أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - انتِفاخ وتلاشي الفُقاعة العقارية في العراق(2021-2024)














المزيد.....

انتِفاخ وتلاشي الفُقاعة العقارية في العراق(2021-2024)


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 12:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في السنوات الثلاث الأخيرة تحديداً، شهدت المدن الرئيسة في العراق (وخاصّةً العاصمة بغداد) ارتفاعاً هائلاً في أسعار العقارات (أبنيةً وأراضٍ)، بحيث أصبحَ سعر المتر المربّع الواحد يفوقُ سعره في نيويورك وطوكيو ولندن وباريس.
"الانتِفاخ" المفاجيء لـ "الفُقاعة العقارية" في العراق بدأ في بغداد مطلَع العام 2021 مدفوعاً بموجة غسيل الأموال التي اقترنت بتفعيل القيود الخارجية على تحويل الأموال "المسروقة" (أو التي تمَ الحصول عليها بوسائل مُريبة وغير مشروعة) من العراق إلى دول و"ملاذات" أخرى.
وهكذا ظهرت و نَمَت وازدَهرَت "شوارع غسيل الأموال" في أكثر من حيّ من تلك الأحياء المُسمَاة بـ "الراقية" في بغداد، بمطاعمها ومقاهيها ومراكز تسوَقها (وتجميلها) ومحلاَتها الباذخة، وشققها السكنيّة الفاخرة.
ولم يقتصر انتشار "الفقاعة العقارية" على تلك الأراضي والمباني الموجودة في الأحياء "الراقيَة" من بغداد، بل امتدّ منها إلى وحدات السكن البسيطة والمتواضِعة في الأحياء الشعبيّة.
ومن بغداد، امتدّ الأثر التراكمي لارتفاع أسعار العقارات، وطارت الفُقاعة العقاريَة في سماء محافظات أخرى، ثمَ هبطت فوق أراضيها ومبانيها، مُخَلَفةً المزيد من هذه الفقاعات على امتداد العراق كُلّه.
أمَا الموجة الارتداديّة للفقاعة العقارية، فقد بدأت ملامحها بالظهور في عام 2024 بعد إن استنفدت عملية غسيل الأموال (داخليا) زخمها الرئيس من جهة، وبفعل الخوف من عمليات رصد ومُلاحقة الأموال المسروقة، وما تمَ غسيلهُ منها، ومُلاحقة المُستفيدين منها من جهة أخرى (وبالذات بعد انكشاف أمر سرقات كبرى وعمليات نهب مُنظَمة للمال العام، لم يعُد بإمكان أيّة جهة التستُّر عليها، لأسبابٍ وتفاصيلٍ عديدة لا يتسّع المجال لذكرها في هذه الورقة).
ولم تتضخَم الفقاعة العقارية في العراق بفعل الفساد فقط، بل وأيضاً من خلال تقديم "هِبات" و "مِنَح" و "عطايا" حكوميَة سخيَة، وبالذات فيما يتعلَق بتمويل "الاستثمار" في بناء المُجمَعات السكنيَة، وتمكين "المُستثمرين" نتيجة لذلك (ومعظمهم مدعومون ومُرتَبِطون بعلاقات تَخادُم متعدّة الأوجه بقوى سياسية نافذة) من تحقيق أرباح هائلة نتيجةً للمُغالاة في تحديد سعر بيع المتر المُربَع الواحد للوحدات السكنيَة في هذه المُجمَعات.
ويبدو الآن أنَ هذه "الفُقاعة العقاريَة" قد بدأت بالتلاشي (أو هي قابلةٌ للانفجار في أيّة لحظة). فقد بدأت أسعار العقارات بالانخفاض (بفعل زيادة العرض وتراجع الطلب)، وهناك الكثير من العقارات المعروضة للبيع منذ أشهر، دون أن يتقدَمَ أحدٌ لشراءها أصلاً.
وتُعزَز أوضاعُ اللايقين (الاقتصاديَة والسياسية) في العراق هذا الميل نحو انخفاض الطلب.
وبالرغم من وفرة المعروض، فإنَ التوقعات المُتشائِمة (القائمة على متابعة "المُشتَرين" لمتغيرات داخلية وخارجيَة تبعثُ على الخوف من تطورَات الأوضاع في المستقبل، وانعكاسها السلبي على العراق) هي من تدفع بسوق العقارات(بل ومختلف أنشطة الاقتصاد و"أسواقه" الأخرى) نحو ركودٍ قد يكون طويل الأجل.
