أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمود كريم - العراق بين الازدواجية والنفاق - القسم الثالث














المزيد.....

العراق بين الازدواجية والنفاق - القسم الثالث


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثانية يا عراق المجد والحضارات وعراق الكتابة والديانات يبحث سكانك عن وطن للإيجار حتى تنتهي الصراعات وتتوقف النزاعات وتهدأ النفوس وتلملم الجراحات.
ثانية يا عراق النزف في الدمع والدم والماء والعطاء، ننتشر في مغارب الأرض ومشارقها نبحثُ عن وطن يأوينا حتى يتوقف النزف وتعود الطيور ثانية إلى أعشاشها المهترئة أو المحروقة، لتبنيها من جديد.
ثانية يا سيدي العراق المجروح من الوريد للوريد ومن الشريان للشريان، ليس اليوم، أنت مذبوح يا عراق، فقد ذبوحك منذ صنعوك، لتنزف دوما دونما وقوف، ولكي لا تنهض ذات يوم يا عراق.
قبل خمسين عاما أو ربما أكثر كان الرحيل وكان الهجير وكانت هناك قوافل من أناس تساق إلى خارج أرضك يا عراق، بعد أن اقتلع جذورها الرفاق من كل أنحاء العراق، تارة باسم الفرس وأخرى باسم الكورد وقبلها أحرقت طائرات غيرهم الآلاف من مواطنيك يا بلد الدماء والرثاء باسم المخربين والمتمردين والاثوريين.
منذ خمسين عاما وهم يرحلون مواطنيك ويسقطون هوياتهم وعناوين ارتباطهم بقلبك يا عراق؟
منذ خمسين يا عراق والملايين تبحث عن وطن للإيجار وهوية وجواز سفر مستعار، وتهيم في بلدانٍ بمشارق الأرض ومغاربها ليعيش الرعاع والسراق والمنحرفين من شواذ الآفاق والأخلاق، ممن انتجتهم دوائر العفونة القومية والدينية المتطرفة من العروبيين وغيرهم ممن أدمنوا حرق الأوطان والأديان في مخيلتهم المريضة بالوطن الأكبر والعالم الأوسع، حتى صغرت أوطانهم وكادت أن تتلاشى.
خمسون مرة باعونا وباعوا العراق، قتلونا وأزاحوا حدودا لوطن اسمه العراق، مقابل مجاميع من رعاع الأرض والأصقاع. استقدموها واستبدلوا بها أهل العراق، وأقاموا لها وطنا بين جروحنا وآلامنا، حينما قذفونا وراء الحدود، دونما هوية أو جواز سفر؟
هل تتذكرون أولئك الذين امتدت شرايينهم إلى أعمق أعماق العراق من الشورجة في بغداد إلى البصرة في أقصى جنوب العراق، أولئك الآلاف المؤلفة التي عاشت مئات وربما آلاف من دهور وتواريخ، يقتلعها الأعراب فجأة من تاريخها وجذورها ويسقط كل حقوقها ويقذها خارج الوطن وخارج الحياة؟
إنهم الاصلاء من اعرق اعرق من سكن واخلص للعراق، هم أولئك الفيليون من الكورد الذين امتدت جذورهم في ثرى العراق إلى أعمق أعماق الأرض والتراث والطيبة والإخلاص، هم أولئك الذين تتباهى بغداد بحضاراتهم ورجالاتهم وتجارهم وأساتذتهم، هم أولئك الذين عاداهم كل متخلف عنصري أهوج، يعاني من عقد الحضارة أو البداوة أو مركبات النقص في تركيبه النفسي والتربوي.
هؤلاء هم الذين أسقطت جنسيتهم العراقية وقذفوا إلى خارج الحدود منذ عشرات السنين، وقتل الآلاف من خيرة شبابهم ورجالهم، ومثلهم يا عراق فعلوا بأهل كوردستان، فاحرقوا الأخضر واليابس وشردوا مئات الآلاف من أعرق سكان الشرق والعراق، أحرقوا كوردستان واقتلعوا خمسة آلاف قرية بسكانها من على أرضك يا عراق، وارتحلوا بهم إلى جحيم صحراواتهم ليدفنوهم هناك ألافا مؤلفة يا عراق المجد والحضارات باسم العروبة والأمة العظيمة والتاريخ المجيد!.
منذ خمسين وأكثر هذي الملاجئ فيما حوالينا تشهد بحثنا عن وطن للإيجار حتى ما يتم أو يكتمل بناء وطننا العتيد، عراق الازدواجيات وارض النفاق والشقاق(!)
كورد وعرب وتركمان وكلدان وغيرهم من أعراقك يا عراق، شيعة وسنة، مسيحيون وايزيديون وغيرهم من عبيد الله يا عراق، يرحلون ويقتلون منذ خمسين عاما وأكثر، يبحثون في أوطان غيرهم عن وطنٍ للإيجار ريثما يكمل البناء ويتوقف النزف والشقاء.
واليوم وبعد بحور من الدماء والدموع، وعارات الأنفال وحلبجة والجنوب الذبيح والكسيح، ما زال الرفاق ورجال الحملة الإيمانية المنافقة مصرون على تحويل العراق إلى حفنة تراب وأبحرٍ من دماء، يذبحون الأطفال والنساء، يدمرون أنابيب البترول ومصافيه، وينسفون محطات الكهرباء وأبراج نقله، يسممون مياه الإسالة كما سمموا ينابيع كوردستان، يقتلون الأساتذة والعلماء ويخطفون الأطفال والفتيات، وأيضا كل ذلك من أجل أهداف الأمة العظيمة وكرامتها ومقاومة الاحتلال وتماشيا مع الشرع وعقيدة الجهاد من اجل القائد الأسير؟
ألم أقل لكم ذات يوم إنهم يتناسلون كالقطط الشتائية، فها هم اليوم رفاقنا البعثيون أكثر عددا وعدة، وكانوا حزبا واحدا فأصبحوا أحزابا وميليشيات بالعشرات وبدلا من (كيمياوي) واحد أصبح لدينا المئات من تلامذته ومريديه ممن يطورون يوميا عمليات الأبادة الجماعية للشيعة والسنة والكورد والناس أجمعين وفي كل قرية وشارع ومدينة. وبدلا من قائد واحد للضرورة أصبح لدينا (هيئات) من قيادات الضرورة التاريخية والمرجعية الدنيوية والآخروية.
وبدلا من عدة ملايين من الذين يبحثون عن وطن للإيجار أصبح أكثر من نصف العراقيين يبحثون عن ملاذ آمن في دول الجوار وأخواتها من دول ( الدك والرقص على أنغام الموت في العراق ) ريثما يتحقق حلم القائد والأمة ويتحول العراق بأكمله إلى حفنة تراب.
وحتى ذلك الحين ستبقى دول الجوار بدون استثناء وما بعد الجوار تمنحنا غرفا للإيجار وهي ترقص طربا على أنغام الموت في سهول ووديان وشوارع العراق وطن ( الكفر والنفاق )؟!



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( العراق بين الأزدواجية والنفاق ) القسم الثاني: من تجارة الر ...
- العراق بين الازدواجية والنفاق
- ( المرأة بين الخطيئة والفضيلة )
- ( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )
- التافهون ... وراية الرذيلة والخطايا
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - ا ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمود كريم - العراق بين الازدواجية والنفاق - القسم الثالث