لمداسات المعممين.
ان أكبر الخرافات التي تحكم بها إيران اهل العراق هي ان الفقيه الإيراني خامنئي هو حفيد الحسين بن علي الذي قتل في معركة الطف عام 61 هجرية، وبناء على هذا النسب الذي سنقبل به مؤقتا سيكون لزاما على العراقيين ان يمتنعوا عن الفرح وسماع الموسيقى وإقامة حفلات الزفاف في أيام العزاء العاشورية، وان يتشحوا بالسواد من قمم رؤوسهم حتى ملابسهم الداخلية، وان لا يحلقوا لحاهم خشية غضب الرب!
ومن الملاحظ هذا العام بالذات ان شهر محرم امتد لأربعة أشهر شهدنا خلالها عملية (اغتيال النبي محمد بالسم) وغارة (الصحابي المجوسي الجليل أبو لؤلؤة على رأس القرشي عمر بن الخطاب)، وسلسلة طويلة من الخزعبلات التي لا يصدقها الا فاقدي العقل.

لنذهب الان الى المنبع الأول للقصة، حيث يزعم اتباع خامنئي ان علي بن ابي طالب كان أولى بالخلافة بعد وفاة محمد بن عبد الله من باقي شلة الصحابة. وهذا طبعا اس عظيم من أسس التشيع الذي يراد له ان يكون منهجا سياسيا عالميا.
ولنتفق أولا على ان جميع (الخلفاء الراشدين) هم قرشيون، اربعتهم من قريش، وأبو (جهل) كمحمد بن عبد الله قرشي قح!
الهواشم والامويون قرشيون أيها السادة!
هذا يعني ان نظام الحكم الراشدي هو نظام حكم قبلي، وكلنا نعرف ما عيوب وثغرات هذا النظام، حيث الضغينة والحسد والمفاخرة الجوفاء، ولكنني اريد ان أركز على (ولاية) علي التي تاجر ويتاجر بها الشيعة منذ قرون طويلة، وهل صحيح قولهم ان الشيعة مظلمون ولم يحكموا الا بضع سنين في أماكن متفرقة من عالم الإسلام.
سجلوا معي اين وكم سنة حكمت هذه الدول الشيعية بـ (المفهوم الطائفي) الذي تستخدمه إيران ومواليها.
1ـ الدولة الاخيضرية في اليمامة (في السعودية اليوم).
2 ـ دولة الادارسة في المغرب.
3 ـ الدولة البويهية.
4 ـ الدولة الحمدانية.
5 ـ الدولة العلوية.
6 ـ الدولة الفاطمية.
7 ـ الدولة العباسية.
والدولة السنية الوحيدة بـ (المفهوم الطائفي) ذاته هي دولة بني امية التي حكمت اقل من 90 سنة في التاريخ كله.
يقول مصطفى العقاد مخرج فيلم (الرسالة): ان سيناريو الفيلم حصل على موافقة الازهر والمراجع الشيعية والفرق والطوائف الإسلامية، وبالعودة الى اللقطة التي يناصر بها الحمزة بن عبد المطلب (عم الرسول) المسلمين الذين تعرضوا لاعتداء وهجوم القرشيين الذي يحمون الكعبة يقول الحمزة لأنصار واتباع ابي الحكم او (ابي جهل) حسب التصنيف الإسلامي: انا على دين محمد، أقول ما يقول!
الحمزة لم يقل انا على دين محمد اؤمن بما يؤمن!!
الجملة الصغيرة هذه تدلل ان موقف الحمزة من الإسلام ونبيه هو موقف ينتمي الى (العصبية القبلية) السائدة في مجتمعاتنا حتى الساعة، وليس الى الايمان بالدين الجديد، وهذا يفسر عزوف اغلب اعمام (محمد بن عبد الله) عن الدخول في الدين الجديد.
فأعمام وعمات الرسول كثيرون، ولكن الذين دخلوا في دينه بضع نفر، يذكر ابن هشام في كتابه (السيرة النبوية) ان اعمام الرسول هم تسعة.