وقد يُجادِلُ البعض بأنَ هذا الطَرحَ مُبالغٌ بهِ، أو غيرُ دقيق.. غير أنَ بديهيَات الاقتصاد تقول أنَّ استمرار الركود في سوقٍ، هي سوقُ فُقاعةٍ أصلاً، سيؤدي إلى انهيارٍ لاحقٍ وكبيرٍ و مُفاجيءٍ وسريع، في هذه السوقِ حتماً.
ومع أنّ ركود سوق العقارات في العراق ما يزالُ في بداياته، ولم يتحوَل بعد إلى كسادٍ كامل (بما يعني انفجار فقاعته)، إلاَ أن الكثيرَ من "المُشترينَ – العاديَينَ" قد تضرَروا من تبعات هذا الركود، وانعكاسه السلبي على أسعار العقارات منذ الآن، وبالذات أولئكَ الذين أنفقوا كُلَ مُدَخراتِ حياتهم لشراء الأراضي والوحدات السكنيَة في ذروة ارتفاع أسعار العقارات (تلك الأسعار المُبالَغ بها بإفراط، والتي لم تكن خاضِعةً يوماً لأيَ معيارٍ أو ضابطٍ أو حسابٍ اقتصاديَ سليمٍ ومُنصِف).
نحتاجُ إلى التحسَبَ الحكوميَ لاحتمال حدوث وضعٍ كهذا منذ الآن، وبما يمنع انفجار "الفُقاعة العقاريّة" (التي أسهمت "الدولةُ" العراقيَةُ بشكلٍ أو بآخرَ في صُنعها)، وأن لا نسمحَ بأن يحدث ذلك على نحوٍ مُفاجيءٍ وسريعٍ وغير مُنضَبِط، لكي لا تكونُ العواقبُ وخيمةً على الناسِ والاقتصاد.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَهفٌ واسعٌ لقلبي الوحيد
- محنةُ المُعاقين في الدولِ المُعيقَةِ والمُعاقَة
- الفتاة الذهبيّة ودولة السِكراب الصَدِئة
- دفاترُ الحرب (4) .. مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ، من بقايا ا ...
- السياسة النفطية في العراق واشتراطات تحالف (OPEC PLS)
- وقائعُ تاريخِ المِحنة في العراقِ الراهن
- كلفة التنمية وعائد التنمية وإدارة التنمية في العراق
- كُلُّ احتلال.. وأنتِ روحي
- سرقات اليوم الواحد وفساد القرن الكامل في العراق (2)
- سرقات اليوم الواحد وفساد القرن الكامل في العراق (1)
- هديلُ الحَمامِ الوحيد في كوكبِ المُشتري
- سرقات اليوم الواحد وفساد القرن الكامل في العراق (3)
- تلكَ الحياةِ المريرة
- كلفة التنمية وإدارة التنمية في العراق
- المواطنون السمك و نفط البحيرة الاجمالي
- أمانات القانت و حرمان المقنوت في بلاد الحوت الأحدب
- دفاترُ الوقتِ طويل الأجل
- يا لهُ من بلدٍ.. هذا البلد
- حروبُ الضرايرِ في بيوتِ العرب
- وحدي.. و وحدي.. وما زلتُ وحدي


المزيد.....




- انخفاض عائدات الصادرات الأمريكية من الغاز إلى الاتحاد الأورو ...
- الاقتصاد والهجرة والمناظرات محاور التنافس بين ترامب وهاريس ب ...
- سياسة -العصا والجزرة-.. هل تحمي الصين من الرسوم الأوروبية؟
- ترامب: لن أبيع أسهمي في الشركة المالكة لمنصة تروث سوشيال
- الحكومة البريطانية تستحوذ على شركة مشغلة لقطاع الكهرباء
- الكنيست يمرر ميزانية إضافية لعام 2024 بسبب الحرب على غزة
- عبر هذا الرابط احصل الان على البطاقة الذهبية الجزائرية
- الإمارات.. الاحتياطيات الدولية للقطاع المصرفي تنمو 8%
- أسهم -وول ستريت- ترتفع مع زيادة الآمال بخفض الفائدة بأميركا ...
- عوائد سندات الخزانة الأميركية تنخفض وسط توقعات خفض الفائدة


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - انتِفاخ وتلاشي الفُقاعة العقارية في العراق(2021-2024)