العباس، وحمزة، وأبو طالب واسمه عبد مناف، والزبير، والحارث، وحَجْلاً، والمقوِّم، وضرار، وأبو لهب واسمه عبد العزى. ولم يسلم منهم الا العباس والحمزة.
وله ست عمات هنَّ: صفية، وأم حكيم البيضاء، وعاتكة، وأميمة، وأروى، وبرة.
أسلمت منهنَّ صفية، واختلف في إسلام عاتكة وأروى، وصحح بعضهم إسلام أروى.
ولأن المرشد الإيراني يركز في استراتيجيته الإمبراطورية على أبناء علي و(مظلوميتهم) و وبالأخص الحسين بن علي، اما انا فأوعز عدم تولية علي بن ابي طالب كخليفة اول بعد وفاة الرسول محمد الى فشله في اقناع والده ابي طالب في الدخول في الإسلام، حيث مات أبو طالب من غير ان يدخل الإسلام رغم رعايته لابن أخيه ومساندته لسنوات طويلة بدافع العصبية القبلية.
كل هذا السرد يؤكد ان معركة الطف كانت بين قبيلتين قرشيتين حيث كان الهواشم موكلين بخدمة زوار (البيت الحرام) بينما كان الامويون هم عصب القبيلة المالي والاداري والتجاري والدبلوماسي، الهواشم والامويون تقاتلا من اجل الملك والارث والمال والسلطة ووقع قتلى من الطرفين وكان من بين القتلى الحسين بن علي وبعض أبنائه واخوانه، وليس أكثر وضوحا من خروج الحسين بن علي مع نسائه واطفاله طلبا لإرث جده!
وما حصل في الطف يحصل في جنوب العراق يوميا، وأماكن أخرى خاضعة للولي الإيراني الفقيه، ولكن ليس هناك من يقيم عزاء سنويا وفصليا لهؤلاء القتلى.
ولد النبي محمد بن عبد الله في عام الفيل المقرون بمسير ابرهة الحبشي الى الكعبة لهدمها، وكلنا نحفظ عن ظهر قلب ان السماء أرسلت عليه طيرا ابابيل جعلته وفيلته كعصف مأكول. ولكن يبدو ان القتل حصل ليحتل فيل اخر أكبر حجما ومبهم الملامح مكان فيل ابرهة، فمتى ترسل السماء طيرها الابابيل لتنقذ عشرات الملايين ممن يداسون بأقدام هذا الفيل القرشي؟
ان الله الافتراضي يجب ان يحب خلقه ولا يميز بين قرشي واموي، ولا بين مسيحي وسيخي ويهودي ومسلم، وإذا ميز سيكون دجالا قوميا مثل الولي الفقيه القمي.
للحكاية بقية



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!
- العراقيون يخونون بلادهم!
- ماخور الشرق الاوسط!


المزيد.....




- الخيار الصعب بالنسبة لليهود الأمريكيين
- بابا الفاتيكان: ترامب وهاريس -ضد الحياة-.. اختاروا الأقل شرا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف المقر الإحتياطي للفيلق الشم ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف دبابة -ميركافا- على طريق ...
- بابا الفاتيكان يندد باستشهاد الأطفال الفلسطينيين في الضربات ...
- عاجل | الجيش الأميركي: مقتل قادة في تنظيم الدولة الإسلامية ف ...
- بابا الفاتيكان منتقدا ترامب وهاريس: يجب على الأمريكيين اختيا ...
- البابا ينتقد هاريس وترامب ويحث الكاثوليك الأميركيين على اختي ...
- خطيب المسجد النبوي يعلق على الاحتفال بمولد النبي محمد بأنه - ...
- ترامب يُنذر اليهود الأميركيين: إذا لم أفز بالرئاسة ستنتهي إس ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - فيل قريش!